الزياني المغنى الذي صار داعية

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

الزياني المغنى الذي صار داعية

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

رحل الشيخ الزياني.. المغنى الذي صار داعية محمد صبره الشيخ سعيد الزياني الدوحة – شيعت السبت 10-10-2009 جنازة الداعية الشيخ "سعيد الزياني" الذي وافته المنية في حادث سير وقع في إمارة "أبو ظبي" بدولة الإمارات العربية المتحدة، بعد حياة غير تقليدية بدأت بالغناء والتمثيل وانتهت بالدفاع عن حياض الإسلام والسنة النبوية وأصحاب النبي ص.وتوفي الزياني وهو من أصل مغربي ويحمل الجنسية القطرية، إثر حادث سيارة مساء الخميس 8-10-2009 بمنطقة "البدع" على طريق أبوظبي – دبي؛ حيث كان عائدا من حضور حفل زفاف نجل الشيخ محمد بن حمدان آل نهيان.وأدى آلاف المسلمين من محبي الفقيد وتلاميذه وإخوانه صلاة الجنازة على جثمانه السبت بمسجد "الصحابة" بإمارة الشارقة بدولة الإمارات حيث كان يقيم الفقيد.ونعت "وزارة الأوقاف القطرية" الشيخ الزياني، وقالت في بيان أصدرته الجمعة 9-10-2009: إن "الشيخ الزياني كان يمتاز بالقبول لدى من يسمعه نتيجة الإخلاص في الدعوة ووصول كلامه إلى قلوب مستمعيه قبل آذانهم لطريقته المبسطة في الإلقاء والوعظ".وأضافت الوزارة مسترسلة في ذكر محاسن الفقيد وفضائله: "كان علما من أعلام الدعوة والذب عن العقيدة السليمة الصحيحة على منهج أهل السنة والجماعة وكان مجاهدا يذود عن حياض الإسلام شرقا وغربا مدافعا عن السنة وعن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مفندا افتراءات المفترين مظهرا لباطلهم مؤكدا على التخلية قبل التحلية؛ تخلية القلب من المشاغل التي تحول بينه وبين القرب من ربه سبحانه وتعالى".وعرف عن الفقيد، وفقا لنعي وزارة الأوقاف القطرية، معايشته لواقع المسلمين شرقا وغربا والتألم لآلامهم والحزن على مصابهم والاهتمام بما يهتم به المسلمون ويمس حاجتهم.وكان الزياني من الدعاة الذين استضافتهم وزارة الأوقاف القطرية لإلقاء عدد من المحاضرات والدروس خلال رمضان الماضي وكانت المساجد التي يحاضر فيها تمتلئ عن بكرة أبيها بالمصلين حتى ينتهي من حديثه.طريق الهدايةوالشيخ الزياني من مواليد مدينة الرباط المغربية وعمل بميدان الصحافة والإعلام وعين واعظا وخطيبا بدولة قطر التي استقر بها منذ بداية عام 1993 وهي مركز أنشطته وحركته الدعوية إلى الكثير من بلاد العالم حيث منحته حكومة قطر جنسيتها.واشتهر الزياني مبكرا منذ طفولته؛ حيث كان يشارك في التمثيليات وأناشيد الأطفال التي كانت تبثها الإذاعة المغربية في بداية الستينيات، وواصل طريقه كمغنٍّ محترف بالفرقة الوطنية في المغرب، وشارك أشهر المغنيين مثل عبد الوهاب الدكالي وعبد الحليم حافظ اللَّذَيْنِ أصبحا فيما بعد من أكبر أصدقائه.كما شارك الفقيد في فرقة التمثيل الوطنية بالإذاعة المغربية؛ حتى برز في ميدان التمثيل وأصبح يتقمص أدوارا رئيسية وأعد وقدم برامج إذاعية وتلفزيونية ونشرات إخبارية في المغرب، جعلته من أشهر مقدمي البرامج وأنجحها عند الجمهور، ومارس أنشطة أخرى في ميدان الإعلام كالكتابة والتلحين والإخراج الإذاعي.وتمثلت نقطة التحول في حياة الزيانى، كما يحكي هو عن قصة هدايته، عند محاولته البحث عن إجابة لأسئلة شغلته كثيرا وهي: ما هي السعادة؟ وأين هم السعداء؟ كيف أحصل على السعادة وهي الأسئلة التي طرحها خلال عمله كمقدم برامج على ضيوف من ثقافات وجنسيات ومراكز اجتماعية ووظيفية مختلفة ولم يجد لها جوابا مقنعا.وفي سنة 1977، قصد الزياني أوروبا، مهوى قلوب المغاربة، باحثا عن السعادة، وعلق على تلك الرحلة قائلا: "ازداد شقائي هناك؛ لأنني لم أغير البيئة، أي من بيئة شر إلى بيئة خير، بل غيرت فقط الموقع الجغرافي". ويضيف: "رجعت في نفس السنة (1977) إلى المغرب وإلى ميدان الإذاعة والتلفزيون والفن، وأنا غير راض عن نفسي، ولكني كنت مضطرا لأنه لم يكن لدي بديل، ولم أجد آنذاك طريق السعادة".وبلغت حيرة الزيانى قمتها عندما وقع بين يديه كتاب باللغة الفرنسية عنوانه الانتحار، قرأه، فإذا به جداول لإحصائيات للمنتحرين في الدول الأوروبية، مبينة تزايد عدد حوادث الانتحار عاما تلو الآخر وذَكر أن أكثر بلد من حيث معدل حوادث الانتحار هو السويد، الذي يوفر لمواطنيه كل ما يحتاجونه، ورغم ذلك فإن عدد حوادث الانتحار في تزايد عندهم، حتى أصبح عندهم جسر سمي "جسر الانتحارات"؛ لكثرة الذين كانوا يُلقون بأنفسهم من ذلك الجسر.وذكر الزياني أنه عندما قرأ عن حياة هؤلاء المنتحرين وجد أن حياته شبيهة بحياتهم، مع الفارق بينهم، أنه كان يؤمن بأن هناك ربا في هذا الوجود، هو الخالق والمستحق للعبودية، ولكن لم يكن يعلم أن هذه العبودية لله هي التي تحقق السعادة في الدنيا.وكان للزيانى شقيق يعمل في هولندا تاب واهتدى بعد أن التقى جماعة دعوية تنشط بين الشباب العربي المهاجر لأوروبا، وأثرت هداية هذا الشقيق في الزياني الذي بدأ يتعرف على حقيقة إسلامه.وروى ما حدث له في تلك الفترة، قائلا: "شرح الله صدري وعزمت على الإقلاع عما كنت عليه، وندمت على ما فرطت في جنب الله، وعزمت أن لا أعود إلى ذلك، فوجدت نفسي أعرف الكثير من المعلومات والثقافات، إلا عن الشيء الذي خلقت من أجله، والذي يحقق لي سعادة الدنيا والآخرة، وهو دين الله تعالى، فقررت أن أترك كل شيء لكي أتعلم ديني، فتفرغت لطلب العلم والدعوة إلى الله، فوجدت سعادتي المنشودة بفضل الله ومَنِّهِ".الرحلات الزمزميةواشتهر الشيخ الزياني بالزيارات "الزمزمية" التي كان يقوم بها كل فترة بين قطر والسعودية لأداء العمرة واصطحاب كميات من ماء زمزم تكفيه أسابيع وقد تحدث عن تلك الزيارات فقال: "كنت أقوم بين الفينة والأخرى برحلة إلى مكة المكرمة بالسيارة حتى أحمل معي بعد أداء العمرة كمية من ماء زمزم تكفيني أنا وأسرتي لشهرين أو أكثر ثم أعود كلما نفدت الكمية، وكان الشيخ عبد الرحمن السديس يسمي رحلاتي هذه:(الرحلات الزمزمية)".


أضف رد جديد

العودة إلى ”تائبـون وتائبـات“