مسرحية بريطانية تفضح إسرائيل

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

مسرحية بريطانية تفضح إسرائيل

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

سبعة أطفال يهود.. مسرحية بريطانية تفضح إسرائيل إعداد- تامر الهلالي جانب من تحضيرات المسرحيةحملة شرسة وتهمة متكررة (معاداة السامية) كانا من نصيب الكاتبة البريطانية كاريل تشرشل مؤلفة مسرحية "سبعة أطفال يهود" كرد فعل على مذبحة غزة الأخيرة.
وعرضت المسرحية في عدة دول بداية من لندن على خشبة مسرح رويال كورت Royal Court في فبراير الماضي ومرورا بنيويورك وكاليفورنيا وملبورن بأستراليا، وأخيرا مسرح الجامعة الأمريكية بالقاهرة حيث أخرجها بالعربية طالب فلسطيني. وتحكي المسرحية التي لا يتجاوز نصها سبع صفحات عن حقبة محورية في "تاريخ إسرائيل" امتدت منذ لحظة نشأتها على أرض فلسطين منذ 61 عاما عبر سبع متواليات شعرية قصيرة غالبا ما تبدأ بعبارة "أخبروها" أو "لا تخبروها"، وبرغم قلة الشخوص فإنها تدير حوارا رمزيا مكثفا وكاشفا عن سياسات إسرائيل العنصرية تجاه الفلسطينيين. رمزية كاشفة والشخوص هم عبارة عن زوج وزوجة إسرائيليين بالغين يتناقشان حول "ماذا سيخبرونها" عن تاريخ إسرائيل، وتعود الهاء هنا على طفلة إسرائيلية غالبا ما تكون نائمة أو ليست متواجدة في المشهد الحواري. وأحيانا يجري الحوار بين الزوجين من خلف الأبواب, حيث تنتابهما الحيرة حول إذا ما كان من الأفضل أن يخبرا تلك الطفلة بالحقيقة أم يحمياها منها, ويفضلان في النهاية إخفاء أكثر الحقائق بشاعة عنها، إلا أن الطفلة تتمكن في نهاية المسرحية من رؤية النور لحظة أن تصل الأحداث عند مذبحة غزة الأخيرة، فيصرخ أحد الأبوين الإسرائيليين قائلا: "لا.. لا تمنعوها من مشاهدة الأخبار على التليفزيون". لم تكن المسرحية التي تفند تحريف إسرائيل لحقائق التاريخ عبر السنين والعقود هي فقط كل إسهام تشرشل، إذ حرصت على أن تشترط على كل من ينتج المسرحية أن يقدم دعما ماديا لأهل غزة المحاصرين لتحول بذلك العمل الإبداعي إلى فعل له بعده السياسي والإنساني. هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الكاتبة المسرحية بتقديم ريع مسرحياتها لأجل الشعب الفلسطيني، إذ تعد واحدة من مؤسسي "جمعية التضامن مع فلسطين" وكانت قد خصصت الدخل الذي أدرته مسرحيتها Far Away (بعيد جدا) التي عرضت عام 2001 لدعم اثنين من المسارح الفلسطينية. اتهامات جاهزة وبعد نجاح المسرحية سارعت جهات يهودية في بريطانيا وأوروبا مناصرة لإسرائيل إلى اتهام الكاتبة البريطانية تشرشل بـ"معاداة السامية" لأنها انتقدت اليهود في المسرحية، بينما هي لا تنتمي إليهم، وتناسى أصحاب هذه الاتهامات أن المسرحية توجه في الأساس انتقادات على خلفية سياسية وليس دينية. وتم تجنيد عدد الكتاب والأكاديميين في بريطانيا في الحملة المعادية للمسرحية التي احتلت مساحات كبيرة في صحف غربية مثل صحيفة "نيويورك تايمز" و "ديلي تلجراف", ووصف هؤلاء الكتاب الكاتبة بأنها تؤجج نار الكراهية ضد إسرائيل وترسخ لصورة نمطية سلبية وغير صحيحة عن الشعب الإسرائيلي فضلا عن تجريده من إنسانيته.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ بادر عدد من الكتاب بتأليف مسرحيات مضادة لمسرحية تشرشل منها مسرحية بعنوان what Strong Fences Make (ما تفعله الأسوار المنيعة) للكاتب المسرحي الإسرائيلي إسرائيل أوروفيزت الذي كان قد انتقد تشرشل ومسرحيتها قائلا: "على الرغم من أنه من الممكن انتقاد إسرائيل دون أن تكون معاديا للسامية أو انتقاد الفلسطينيين دون أن تكون عدوا للعرب فإن مسرحية تشرشل تجاوزت كل الحدود، ولا بد أن تتخذ إجراءات لمواجهتها". ومحاكاة لما تفعله تشرشل من التبرع للفلسطينيين فقد فتح أوروفيزت الباب لمن يريد إنتاج المسرحية بشرط أن يتبرع بريعها لمؤسسة تسمى "صندوق دعم أسرة واحدة" تعمل على علاج الأطفال الإسرائيليين الذين أصيبوا جراء هجمات فلسطينية على الدولة العبرية. كما كتب المسرحي الإنجليزي ريتشارد ستيرلينج Richard Sterling مسرحية بعنوان (سبعة أطفال آخرون) Seven Other Children ليصف من خلالها ما يتعلمه الأطفال الفلسطينيون ويكتسبونه من صورة مشوهة عن اليهود تزرع الكراهية بداخلهم، بحسب تقديره. دفاع غربي إلا أن المسرحية لم تعدم دفاعا عنها من قبل الناقد الأدبي دومنيك ماكسويل الذي كتب في مجلة "تايم" واصفا إياها بأنها "رد فعل غير متحيز وقوي وموجز على أحداث غزة". كما كتب الناقد مايكل بيليغتون في صحيفة "جارديان" مقالا أكد فيه أن المسرحية تصف بدقة الحالة التي تعيشها إسرائيل، حيث أصبح توفير الأمن للأرض والشعب الإسرائيلي ذريعة للقتل والمذابح الجماعية. وعلى نفس الجهة وقف توني كوشر، وهو كاتب مسرحي حائز على العديد من الجوائز الأدبية، والناقد الأكاديمي إليشيا سولمون، وهما المعروفان بمناهضتهما للسياسات الإسرائيلية برغم كونهما يهوديين، إذ كتبا في صحيفة The Nation واصفين المسرحية بأنها جميلة وعميقة وتتميز بغموض إيجابي أخاذ. كما علقا على البساطة الواضحة في المسرحية وإيجاز بنائها على اعتبار ذلك في حد ذاته رفضا ضمنيا لفكرة أن يكون العمل الأدبي الذي يتناول الوضع في الشرق الأوسط المعقد جدا ملحميا وضخما في حجمه. كاريل تشرشل سبق لها أن حصدت العديد من الجوائز الأدبية، وتتبنى في مسرحها مشروعا سياسيا مناهضا للإمبريالية بصفة عامة، وتعتمد على طرق غير تقليدية في السرد المسرحي.


أضف رد جديد

العودة إلى ”اعرف عدوك“