إريك جوفروا الفرنسي إسلامه وتصوفه

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

إريك جوفروا الفرنسي إسلامه وتصوفه

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

باريس - لا يقول "إريك جوفروا" لمخاطبيه مطلقا إنه "مسلم" إلا إذا وجه له أحد السؤال مباشرة, لكنه خلال محاضراته وفي كتبه يوصل رسالة قوية مفادها أنه وجد في هذا الدين ما يبحث عنه، وفي "الصوفية" تحديدا دليل له كباحث في الإسلاميات نشأ ضمن الثقافة الأوروبية الحديثة، وتربى في بيئة كاثوليكية لم تقنعه ليتركها بحثا عن طريق آخر.
واليوم يدرّس "إريك جوفروا" كأستاذ محاضر في جامعة "مارك بلوخ" في مدينة ستراسبورج بفرنسا، فضلا عن مهمته كأستاذ في جامعة بروكسيل الحرة في بلجيكيا، ومهامه الأكاديمية في المعهد العالمي للفكر الإسلامي بباريس، كما يعد أبرز مختص في الصوفية في فرنسا.
جمعتني لقاءات عديدة بـ"إريك جوفروا" كان أولها يعود إلى أواسط سنة 2003 في شقة صغيرة في العاصمة الفرنسية باريس، يومها كان عائدا من إحدى الجلسات التأسيسية "للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية" والتي كان يشرف عليها نيكولا ساركوزي الذي كان وزيرا للداخلية آنذاك، ويومها لم يخف تبرمه من التوظيف السياسي لملف الإسلام؛ الأمر الذي انتهى به إلى أن يترك المجلس الذي كان أحد أبرز مؤسسيه.
ربما أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت جوفروا يغلق باب العمل ضمن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أنه وجد دوره كباحث في الإسلاميات، ومختص في الصوفية يعتبر الصفة الأبرز له.
أحد مراجع الصوفية
ويعتبر الميدان الأكاديمي بالذات هو الميدان الذي أهل جوفروا أن يكون أحد المراجع العلمية للصوفية لا في فرنسا فحسب، بل في العديد من الجامعات الأوروبية والأمريكية.
وخلال الأيام القادمة يسافر "جوفروا" إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد ليحاضر في مؤتمر دولي "حول الصوفية والسلام" في وقت يعيش فيه هذا البلد نزاعا وقوده الأساسي الفهم العنيف للإسلام، على حد قول جوفروا الذي يعود بعدها إلى العاصمة البلجيكية بروكسيل ليحاضر حول الحوار بين الأديان.
ويعد إعداد الأبحاث حول الصوفية الشغل الشاغل لجوفروا، ولربما لا يوجد باحث فرنسي في العصر الحديث أثرى المكتبة الفرنسية بالمؤلفات حول الصوفية كما فعل إريك جوفروا، فمن كتاب "اللحظة الصوفية" الذي ألفه قبل عشر سنوات، ومرورا بكتاب "صوت صوفي في العالم: الشاذلية"، وكتاب "الصوفية.. الطريق العميق للإسلام"، ووصولا إلى كتابه الأخير "الإسلام سيكون صوفيا أو لا يكون" (صدر 2009)، تعددت كتابات إريك جوفروا، وجعلته رائد التعريف بالمدرسة الصوفية في فرنسا.
رحلة إسلام المفكر الصوفي
وعندما يتحدث جوفروا عن رحلة اعتناقه للإسلام فإنه يتطرق إليها من بوابة البحث الأكاديمي بالذات، عن طريق كتابات باحثين فرنسيين من أمثال "دو فيتراي مييروفيتش" التي ترجمت جلال الدين الرومي إلى اللغة الفرنسية، وكتابات "رينو جونيه" وغيرهم ممن ترجموا الأدب والفكر الإسلامي والصوفي بشكل عام إلى لغة فولتير.
وحينما يخوض "جوفروا" أكثر في ذاكرته فإنه يعود بنا إلى سنة 1984 حينما كان في الـ27، ورحلته "الوجودية" للبحث عن معنى لحياته وزيارته للكنائس والمعابد البوذية بعد أن أدرك أن تربيته الكاثوليكية العميقة لم تحقق له الاطمئنان الكافي والاقتناع الكامل.
ولم يغير الإسلام من هيئة إريك جوفروا الخارجية كثيرا باستثناء لحية خفيفة جدا، وإضافة اسم يونس إلى اسمه العائلي ليتحول إلى "يونس إريك جوفروا"، لكن التغير الأكبر كان في شخصيته؛ حيث لا يخفى أن الإسلام منحه الاستقرار النفسي والمعاني التي بحث عنها طويلا.
ينظر إلى يونس إريك جوفروا اليوم من قبل العديد من وسائل الإعلام الفرنسية باعتباره أبرز رموز اعتناق الإسلام بين المثقفين الفرنسيين، وبالنظر إلى كونه صوفيا فإن ذلك قد جعله في مأمن من الأحكام المسبقة فيما يتعلق بظاهرة الإسلاموفوبيا، ولكن المفكر الصوفي يقول إن اعتناقه الإسلام تسبب في حرمانه من الوصول إلى العديد من المناصب الوظيفية في الجامعات الفرنسية؛ حيث "النظرة الإسلاموفوبية لا تفرق بين المسلمين سواء كانوا صوفيين أو من اتجاهات أخرى".
ربما من أجل تقديم وجه آخر عن هذا الإسلام المتصالح مع الحياة بعيدا عن الصور النمطية التي تربطه بالعنف والإرهاب، أضاف يونس إريك جوفروا كتابا جديدا للمكتبة الفرنسية حول "الأسماء العربية الأكثر شهرة" جمع فيه 5500 اسم عربي مع ترجمة معانيها إلى اللغة الفرنسية، وقد استعان جوفروا في ذلك بخبرته كأحد الأكاديميين القلائل الذي يحسنون التحدث والكتابة بالعربية كما يفعلون ذلك بالفرنسية.


أضف رد جديد

العودة إلى ”الإسلام بعيون غربية“