تفوق دنيوي أخروي في البرازيل

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

تفوق دنيوي أخروي في البرازيل

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

الدكتورعلي محمد مظلوم.. أول قاضٍ فيدرالي مسلم بأكبر دولة كاثوليكية
هاني صلاح :
مظلوم رأى أن الدعوة أفضل وسيلة لحفظ هوية مسلمي المهاجرلا يمكن إطلاق توصيف واحد عليه.. فهو قاض.. وداعية.. ومؤسسة خيرية.. لا حدود أو سقف لطموحاته الخاصة والعامة لأبناء دينه.. يرى أن أفضل وسيلة للمسلم المغترب لكي يحافظ على هويته؛ هو قيامه بدعوة الآخرين للإسلام.
إنه الداعية البرازيلي من أصل لبناني الدكتور علي محمد مظلوم الذي يعد أول مسلم يصل مع أخيه لمنصب قاضٍ فيدرالي في البرازيل، أكبر دولة كاثوليكية في العالم. وحقق مظلوم هذه السمات نتيجة لنشأته في أسرة ذات جذور لبنانية هاجرت للبرازيل عام 1959 تعلي من شأن العلم والأخلاق وقيم الدفاع عن المظلومين، ولذلك تخرج مع أربعة آخرين من إخوته السبعة في كلية الحقوق، ويعمل ثلاثة من الخمسة حاليا في وظيفة مدعٍ عام، بينما أصبح الاثنان الآخران قضاة فيدراليين.ويكشف الشيخ خالد رزق تقي الدين، مدير الشئون الإسلامية باتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، ملامح من الأجواء التي نشأ فيها الدكتور مظلوم فيقول: "والده رحمه الله اشتهر عنه صدقه وأمانته، واستطاع من تجارته البسيطة كبائع متجول، أن ينشئ أسرة تعتبر مثلا لأبناء الجالية وللشعب البرازيلي، حتى أن كبرى المجلات المشهورة في البرازيل عملت تحقيقا مصورا حول أسرته كمثال للأسرة المثالية". وأشار تقي الدين لـ"إسلام أون لاين.نت"، إلى أن حرص مظلوم الأب على تربية أبنائه على التعاليم والمثل التي نشأ عليها دفعه لأن يرسل أبناءه الواحد تلو الآخر إلى لبنان للزواج من نساء مسلمات تتحدثن اللغة العربية.وفي كنف هذه الأسرة تلقى دكتور مظلوم المولود عام 1960 بمدينة ساو باولو، العاصمة الاقتصادية للبرازيل، دراسته بالمدارس البرازيلية، وكان بجانب دراسته يقوم بمساعدة والده في تجارته، كما اجتهد على قدر استطاعته في تعلم اللغة العربية وأصول الدين الإسلامي. وحصل الدكتور علي مظلوم على مؤهل جامعي في الهندسة أولا، إلا أنه لم يكن راغبا في العمل في هذا المجال، وهو ما دفعه للالتحاق من جديد بكلية الحقوق في جامعة ساو باولو، وتخرج منها عام 1987.وفي نفس عام تخرجه، تزوج من فتاة لبنانية بعد زيارة قام بها ليتعرف على وطن آبائه، وأسس مع زوجته السيدة مريم، أسرة مكونة من ثلاثة أبناء، هم: الابنة الكبرى آماليا، وقد تخرجت هذا العام في كلية الصحافة، والابن أمير، ويدرس حاليا في كلية الهندسة المعمارية، بينما وليد، الابن الأصغر، فيبلغ من العمر 12 عاما، ويتابع حاليا دراسته التكميلية في المدرسة الإسلامية في ساو باولو، وهي الوحيدة من نوعها بالبرازيل. مشواره العملي بدأ الدكتور علي مظلوم بالعمل كرئيس مخفر في إحدى مناطق ساو باولو، ثم تابع دراسته ليصل إلى منصب مدع عام سنة 1988؛ حيث مارس هذه المهنة لمدة 4 سنوات، تابع خلالها دراسته العليا في مجال القانون، حتى حصل على مركز قاض فيدرالي عام 1992 مع أخيه قاسم، حيث أصبحا منذ ذلك الوقت وحتى اليوم أول مسلمين يصلا إلى هذا المنصب والذي يعد أرفع منصب قضائي في البرازيل. وفي عام 1997 تم تعيينه في منصب قاض في المحكمة الجنائية الفيدرالية في ولاية ساو باولو، ثم تخصص في جامعة برازيليا (العاصمة) في الحكم الجنائي، بجانب منصبه كأستاذ زائر للقانون بإحدى جامعات ساو باولو، إضافة لإلقائه محاضرات في العديد من الجامعات بعدد من الولايات البرازيلية الأخرى.وعن هذا النجاح المهني والأكاديمي يقول مظلوم لـ"إسلام أون لاين": "لم يكن من السهل على مسلم الوصول إلى هذا المنصب في دولة هي الأكبر في العالم كاثوليكيا". ويضيف: "هنا في البرازيل لدينا جالية كبيرة من المسلمين، إلا أنهم لم يحصلوا على مناصب رسمية هامة؛ نظرا لأن الأكثرية منهم يهتمون بالاشتغال في التجارة بالدرجة الأولى أكثر من الدراسة".لكنه سارع إلى الاستدراك، قائلا: "حاليا بدأ الوضع يتغير؛ حيث أصبح لدينا العديد من الأشخاص المتميزين في تخصصاتهم الوظيفية خاصة في مجال الطب". ويصل عدد المسلمين في البرازيل إلى حوالي مليوني نسمة غالبيتهم من المهاجرين العرب، ويشكلون ما نسبته 1.2% من إجمالي عدد السكان البالغين حوالي 170 مليون نسمة، بحسب إحصائيات أصدرها المركز الإسلامي بالبرازيل في العام 2009، ويدين غالبية السكان بالمسيحية على المذهب الكاثوليكي.وتضم البرازيل أكثر من 105 مراكز للدعوة الإسلامية و64 مسجدا، ولكل تجمع جمعية خيرية تضم مثقفين ومربين وعامة المسلمين، يقومون بأعمال في خدمة الدعوة الإسلامية، مثل إحياء التراث الإسلامي والأعياد والمناسبات الإسلامية. قوانين وقيم وخلال عمله في مجال القضاء عمل الدكتور علي مظلوم على المزج في أحكامه ما بين القوانين التي تعلمها في دراسته الجامعية، وتعاليم الإسلام الحنيف، وبدا تأثره بقيمه الإسلامية واضحا حتى في مؤلفاته، البالغة خمسة كتب، أربعة منها في المجال القانوني. أما الخامس، وهو أحدث إصداراته، فقد كان في مجال الفكر الإسلامي؛ حيث وضع كتابا عن القيادة في الإسلام، تناول فيه شخصيات بارزة عبر التاريخ الإسلامي وإسهاماتها في هذا المجال في مقدمتها الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم). مؤامرات الخصوم وكان لهذا النجاح والنشاط ضريبته؛ حيث عمد بعض خصومه ومنافسيه إلى محاولة إسقاطه من منصبه القضائي عن طريق المحكمة العليا، ونجحوا بالفعل في استصدار قرار بفصله من عمله لمدة ثلاث سنوات، في الفترة من 2005 إلى 2008. وعن تلك الفترة تقول زوجته: "في تلك الأوقات الصعبة كان لتمسكه بإيمانه؛ عون كبير له على عدم الاستسلام لهذه المؤامرات، وظل يدافع عن نفسه ولم يفقد ثقته في بارئه، إلى أن ظهرت الحقيقة في نهاية الأمر، وانكشفت مؤامرة خصومه وعاد مظلوم لعمله مرة أخرى مرفوع الرأس، وتقدم بدعوى رد شرف ضد خصومه وفاز بها".ويعلق الشيخ تقي الدين على هذه المحنة بالقول: "رب ضارة نافعة، فهذه المحنة الكبيرة برغم مرارتها وشدتها؛ فإنها كانت سببا في قرب الدكتور مظلوم أكثر وأكثر من دينه وجاليته". ويشير تقي إلى أن الدكتور علي مظلوم ذهب وزوجته المحجبة في العام 2006 لأداء فريضة الحج، ثم عاد في العام 2008 إلى الأراضي المقدسة لأداء العمرة مع جميع أفراد عائلته. جهاد دعوي وإنساني وبرغم انهماك مظلوم في عمله بعد عودته له مجددا فإن زوجته والمقربين منه يقولون إن ذلك لم يشغله عن تمسكه بدينه وارتباطه بالأقلية المسلمة التي ينتمي إليها. كما انشغل بتوضيح الصورة الصحيحة للإسلام، ودعوة البرازيلين إليه، ولذلك قاد الدكتور علي مظلوم العشرات من المسلمين المتطوعين في حملات تطوعية لخدمة الفقراء في البرازيل من المسلمين ومن غير المسلمين. ويصف الشيخ خالد رزق تقي الدين، الذي يشغل أيضا منصب نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة والشئون الإسلامية في البرازيل، دور الدكتور مظلوم وسط الأقلية المسلمة بـ"المهم جدا"، لما لديه من أفكار وطروحات ومشاريع تساعد على التعريف بالإسلام، وتحسين صورة المسلمين أمام المجتمع البرازيلي بحسب تقي الدين.ويؤكد تقي أن دور مظلوم في مجال العمل الخيري والدعوة إلى الإسلام تنامى بعد خروجه من محنة وقفه عن العمل، وأضحى أحد أنشط الرموز التي تعمل داخل الجمعية الإسلامية البرازيلية بمدينة جواروليوس، التابعة لولاية ساو باولو. ويشرح الشيخ تقي الدين معالم من جهود مظلوم في المجال الدعوي والعمل الاجتماعي، قائلا: "كانت أولى خطواته مشروعه الدعوي الذي أطلق عليه اسم (أصدقاء الإسلام)"، مشيرا إلى أنه هدفه الدعوة هو إلى الله "عن طريق الأعمال الاجتماعية والخيرية، ويتلخص في تأسيس عمل تطوعي اجتماعي داخل حي من الأحياء الفقيرة".ويفصل القول: "ثم يتم اختيار عشر عائلات من هذا الحي للدخول في دورة تأهيلية داخل الجمعية أربعة أيام موزعة على نهاية كل أسبوع على مدار شهر كامل، تتعلم فيه هذه العائلات دورات في الخياطة والكمبيوتر وقص الشعر والأشغال اليدوية، كما يخضعون لرعاية صحية، وفي نفس الوقت يتم تعليمهم بعض المعاني الأساسية عن الإسلام". ويقول تقي: إن هذا المشروع حظي بتأييد ودعم من بلدية جواروليوس، وكذلك الحكومة المحلية لولاية ساو باولو "وما زال يؤتي ثماره". "معنى الإسلام" وعن رؤيته للدور الذي يقوم به يقول مظلوم: "قررت أن تكون دعوتي للإسلام من خلال مساعدة فقراء البرازيل من غير المسلمين، لأعكس معنى الإسلام الحقيقي بشكل عملي للناس، وحتى يفرقوا بينه وبين ما تبثه وسائل الإعلام خاصة في المهجر، من مغالطات خاطئة عن الإسلام والمسلمين". ويشدد الداعية المسلم على أن الدعوة إلى الإسلام واجب على كل مسلم خاصة في المهجر، ويرى أن وسائلها أكبر من أن تنحصر في أسلوب واحد؛ ولذلك فقد اختار لنفسه الدعوة إلى الإسلام عبر العمل الخيري عملا بقول الحديث النبوي الشريف "خير الناس أنفعهم للناس" وفي هذا الإطار يقول الدكتور مظلوم بأن هدف هذا المشروع هو "مساعدة هذه الأسر الفقيرة على إيجاد عمل مناسب، ومن ثم الاستطاعة إلى تحصيل أرزاقهم بشكل مناسب وشريف ولائق بهم"، مضيفا: "نحن نأمل أن نكون سببا في نشر المحبة بين أفراد المجتمع الواحد، وأن يفكر الأغنياء دوما في مساعدة الفقراء حولهم. ويؤكد أنه وجد أن أفضل طريق للمسلمين في الغرب والمهاجر للحفاظ على هويتهم "الانشغال بدعوة الآخرين لديننا الحنيف، من خلال الطرق العملية التي تحمل الخير للآخرين"، مستطردا: "بعد أن رأينا كثيرا من المجتمعات قد ابتعدت عن القيم الأخلاقية والإنسانية؛ فإن دورنا نحن المسلمين أن نكون قدوة للآخرين في تماسكنا بهذه القيم والأخلاقيات".ويرى مظلوم أنه ينبغي على كل مسلم أن يتحلى بالصدق في حياته الشخصية والعملية، لكي يحقق لنفسه النجاح الحقيقي الذي يتمناه لنفسه وأسرته. ويشدد على أهمية التزام لكل مسلم، وخصوصا في المهجر بهذا الصدق في حياته الشخصية والعملية "لأنه مراقب دائما؛ ولأن ذلك ينعكس على كل المسلمين سواء بالإيجاب أو السلب وليس عليه فقط.. فإذا أخطأ المسلم فالغرب يعتبر هذا الخطأ أحد سلبيات الدين الإسلامي، ولا يراه خطأ صادرا من فرد واحد".


أضف رد جديد

العودة إلى ”السيرة والتراجم“