ما الذي يحتاجه السنة والشيعة اليوم؟

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

ما الذي يحتاجه السنة والشيعة اليوم؟

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

ما الذي يحتاجه السنة والشيعة اليوم؟

( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاتة ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)

هل لنا في السير على طريق الإيمان الحق، الإيمان الذي عروته تقوى الله تعالى، تقوى كما يريدها الله تعالى خالصة، تقوى على هدي النبي المصطفى وأصحابه وآل بيته الكرام، وأن نلقى الله على الإسلام الحق الخالص، لا الإسلام الذي نحن نزعمه؟!
القص واللصق من تراث إسلامنا القديم الذي عف الزمن على كثير من فروعه، بعد تخلف أمتنا ، وتوقف الاجتهاد في إصدار الأحكام الملائمة للعصور التي مر بها ووصل إليها الناس في الأرض كلها، لا يصلح للاستشهاد به على صحة الدرب الذي نسير عليه للأمور التالية:
1- الأمة تخلفت عن دروب السالكين السابقين المخلصين سواء كانوا سنة أو شيعة، وإذا قلت أن ما سبق كان تاريخا فحسب فهذا غمط لجهاد آل البيت مع إخوانهم من السنة في العصور الأولى، لنشر الإسلام في ربوع العالم، وإذا قيل أن الأمة كانت متمايزة سنة وشيعة، فهذا غير صحيح البتة، بدليل التآخي الذي كان حاصلاً بين كل المذاهب الفقهية والسياسية، والتاريخ يثبت ذلك.
2- الأمة التي تجتر ماضيها لا تبني حاضرها البتة، كالمريض النفسي الذي يعلق حاضره ومستقبله على صندوقه الأسود لماضيه، الحافل بشعور الضحية وشعور المظلومية، فاسألوا الطب النفسي عن هذه القضايا؟
3- لو ذهب السنة إلى القمر أو إلى أي كوكب آخر، هل يشكل الشيعة على اختلاف طوائفهم وفرقهم ومللهم وأحوالهم الصورة المشرقة للإسلام؟ علماً وحضارة وعقيدة وسلوكاً وقيادة؟! أمام ما وصلت إليه الإنسانية من رقي وتحضر وتمدن وحقوق إنسان، على ما ينقصها من الروح الدينية والأخلاقية.
4- لو ذهب الشيعة كذلك إلى كوكب آخر هل يشكل السنة على اختلاف طرقهم ومذاهبهم بين متشدد ومتساهل ومذهبي وصوفي وسلفي وعلماني، وقومي ووطني، على ما يحملون من تراث قديم في فهم الإسلام، عف عليه الزمن من نواحي فرعية ولا أقول من ناحية إجمالية كلية؟! هل يصلح لتقديمه للبشرية على أنه دين الله الخاتم، والحل الأمثل لقيادتنا للبشرية إلى السلام وشريعة الله؟!
5- المذهب الشيعي عموماً قام على فكرة الإمامة، والوصي، وأنها في علي وأولاده، وانقطع أمرها بغياب الإمام الثاني عشر وانتقال الفكرة إلى ظهور المهدي في آخر الزمان، وحل مكانها اليوم بعد تعطيل طويل لكثير من شعائر الإسلام المتعلقة بوجود إمام ( كصلاة الجمعة) فكرة ولاية الفقيه، هذا الفقيه ينتخب من الفقهاء بالشورى والتصويت، ولا يتحلى بالعصمة ويعزل بانتفاء الأهلية أو بسحب الثقة، أو بأي سبب مرضي وغيره.
6- يلتقي السنة والشيعة اليوم في اختيار إمامهم أو رئيسهم أو وليهم بالاقتراع والشورى، فلم يعد هناك أي مبرر للافتراق على الأساس القديم من بيعة إمام يعينه إمام، فبحث المسألة من هذه الزاوية اليوم لا مبرر لها على الإطلاق، لأن الطرفين يصنعان الأمر نفسه.
7- فروع الفقه الاجتهادي لدى الشيعة وكذا لدى السنة يحتاج إلى تطوير لمسايرة الزمن، بعد توقف الاجتهاد لدى الفريقين على أقوال السابقين، والدليل حالة التخلف الكبير الذي يعم العالم الإسلامي اليوم، مما جعل عجلة التقدم والرقي الدنيوي وحقوق الإنسان ولطف المعاملة في أيدي أعدائنا غرباً وشرقاً، وكل ما نتبجح به نحن لا يدعمه الواقع، ولا يؤيده العصر، حيث نستجدي جميعاً سنة وشيعة تلطفاً من الوكالات الدولية وهيئة الأمم المتحدة والدول الكبرى بفتات الحقوق.
8- لدى الشيعة والسنة من المشكلات وإعادة ترتيب الأولويات الشيء الكثير الكثير، حتى نستطيع ولوج العصر الذي نحن فيه بإخواننا وأبنائنا، على مستوى التعليم، والاقتصاد، والسياسة، والإعلام، وكذا كتابة التاريخ القديم بروح تناسب الأخوة الإسلامية الحقيقية، التي تقطع الطريق ليس على أعدائنا فحسب، بل على أنفسنا من التفكير خارج ما يقتضيه العقل والحكمة والمنطق والإنسانية والأخوة الإسلامية، والتمحيص العلمي الدقيق، الذي سنقدمه للعالم من إسلامنا الحاضر المبني على الثابت من كتاب الله والثابت من النقل الصحيح من سنة رسول الله وأصحابه وعترته.
9- تراث الأمة عظيم فلا نشوهه بذكر أخطاء من سبق عن اجتهاد وإخلاص ورأي، ولولا ما قدم السابقون للأمة والناس ما وصلنا إسلام ولا قرآن ولا حضارة، ولا فن ولا علم ولا عمارة.
10- الغرب وأعداء الإسلام وجدوا كنزاً عظيماً سهل عليهم دخول منطقتنا من خلال الحزبية والمذهبية، تحت شعار قديم: ( فرق تسد)، ولا يمكن الوقوف أمام هذا الشعار بعقليتنا الحالية، التي تلغي الآخر ولا تكلف نفسها حتى الإطلاع على ما لديه، مع أن شريعتنا واجتهاد الأئمة السابقين وصلوا في أصول فقههم واجتهادهم إلى مسائل ووسائل عجيبة لفهم شريعة الله وكتاب الله والآثار النبوية، وأقوال صحابة رسول الله، حتى عد بعضهم من مصادر التشريع الإسلامي أن شريعة من سبقنا شريعة لنا إذا لم يناقض ما لدينا من مصادر ونصوص، نؤمن بالتوراة والإنجيل (المنزل) إن كان فيه ما يوافق القرآن بعد التحريف، وننظر إلى ما لدى كل الناس، ولا نقبل النظر إلى ما لدى علمائنا وإخواننا من المذاهب الموحدة الأخرى إن هذا لشيء عجاب!
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير) 11- لنجعل تنوع الفقه والمذاهب ثروة للعصر الحديث الذي يحتاج منا نهضة حضارية إسلامية على أعلى مستوى، وكل فئة ومذهب وحتى طائفة في بلادنا تحتاج إلى أمن فكري وإنساني لا يمكن أن يتحقق في ظهراني من يشتمنا ويرهبنا ويخوفنا ويخوننا ولا يحترمنا أو يحبنا، حتى النصارى في بلادنا ينبغي أن نعطيهم هذا الأمان، أيحسن أن نعامل اليهود والنصارى والمجوس في بلادنا أفضل معاملة، ونحرم أنفسنا منها.
12- الحجج الواهية بأن الآخر لا يسمعني ولا يراني ولا ولا..........ليس بحجة، لأن من يلعن إخوانه ويشتم ويسب ليس بكريم ولا فاهم لعمق الإسلام، حتى لو كان ذا عمامة كبيرة، لأن المعول عليه العقول الكبيرة والفهم الصحيح، والإصرار على القص واللصق دون روح جديدة في التثبت والحب والتآلف والتطوير والابتكار يوقع المسلم، تحت طائلة المسؤولية أمام الله تعالى، لقوله صلى الله عليه وسلم: " رب كلمة لا يلقي إليها المرء بالا يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً".(أو كما قال عليه السلام). وكذا الحديث المعروف المشهور: " من كذب علي عامداً متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".


أضف رد جديد

العودة إلى ”تجديد الخطاب الإسلامي“