أمريكا: يوم العيد في حياة أسرة مسلمة

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

أمريكا: يوم العيد في حياة أسرة مسلمة

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

أمريكا: يوم العيد في حياة أسرة مسلمة دينا راشد عيد الأضحى هو الاحتفال الأكبر لدى المسلمين في كل بقاع الأرض، ومظاهر الاحتفال به في مجتمع مثل الولايات المتحدة الأمريكية تختلف عنها في الدول الإسلامية، والاحتفال به يأخذ ثلاث صور؛ الصلاة، والذبح، واجتماع الأسر الإسلامية في حفلات تقدّم برنامجًا ترفيهيًّا للأطفال مع اجتماع الكبار ومناقشة حال الأمة.
صلاة العيد برغم تزايد أعداد المسلمين في الولايات المتحدة، فإنهم ما زالوا أقلية وعدد المساجد يعكس ذلك أيضًا؛ لذا ففي معظم الأحيان تتمّ إقامة صلاة العيد أكثر من مرة حتى يتسنى لأكبر عدد من الأسر الإسلامية حضور الصلاة، ويفصل بين كل صلاة وأخرى حوالي ساعة ونصف. مساجد أخرى تقوم بتأجير قاعة خارج المسجد حتى تتّسع لجمهور المصلين، وأحيانًا يتم تقسيم القاعة الكبرى إلى جزأين، يتم في كل منهما إلقاء الخطبة بلغتين مثل: إنجليزية وعربية أو أردية أو تركية أو بوسنية بحسب جمهور الحضور ولغته الأساسية. ويحرص المسلمون على حضور الصلاة، حتى إن لم يمنحوا اليوم بأكمله إجازة عيد، أما الذبح فهو نادر، والحفلات الترفيهية تؤجَّل إلى عطلة نهاية الأسبوع.العشاء فتة ولحم ضأن عائلة الدكتور محمد، عائلة مصرية تعيش في ولاية "فيرجينيا"، وهي عائلة ملتزمة دينيًّا؛ لذا يحرص الأب على الذبح كل عام حتى تتأكّد العقيدة في نفوس الأولاد: محمد 11 سنة، عبد الله 9 سنوات، ومريم 8 سنوات، ولكن الذبيحة على الشريعة الإسلامية غير متوفرة بسهولة بسبب الإجراءات والقواعد المنظمة لعملية الذبح والسلخ في المدن الأمريكية، فهي غير مسموح بها إلا في أماكن محددة، ولا بدّ أن تكون حاملة لترخيص من إدارة الصحة يسمح لها بالذبح. في كل عام يذهب الدكتور محمد وعائلته إلى مزرعة متخصصة في بيع وتربية الأغنام تبعد حوالي ساعتين ونصف الساعة عن المدينة التي يسكن بها حتى يتسنّى له أداء الشعيرة، وبرغم بعد المسافة.. فالعائلة تعتبر أن هذا توفيق من الله -سبحانه وتعالى– أن تكون هذه المزرعة قريبة منهم إلى هذا الحد بمعيار السفر الأمريكي الطويل. 5 صباحًا.. العائلة تستيقظ وتبدأ الاستعداد لحضور الصلاة في المركز الإسلامي القريب منهم، الفرحة واضحة على وجوه الأطفال خاصة عبد الله ومريم فأمامهم جميعًا يوم طويل ومثير، والعيد أيضًا معناه ملابس جديدة "وعيديَّة" من بابا وماما على الطريقة المصرية. 6 صباحًا.. تذهب العائلة إلى المركز الإسلامي، وفي الطريق تبدأ التكبيرات داخل السيارة، الأب يقول والأم والأولاد يرددون، يصلون إلى المكان والأعداد غفيرة، الوجوه مبتسمة والأولاد يتسابقون لدخول المبنى والتكبيرات تعلو داخل المبنى فقط؛ لأنه غير مسموح باستخدام المكبرات الصوتية خارج المباني لأي غرض في المدن الأمريكية. 7 صباحًا.. تنتهي الخطبة ويبدأ العيد، جموع النساء والرجال والأطفال تقبل بعضها، والفرحة ظاهرة تعكس نوعًا من الوحدة والقوة داخل أقلية في مجتمع لا يسمح لهم في بعض الأحيان بالممارسة الكاملة للشعائر، وتبدأ رحلة الخروج من المركز الإسلامي؛ لأن هناك صلاة عيد ستبدأ في الثامنة لجموع أخرى لم يمكنهم بعد المسافة من حضور الصلاة الأولى. 8 صباحًا.. تذهب عائلة الدكتور محمد إلى مطعم قريب لتناول طعام الإفطار مع بعض العائلات الصديقة، ثم تبدأ رحلة الذهاب إلى المزرعة، الأولاد يترقبون هنا الحدث السنوي المثير، فهم لا يشاركون كثيرًا في الاحتفالات الأمريكية غير المتمشية مع العقيدة الإسلامية مثل الكريسماس أو عيد الهالويين، والأب يحرص على توضيح الهوية الإسلامية لديهم منذ الصغر، ويحرص أيضًا على أن يكون احتفالهم بالأعياد الإسلامية لا يقل فرحة وإثارة عن أعياد أصدقائهم الأمريكيين غير المسلمين. 12 ظهرًا.. تصل العائلة إلى المزرعة وتجري الصغيرة مريم إلى مكان تربية الأغنام فهي تعلم المكان جيدًا، وتلحق بها أمها وأخوها عبد الله، بينما يذهب الابن الأكبر محمد مع والده إلى الإدارة لإخطارهم بالبدء في عملية الذبح، يتم اختيار الأغنام وتساق إلى مكان الذبح بعيدًا عن باقي القطيع، ويقوم الدكتور محمد بتلاوة الأدعية ووضع الخروف بالشكل الشرعي للذبح، قبل أن يذبح ينظر إلى الأولاد وفي سرعة خاطفة تسرع إليه مريم ويلحق بها عبد الله فهما يودان الاشتراك في عملية الذبح، الأب يمسك بالسكين ويضع قدمه على الذبيحة، وكذلك مريم وعبد الله يضعان أرجلهما عليه حتى لا يتحرك أثناء الذبح، الابن الأكبر يقف إلى جوار والدته، ويترك فرصة المشاركة في التجربة للإخوة الأصغر، فقد ساعد مع والده عدة مرات قبل ذلك. يتم تعبئة اللحوم وحفظها في الثلاجة الخاصة بالمزرعة، بينما تتناول الأسرة طعام الغذاء في مطعم المزرعة، ثم يأخذون أضحيتهم وتبدأ رحلة العودة. 7 مساءً.. في منزل الدكتور محمد طعام العشاء "فتَّة، ولحم ضأن" على الطريقة المصرية، تبدأ الأسر الصديقة التوافد على منزل الدكتور محمد ليتناولوا العشاء سويًّا، يدق جرس الباب، تسرع مريم لفتح الباب بعد أن تلقي نظرة على فستانها وحذائها الجديد.. (كله تمام). أول القادمين يقول: "كل سنة وأنت طيبة يا مريم". مريم تقول: "إحنا دبحنا الخروف انهاردة.. أنا وعبد الله". ثم تتذكر رد التحية وتقول: "وحضرتكم طيبين.. اتفضلوا".مراسلة من شيكاغو


أضف رد جديد

العودة إلى ”العالم الآخر“