جذور الانحراف في الفكر الإسلامي الحديث

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

جذور الانحراف في الفكر الإسلامي الحديث

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

كتاب: جذور الانحراف في الفكر الإسلامي الحديث
لمؤلفه: جمال سلطان:
مقدمة: كتاب قيم يستحق القراءة، يبحث في بدايات تأثير المستعمرين في فكر النخبة من أبناء بلادنا المستعمرة، أثناء احتكاك الغرب بالشرق حديثاً مع بدء الحملات الاستعمارية الحديثة، واختار الكاتب مصر، لقربها ووضوح التأثير في أعلامها ذلك الزمن، وسأختصر عوامل التأثير والانحراف في هذا الملخص بالتالي:
1-الخطأ الأول: مقابلة التنور الأوربي وتقدمه ونهضته، بالحقائق الإسلامية وقيمه الإنسانية، والمقاصد الشرعية في تكريم الإنسان وحريته ومساواته بها، وهذا ما فعله (الأزهري رفاعة الطهطاوي).
2-الخطأ الثاني: الدعوة إلى تطبيق التجارب والقوانين الغربية على واقعنا، وجعلها قبلة المثقفين، وتجاوز القرآن والسنة وجعلهما في الحديقة الخلفية لتفكيرنا، ومنح العصمة لقوانينهم، وهذا ما فعله (الكواكبي في طبائع الاستبداد).
3-الخطأ الثالث: النقد الشديد للتراث، دون تفريق بين الأصيل الغض منه والموروث المتأخر الجامد المحنط، والإعجاب مع الثقة بالمستعمرين في قدرتهم على انتشالنا من كسلنا وتخلفنا، وهذا ما فعله (الشيخ الأزهري محمد عبده) وأتباعه في حزب الأمة، وسعد زغلول.
4-الخطأ الرابع: الانبهار الشديد بالنهضة الأوربية، وتحرر المرأة في الغرب، والظن بأن طريق النهضة والتقدم واحد عند كل الشعوب والأمم، وتقليدهم في الفصل بين الديني والدنيوي في سياساتهم، دون مراعاة اختلافنا معهم في حضارتنا وقيمنا وتفكيرنا ومشاعرنا، وهذا ما دعا (قاسم أمين) إلى اعتبار المرأة الأوربية هي النموذج.
5-الخطأ الخامس: انجرار مفكرينا وراء دعاوى وتحليلات المستشرقين لتراثنا وقيمنا، وتبني النظريات والمصطلحات الغربية في الشرق أو الغرب، رأسمالية أو اشتراكية، مما أدى إلى انقسام حاد في صفوف الأمة بين مشرِّق ومغرِّب، متناسين مدرستنا الثالثة أو الأولى في حضارتنا الربانية الأصيلة الإسلامية المتميزة.
6-الخطأ السادس: خفوت أثر الصدمة من احتكاك الغرب الناهض بالمشرق الإسلامي النائم أو المتخلف، وحاجته إلى التجديد، واعتبار الغرب هو منارة تحقيق رغباتنا في النهوض، واعتماد قشور ما لدى الغرب أساس، دون اللباب العلمي والتنظيمي الإداري، وهذا ما فعله (عميد الأدب العربي: طه حسين) .
7-الخطأ السابع: استبعاد سبب نهضتنا الأولى ومسبب كياننا النفسي والفكري والاجتماعي (الإسلام)، من أن يكون هو الحل لمشكلاتنا، بعلمانية غربية نجحت في بلادهم، لانسجامها مع أهلها ومنبتهم اللاتيني الروماني الوثني، دون إدراك وفهم للفوارق بين الأمم وقيمها ومنبتها وكيانها المذكور أعلاه.
8-الخطأ الثامن: (بعثرة الرؤية) بالغفلة الغبية عن التحدي الحضاري بيننا وبين من كان أحد أسباب استعمارنا وصراعنا وتدافعنا، في الأحوال التي رغبنا فيها بالقيام من كبوتنا، للنهوض من جديد، وتقليدهم في القشور دون اللباب، وعدم التفريق بين ما نحتاجه لديهم وما لا نحتاجه، والمطالبة بأن نكون نسخة كربونية عنهم، وحتى هذه يبخلون بها علينا، لتستمر هيمنتهم.
9-الخطأ التاسع: اعتبار الواقع لا الإنسان، هو أساس التحضر والنهضة، والظن بأن النهضة سوق غربي تستورد منه بضائع القوم لإنتاج أمة أخرى مشابهة، وغياب القيمة العليا والغرض الأساسي الذي يلتم عليه شتات الأمة وشعوبها ويلتئم؛ لتحقيق نهضتها، وهذا ما نصح به طه حسين، وكمال أتاتورك، والطهطاوي، وأحمد لطفي السيد، ومحمد هيكل، وغيرهم من عبيد الغرب وتلامذته.
10-الخطأ العاشر: استناد العاجز عن القدرة على الفعل والتغيير، إلى غيره (رجل تاريخي) وجعله صنماً، كفعلٍ من أحلام اليقظة والسحر والتمني، بسبب ثقافتنا المبتورة، القائمة على نوع من الغيبيات غير المشروعة، منتقاة من التحريف أو الاستدلالات المغلوطة، وهكذا قدس (أصحاب السر) في الدين والدنيا، واجتمعا على استغلال السذاجة والأمية الثقافية، للتحكم في رقاب الناس وأموالهم وإراداتهم.
11-الخطأ الحادي عشر: تقديم التدين المزاجي على التدين المؤصل، وتفسير الحاكمية دون التعرف على شروطها التطبيقية، وربط المبادئ بالأشخاص، حتى لو كان نبياً أو رسولاً، دون النظر إلى مقاصد الشارع الخالق سبحانه، ومقارنة ذلك كله بالقوانين الغربية، المفصلة على مقاييس أهلها ورؤوسهم وأقدامهم.
12-الخطأ الثاني عشر: اعتبار الدعوة الإسلامية قضية شخصية لا حياتية اجتماعية، والوقوف موقف الدفاع عن اتهامات الأعداء، تجاه جزئيات إسلامية مجتزأة، والشك في صلاحية ديننا لنهضتنا أبداً، والخلط بين التقني والقيمي لدى القوم، وتقليدهم فيما لا حاجة لنا فيه من قشورهم، أو مما تخلوا عنه بعد مراحل من تقدمهم وتعلمهم ونهضتهم المادية الدنيوية، ووحدتهم على أهدافها ومصالحهم حصراً.
اختصار: محمد نبيل كاظم


أضف رد جديد

العودة إلى ”كتب وكتَّاب“