التخطيط الأسري لحياة سعيدة

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

التخطيط الأسري لحياة سعيدة

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

التخطيط.. بداية سديدة لحياة سعيدة
عندما نسمع كلمة أسرة أو نقرؤها لا نجد صعوبة في معرفة ما تعنيه هذه الكلمة، وعلى الفور يتبادر إلى أذهاننا أنها مؤسسة هامة يرتكز عليها بناء المجتمع السليم المتكامل، وإذا علمنا أن الزواج ما هو إلا اتفاق لبناء هذه الأسرة، فإن نجاح هذا الزواج يتوقف على مدى الانسجام والتفاهم بين الزوجين، ومدى شعورهما بأن ما يجمعهما من قواسم مشتركة ومحبة متبادلة أقوى من أن تفرقها مشاكل الحياة وهمومها.
ومن الملاحظ أنه مهما اختلفت البيئات والمجتمعات فإن هناك اتفاقا غير مباشر بين جميع المجتمعات على خطوات عريضة أو مراحل عامة لتكوين الأسرة وإن اختلفت البيئات في مضمونها، وهذه المراحل في غالبيتها لا تتعدى التالي:• مرحلة الخطبة: وهي المرحلة الأولى والأساسية في تكوين الأسرة.
• مرحلة التعاقد والزواج: ويتم فيها إتمام مراسم الزواج، كل حسب بيئته وعاداته وتقاليده.
• مرحلة الإنجاب: وفيها يتهيأ الزوجان لاستقبال مولودهم الأول، ثم الثاني.
• مرحلة السكون والاستقرار: وفي هذه المرحلة تزيد أعباء الحياة على الوالدين، من حيث توفير المسكن الملائم والتعليم، وتهيئة الأبناء لحياة أسرية فيما بعد، وتتداخل هذه المرحلة مع المرحلة السابقة في كثير من الأحيان.
• مرحلة الأمل: وفي هذه المرحلة يكبر الأبناء أكثر، وقد ينفصل بعضهم عن الأسرة بالزواج، وبعدها يعود الأبوان وحيدين كما بدءا مرة أخرى.
وسنركز في مقالنا التالي على أهمية التخطيط والإعداد للحياة الأسرية في مرحلة الخطوبة وقبل الزواج، فمما لا شك فيه أن التفاهم المسبق بين زوجي المستقبل على كافة الأمور صغيرها وكبيرها، إضافة إلى معرفة الحقوق والواجبات لكل منهما، والتعاون بينهما في إدارة شؤون الأسرة يقودان إلى استمرار الحياة الزوجية السعيدة التي تساعد على قيام مجتمع مثالي، إضافة إلى أن هدوء واتزان العلاقة بينهما بعد الزواج سيفضي إلى تنشئة أبناء صالحين لأنفسهم ولمجتمعهم، في حين أن اضطراب العلاقة بينهما يؤدي إلى تفكك وانحلال الأسرة، وبالتالي وجود أطفال أو مراهقين وشباب يشكلون عبئا على أسرهم وعلى المجتمع.وقد شرع الإسلام الخطوبة لهدف مهم نبيل واعتبرها من أهم المراحل قبل الزواج، لكن وللأسف لا يعيرها الكثيرون الاهتمام اللازم، ويقتصر اهتمام أغلب الخاطبين فيها على التجمل في الشكل والكلام والهيئة واختراع ألفاظ للحب والغزل والتصرف بما يرضي الطرف الآخر، وعند اقتراب موعد الزفاف تجدهم يبالغون في الاهتمام بأدق التفاصيل متخوفين من انتقاد الناس حينا، ومجارين لعادات غير مقنعة لهم حينا آخر، ولا ينكر أحد ما للحديث الودي وبناء الانسجام أثناء الخطوبة من أهمية؛ فهي تقرب بين الطرفين بشكل أو بآخر، إلا أن هذه الأمور ليست هي كل الحياة الزوجية القادمة الطويلة، لأن الحياة الزوجية قطار سيمر بمحطات كثيرة يعبرها الزوجان للمرة الأولى في حياتهما، وسواء أكانت هذه المحطات أو الوقفات تعيسة أم سعيدة فالنتيجة المؤكدة أن التفاهم المسبق بين الزوجين سيسهل تجاوز العقبات والمحن المختلفة.
وقد يسأل أحدهم عن أهم الأمور التي يمكن للمخطوبين أن يتفقا عليها مسبقا، والتي قد يؤدي عدم مناقشتها بصدق إلى وجود خلافات مستقبلية؟
ونجيب بأن الأمور المهمة الواجب مناقشتها عديدة، ويقف إنجاب الأطفال على رأس القائمة؛ فالأسرة هي المؤسسة الأولى التي ينشأ فيها الطفل، وتتبلور فيها معالم شخصيته بناء على ما يحدث في هذه المؤسسة من تفاعل وعلاقات وتعاون بين أفرادها، وبناء عليه فإن التخطيط المسبق سواء أكان للوقت المناسب للإنجاب أو كيفية الحصول على خدمات الرعاية الصحية المناسبة أو لعدد الأطفال المرغوب بإنجابهم، أو إعداد الخطط الكفيلة بتجاوز أي صعاب قادمة محتملة كفيل بأن يوصل سفينة الأسرة إلى بر الأمان ويجنبها المشاكل والعقبات ويهيئ للزوجين أفضل الفرص لإنجاب وليد متمتع بالصحة. فما أن يبصر الطفل الأول النور حتى تبدأ مرحلة جديدة في حياة الزوجين يشعران فيها بالمسؤولية الكبيرة المشتركة، ويبدأ نمط حياتهما بالتغير فتبدأ التجهيزات المختلفة لقدوم الضيف المقيم الجديد؛ ابتداء بالملابس ومكان نومه وطعامه، وهذه أمور تربك غير المستعد، لكنها سلسة على المتحضر الجيد، إذن لا بد من التخطيط المسبق قبل إنجاب هذا الطفل، والاستعداد لاستقباله من كافة النواحي النفسية والمعرفية والمادية.
المباعدة بين الولادات:يفضل وجود فترة زمنية فاصلة بين حمل وآخر،لأن هناك فائدة لا تخفى على أحد للمباعدة، ونجملها بما يلي:
• تحافظ على صحة الأم والطفل.
• تقلل من خطر حدوث وفيات الأجنة ووفيات الولادة ومضاعفات الحمل المتكرر ووفيات الأمهات نتيجة الأحمال الخطرة.
• تقلل من مخاطر نقص وزن المولود.
• فرصة للأم حتى تستعيد عافيتها ووضعها الفسيولوجي وتصبح قادرة على حمل جديد.
• تسمح للمولود أن ينال حقه من الرعاية الصحية والعاطفية.
• تحسين نوعية الحياة على المدى القريب والبعيد عن طريق تخفيف الأعباء الجسدية والنفسية الناتجة عن أطفال متقاربين في السن لأمهات صغيرات في السن أو لأمهات في سن متأخرة.
• تزيد من العناية التي يتلقاها المولود الأول.
• تساهم في إقامة علاقة جنسية متوازنة بين الزوجين وتشعرهم بالأمان بعدم إمكانية حدوث حمل غير مخطط له.المباعدة بين الولادات، يفضل وجود فترة زمنية فاصلة بين حمل وآخر، لأن هناك فائدة لا تخفى على أحد للمباعدة؛ وتقلل من خطر حدوث وفيات الأجنة ووفيات الولادة، ومخاطر نقص وزن المولود، وهي فرصة للأم حتى تستعيد عافيتها ووضعها الفسيولوجي وتصبح قادرة على حمل جديد،
وتعتبر فترة السنتين إلى ثلاث سنوات فترة مناسبة يمكن بعدها إنجاب الطفل الثاني، وعندما يحين الوقت لإنجابه بعد التخطيط المسبق اعتمادا على الوضع المالي للأسرة، أو لغايات تربية الأطفال المتكاملة، أو القدرة على تحمل المسؤولية الجديدة لا بد أن تكون هذه الأمور وغيرها على سلم الأولويات.كذلك فإن الأسرة الصغيرة المكونة من طفلين أو ثلاثة تساعد الأبوين كثيرا في إتمام الواجبات الملقاة على عاتقهم، وتخفف كذلك من الأعباء المادية المترتبة على تربيتهم وتعليمهم ...الخ.وخلاصة القول فإنه لا يمكن الفصل بين نظرة الوالدين للأطفال وتربيتهم عن علاقة الوالدين ببعضهما وتخطيطهما المسبق لإنجاب هؤلاء الأطفال، فهما أمران متلازمان، وكلما كانت العلاقة بين الوالدين سليمة وهادئة ومخططة مسبقا، كانت اتجاهات الوالدين نحو الأطفال كذلك والعكس صحيح؛ لأن العلاقات المضطربة بين الزوجين ستؤدي إلى اتجاهات سلبية نحو الأطفال، وولادة طفل جديد في ظل هكذا علاقة سيؤدي إلى زيادة الحدة والاضطراب في هذه العلاقة من جهة، وسينظر للطفل على أنه السبب في استمرار هذه العلاقة المضطربة من جهة أخرى.منقول: الأسرة السعيدة


محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

Re: التخطيط الأسري لحياة سعيدة

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

وإن شئت فاقرأ كتابي " كيف تدير أسرتك بنجاح؟".
المرفقات
صورة الكتاب8.jpg
صورة الكتاب8.jpg (30.81 KiB) تمت المشاهدة 1448 مرةً
أضف رد جديد

العودة إلى ”الأسرة والزواج“