من مدرب التنمية البشرية.. المعتمد؟!

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

من مدرب التنمية البشرية.. المعتمد؟!

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

بعد أن امتهنها الطبال والحاصل على الشهادة الإعدادية
مدرب تنمية بشرية.. مهنة من لا مهنة له
حازم يونس بعض مدربي التنمية البشرية شكل بلا مضمون لم يغب كثيرا عن المكان الذي شهد براعته في دق الطبول بإحدى الفرق الموسيقية، لكنه عاد هذه المرة لحجز إحدى القاعات ليكون محاضرا بإحدى ندوات التنمية البشرية..
كانت هذه هي المفاجأة التي كان المهندس محمد الصاوي، مدير مركز ساقية عبد المنعم الصاوي الثقافي بوسط القاهرة، على موعد معها منذ ثلاثة أشهر مضت، ومن وقتها وهو يدقق كثيرا في الاستجابة لطلبات الموافقة على مثل هذه الندوات، التي يقوم عليها أمثال هؤلاء "الطبال سابقا.. مدرب التنمية البشرية حاليا".يقول الصاوي: "ليس لدي اعتراض على مهنته السابقة؛ فهذا عمله الذي كان بارعا فيه، ولكن أن يصبح موجها للغير لتطوير ذاتهم فهذا ما لم ولن أهضمه؛ لأنه لا يملك المقومات التي تؤهله لذلك".والمقومات التي يعنيها الصاوي هي مقومات شخصية قبل الدراسة؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه.مصطفى محمود نموذجاما قاله الصاوي يذكر بالمفكر الراحل د.مصطفى محمود الذي عرض عليه الرئيس المصري الراحل أنور السادات منصبا وزاريا، لكنه رفض قائلا: لم أحسن إدارة أسرتي، فكيف أدير وزارة؟!وكان المفكر الراحل يشير بهذا المبرر إلى عدم نجاحه أسريا؛ حيث دخل في تجربتي زواج انتهيتا بالانفصال، ومن ثم كان تقديره لنفسه أنه لا يصلح.والمشكلة أن كثيرا ممن أقحموا أنفسهم في هذه المهنة لا يحسنون تقدير ذاتهم، كما فعل المفكر الراحل، والنتيجة كما يقول خليفة الزغابي مدير مركز الخليفة للاستشارات والتدريب بالإمارات، أنهم أساءوا لسمعة هذه المهنة بالعالم العربي، حتى تحولت إلى "مهنة من لا مهنة له".ويضرب الزغابي نموذجا بأحد فروع مجال التنمية البشرية وهو مجال "البرمجة اللغوية العصبية" الذي ساهم في انهياره بالعالم العربي أمثال هؤلاء.ويقول: "تجد الشخص منهم ضعيف الشخصية، وغير قادر على التواصل مع الآخرين، ويقدم نفسه على أنه مدرب برمجة لغوية عصبية".وأصل هذه المشكلة هو الاتحاد الدولي للبرمجة اللغوية العصبية؛ فالاتحاد -كما يوضح الزغابي- ليس لديه قواعد تضمن كفاءة من يصدرون شهادته.ووفقا لنظام الاتحاد فإن الارتقاء من مرحلة تدريبية لأخرى وصولا لمستوى المدرب الذي يصدر شهادات الاتحاد لا يخضع لاختبارات، لكن المهم -فقط- أن يكون الشخص قد حضر مدة التدريب ليحصل على الشهادة التي تؤهله من مرحلة لأخرى.ويقول الزغابي: من هنا دخل في هذه المهنة من وقف مستواهم التعليمي عند الإعدادية والثانوية؛ لأن كل مؤهلاته أنه يملك المال الذي أهله لحضور دورات الاتحاد والانتقال من مرحلة لأخرى، دون أن يكون هناك اختبار حقيقي لمدى الفهم والاستيعاب.سعادة بلا جدوىوأهمية وجود هذا الاختبار أنك تقيس مقدار ما حصله المدرب من معلومات ومهارات؛ لأنه قد يكون ملائما تماما لأداء هذه الوظيفة من ناحية المقومات الشخصية، لكنه لا يملك المعلومة والمهارة.وهؤلاء -كما يوضح الزغابي- يحافظون بمقوماتهم الشخصية الجذابة على انتباه المتدربين، ويخرجون من محاضراتهم سعداء، لكنها سعادة بلا جدوى؛ لأنه لم تصلهم معلومة مفيدة.والمصيبة الكبرى عندما لا يوجد لدى الشخص مقومات شخصية، ولا معلومة ولا مهارة؛ وهذا ما يؤكد مدير مركز الخليفة انتشاره في سوق مجال البرمجة اللغوية العصبية. ويتسارع هؤلاء على دخول هذه المهنة للمكاسب الكبيرة التي يمكن جنيها من الإنتساب لها، حيث يبلغ متوسط تكلفة الدورة التي مدتها أسبوعين 500 درهم إماراتي (حوالي 135 دولار أمريكي)، ويحضر هذه الدورات في المتوسط 20 متدرب، ومن ثم فإن المكاسب التي يمكن جنيها من برنامج تدريبي واحد حوالي 10 آلاف درهم.وحتى ينجو الشباب من الوقوع في براثن هؤلاء، يشير الزغابي إلى جهة أكثر احتراما هي: "الجمعية الدولية للبرمجة اللغوية والعصبية" بسويسرا.ويقول: "إذا كان الشخص مخولا من الجمعية لإصدار الشهادات فتعاملوا معه وأنتم مغمضو العين".وسبب هذه الثقة المفرطة التي يضعها الزغابي في الجمعية أن اجتياز دوراتها يكون وفق اختبار معلومات ومهارات، كما أن الحصول على لقب مدرب منها يقتضي إنجاز أبحاث، واجتياز اختبارات أكثر تعقيدا، ولذلك فإن عدد المعتمدين منها بالعالم العربي شخصان فقط.كلمة سيئة السمعةودفعت هذه المشاكل -التي أشار إليها الزغابي- مدرب تنمية المهارات الشخصية د.محمد عمر إلى اتخاذ قرار تغيير اسم فريقه إلى "فريق زدني لتنمية المهارات الشخصية"، بعد أن أصبحت "التنمية البشرية" كلمة سيئة السمعة بسبب من يسمون أنفسهم بـ"مدرب تنمية بشرية".ويقول د.عمر: "هذه الكلمة فضفاضة فسمحت بأن تضم تحتها مفاهيم كثيرة اختلط فيها الغث مع السمين".وحتى يخرج د.عمر وفريقه من عباءة تلك الكلمة كان قرار تغيير الاسم الذي يحافظ لهم على خصوصية وسط هذه السوق.ويقول رئيس فريق زدني: "مشكلة هذه السوق أنها تقدس الشهادة على حساب المهارة والمعلومة".ومع تقديره للشهادة، فإنه يؤكد: "ليس كل من يحصل على شهادة يصلح مدربا".ومقومات المدرب التي يطبقها د.عمر على الراغبين في الانضمام لفريقه هي: كم واسم المؤسسات التي قام بتدريب موظفيها، وشركات تنمية المهارات الشخصية التي عمل بها وكان أحد أعضائها.ويقول د.عمر: هذه -أيضا- هي المعايير التي ينبغي للشباب على أساسها اتخاذ قرار الحضور لدورة تدريبية مع مدرب أم لا.وحتى يمكنك أن تصبح مدربا لتعمل بشركات التدريب وتقوم بتدريب موظفي المؤسسات الكبيرة، ومن ثم تنطبق عليك هذه المعايير، يعدد د.عمر عدة شروط، تبدأ بالقراءة المتنوعة في المجال الذي تريد التدريب فيه، مثلا إذا كنت ستدرب في مجال "إدارة الوقت" ينبغي أن تقرأ أكثر من كتاب في هذا المجال، ولمؤلفين موثوق بعلمهم، ثم تثقل ذلك بحضور أكثر من دورة تدريبية، وتختبر ما استوعبته بتدريب مجموعات صغيرة "مجموعة من أصدقائك"، وبعدها تحاول الانضمام لإحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال.وماذا عن الشهادة؟ يصرخ د.عمر كأنك وضعت يدك على جرح غائر: "هذه آخر شيء يمكن أن تفكر فيه".ولكن من يسمع صرخة د.عمر وسط طبول يقرعها أقران صاحبنا "الطبال سابقا.. مدرب التنمية البشرية حاليا"؟


أضف رد جديد

العودة إلى ”التنمية والتغيير“