صفحة 1 من 1

تجربتي مع الصيام على ماء محلى بالعسل

مرسل: الأربعاء سبتمبر 07, 2016 8:14 am
بواسطة محمد نبيل كاظم
تجربتي مع الصيام على الماءمر معي في قراءاتي الكثيرة، كتب عديدة تتحدث عن العلاج بالصيام وفوائده، سواءً كان الصيام صياماً شرعياً إسلامياً، أو كان صياماً طبياً صحياً، وهو يتمثل بألوان متعددة وأشكالٍ مختلفة، منه صيام على الماء، ومنه صيامٌ على ماءٍ محلىً بالعسل، ومنه صيام على العصائر فحسب، ومنه صيام على الاكتفاء بتناول الفواكه أو أنواعاً منها، أو صيام عن اللحوم ومشتقات الحيوان، أو صيام على الخضروات أو نوعٍ منها.
وأنا اخترت النوع الثاني وهو الصيام على الماء المحلى بالعسل، وله فوائد مزدوجة غذائية وطبية متعددة لا مجال لذكرها في هذا المختصر، وقد سبقني إليه أحد أصدقائي وهو زميل مهنة في التدريس، ولهذا سأذكر تجربتي مع هذا الصيام في البنود التالية:
أولاً- لابد من التنويه إلى أمور اعتدت عليها في طعامي وشرابي، ساعدني على المرور بهذه التجربة اليسيرة. (الميسرات):
1-أنه لا تخلو الخضروات والمقبلات الخضرية من طعامي، سواءً كانت بشكل سلطات، أو خضروات منفردة، كالخس والفليفلة والبصل الأخضر والفجل، والجرجير والجزر والطماطم والنعناع، بعضاً منها على الأقل.
2-غالب وجبة فطوري منقوشة زعتر على خبز أسمر، أو بيضة مسلوقة وجبنة أو زيتون مع اللبنة ومن ثم الشاي.
3- سنوات مرت علي لا أطعم سوى وجبتين في اليوم فقط.
4- كثيراً ما أصوم يوم في الأسبوع صياماً شرعياً وهو يوم الإثنين، سنة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
5-كثيراً ما أصنع طعامي بنفسي، وأتحرى أن يكون صحياً قدر الإمكان.
ثانياً- التخطيط لتجربة الصيام على الماء: (الأهداف)
1- تحريت أن تكون تجربتي لهذا الصيام أيام إجازة مدرسية طويلة فصلية، تهيأت لها نفسياً للقيام بهذه التجربة، وحددت لها مدة أسبوع فقط.
2- قدَّرت وهدفتُ من هذه التجربة تنظيف الجهاز الهضمي من آثار الطعام الذي يعمل على طحنه وهضمه سنين طويلة.
3-الحصول على خبرة التحكم بما يدخل إلى جوفي من الطعام والشراب، الذي كثيراً ما تقودنا فيه الشهوات واللذات، أكثر من الحاجة والضرورات.
4- رفع مستوى الشعور بنعم الله علينا، وتقدير نعمه في الطعام والشراب الذي يرزقنا إياه صباح مساء وعلى الدوام.
5- زيادة الوعي بالقدرات المعنوية والروحية التي يهبها الله لنا، ورفع درجة سموها فينا، من خلال ضبط الجانب المادي الجسدي في كياننا.
ثالثاً- أمور أعددتها قبل خوض هذه التجربة: ( التخطيط )
1- حددت الزمان والمكان الذي أجري فيه تجربة الصيام، وهو الإجازة في البيت.
2- تخيرت عسلاً طبيعياً محلياً جديد الإنتاج، من النوع الذي سعره معتدل، 1كغ بمائة درهم إماراتي.
3- سألت من سبقني في خوض هذه التجربة، كيف فعل في تجربته، وما الآثار الناتجة عنها.
4- تناولت ما أحب من الطعام قبل يوم من تجربتي، لئلا يكون في نفسي شيء من الإلحاح في طلب الطعام بعد بدء الصوم.
5- قررت الإصرار على الصبر على هذا الصيام، مهما كانت العوائق والمقاومة البدنية المتولدة عنه.
رابعاً- خوض التجربة بنجاح: (التنفيذ):
1- بدأت صباح أول يوم صيام في خلط قارورة ماء صحي سعة 1,5 لتر بمائتي غرام من العسل المذكور.
2- شرب كأس من الماء المحلى بالعسل صباحاً، والامتناع التام عن الطعام والشراب كلياً.
3- حل وقت الظهيرة ولم أشعر بأي حاجة إلى الطعام، حتى ولا الشراب، لكن شربت كأساً آخر من الماء المحلى المذكور.
4- بقيت سائر اليوم أصنع مثل ذلك بشرب كأسٍ من الماء المذكور، عند وقت كل صلاة، تقريباً.
5-انتهت القارورة المذكورة في المساء قبيل وقت النوم، بشرب الكأس الأخير منها.
6- وصنعت مثل ذلك في سائر الأيام السبعة المحددة لهذا الصيام.
7- لم أمتنع عن أي نشاط يومي أو عمل كنت أقوم به فيما سبق، خلال هذه الفترة من الصيام، بل بالعكس من ذلك قمت بأعمال كثيرة أكثر نشاطاً فيها.
8- كنت أصنع الطعام لأهلي أحياناً، ولا أجد أي رغبة في تناول شيء منه، أو حتى تذوق اللقمة الواحدة.
9- نسيت قرصات المعدة بسبب الجوع التي كنت أحس بها أيام الإفطار العادية، ولا حتى الاشتياق أو اشتهاء الطعام.
10- شعرت بخفة الجسد، وقوة الإرادة، وصفاء الذهن، والراحة البدنية والنفسية.
11- فقدت ما لا يقل عن خمس كغ من وزني، مع أني مثالي الوزن، وليس لدي سمنة إطلاقاً.
12-أحسست أن بإمكاني متابعة الصوم بالطريقة نفسها اكثر من سبعة أيام، ولم أنهِه إلا لأني حددت المدة المطلوبة قبل خوض التجربة.
13- تعرضت لانتقادات كثيرة من الأهل والمقربين قائلين: " أن وزنك لا زيادة فيه، ولست بحاجة إلى هكذا صيام، وأن سنك قد يعرضك للخطر بهكذا تجربة.
14- التقيت بطبيب جلدية سألته عن هذا الصيام فقال: لا علم لدي بصحة هذا الصيام علمياً، وبطبيب آخر نفسية فقال: أنا سأصنع صنيعك.
15-أنصح الآخرين بالإكثار من تجارب ضبط النفس والجسد، في الطعام والشراب، والعادات السلوكية الأخرى، وأن زمام الأمور بأيديهم في الاستمرار أو التراجع عن مثل هذه التجارب، لمصلحة التجريب والتدريب والمحاولة، وإثبات الذات واكتشاف القدرات والمواهب.
وأخيراً إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون نفسه، أو كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم، والحمد لله رب العالمين.