من النقد إلى التجديد في العلوم الإسلامية

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

من النقد إلى التجديد في العلوم الإسلامية

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

العلوم الإسلامية من النقد إلى التجديد
حسن الأشرف/ 13-01-2010
غلاف مجلة الإحياء
بعد البحث عن أسباب أزمة العلوم الإسلامية، هل هي أزمة رؤية أم أزمة تنزيل؟ والذي تضمنه الملف الرئيسي للعدد 29 من مجلة «الإحياء» التي تصدر عن الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، جاء العدد المزدوج الجديد 30 و31 من المجلة ليكمل سبر أغوار هذا المحور؛ لما يشتمل عليه من أهمية بارزة في تحديد مسار الأمة العلمي والحضاري معا.
وتضمن الملف الموسوم بعنوان: "العلوم الإنسانية من النقد إلى التجديد" أبحاثا ومقالات تطرقت إلى عدة محاور من الإشكالية المطروحة، ومنها: جمود الفقه، واستئناف الفهم والتأويل، وفتاوى الأمة، وأصول الفقه بين الأزمة والحل، والحاجة إلى تجديد المعرفة الأصولية، ثم تجديد المنهج في فهم وتنزيل العلوم الإسلامية، وغيرها من المقالات والدراسات.
شروط التجديد:
وقدم الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، للعدد الأخير بتحديده للشروط التي يراها لازمة ليكون لتجديد العلوم الإسلامية فاعلية ونفع واضحان، منها:
1ـ الاستيعابية: في مجال تمثل العلوم موضوع التجديد، من حيث المعرفة بها شأنا ومضمونا، ومباحث، وسيرورة، ومقاصد، وثمرات، ومشاكل، وبدونها يصعب تصور تجديد مثمر.
2ـ المعرفية:.. وهي الغوص في بُنى هذه العلوم وأنساقها ومناهجها للتأكد من اندراجها في النسق المعرفي الذي جاء به الوحي.
3ـ الوظيفية: حيث يتم الحرص على التأكد من مدى خدمة العلوم الإسلامية للإنسان فردا واجتماعا، وإعانته على تحصيل السعادتين في انضباط لضوابط التيسير وإحلال الطيبات وتحريم الخبائث التي بينها الوحي الخاتم.
4ـ الجماعية: ويقصد بها العبادي وجوب ارتكاز التجديد في مجال العلوم الإسلامية على العمل العلمي البحثي التجديدي الجماعي التكاملي، من أجل تفرع الإشكالات ومجالات الإصلاح داخل هذه العلوم والمعارف.
5ـ الانغمارية:والمقصود منها الانخراط الذكي والواعي في هموم ومشاكل الإنسان محليا وكونيا لمعرفتها أولا، ثم الاجتهاد ثانيا لوجدان حلول وظيفية وعملية لها، انطلاقا من النسقين المعرفي والقيمي الإسلاميين.
6ـ الاستشرافية: وهو شرط -وفق العبادي- يرمي إلى عدم الاشتغال بالمهم وتأخير الأهم، وبالمفضول عوض الأفضل؛ بغية تحديد دقيق للأولويات وهندسة لها.
7ـ الحكمة والتدبير: الجيدان على المستويات الأكاديمية والبشرية والزمنية واللوجستيكية؛ مما قد يجر إهماله إلى اضطراب في إنجاز شرط الجماعية.
8ـ التكوين الأساسي والمستمر: حيث يتم بناء مناهج تكوين المكوِّنين والمكوَّنين، ليتم بعد ذلك تنسيق جهود فرق البحث المنتقاة فكريا ونفسيا ووجدانيا واستراتيجيا، ومواكبتها بالتكوين المستمر حتى يكون الأداء مثمرا.
ويخلص العبادي إلى أن التجديد في العلوم الإسلامية كان دوما حاضرا وبطريقة عضوية عبر مسار أمتنا تطلبا واجتهادا، مردفا أن هذا التجديد أمر مصيري لها -وجوديا- فيما يستقبل من تاريخها.
9- الحذر من الجمود على المنقولات:واستهل الملف الدكتور إسماعيل الحسني، أستاذ بكلية الآداب بمراكش، حيث تناول بالدرس والتحليل موضوع الفقه بين الجمود على المنقولات واستئناف الفهم والتنزيل؛ حيث تحدث الباحث عن ثقافة الجمود على المنقولات باعتبارها أحد الأسباب الرئيسة التي عاشها وما زال يعيشها الفقه الإسلامي المعاصر..
وبعد أن أكد أن الفقه الإسلامي يعيش أزمة لأسباب مختلفة، لم يكن المقال مهيئا لذكرها كلها، أفاد الحسني أنه خلال معظم فترات تاريخنا العلمي لم تُعط الأهمية لقيم الاستيعاب والتجاوز والنقد والبناء، مشيرا إلى أن الفقيه في ثقافتنا هو الحافظ للأقوال والآراء المنقولة والمرويات المأثورة، وبالتالي لا مجال بالنسبة لثقافة كهذه أن يكون هناك بناء للقدرة المنهجية على الفهم السليم للشريعة وللواقع.
وبالنسبة للكاتب، فإن أزمة الموضوع الفقهي تتوزع إلى ثلاثة مستويات، وهي:
1ـ على مستوى فهم الشريعة: تتجلى الأزمة خلال هذا المستوى في مظهرين رئيسيين: الأول تغييب النظرة التعاضدية للشريعة، والثاني: عدم فهمها كبناء متعاضد بناء ينقل الفقيه والعالم المسلم من فكر المصادفات إلى فكر علمي يقوم على إدراك واكتشاف العلاقات بين الخطابات الشرعية، وهو بناء يتكون -حسب الباحث- من عنصرين رئيسيين: عنصر الإفادة من المقام، وعنصر مراعاة الأنساق، وهما عنصران متشابكان يكونان مفهوم التعاضد.
2- على مستوى فهم الواقع: منشأ الأزمة يتمثل في النظرة البسيطة للواقع الإنساني بصفة عامة وللواقع الذي يحتضن الوجود الدنيوي للمكلفين في الإسلام، في حين أن الواقع الإسلامي ليس بسيطا، بل مركبا يتدخل في بنائه عناصر متشابكة من الزمان والمكان والأحداث والقيم.
3- على مستوى تنزيل ما فهم على الواقع: ترجع الأزمة -وفق الباحث المغربي- إلى غياب العنصر الإرادي، وإلى العجز العلمي الذي يُفَسر به الفشل في تحويل القول المجرد إلى فعل مجسد.
وخلص الكاتب إلى أن الحاجة إلى استئناف علمي وتطبيقي لهذه المستويات الثلاثة حاجة ملحة؛ لكون الفقه لا يكون بكثرة الحديث عنه، والممارسة الفقهية لا تحصل بمجرد الحديث الكلاسيكي والمدرسي عن مفهومها وعن شروطها وعن ضوابطها، فكل ذلك -يستدرك الباحث- مهم، لكنه لا ينتج فقها مبتكرا وعلما نافعا.


أضف رد جديد

العودة إلى ”تجديد الخطاب الإسلامي“