فتياتنا القرآنيات عالمات صغيرات من فلسطين

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

فتياتنا القرآنيات عالمات صغيرات من فلسطين

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

في الـ 16 من عمرها ابتكرت الإبريز الكهربائي الأمن
الفلسطينية ورود الريماوي: حاجة المجتمع قادتني لجائزة "انتل العلوم" سعيد أبو معلا لام أون لاين - رام الله لم تكن تعلم الطالبة الفلسطينية "ورود الريماوي" (16 عاما) أن تعرضها لصدمة كهربائية قبل عام تقريبا ستكون أحد الأسباب التي جعلت منها "عالمة صغيرة" حيث توجت قبل أيام في مدينة الإسكندرية، عروس البحر الأبيض المتوسط، في مسابقة إنتل للعلوم والهندسة في العالم العربي.ذات الحادث المتكرر دوما، والذي غالبا ما يفترس الأطفال لفضولهم ومشاكستهم المتكررة أبدا، أصاب والد الطالبة ورود أيضا، وهي التي تدرس في الصف العاشر في مدرسة بنات قاسم الريماوي الثانوية قضاء مدينة رام الله، فما كان منها إلا التفكير في حل عملي يخلص المجتمع من ذلك الخطر المتجددة.من هنا تنطلق ورود في حديثها الخاص مع " إسلام أون لاين " وتقول: "تجربتي السيئة مع الكهرباء كانت الدافع للبحث والوصول إلى نتيجة أكبر، مثلت حلا لمشاكل الآلاف في فلسطين والملايين عبر العالم".
فمشروعها الخاص والمعنون "الإبريز الكهربائي الآمن" للطالبة الريماوي حصد جائزة أولى في المنافسة على المشاريع المتشاركة بقسم الهندسة الالكترونية وكذلك الجائزة الثالثة على مستوى المشاريع المشاركة في المسابقة ذاتها والبالغ عددها 63 مشروعا قدمت من 10 دول عربية إضافة إلى فلسطين.الطالبة الفائزة ترد ذلك كله إلى توفيق رب العالمين أولا، وإلى عمل وجهد طويلين مع والدها ومدرستها وهو ما تكلل بالفوز الذي كانت واثقة منه بحسب ما تقول بابتسامتها العريضة.التجربة دافعا للاختراع عن بدايات الاختراع تقول "ورود": "بالإضافة إلى تجربتي السيئة مع الكهرباء وخبرتي التي علمني إياها والدي الذي كان يقدم لي دوما معلومات عن طريقة عملها دفعت للبحث عن حل لمشكلة الأباريز الكهربائية التي لا تصيب الأطفال وحدهم بل والكبار أيضا".تتابع: "ذلك الإبريز الذي يوجد منه بكثرة في كل بيت يحول حياة البعض للجحيم حيث يصل حد الموت في حالات معينة، هنا فكرت بالحل، وهو ما جاء متماشيا مع طلب وزارة التربية والتعليم في فلسطين من المدارس أن تقوم على مشروعات في اتجاهات كثيرة بهدف المشاركة فيها في مسابقة فلسطينية داخلية".تسرد بإسهاب: "كان إحساسي بالمشكلة في البداية فرديا، لذا كان علي أن أقوم من خلال المدرسة بتوزيع استمارات على المدارس وروضات الأطفال والبيوت في القرية (بيت ريما)، بهدف الوقوف على حقيقة المشكلة أو الاحتياج المجتمعي".وتؤكد أنها وجدت أن أغلب الأهالي يخافون من "الأباريز"، ويبحثون عن حل لتلك المخاوف وتحديدا في الأسر التي لديها الكثير من الأطفال، "فمثلا وجدنا أن أغلب الأطفال يضعون دبابيس الشعر في الأباريز وهو ما يهدد حياتهم".المدرسة "نعمة الرفاعي" المشرفة على الطالبة الفائزة تتابع الحديث "لقد خرجنا بمجموعة من النتائج ومجموعة من الفرضيات بعد درستنا الميدانية، ووجدنا أن الحل من وجهة نظر "ورود" هذه المرة بعد تفكيرها العميق في تلك المشكلة ممكن عبر اختراع أسميناه "الإبريز الكهربائي الأمن"."فكرت مع والدي"، تضيف ورود، "هل يمكن أن نصنع إبريزا أمنا يفرق بين مقاومة جسد الإنسان وبين مقاومة الأجهزة الكهربائية نفسها، وبمعنى أخر هل يمكن أن يميز الإبريز بين مقاومة الإنسان ومقاومة الأجهزة الكهربائية، فإذا ما وضع عليه جهاز كهربائي يقوم بتوصل الكهرباء، وإذا ما وضع عليه موصلات لها علاقة بجسد الإنسان لا يقوم بفعل توصيل التيار الكهربائي".وتضيف: "انطلقنا من هذه السؤال في بحثنا وقمنا بتجارب كثيرة حتى وصلنا للحل وتمكنا فعليا من الحصول على النتيجة المبتغاة بعد أن عملنا على مقاومات الأجهزة الكهربائية".تتدخل المربية الرفاعي وتضيف: "في أول مسابقة شاركنا فيها، كانت على مستوى مديرية مدينة رام الله، كان "الإبريز" يوصل الكهرباء، وبالتالي قمنا بالتعديل عليه كي يكون أكثر فعالية، وبعد التحسينات وإضافة مقاومات عليه تمكنا من الحصول على نتائج إيجابية وآمنة مئة بالمائة ".وتتابع: "فكرة الإبريز الأمن تقوم على أن لا يُمرر التيار الكهربائي لجسم الإنسان لأنه مقاومته عالية جدا للكهرباء، وبالتالي جعلنا من الجهاز (الإبريز الكهربائي) لا يعمل إلا على مقاومته أقل من 30 فولت،
وذلك هو المبدأ العلمي الذي يعمل عليه الجهاز الجديد".أما "ورود" فتسرد إضافة نوعية على اختراعها الفائز فتقول بلهفة: "لم نكتف بذلك، بل طورنا من الفكرة وقلنا: هل يمكن أن نفرق بين مقاومات الأجهزة نفسها مثلا داخل غرف الأطفال؟ بمعنى هل يمكن أن تعمل بعض الأجهزة عندما يستخدمها الأطفال فيما أجهزة أخرى لا تعمل معهم أثناء استخدامهم لها؟ فقمنا بتصميم دائرة كهربائية ترصد وتفرق بين مقاومة الإنسان والأجهزة وبين مقاومات الأجهزة نفسها".وتشير أن مبعث هذه الفكرة مصدره أن الأطفال يستخدمون أجهزة كهربائية تتعلق بحياتهم اليومية، فمثلا عندما يستخدم الطفل مكواة أو خلاط لا تعمل هذه الأجهزة معه لأنه لا يستخدمها ولا تتعلق بحياته، أما لو قام باستخدام جهاز تلفزيون أو ألعاب فيديو فإنها تعمل معه ".مراحل الفوز الثلاث
شاركت "ورود" بهذا "المشروع الحيوي" كما تصف مدرستها ومديرة المدرسة أيضا في تصفيات على مستوى مدارس مدينة رام الله،
كانت المرحلة الأولى على مستوى المديرية في رام الله حيث تقدم فيها المشروع ليكن من ضمن أول خمسة مشاريع، وهو ما دفع به
للمرحلة الثانية حيث شارك في مسابقة على مستوى محافظات الضفة الغربية وكان الأول من ضمن 15 مشروع من منافسة تضمنت 55 مشروعا.عند هذه المرحلة تم تكريم ورود والمدرسة أيضا، فحصلت الطالبة على كاميرا رقمية تقول أنها تصور فيها يومياتها وما يخطر ببالها من مشاهد القرية الجميلة التي تحاصرها المستوطنات وتفترس أراضيها بقسوة.تقول ورود "غير أن الفرحة الكبرى كانت عندما تم انتخاب مشروعي ضمن ثلاثة مشاريع لتشارك في مسابقة دولية في الولايات المتحدة الأمريكية، كان أمرا لامعا، وكنت متيقنة من الفوز أيضا".لكن المشروع لم يفز في ظل منافسة من 1500 مشروع من مختلف دول العالم، وهي هنا تؤكد أن الحزن أصابها بفعل الفشل، وتحديدا بعد أن بذلت هي ومدرساتها مجهودات جبارة في إقناع والدها بالسفر إلى أمريكا.تؤكد هنا مديرة المدرسة أن رفض والدها لسفرها كان مبعثه الشعور العام بالمرارة من أن على المشاريع التي تبدعها أيادي مسلمة وعربية عليها أن تذهب إلى أمريكا ليتم تقييمها في ظل أنه كان يفترض في الدول العربية والإسلامية أن تصبح أهلا للعلم وجاذبة للاختراعات.وهي هنا تعترف بمرارة أن رؤيته صحيحة، لكن المعادلات التي انقلبت غيرت الوجهات كلها، وهي هنا تطرح سؤالا وجيها يتمثل في: "هل نستطيع أن نستضيف كل دول العالم في فلسطين في مؤتمر علمي طلابي، هل لدينا إمكانيات..؟ إنه أمر أكبر منا للأسف".وتتابع الدولة التي استضافت المؤتمر في أمريكا والشركات التي رعته مثل إنتل للعلوم هي المستفيدة يقينا، لقد ربحت المشاريع، وأخذتها دون أي نقود، هي تستقطب الأفكار، والاختراعات، فهناك يستفاد من مشاريعنا وأفكارنا وتستثمر حيث يجعلوها قابلة للتنفيذ.أما المدرسة الرفاعي فتسأل أيضا: من يمكن له أن يتنبى مشروع ورود الحيوي مثلا؟ فرغم وجاهته سألنا ورود: هل هو عملي وقابل للتنفيذ؟ فردت: "بالطبع، يمكن أن يوضع في بعض إبريز البيت الكهربائية وفي غرف الأطفال، وكل إبريز يكلف 15 شيقلا
(بالعملة الإسرائيلية وتعادل 4 دولار) للقطعة الواحدة ويمكن أن يصبح أقل بكثير إذا تم تصنيعه تجاريا.لإسكندرية فرصة الفوز في مسابقة إنتل للعلوم والهندسة في العالم العربي في مدينة الإسكندرية مُثلت فلسطين بـ 7 مشاريع إبداعية موزعة على خمسة مجالات علمية مختلفة وهي الكيمياء، والنقل والطاقة، والعلوم الاجتماعية والسلوكية، وعلوم الحاسب الآلي، وثلاثة مشاريع في الهندسة الكهربائية والميكانيكية.شارك الإبريز الأمن في المسابقة ليكون ضمن 68 عملا إبداعيا شارك بها 98 طالبا وطالبة من عشر دول عربية هي فلسطين، مصر، تونس، لبنان، الأردن، المغرب، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، السعودية، ودولة عمان.عن ذلك تقول ورود: "فكرة المشاركة مرة ثالثة كانت فرصة ثمينة لي، كنت أرى الفوز، وثقتي بمشروعي كانت عالية في ظل قلة الدولة المشاركة، وفي كون جميع المشاركات من دول عربية".تقول ورود: "في المسابقة في أمريكا كانت المنافسة أشد قوة، في ظل أن هناك مشروعات تدعمها ووزارة الدفاع الأمريكية وأخرى ترعى من شركات عملاقة وهناك الإنفاق سخيا عليها، نحن لم يكن أي من ذلك متوفر لنا، كنا نحمل أفكارنا وثقتنا بالمشاركة، لم ننظر للقيمة المالية، كنا نهتم بالحضور والخبرة".سألنا الطالبة المتفوقة في دراستها وتحفظ القرآن الكريم غيبا: "لماذا فزت بالإسكندرية إذا؟" فردت لأنه مشروع حيوي وجوهري ويخص الجميع، وليس لكوني فلسطينية وقادمة من بلد محتل، لقد استغرب المشاركين وجودنا هناك، وفوزنا أهديه لفلسطين تحديدا التي تستحق منا الكثير من العمل وإلى كل من ساعدني في التوصل إلى هذه النتيجة".زعل ورود البريئة والخجولة دوما بفوزها المستحق تحول إلى فخر وثقة شديدة بوالدها ومدرستها التي لا يتوفر فيها إلا ما يلبي احتياجات المناهج الفقيرة أصلا، وهي هنا لم تتوقف عند هذا الحد، فأصبحت تفكر بالقادم من الأيام، حيث تستعد لخوض المرحلة الثانوية متحصنة بقيمة الجائزة التي استحقتها وقيمتها (3500 دولارا أمريكا) على أمل أن تكون لها عونا في استكمال دراستها الجامعية في تخصص بعيد عن الكهرباء هذه المرة، لكنه قريب الصلة بالبشر والإنسان الفلسطيني ألا وهو الطب البشري.


أضف رد جديد

العودة إلى ”الاختراعات والمخترعون“