التنمية البشرية ما بين التغريب والتعريب!

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

التنمية البشرية ما بين التغريب والتعريب!

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

في ملتقى المدربين بالمغرب
دبلجة التدريب.. بقعة سوداء في ثوب التنمية البشرية
عادل إقليعي ملتقى الاعتمادية الدولية للمدرب"فوضى التنمية البشرية".. حقيقة لم تعد تخفى على أحد؛ فالمدربون غير مؤهلين، ويقود ذلك إلى استخدامهم مضامين غربية في التدريب ونقلها مدبلجة إلى العربية دون أن يكون لديهم القدرة على تقييمها ومعرفة مدى اتفاقها مع البيئة والهوية العربية، والنتيجة أن حاضري هذه الدورات يشاركون بها ثم يخرجون بلا نتائج ملموسة؛ مما أضر بسمعة التدريب في هذا المجال.
الأكاديمية العربية العالمية للتدريب وتنمية الموارد البشرية أخذت على عاتقها محاولة إزالة هذه الصورة، ونظمت في إطار نشاطها الذي بدأ في هذا المجال منذ عام 2009 ورشة عمل للمدربين بالدار البيضاء بالمغرب يوم السبت 6 فبراير 2010، بالتعاون مع "مركز مهارات جودة التعليم والتدريب" بالمغرب.شارك بالورشة 40 مشاركا ما بين مدربين وباحثين وأكاديميين ومهتمين من 14 مدينة مغربية، واتفقوا على حقيقة أن "دبلجة التدريب" أحد أبرز العيوب التي شوهت صورة التنمية البشرية، وأكدوا على ضرورة اضطلاع الأكاديمية بدور كبير في توفير مضامين عربية للتدريب تتفق مع البيئة العربية. والأكاديمية هي فرع من المؤسسة الدولية بالولايات المتحدة الأمريكية، ويتخذ الفرع العربي لها من دولة الإمارات مقرا له، ويوجد له ممثلون بعدة دول عربية من بينها المغرب.وفي كلمته بالورشة، أكد ممثل الأكاديمية في المغرب عبد الهادي جاسمي أن القضاء على ظاهرة "دبلجة التدريب" أحد أهم الأدوار التي سيقومون بها، ورسم جاسمي خطتهم التي سيسعون من خلالها إلى تحقيق هذا الهدف.وقال: سيكون ذلك بتنظيم عالم التدريب الاحترافي، من خلال اعتماد تصنيف واضح للمدربين المعتمدين، يشمل نطاقات تقييم مختلفة من أهمها: التحصيل الأكاديمي والعلمي، والخبرة المهنية العامة، والخبرة في مجال التدريب، والمسار التدريبي، والامتداد المرجعي للمدرب.وأكد أن هؤلاء المدربين لابد أن يخضعوا لبرامج تدريبية محترفة تنظمها الأكاديمية، ويتم خلالها اختبار قدراتهم على التدريب وفق المفاهيم العربية، وعدم الاقتصار على دبلجة المحتوى الغربي.رسالة لا ربح وإذا كانت قضية "الدبلجة" قد اقترنت دوما بفكرة البحث عن المكسب السريع؛ حيث يستسهل المدربون غير المؤهلين عملية الترجمة لتنظيم المزيد من الدورات، بدلا من تمضية بعض الوقت في البحث والدراسة، فإن الأكاديمية تحاول –أيضا– إزالة هذه الصورة.وأوضح د.إدريس أوهلال، عضو مجلس إدارة الأكاديمية، ومدير عام مركز "مهارات جودة التعليم والتدريب" بالمغرب، أن أحد المبادئ الهامة لنشاطهم هو تخفيض التكلفة المادية للتدريب إلى أقصى حد ممكن، وبالتالي استحضار الهدف الرسالي وليس فقط الهدف الربحي المادي.كما يحاولون -أيضا– إرساء مبدأ العمل المؤسساتي (مأسسة التدريب)، ويكون ذلك بربط التدريب بالبحث العلمي والأكاديمي؛ وهو ما لخصه أوهلال بقوله: "لا مستقبل للتدريب في غياب دعامة علمية أكاديمية تحفظ لهذه المهنة أصولها".من هنا بدأ الانهيار وكانت د.سعيدة توفيق مديرة "المختبر الجامعي لتدبير الكفاءات والتنمية الذاتية والبشرية" بجامعة الحسن الثاني المحمدية قد اعتبرت غياب الدعامة العلمية للمهنة أحد الأسباب التي أدت للفوضى في هذا المجال.وفي كلمتها خلال الورشة عرضت د.سعيدة للمحة تاريخية للتنمية البشرية عادت فيها إلى بدايات الانفصال بين الدراسات الأكاديمية للتنمية البشرية وسوق التدريب.وأوضحت أن أول ما ظهرت مفاهيم التنمية الذاتية كانت في إطار أكاديمي في جامعة سانتا كروز في كاليفورنيا، لكن سرعان ما اختلف العالمان ريتشارد باندلر وجون جريندر، فتشبث الأول بالأصول الأكاديمية، وذهب الثاني وراء مغريات السوق، فتحول العلم إلى سلعة تسوق على شكل خدمات خبرة، واستشارات، ودورات تكوينية.وتسعى الأكاديمية إلى محاولة الربط بين الواقع الأكاديمي وسوق التدريب، وترجع د.سعيدة المظاهر السلبية التي يعاني منها سوق التدريب في مجال التنمية البشرية إلى غياب هذا الربط، مشيرة إلى غياب الدراسات الأكاديمية التي تصمم برامج تدريبية تراعي البيئة العربية، ومن ثم يكون البديل هو الاعتماد على البرامج المدبلجة إلى العربية.فاقد الشيء لا يعطيه وحازت قضية "الدبلجة" على جانب كبير من تعليقات المشاركين بالورشة الذين قالوا: "كفانا نقلا للمحتويات العلمية للدورات التدريبية في التنمية البشرية، وآن الأوان لكي ننتج مواد تحمل قيمنا وهويتنا الضاربة في الحضارة الإنسانية".لكن المهندس يوسف كرين -أحد المشاركين بالملتقى من مدينة فاس- أضاف لهذا المطلب مطلبا آخر؛ وهو أن يصبح التدريب مشروع تغيير ذاتي للمدرب أولا قبل غيره.وقال: "لا أتصور أن المدرب يقدم دورة في التخطيط الإستراتيجي لغيره وهو لا يعرف كيف يدير أسرته! ففاقد الشيء لا يعطيه".


أضف رد جديد

العودة إلى ”التنمية والتغيير“