كيف اذاكر بفاعلية!

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

كيف اذاكر بفاعلية!

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

وعليكم السلام ورحمة الله..
أظن أن المشكلة تبدأ من جملتك الأخيرة: "أريد المثالية".. ما رأيك أن نعيد النظر فنفكر أن نبحث عن التوازن وليس المثالية.. نفكر في خطوات لتطوير ما نحن عليه الآن؛ التفكير في هدف محدد معقول نسير نحوه، على أن يرتفع بنا نحو خطوات معقولة منطقية أعلى مما نحن فعليا عليه الآن..
فهذه واحدة من النقاط التي أود أن تعيدي النظر فيها.
الفكرة الثانية التي أود الإشارة إليها هي أن حياة ودراسة الجامعة تختلف اختلافا كبيرا عن حياة الثانوي، وكثير من الطلاب يعتقدون أن أداءهم في كلا النظامين والفترتين سيكون واحدا؛ رغم أن الفرق –فعلا- كبير من حيث طريقة التدريس، ومن حيث قدرتنا على تكريس الجهد للدراسة فقط، وطريقة الامتحانات، ودرجة اعتماد الطلاب على أنفسهم، وثقل وعمق المادة العلمية المقدمة.. أمور ونقاط كثيرة محصلتها أن الجامعة مسألة تختلف تماما عن المرحلة السابقة لها، وأحيانا كثيرة -أيضا- التالية لها من دراسات عليا.
وأظن أن إدراكك لهذه النقطة سيريحك نوعا، وسيجعلك تكفين عن البحث والسؤال: "أين أنا؟ لقد حصلت على 97% فلمَ لا أحصل على مثيلتها في كل عام من أعوام الدراسة الجامعية؟!".
لا أقصد بالطبع أن تكفي عن البحث عن التقدم والتميز، لكن ليس بمعيار الدرجات فقط، وليس دفعة واحدة؛ فالطفرات في الحياة قليلة، إنما الأصل في الخطوات التغيير التدريجي.
ذكرت أنك قد تحسنت عن عامين سابقين؛ رائع جدا.. لم لا تسعدين إذن بتحسنك، ولم لا تفكرين وتحصرين لمَ تقدمت؟ ما النقاط التي أسهمت في تقدمك؟ بلوري حبيبتي خبرتك لتعيدي الاستفادة منها على مدار حياتك.. ما شروط نجاح محاولاتك السابقة لتعيديها؟ ما الذي ساعدك كي تتقدمي خطوة؟
لكل منا نموذج نجاح حين نكرره نكرر الناتج منه وهو النجاح.. ولكننا أحيانا نغفل النظر لظرف نجاحنا السابق، نغفل أننا نجحنا من قبل فنحاول أن نعيد اختراع العجلة!
حاولي تحديد أهداف منطقية معقولة بالتحسن كخطوات نحو الأمام، بدلا من أن نضع أمامنا مسافات شاسعة تفصلنا عن حلمنا المتضخم "غير واضح المعالم".
حبيبتي.. كل منا يتمنى أن يكون رائعا جيدا في كل شيء، غير أن هذا هو الحلم المستحيل.. الحياة مواسم فانعمي في مرحلتك هذه بأن تتوازن حياتك بين الدراسة، والحياة الاجتماعية، والهوايات، والعمل إن أردت.. ستجدين أن توزيع الأهداف على مساحات مختلفة من الحياة أكثر إشباعا من وضع البيض كله في سلة واحدة؛ وهو ما يزيح حمل "النجاح التام وإما لا نجاح"..
الحقيقة يمكنك أن تنجحي جدا في دراستك بمعدلات معقولة إن لزمت خطوة واحدة في المرة، وإن توازنت حياتك بصورة طبيعية بين أنشطة الحياة المختلفة؛ لأنك ستحيين الحياة بجميع أنشطتها إن شاء الله مستقبلا، و لن تلعبي فقط دورا واحدا..
ووفق هذا لا يتوقع أحد أن نبرز في كل مساحة ونتفوق في كل مساحة.. لكنا نحاول التوازن، مع التركيز في وقت معين على مساحة أكثر نوعا من مساحة؛ وهو ما ينطبق على الدراسة.
بالطبع نحتاج أحيانا أن نركز على الدراسة أكثر من أي مساحة أخرى، لكنه تركيز لا يلغي تماما بقية المساحات.
فما أنصحك به هو توزيع أنشطتك الحياتية: مساحة كبيرة للدراسة، ومساحة لهواية تمارسينها لتجددي بها نشاطك وهمتك، وتخففي بها توترك الذي تفقدين به الدراسة وغيرها، فحين نقرر أن نمسك بعجلة القيادة إمساكا تاما "بتوتر" تفقد السيارة توازنها.
أظن أن أكثر ما يحول بينك وبين تحقيق نجاحات حقيقية تسعدين بها، بل يحول بينك وبين خطوات حقيقية للعمل؛ هو نظرتك الكلية لجبل العمل بدلا من تفتيته لأجزاء، ورغبتك في إنجاز كل العمل "بمثالية"، بدلا من التركيز على إنجاز المهمة المحددة القصيرة التي بين أيدينا الآن.
حبيبتي.. هناك مقولة رائعة أود أن تتأمليهاthink big start small" "
انظري لجبل العمل كله، لكن حين تعملين اعملي فقط على المساحة منه التي بين يديك.. اعملي "قطاعي" جزءا جزءا.. هذا ما يضمن لك إنجاز العمل، ويضمن لك شعورا مؤكدا بالإنجاز إن شاء الله.
كل العظماء -وستكونين منهم بإذن الله- يحلمون بعمل كبير عظيم؛ لكن حين يعملون يعملون جزءا صغيرا، ثم جزءا صغيرا، ثم جزءا صغيرا.
حينما تجلسين لاستذكار إحدى المحاضرات اجعليها همك وشغلك الشاغل، وحين تعرض عليك أختك أن تساعدك فركزي على ما تشرحه لك فقط دون أن ينسل نظرك لمهامك الكثيرة الأخرى.
كوني واقعية، بمعنى أن تضعي أهدافا محددة يمكنك إنجازها، واستغلي ما تقومين به دوما من عمل؛ فحين تستذكرين فأنت بذلك تحضرين نفسك للامتحان لا محالة، وحين تراجعين للامتحان ستكونين بذلك تستذكرين دروسك، وأعتقد أنه لا فرق كبيرا؛ فالمسارات كلها تصب في مكان واحد.
ربما تحتاجين لبعض مهارات الاستذكار وعادات الاستذكار، وهذا أمر طيب، ولأكون صادقة معك فلن تنتفعي بها إلا حين تتخلصين من توترك بالتزام التفكير العقلاني: مهام محددة - تركيز على المهمة - تقبل عدم إتمام المهمة أحيانا.
وسأرفق رابطا لموقع رائع لمهارات التعلم والاستذكار، أرجو أن تنتفعي بما فيه، على أن تنظري إليه نظرة عامة، ثم تركزي على جزء صغير جدا منه لتخرجي بفكرة تعينك، ثم تستكملي فكرة أخرى، وهكذا.
فلو أنك حاولت الانتفاع بكل ما فيه فلن تستفيدي فعليا بأي شيء فيه.
الآن فقط انشغلي بما بين يديك "الآن وهنا"؛ لتصلي غدا للحلم الكامل "إن جاز في الحياة أن يكون هناك حلم كامل".
وفي انتظار تواصلك للاطمئنان عليك.. وفقك الله ونفع بك..
رجاء الاطلاع على هذه الروابط:

استراتيجيات المذاكرة
كيف أنظم وقتي
نمط التعلم.. مجهول في معادلة التفوق!



أضف رد جديد

العودة إلى ”المدرسة والمدرسون“