خرافات يوسف صديق عن القرآن والوحي

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

خرافات يوسف صديق عن القرآن والوحي

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

خرافات يوسف صديق عن القرآن والوحي الحسن سرات/ 25-10-2009http://mdarik.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1256428186731&ssbinary=true
غلاف الكتاب
اهتدى الاستشراق الغربي منذ مدة إلى طريقة فعالة في مواجهة الإسلام والإسلاميين، طريقة تعفيه من النزال المكشوف والجهر بالعداوة والخصومة.
وبعد أن انسحبت معظم قواته العسكرية من مستعمراتها السابقة، وساح كثير من الناس في الأرض فاستقرت طائفة من المهاجرين المسلمين ببلدان الغرب مغيرة خريطتها الديمغرافية والدينية، أنشأ "مستعمرات ثقافية" تعيد خطاب الاستشراق بألسنة وسحنات عربية وإسلامية.

وقام بالمهمة نيابة عن بلاشير ورودانسون وبيرك وغيرهم من الكتاب والمؤلفين الذين تظنهم للوهلة الأولى من أشد المنافحين عن الإسلام، مثل محمد أركون ومحمد الشريف الفرجاني ومحمد بن عبد الجليل ونصر حامد أبو زيد وعبده الفيلالي الأنصاري وألفت يوسف، لكن بعد الاستماع إليهم ومناقشتهم تجدهم من أشد المناوئين له.

يوسف صديق واحد من هؤلاء، ولد بتونس من أب كافح ضد الاستعمار الفرنسي وعلم أبناءه حب العربية وحفظ القرآن الكريم، على حد قول يوسف صديق، ثم تابع تعليمه الجامعي بفرنسا فدرس الفلسفة اليونانية، وتخرج أستاذا لها بالمعاهد الفرنسية، ثم درس الفكر الإسلامي الحديث بجامعة باريس.

نشر صديق كثيرا من الأبحاث والمقالات، منها "أقوال الرسول" و"أقوال علي" و"القرآن الكريم قراءة أخرى وترجمة أخرى"، وحاول نشر مؤلف عن القرآن الكريم برسوم متحركة فمنعته السلطات الدينية التونسية.

ومن أشهر كتب يوسف صديق كتاب: "لم نقرأ القرآن أبدا" و"الطارق.. القادم الجديد"، ويشمل الكتاب فصولا خمسة تبدأ بفصل "أوهام القراءة" ثم "هدم التفسير لبناء القراءة"، يليه فصل "الخطأ المؤسس"، وفصل "منسيات" وأخيرا فصل "لنقرأ"، فضلا عن المقدمة والخاتمة.

جبريل خرافة(استغفر الله)ز!!
منذ البداية يعلن الكاتب التونسي المقيم بفرنسا عن نفسه وعن مشروعه لدراسة القرآن، ولا يجد غضاضة في التعبير عن رفضه لظاهرة الوحي وحديث الغار، حيث كان اللقاء الأول بين الرسولين، جبريل عليه السلام ملك الوحي، ومحمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والمرسلين.

وتصل الجرأة بالكاتب الفرنكوفوني إلى كيل التهم الغليظة لكل العلماء والمفسرين باختراع هذه "الأسطورة" إلى جانب "أساطير أخرى" بتواطؤ مع الحكام للسيطرة على العقول والشعوب، فهي مؤامرة طويلة عريضة دبرت للمسلمين منذ قرون، ولا يزالون يرزحون تحتها، وها قد جاءهم التحرير والخلاص على يد يوسف صديق.

يقول في مقدمة كتابه "لم نقرأ القرآن أبدا": "إن التراث التفسيري هو وحده الذي اخترع سيناريو نزول القرآن.. وإن عملنا يقتضي منا إعادة النظر في مجموع الدراسات القرآنية من أجل بلورة رؤية جديدة لكتاب الإسلام، كما يقتضي منا مساءلة كل الوثائق التي صارت مرجعا لقراءة القرآن والنظر فيه".
هذا الإنكار ردده الكاتب في عدة مناسبات، في القنوات التلفزيونية الفرنسية التي استضافته مثل القناة الخامسة تي في 5 والقناة المشتركة أرتي.

وفي ندوة نظمتها سنة 2004 مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية تحت عنوان "من تفسير القرآن إلى القراءات الحديثة للظاهرة القرآنية" بتعاون مع مؤسسة كونراد أدناور، وكنت قد حضرتها، قال هذا الباحث بالحرف: "لا أتردد ولا أتلعثم في أنها خرافة، فكيف لنا أن نتصور الآن هذه القضية التي تحكيها السير، والحمد لله أن هذه السير ليس لها أصول (كذا)".

وقال عن ملك الوحي جبريل عليه السلام: "هل من العباطة لملك كجبريل أن يضم أحدا فيقول له اقرأ، فيقول ما أنا بقارئ، فيعيد ضمه، ويعيد له نفس السؤال، ثم يقول له اقرأ شيئا لا شفرة فيه ولا تفكيك؟".

ومضى هذا القارئ الجديد إلى التكلف والتعسف والانتقاء في اللغة العربية ليختار منها معنى للقراءة يوافق هواه فقال: "إذن أنا أذهب إلى أن عملية الضم إن كانت شيئا صحيحا في هذه الحكاية، ولا أتصور أن هناك شيئا صحيحا أبدا، فإن كان شيئا صحيحا في هذه الحكاية، فإنه حكاية الضم، أي القراءة أن تضم إليك الشيء وأن تولده من جديد، وهذا المعنى هو أحدث معنى يتحدث عنه موريس بلانشو مثلا في كتابه الكتاب القادم le livre a venir ".

وإذا كان هذا "القارئ" قد وصف حديث الغار بالخرافة، فإنه في الوقت نفسه لم يعر اهتماما لسند حديث موضوع فقال يوسف صديق: "هناك حديث لا يهمني سنده، ولكن يهمني متنه، وإن لم أجده في أمهات كتب السنة كلها، غير أني وجدته في كتاب التعريفات لعلي الجرجاني!!".

ويقول هذا الحديث إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يمشي مع صحابته في سكك المدينة، فخرجت عليهم امرأة وأقسمت عليهم أن يدخلوا فدخلوا، فوجدوا نارا وأولادا يلعبون. فقالت المرأة يا رسول الله آلله أرحم مني بعباده أم أنا بأولادي؟ فقال لها ويحك، إن الله أرحم الراحمين، فقالت له يا رسول الله، أتراني أضع بأحد أولادي هؤلاء في النار؟ فقال لها لا، فقالت، فكيف يضع عباده في النار وهو أرحم مني، فبكى رسول الله وقال هكذا أوحي إلي.

وذهب يوسف صديق يفتش عن أي شيء يؤيد ما يريد استنتاجه، فأشار إلى أننا نحتاج إلى إعادة القراءة في القول ومعناه، وقال إنه وجد ما يبحث عنه عند القشيري وهو يفسر آية (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) فجميع المفسرين قالوا الرسول هو جبريل إلا القشيري فقال إنه محمد.

كل هذه الطرق الوعرة الملتوية ليصل "المفسر الحداثي الجديد" إلى نبي يوحى إليه بغير الملك جبريل عليه السلام، وإلى أن الوحي عند محمد عليه الصلاة والسلام هو مثل الوحي إلى النحل والأرض والجبال والحيوان.

وكان يوسف صديق هذا قد نشر مقالا له في المجلة الفرنسية الفصلية "إيسبري" esprit ضمن ملف عن "الإسلام الفرنسي والأوروبي" عام 1998 بعنوان: "لم نقرأ القرآن أبدا" زعم فيه أن جميع المفسرين السابقين لم يفهموا القرآن حق الفهم، وأنه هو سيفعل ذلك، وهذا نموذج إذن من قراءته الجديدة للقرآن الكريم.

أكثر من هذا كتب يوسف مقالا في الصحيفة الفرنسية "لونوفيل أوبسيرفاتور" في يناير 2004 أنكر فيه أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أميا، وذهب إلى أن القرآن معان أوحيت إليه وتكفل هو بكتابتها بأسلوبه لأنه كان مثقفا ومفكرا.
ويمكن الاطلاع على هذا الهراء في كتابه الجديد "إننا لم نقرأ القرآن أبدا" الصادر عن دار "الغروب" الفرنسية، الطبعة الأولى 2004.

تُهَم أخرى
ولا يتوقف يوسف صديق عند هذا الحد، بل يضاعف التهم التي سبقه إليها المستشرقون والشيوعيون والمتعصبون، فيتوهم -أو يتمنى أن يكون ذلك صحيحا- أن في الإسلام إكليروسا مثل إكليروس الكنيسة يقف حارسا ضد كل متطفل، فيتساءل قائلا: "ما الذي جعل القرآن كتابا غير قابل للقراءة بعيدا عن وساطة وموافقة الإكليروس؟ ومن المستفيد من احتكار سلطة القراءة والتلاوة؟".

ثم يحكم على القرون الماضية كلها حكما لا رجعة فيه: "فمنذ الخليفة الثالث بسط السياسي وصايته على المفكر وأقصاه من مجال النظر في القرآن".

ويرفض الكاتب كل الروايات الصحيحة الواردة في كتب السيرة والحديث التي قبلتها الأمة الإسلامية، ويقبل بروايات لا أساس لها من الصحة جاءت في كتب الأصفهاني صاحب الأغاني والفارابي.

ويزعم أن القرآن الكريم، وهو يعلن ختم النبوات وإغلاق الباب أمام أدعيائها، فإنه يجعل الفكر الإنساني وحده مسئولا عن النظر في العالم وتعقله، وبناء على ذلك يقدم محاولته لرؤية جديدة لهذا العالم ما دام زمن الأنبياء قد ولى وما دام الفعل الإلهي قد انسحب من التاريخ رافضا محاكمة عالم البشر في تقلبات الأحداث والوقائع.

ويرى أن الخلفية السياسية والقبلية تحكمت في وضع البسملة في مطلع سورة قريش لتمجيد القبيلة العربية، وأن النسخ آلية استعملها المفسرون المحافظون بمهارة كبيرة للإبقاء على ما يريدون وإخفاء ما لا يريدون، مثل قصة الغرانيق العلى.

ويقول أيضا إن النبي "محمدا قد أدرك أنه بامتناعه عن كتابة مصحف مسطور للوحي بصفته مفكرا أن المعنى لا يعبر عن نفسه، ولا يقول ما فيه إلا إذا كان يحمل في حد ذاته وميضه الخاص، فإذا ما تحول إلى مكتوب صار مهددا بأن يتحول إلى مجرد مثال".

الشيخ والمريدون
يشيد يوسف صديق "بشيخه" محمد أركون قائلا عنه: "إن أعماله المتعددة صارت ذات مرجعية في البحث عن إسلام عصري"، وفي كل الندوات التي يحضر فيها "الشيخ" لا يسبقه "المريدون" بالقول، ويصدرون عن توجيهاته ونصائحه.

والقوم جميعًا يصدرون عن مرجع واحد حددت خطته في تقسيم التفاسير والقراءات القرآنية إلى أنواع ثلاثة:

أولها: "القراءات التي تواصل العمل بالتقاليد الإسلامية للتفسير، وواضح هنا أن كل تراث المفسرين السابقين على غزارته وتنوعه واجتهاداته ليس سوى مجرد تقاليد معوقة".

ويطلقون على هذه التفاسير التي تشمل التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي والتفسير الصوفي وصفا آخر هو "التفسير الأرثوذوكسي".

وثانيها: "القراءات التي تعد امتدادا للتقليد الاستشراقي".
أما الثالثة: وهي التي ينسبون أنفسهم إليها، فهي "القراءات التي أنتجها مسلمون مدركون لمأزق التفسير التقليدي والذين يحاولون إخضاع النص القرآني لأدوات القراءة الحديثة ومناهجها، مع الاعتراف به كنص مؤسس لدين استطاع أن يتجاوز حدود الزمان والمكان والثقافات".

خلاصة
والحق أن عقدة القضية تكمن في أن القوم يقدمون أنفسهم بالغرب على أنهم الناطقون باسم الإسلام والعارفون بشئونه، وهذا ما يحتم على العلماء والمفكرين المسلمين بالغرب أن يتصدوا لهذه المحاولات بلسان قومهم، فما أرسل الله من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم.

وإن القرآن الكريم أعلى من كل القراء الذين توالوا على قراءته على مر العصور، بدأ هذا يوم نزوله الأول، واستمر في عصوره الزاهرة، وفي عصوره المنحدرة، وما يزال مستمرا وسيبقى.

والمعارف الحديثة والنظريات المستحدثة لن تزيد القرآن إلا جلاء وذكرا، ولو أراد القراء بها أشياء أخرى.
وإنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، وسبحان الذي أنزله فقال عن الذين يتلقونه {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا}.


أضف رد جديد

العودة إلى ”الهدم والهدامون“