محمد عثمان أرصد السوداني واختراعاته:

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

محمد عثمان أرصد السوداني واختراعاته:

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

بسم الله الرحمن الرحيممحمد عثمان أرصد السوداني واختراعاته:
بسبب آية قرآنية اخترعت جهاز اختبار جودة الزيوت وتفوقت به على كبرى الشركات الأوروبية ومعهد الليزر بجامعة السودان كان له الدور الأكبر في فتح آفاقي العلمية، وثقة والدتي منذ الصغر في إصلاحي أجهزة المنزل المتعطلة ساعدتني على الابتكار، وانصح الشباب بالتأني و ترتيب الأفكار الخاصة باختراعاتهم.
منذ مراحله الدراسية الأولى كان النبوغ والجدية واستثمار الوقت أبرز ملامح تفوق ونجاح الشاب الموهوب محمد عثمان أرصد، والذي اشتهر في ما بعد كواحد من أبرز المخترعين السودانيين الشباب في السودان والعالم العربي.
وتمثل نجاحه العلمي والعملي في انجاز عدد من الاختراعات المهمة، والتحاقه للعمل بكبرى الجامعات ومعاهد البحث العلمي العربية، ومشاركاته المتواصلة في عدد من الملتقيات العلمية العالمية، ومشاركته في مسابقة “نجوم العلوم” وإحرازه المركز الثاني، فضلاً عن نيله عدداً من الجوائز المرموقة في مجال الاختراعات العلمية، واختياره ضمن أفضل عشرة مخترعين بدولة الإمارات العربية المتحدة التي يعمل الآن بإحدى جامعاتها المرموقة.
في هذا الحوار يكشف لنا محمد أرصد جوانب من حياته العلمية والعملية، وأبرز انجازاته في مجال الاختراع العلمي، وأيضاً خططه المستقبلية لتطوير اختراعاته والجديد فيها.
*بداية حدثنا عن نشأتك ودراستك الأولية حتى تخرجك في الجامعة؟
ولدت في الخرطوم عام 1982 ودرست المرحلة الابتدائية بها ثم انتقلت الى مدينة أبها بالمملكة العربية السعودية عام 1993 حيث كان يعمل والدي فأكملت المرحلة الابتدائية والمتوسطة ثم الثانوية بالمنطقة الشرقية بالخبر عام 2000، وتخرجت في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا تخصص مختبرات فيزياء عام 2004.
*اختيارك للمجال العلمي ودراسة الفيزياء هل كان برغبتك أم لرغبة الاهل؟
كان برغبتي حيث أدرجته مع تخصصات أخرى مثل الهندسة الالكترونية، وكان تخصص مختبرات فيزياء هو الوحيد من نوعه ولا يوجد إلا في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، وهي جامعة عريقة غنية عن التعريف وجدت من اساتذتها الانضباط والتفاني في العمل ومختبراتها كما وكيفا ونوعا كان لها الدور الكبير في فتح آفاق علمية لي خصوصا معهد الليزر، حيث وفقني الله أن أدرس مواد الليزر بواسطة الدكتور مبارك المهل الذي حببني في هذا المجال، والدكتور بابكر عثمان البشير الذي شجعني على دراسة الليزر وأشرف علي في مشروع التخرج في تطبيقات الليزر في قطع الخلايا الشمسية بالتعاون مع معهد أبحاث الطاقة .
*متى بدأت تكتشف ميلك للاكتشاف والاختراع؟ وهل كانت لديك أي محاولات قبل المرحلة الجامعية؟
بدأت منذ الصغر بالاستكشاف وكان لأسرتي الفضل الأكبر في تنمية مهاراتي، ووجدت التشجيع من أقاربي الذين كان معظمهم معلمين في مختلف المراحل التعليمية.
*من الذي شجعك ونمّى لديك حب الاستطلاع والاستكشاف العلمي؟
منذ المرحلة المتوسطة عام 1996 كان أستاذ الرياضيات “هادي لي وحكمي” و الذي درَّسني في المرحلة الثانوية أيضا، في كل مرة كان يقول لي: (لا تبخل علينا بعدين بالمخططات)، فكان دوما يشجعني ويعطيني عروضا مغرية للدرجات في الصف إذا ما قمت بحل مسائله المعقدة، حيث كان يبدع في نظم معادلات عالية التعقيد ليست موجودة في الكتاب، والحمد لله كنت موفقا في حصد درجات المشاركة حيث أن نظام التعليم في المملكة العربية السعودية كان متقدما جدا وكانت الدولة تصرف بسخاء حيث كنت اجد دوما التشجيع من المدرسين للمشاركة في المعارض العلمية والجمعيات العلمية في الأنشطة والزيارات العلمية، حيث كانت المدارس تولي اهتماما كبيرا في تشجيع الطلاب مما نمّى فيَّ حب الابتكار والتفوق.
*إلى أين اتجهت بعد التخرج، وما هي المحطات التي عملت بها؟
عملت في السودان مساعد تدريس بكلية الهندسة الطبية بجامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا من العام 2005 الى 2007، ثم اتجهت الى دولة قطر وعملت استاذا في قسم الهندسة الالكترونية بالنادي العلمي القطري من العام 2007 الى 2008، بعدها التحقت ببرنامج نجوم العلوم في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا من 2008 إلى 2009، وعدت إلى السودان و أسست مركزا لتدريب طلاب الهندسة الكهربائية والالكترونية و الكمبيوتر على ابتكار و تصميم الدوائر الالكترونية ودوائر التحكم، بالإضافة إلى مصادر القدرة والمبدلات المستخدمة في أنظمة الطاقة الشمسية، بدعم من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ودرّبت قرابة 120 طالبا وطالبة من مختلف الجامعات بالسودان وكان ذلك في الفترة من 2009 إلى 2010.
عملت مساعد تدريس بقسم الهندسة الكهربائية والالكترونية بكلية الهندسةوالحاسوب في جامعة الغرير – دبي – الإمارات العربية المتحدة وذلك في الفترة من 2010 الى 2014. والان أعمل مشرف مختبر بقسم الفيزياء التطبيقية- كلية العلوم- جامعة الشارقة – الإمارات العربية المتحدة
و ذلك منذ العام الماضي.
برأيك لماذا يفضِّل معظم الشباب الناجحين الهجرة؟
قد يشعر الإنسان أحيانا أن لديه إمكانيات خارقة وأفكار إبداعية وطموحات ذهبية لكن تنقصه المعينات لتحقيقها، لكن على الشباب أن يفرِّقوا بين الهجرة لطلب الرزق والهجرة لطلب العلم، والهجرة للهجرة أو للهروب من مجتمع معين. فهذا السؤال تصعب الإجابة عليه، وأسهل لي اختراع عشرين جهازا الكترونيا جديدا من التفكير في اجابته.
*ما هو أول اختراع أنجزته؟ وما هو الأخير؟
أول اختراع كان جهاز انذار يعمل بالليزرلتأمين المنشآت والبيوت – من اللصوص- وينقل إشارات لاسلكية لمستقبِل في مكان آخر عند دخول شخص في المنطقة الهدف، وكان ذلك في العام 2005.
آخر اختراع عندما كنت أجيب على أسئلتك هذه، وهو نظام لإنارة الطريق باستخدام موجات كهرومغناطسية يتم توليدها من أجهزة تستمد طاقتها من محرك السيارة، مما لا يؤثر على آلية عمل الدوائر الكهربائية في السيارة وبدون استهلاك وقود إضافي، وأنا الآن بصدد تكوين فريق أبحاث من طلاب قسم الفيزياء التطبيقية وقسم هندسة الطاقة المتجددة بجامعة الشارقة، وذلك لتطويره ليكون جاهزا للتصنيع، فسوف يساعد ذلك في توليد الكهرباء من السيارات خصوصاً عند الازدحام في ساعات الذروة.
*ما مصير اختراعاتك بعد نجاحها وتسجيلها؟
مصيرها منتجات وتطبيقات تستفيد منها البشرية في المستقبل القريب بإذن الله تعالى.
*مشاركتك في برنامج “نجوم العلوم” كانت نقطة تحول منحتك الشهرة والانطلاق.. ماذا أضافت لك تلك التجربة؟
ما تبذله مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع من جهود في رعاية برنامج “نجوم العلوم”، يعد مرحلة متقدمة جدا في تطوير مخترعين عرب بتوفير كل احتياجات مشاريعهم، في وجود المختبرات المتطورة والخبراء والمحاضرات في مجال التصميم والعلوم والتكنولوجيا بالإضافة إلى إدارة الأعمال، والتي كانت عاملا مساعدا في تطوير افكاري واختراعاتي، و مازلت اعتمد حتى الآن على الأسس التي تعلمتها في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا في تطوير اختراعاتي الجديدة.
*كيف التحقت بالبرنامج، وهل شاركت في برامج أخرى مشابهة، سابقاً أو لاحقاً؟
كانت مشاركتي بتشجيع من إدارة النادي العلمي القطري، حيث أن مؤسسة قطر قامت بترويج إعلامي ضخم جدا يشمل مطويات وإعلانات تلفزيونية في كثير من وسائل الإعلام، لكنني لم أكن أتوقع أن أكون مشاركا إلا بعد أن أخبرني مدير النادي المهندس حاتم التوكابري وحضر شخصيا إليَّ في المختبر وأعطاني قسيمة الاشتراك، وقال لي: “يا محمد شارك في هذه المسابقة بواحد من اختراعاتك”، وعندها تحركت فيّ دوافع التحدي وبدأت المشوار.
*ما هو الاختراع الذي شاركت به في البرنامج؟ وإلى أي مدى تمت الاستفادة منه بعد البرنامج؟
هو جهاز لاختبار جودة ونوع زيوت الطعام باستخدام الخواص الطيفية لليزر. وقد حاز على المركز الثاني في المسابقة.
وبعد البرنامج أصبحت قادرا أكثر على تصيُّد المشكلات التي نواجهها في الحياة اليومية وإيجاد طرق تقنية قابلة للتصنيع لحل هذه المشاكل، والآن أقوم بتطويره في جامعة الشارقة.
*ما هي فلسفتك في الاختراعات، أي ما الهدف الذي تضعه نصب عينك قبل بدء الاختراع؟
تصميم النموذج الأولي الذي يحوِّل الفكرة إلى تطبيق يجذب الشركات ومراكز الأبحاث المهتمة، وذلك بما هو متوفر لدي، ووضع خطة مستقبلية وافتراضات لتطويره في المستقبل متى ما توفرت التقنية التي افترضتها.
*حدثنا عن المشاركات والجوائز التي حصلت عليها داخليا وخارجياً؟
انطلاقتي في المشاركات في مجال الاختراع بدأت من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، حيث كانت الجامعة وما زالت تقيم الأسابيع العلمية التي شجعتني على المشاركة وابتكار تجارب لعرضها في الأسبوع العلمي، وحظيت بالتشجيع من الأساتذة والإداريين بالجامعة في الفترة من 2000 الى 2004، بعدها شاركت في الملتقى العلمي لطلاب الهندسة و الحاسوب في العام 2005 في السودان، ثم برنامج “نجوم العلوم” في قطر في العام 2008 ، وملتقى الاختراعات في قاعة الصداقة برعاية جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا في العام 2009، ثم اليوم القومي للمخترعين والمبتكرين الشباب برعاية المجلس الأعلى للشباب والرياضة بالسودان في العام 2010، ثم الملتقى العلمي لطلاب الهندسة والحاسوب في ذات العام بالسودان، ثم المهرجان الإبداعي الثاني في دبي برعاية الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في دولة الإمارات العربية المتحدة في 2010 أيضاً. وحصلت على الميدالية الفضية في ملتقى الاختراعات في كوريا في العام 2013، ثم حصلت على المركز الثالث في مسابقة مبتكر برعاية لجنة أبو ظبي لتطوير التكنولوجيا في الإمارات العربية المتحدة في العام 2014، ومازالت لجنة أبو ظبي لتطوير التكنولوجيا تطور في مقدراتنا بعقد ورش عمل في التقنيات التي تساعد على تطوير النماذج الأولية، بالإضافة إلى مختبر وخبراء تنفيذ النماذج بالتعاون مع المعهد البترولي بأبي ظبي؛ كما تم اختياري ضمن أفضل عشرة مخترعين بدولة الإمارات العربية المتحدة في مسابقة شركة فيلبس برعاية مجلس دبي الاقتصادي في العام 2014.
*ما هو الإنجاز الأبرز بنظرك الذي حققته حتى الآن؟ وأهم اختراع بالنسبة لك؟
الانجاز الأبرز هو تكاتف جميع انجازاتي السابقة التي نتج عنها وجودي الآن بقسم الفيزياء التطبيقية في جامعة الشارقة المشرقة بالإبداع والابتكار والنظام الأكاديمي فائق الجودة، مما جعلني أشعر ولأول مرة في حياتي بأنني لا أريد مفارقة المختبر بعد انتهاء ساعات الدوام، كذلك التقدير والاهتمام والتشجيع الذي أجده من مدير مركز أبحاث المواد والأشعة السينية، وعميد كلية العلوم، ورئيس قسم الفيزياء التطبيقية، ورئيس قسم التقنية الحيوية، وأساتذتي وزملائي وفريق الأبحاث الذي يساعدني في تطوير جهاز ضبط جودة الأغذية.
وأهم اختراع هو جهاز اختبار جودة ونوع زيوت الطعام، والآن أقوم بتطويره في جامعة الشارقة بتشجيع ودعم من قسم الفيزياء التطبيقية ومركز أبحاث المواد وقسم التقنية الحيوية، حيث أقوم بإضافة بعض الأجزاء للجهاز للتمكن من كشف الزيوت بدقة، خاصة زيت الشجرة المباركة بالإضافة إلى العسل والحليب، وذلك عن بعد بواسطة شبكة الجوال والتي سوف تسهِّل على خبراء ضبط الجودة والمفتشين و تختصر لهم الوقت، بحيث يتم أخذ النتيجة في موقع العينة وإرسالها إلى المختبر المركزي ومعرفة النتيجة في نفس اللحظة وتسجيلها بالمختبر، ومقارنتها بالنتائج السابقة بواسطة برنامج خاص، واتخاذ قرار بسرعة دون نقل العينة نفسها مما يحفظ الوقت والجهد والمال وأرواح الذين كانوا ضحايا للتسمم الغذائي بسبب التقنيات الحالية البطيئة، ومن جانب آخر معرفة مستوى الجودة لعينات الحليب وزيوت الطعام والعسل في بلد المنشأ بصورة دورية قبل نقلها ومقارنتها مع النتائج عند وصول العينة لمعرفة المؤثرات التي تعرضت لها العينة أثناء الشحن، لاسيما وجود الحروب و التلوث الكيميائي في المنطقة بالإضافة إلى أنه يمكن اتخاذ قرار سريع في رفض استيراد الأغذية قبل وصولها خاصة الحليب الذي لا تتجاوز مدة صلاحيته ثلاثة أيام. فوجود مثل هذا الجهاز يعين على التنبؤ بالأخطار دون وقوعها، فبدلا من إنشاء عشرات المختبرات ذات التكلفة العالية يتم انشاء مختبر واحد فقط وإنشاء قاعدة بيانات للأغذية وتحميلها على هذا الجهاز، ونشر آلاف الأجهزة في الدولة حيث أن تكلفة جميع هذه الأجهزة لا تتجاوز تكلفة مختبر واحد، وهذا ما أقوم بتطويره الآن في جامعة الشارقة.
*هل من اختراع معين تتمنى أن تنجزه؟
أتمنى أن أطور في أقرب فرصة نظام إضاءة الطريق باستخدام موجات كهرومغناطيسية تستمد طاقتها من محرك السيارة، حيث قمت بتصميم النموذج الأولي بكفاءة 20 % ومازلت أنتظر الفرصة للخطوة الثانية وهي النموذج النهائي لتركيبه على السيارات و زيادة الكفاءة إلى 70 %.
وأيضاً أتمنى تنفيذ فكرة مشروع البقعة الخضراء، وهو عبارة عن أشعة ليزر خضراء بشدة 900 وات في المتر المربع، تصدر من قمر صناعي يدور في فلك معين و ينتج بقعة على الأرض مساحتها 30 كيلو مترا مربعا، تنتج قدرة كهربائية 12 ميجا وات على مدار 20 سنة متواصلة بواسطة خلايا شمسية عالية الكفاءة في القمر الصناعي وأخرى على الأرض، بدون استخدام البطاريات التي تعتبر مكلفة و تحتوي على مواد سامة تضر بالبيئة وتحتاج إلى تغيير كل سنتين إلى ثلاث، مما يتيح إيصال التيار الكهربائي للمدن البعيدة بسرعة دون نقله من محطات الكهرباء التي تبعد عن المستخدم عشرات أو مئات الكيلومترات، كذلك إضافة جانب جمالي للمدينة حيث تكون خضراء ليلاً.
*شخصيات في الأسرة أو الدراسة كان لها الفضل في ما حققته؟
بداية الوالد الذي وفّر لي الإمكانيات المعنوية والمادية التي جعلتني أدرس وأتفوق في أفضل المدارس والجامعات، ثم الوالدة التي كانت تشجعني وتثق في انجازي للمهام الهندسية في المنزل في اكتشاف وإصلاح أعطال الأجهزة، ثم أخواني وأخواتي و أقاربي وجيراني الذين شجعوني كثيرا ووقفوا بجانبي في كل النجاحات وأقاموا لي الاحتفالات في كل مرة أحصد فيها جائزة.
وكان لأساتذتي في المرحلة الدراسية المتوسطة و الثانوية في أبها بمنطقة عسير والخبر بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية الدور الأكبر في تنمية مواهبي العلمية، خاصة في الرياضيات والفيزياء، حيث كنت محظوظا كوني تعلمت على يد هؤلاء الأساتذة وكانت أعلى درجاتي في الفيزياء والرياضيات والحاسوب، وانبهرت بالفيزياء كثيرا في هاتين المرحلتين فكانت المدارس مجهزة بكل المستلزمات الحديثة في المختبرات مما جعلني اتيقن من نتائج القوانين وأتفكر في تطويرها.
*هل تعتقد أن الجيل الحالي من الشباب السوداني قادر على الابتكار والمنافسة وتحقيق نجاحات علمية كبيرة؟
بكل تأكيد قادر على أكثر من ذلك، فاكتشاف الذات وسيله للاكتشافات الأخرى، وأنصحهم بالتأني و ترتيب الأفكار الخاصة باختراعاتهم وتدوينها والمشاركة في الملتقيات والأسابيع العلمية في الجامعات، وعدم اليأس أو التأثر من النقد الهدام أو القدح في اختراعاتهم من قبل الآخرين. ونصيحتي لكل الشباب السوداني في المرحلة الثانوية أن يحددوا تخصصاتهم قبل الصف الثالث الثانوي، ولكل من يبحث عن النبوغ في العلوم والتكنولوجيا أقول لهم التحقوا بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا فإن لكم ما سألتم.
*هل يمكن أن يحد ضعف الإمكانيات من تفوق طلاب السودان ونبوغهم في الاختراعات؟
لقد كنت ممن يظن أن عدم وجود الإمكانيات يعرقل النبوغ والاختراع، ولكن للأسف اكتشفت قبل سنوات قلائل “وليتني كنت اكتشفت ذلك من قبل” أن عدم وجود الإمكانيات هو السر الخفي في النبوغ و الاختراع، فمن وجهة نظري عدم وجود الامكانيات قد يتسبب في عدم ايصال فكرة الاختراع كنموذج متطور إلى من ينتجه ويرعاه، لكن يمكن تعويض ذلك بابتكار طرق ووسائل للاستفادة القصوى مما هو متوفر في البيئة المحيطة بالمخترع، فلقد اعتمدت اعتمادا كليا في بعض اختراعاتي على أجهزة الحاسوب و الأجهزة الالكترونية التالفة، وبسببها الآن حصلت على جوائز مالية وعينية، فلولا تلك النماذج المتواضعة لما تمكنت من تطويرها اليوم بالإمكانيات الحالية.
فهذا العقل أعطاه الله لمن يملك الإمكانيات ولمن لا يملكها، لكن تنمية المقدرات العقلية هو الأهم، وهذه تكلفتها فقط كتاب صغير تهديه دوائر الشؤون الإسلامية، وإذا رغب الإنسان أن يشتريه فسعره لا يتجاوز ثمن بطاقة رصيد الهاتف، وتجده في كل مسجد إذا لم تستطع شراءه يمكنك ايضا تحميله في جوالك مجانا وفي حاسبك المحمول كذلك، هو مفتاح للظواهر الفيزيائية والرياضيات والأحياء والفلك، تمسك به فلن تضل بعده أبدا.
بسبب آيه و احدة فيه في قوله تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚوَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سورة النور الاية 35
استطعت أن أحدد كشف الزيوت بالليزر، والذي هو ضوء قوي يخترق الزيت وبأقل طاقة كهربائية لتشغيله يتقارب وصفه مع وصف الضوء المذكور في هذه الآية.
بسبب هذه الآية تمسكت باختراعي جهاز اختبار الزيوت وعكفت على تطويره منذ العام 2005، بدأت من غرفتي وفناء المنزل بتكلفة لا تزيد عن 20 دولارا كانت السبب في أن أتلقى دعما بأكثر من مائة ألف دولار لتطويره في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وحتى الآن لم أنسه لمدة عشر سنوات تنقلت في عدة دول وعدة وظائف و مازال الجهاز بتطوير بسيط يحصد أرقى الجوائز و يبهر لجان التحكيم والخبراء و يفتح لي أبوبا تقنية جديدة، و هذا توفيق من الله أن هداني للتفكر في هذه الآية وربطها مع كشف الزيت، فكلما تمر علي هذه الآية أو استمع لها أعود لجهاز الزيت و أطور فيه.
وهناك شركة عالمية مقرها احدى الدول الأوروبية لديها عشرات الفروع في جميع أنحاء العالم ورأس مال بملايين الدولارات، ومبيعات بمليارات الدولارات، ومهندسين وخبراء من أرقى الجامعات العالمية تكاتفت جهودهم وأنتجوا جهازا صغيرا لكشف الزيوت يعتمد على الثنائية الكهربية، يباع بآلاف الدولارات وتستخدمه كثير من البلديات في دول العالم أجمع، ولكن للأسف فشل تقنيا لأنه عند إضافة مركب كيميائي للزيت يمنع تفاعل الجذور الحرة مع الجهاز مما يجعل جهازهم عاجزا عن تحديد جودة الزيت، إضافة إلى أنه لا يستطيع التفريق بين الزيوت.
و لكن بفضل من الله تمكن جهازي المتواضع من التفريق بين الزيوت والعسل و الحليب، بالإضافة إلى تحديد جودة الصنف الواحد بدون تلك الإمكانيات، وذلك كله بآية واحدة من كتاب الله تعالى، فما بالكم بآلاف الآيات.
*ما هي طموحاتك وخططك المستقبلية في المجال العلمي؟
أفكر في تأسيس مركز مشكاة لأبحاث تقنيات الفوتونكس المتكاملة والالكترونيات الضوئية الدقيقة، ليساعد الطلاب والباحثين على التعرف على هذه التقنية والاستفادة منها في إجراء أبحاث لإنتاج دوائر فوتونية تصغر حجم الاجهزة الالكترونية 50 مرة، و ذلك بالاعتماد على عنصر السيليكون وإيجاد مركبات مختلفة منه لخدمة هذا الغرض لتوفره ورخص ثمنه اضافة الى خواصه الضوئية الخارقة.
نقلاً عن موقع رواد الأعمال.


أضف رد جديد

العودة إلى ”الاختراعات والمخترعون“