صفحة 1 من 1

ما حاجتنا إلى الإجازة؟

مرسل: الاثنين أكتوبر 20, 2008 12:32 pm
بواسطة محمد نبيل كاظم
متعة الإجازةبقلم: محمد نبيل كاظم
التضحية الدائمة من أحد الزوجين على مدى طويل من العمر، دون أن يقابل بالشكر والثناء والتقدير من الطرف الآخر، يُراكم تعباً وإجهاداًَ يطفو على السطح دفعة واحدة كأنه البركان ، خاصَّة إذا حدث تصدُّع في العلاقة الزوجية نتيجة مشكلة من المشكلات الكبيرة، ولئلا يحدث هذا الانفجار الكبير لابد للزوجين من فترات راحة واستجمام ، يراجع فيها كل منهما حساباته لينال عليها مكافأة النجاح.
1ـ الإجازة الأسبوعية:
الإجازة الأسبوعية مقدسة عند الغرب ، وعندنا تُعتبر يوم عمل مضاعف ، تؤجَّل إليه كل الأعمال الشاقة والمتعبة ، وتُهيأ فيه أعمال الأسبوع كاملة، فلا تزاور ولا خروج ولا راحة في هذا اليوم المجيد، مع أنَّ الإجازة الأسبوعية من أنسب الأيام لتجديد السرور العائلي، ومعاودة النشاط والحيويَّة، والتذكير بأيام الفرح الخوالي للتخفُّف من أعباء تعب وإجهاد أيام العمل.
والإجازة الأسبوعية تحتاج إلى تخطيط ومنهج وبرنامج، يشارك في وضعه جميع أفراد الأسرة ، ولا يصح استقبالها بعفوية دائمة تقلل من فرص استثمارها بشكل صحيح، فالرحلات والزيارات وممارسة الهوايات شكل من أشكال قضاء الإجازة الأسبوعية ، واللقاء العائلي والأسري على طعام غداء أو عشاء، مناسب لتجديد الهمم وعرض حلول للمشكلات الطارئة.
2 ـ الإجازة الوالديَّة:
أن يكون في مخطط الإجازة أحد الأيام يخصص إجازة للوالدين، بحيث يقوم الأبناء بعبء إدارة المنزل والقيام بشؤونه ، بحيث يتربَّع الوالدين على عرش مملكة البيت أمراء مخدومين ، بعد أن كانوا خدماً لأولادهم ردحاً طويلاً من الزمن، فإن كان الأبناء صغاراً يصعب عليهم القيام بهذا الدور فلا بأس أن يُرتَّب الأمر مسبقاً بحيث يتفرَّغ الوالدان لبعضهما كأنهم في شهر عسل ، فيغدو يوم الإجازة يوماً مرتقباً يُطمع في قدومه.
ولو طاب لأحد الوالدين أن ينال يوماً كاملاً إجازة في بيته أو بيت أهله أو في منزل أحد الأرحام فلا بأس بها من فكرة تجدد نشاط الحياة،وتعطي فرصة للإنسان لمراجعة بعض تصرفاته التي لا يتاح له وقت راحة بحيث يصبح عنصر مشاهد لها، فيعيد ترتيب أموره وسلوكه ومواقفه تجاه أفراد أسرته، ولهذه الإجازة الوالديَّة تأثير إيجابي كبير على تحمُّل الأبناء جانباً من المسؤولية والجدية.
3ـ الإجازة السنوية:
إذا كان الروتين داءً قاتلاً في المؤسسات والمشاريع، فإن الملل والسأم من طول المكث والبقاء على حال واحدة قد يُبلِّد الحس ويُضعف الشعور، لهذا أمر الله تعالى بعبادات كثيرة متنوعة لتجديد نشاط الإنسان في جميع المراحل العمريَّة، ولو أن يذهب إلى مصلى من طريق ويعود من غيره، بالإضافة إلى رحلة الحج والعمرة، وشد الرحال إلى المساجد الثلاثة ، والسياحة في الأرض تأملاً وتفكراً وتعبداً وتحنثاً، ولذا كانت الإجازة السنوية أكثر من ضرورة بهذه الاعتبارات وغيرها.
فالإجازة السنوية قد تكون للوالدين معاًَ أو لأحدهما دون الآخر، أو لهما مع الأسرة والأبناء ، سواء كانت حجاً أو عمرةً، أو مخيماً في مصيف، أو زيارة لأقارب وأرحام، أو سياحة للتعرف إلى البلاد والأوطان، أو اطلاع على متاحف وآثار ، أو قضاء أسبوع في بستان أو متنزه أو قرية، والتشاور بين أفراد الأسرة لقضاء هذا النوع من الإجازات أمر مطلوب ومفيد.
4ـ شهر الزواج:
ليس غريباً أن يتذكر الزوجان إيحاءات الزمان والمكان اللذين قضيا فيهما شهر الزواج الأول ، إذا أردنا أن يكون الزواج ناجحاً ، والغريب الذي له دلالته على متاعب الزوجين، نسيانهما الأيام الأولى من الزواج وذكرى هذه الأيام، ولهذا لو تعوَّد الزوجان على إحياء أيامهما الأولى وتذكُّرها لكان ذلك أدعى إلى تجديد العهد الأول بينهما وما أحاط به من مشاعر وأحاسيس لها دلالتها على صدق العاطفة بينهما، التي قد تكون الأحداث والمشكلات شكَّلت حاجزاً بينها وبين تذكرها، حتى ليحسب كل من الزوجين أن حياته غائمة أبداً لا صحو فيها ولا ضياء.
والتفنُّن والإبداع يمكِّن أن يمكن الزوجان من إحداث إجازات داخل البيت من نوع آخر هم بحاجة إليها، كالإجازة عن الاختلاف والتناحر، أو الإجازة عن طهي الطعام، أو إجازة عن مشاهدة مآسي الرائي( التلفزيون)، أو إجازة عن العمل ، أو إجازة عن الناس، أو إجازة عن التَّسوُّق، أو إجازة عن بلوى قد اعتاد عليها أحد الزوجين يريد التخلص منها، وكل هذه الأمور بالتشاور والتراضي لئلا ينقلب الأمر نكداً وشجاراً، بعد أن كان نعمة واختياراً.
من كتابي: كيف نُخطِّط مشروع زواج ناجح؟

Re: ما حاجتنا إلى الإجازة؟

مرسل: الجمعة سبتمبر 23, 2016 4:49 pm
بواسطة محمد نبيل كاظم
اقرأ إن شئت كتابي: " كيف تخطط مشروع زواج ناجح؟"