الدرس(5) في التنمية البشرية

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

الدرس(5) في التنمية البشرية

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

ثالثاً- تجزيء وترتيب الأهداف:
1- تجزيء الأهداف:
يعتبر تجزيء الأهداف من أهم عوامل النجاح، بل يعتبر دوام النظر إلى الهدف أو الأهداف بشكل إجمالي، أحد أكبرعوامل الفشل في تحقيقها، لأن هذا يبقينا في دائرة الأماني والحلم بالنجاح، دون القيام بالخطوات اللازمة لتحقيقه، بل يشعرنا هذا الأمر بالعجز والإحباط، بينما تجزيء الهدف يجعله أقرب إلى الممكنات السهلة اليسيرة، على قاعدة أن نقل جبل يستحيل على المرء، لـكن نقـله حجراً بعد آخر يجعله ممكناً.
مثال: حفظ القرآن الكريم:
يعتبر حفظ القرآن الكريم أمنية عامة لكل المسلمين تقريباً، لكن ما يجعله هدفاً حقيقياً لأحدهم هو القيام بتجزئته إلى أجزاء، واختيار جُزءٍ واحدٍ من ثلاثين جُزء، ثم القيام بتوزيع آيات الجُزء الواحد على عشرين يوماً، إذا أريد حفظه في شهر واحد، باعتبار خمسة أيام من الأسبوع ويومين استراحة للمراجعة، وتوزيعها على أربعين يوماً إذا أريد حفظه في شهرين، بالطريقة السابقة كذلك، وعلى هذا يوزع الجزء الأول من سورة البقرة، ليكون ثلاث آيات إلى أربع لليوم الواحد.
2- تهيئة الوسائل:
لكل جزء من الأهداف وسائل توصل إليه، فالسباحة تحتاج إلى لباس البحر ورداء الأمان، والرياضة تحتاج إلى لباس خاص بها، مع حذاء رياضي بالإضافة إلى الكرة، والكتابة تحتاج إلى المصادر والمراجع، بالإضافة إلى مخطط البحث، والكراسة والقلم، والفن يحتاج إلى أقلام الرسم والتلوين والقاعدة والإطار وأدوات التخطيط والهندسة، والزراعة تحتاج إلى التربة الصالحة والسماد، والشتلات والبذور والغراس، والرفش والمعول وأدوات الري، وكتاب عن مواسم الزرع وطرائقه.
وبالنسبة للمثال السابق: يحدد نسخة معينة من القرآن الكريم، وليكن نسخة قرآن الحفاظ، طبعة المدينة المنورة، التي تنتهي آياته بآخر كل صفحة منه، بالإضافة إلى مسجل وشريط مسجل مرتل لمقرئ مجيد ترتاح أذنك إليه، أو شريط (سيدي) حاسوب يتضمن برنامج تحفيظ مناسب.
3- تحديد المراحل:
معرفة نقطة البداية في الهدف، له أثر كبير في دفع الرغبة في النجاح باتجاه الطريق الصحيح، وتليها في الأهمية ترتيب المراحل التالية، لأن القفز على المراحل بشكل غير سليم، يؤدي إلى التخبط المشعر بالفشل واليأس والإرهاق، ويؤدي إلى بذل جهد أكبر في غير طريق النجاح، مما قد يؤدي إلى التراجع عن الهدف أو إطالة الطريق إليه، وهذا يمكن تلافيه بالتخطيط الجيد.
وفي مثالنا السابق: تحديد نقطة البدء والمراحل، بمعرفة القراءة للقرآن الكريم، ومن ثم تجويده وترتيله ومعرفة أحكام التلاوة، وربما اختيار المعرفة الأولية لبعض معاني القرآن ومفرداته، أو تفسير أحكام معينة منه كآيات الأحكام أو آيات الفرائض المتعلقة بالمواريث، أو قصص الأنبياء وغيرها، أو
الآيات المتشابهة ومن ثم اختيار نقطة الانطلاق للحفظ.
4- ترتيب الأولويات:
يعتبر ترتيب الأولويات عامل مهم من عوامل النجاح، فالهدف القريب السهل له الأولوية على الأهداف البعيدة الصعبة، وذلك لأن النجاح يقود إلى النجاح، بالإضافة إلى أن النجاح المتدرج عبر الأهداف الصغيرة والقريبة يؤصل للاستمرار في السير نحو النجاحات الكبيرة، ويصقل الخبرات الشخصية بشكل تدريجي، مما يدفع الإنسان نحو تنمية مواهبه وقدراته، التي يحتاجها في إنجاز الأهداف الكبيرة التالية بعيدة المدى، بالإضافة إلى أن إنجاز الأهداف الأولية يفسح الطريق أمام التفرغ الكامل فيما بعد للأهداف الأكبر، واستخدام النجاح في الأهداف السابقة لإتقان إنجاز الأهداف الأكبر من ناحية، وتوظيف مهاراتها في المكافآت النفسية وتربية الأبناء وإنعاش البيئة المحيطة.
وفي مثال حفظ القرآن: يمكن اختيار البدء بحفظ الجزء الأول من سورة البقرة، أو الجزء الأخير
من سورة النبأ، أو غيرها من الأجزاء التي تراها مناسبة لك حسب ترتيب معين، أو جعل قاعدة الحفظ بناء على السور بترتيب معين تختاره.

مختصراً من كتابي" كيف تحدد أهدافك على طريق نجاحك" طبع دار السلام/ القاهرة


أضف رد جديد

العودة إلى ”التنمية والتغيير“