ردود على حديث غدير خم

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

ردود على حديث غدير خم

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

ردود على حديث غدير خمحديث غدير خم الصحيح، عند رجوع الصحابة من حجة الوداع إلى المدينة، وفيه: « من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » والرد على سوء فهم الحديث واستنطاقه ما لا ينطق به هو التالي:
أولاً- معاني.مولى: في القواميس العربية:
1 - مولى: سيد ومالك. 2 - مولى: عبد. 3 - مولى: معتق، محرر. 4 – مولى: منعم . 5 – مولى: منعم عليه. 6- مولى: ناصر، ومؤيد. 7 - مولى: محب. 8 - مولى: صاحب، صديق. 9 - مولى: حليف. 11 - مولى: جار. 12 - مولى: شريك. 13 - مولى: ضيف. 14 - مولى: إبن.معاني المولى في القواميس العربية:
2- المَوْلَى: الرّبُّ.2- والمَوْلَى: المالكُ. 3- والمَوْلَى: كلُّ من وَلِيَ أَمرًا أَوْ قامَ به.4- والمَوْلَى: الوليُّ المحبّ. 5- المَوْلَى: الصَّاحبُ. 6- والمَوْلَى: الحَليفُ . 7- والمَوْلَى: النَّزِيلُ. 8- والمَوْلَى: الجارُ . 9- والمَوْلَى: الشريكُ. 10- والمَوْلَى: الصِّهرُ. 11- والمَوْلَى: القريبُ من العَصَبَة، كالعمّ، وابن العمِّ، ونحوِ ذلك.12-والمَوْلَى: المنعِمُ. 13- والمَوْلَى المنعَمُ عليه. 14- والمَوْلَى المُعتِقُ.15- والمَوْلَى المُعْتَق. 16- والمَوْلَى العبدُ.17-والمَوْلَى: التابعُ. والجمع: مَوَالٍ.
فلا يصير إلى أحد المعاني المذكورة، إلا بقرائن واضحة مبينة وحسب السياق، والسياق هو ما نذكره فيما يأتي:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “وليس في الكلام ما يدل دلالة بينة على أن المراد به الخلافة، وذلك أن المولى كالولي، والله تعالى قال: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} ، وقال: {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير} ، فبيَّن أن الرسول ولي المؤمنين، وأنهم مواليه أيضًا، كما بيَّن أن الله ولي المؤمنين وأنهم أولياؤهم، وأن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، فالموالاة ضد المعاداة، وهي تثبت من الطرفين.ثانياً- نحن نعلم أن كثيراً من الآيات لها أسباب نزول؛ وكثيراً من الأحاديث لها أسباب ورود، توضح المعنى والمقصود وهو الآتي:
1- أرسل النبي.صلى الله عليه وسلـم.علياً بن أبي طالب خلف خالد بن الوليد إلى اليمن ليخمّس الغنائم و يقبض الخُمس، كما ذكره البخاري، انظر: الفتح (65/8) فلما خمّس عليٌّ الغنائم، كانت في الغنائم وصيفة هي أفضل ما في السبي، فصارت في الخُمس، ثم إن علياً خرج ورأسه مغطَّى وقد اغتسل، فسألوه عن ذلك، فأخبرهم أن الوصيفة التي كانت في السبي صارت له فتسرى بها، فكره البعض ذلك منه، وقَدِم برُيدة بن الحصيب بكتاب خالد إلى النبي.صلى الله عليه وسلـم، و كان ممن يبغض علياً فصدَّق على كتابِ خالد الذي تضمن ما فعله عليٌّ، فسأله النبي.صلى الله عليه وسلـم:" يا بريدة أتبغض علياً ؟ فقال: نعم، فقال النبي: « لا تبغضه فإنه له في الخُمس أكثر من ذلك » ذكره الإمام أحمد في المسند (5/350 ).
2- رجع عليٌّ من اليمن وتعجَّل ليلقى الرسول.ص.بمكة في الحج، واستخلف رجلاً من أصحابه على الجند، فكساهم صاحبه حللاً من البزِّ الذي كان قدم عليٌّ بها من اليمن، فلما دنا الجيش من مكة خرج عليٌّ ليلقاهم، فإذا عليهم الحلل، فقال لنائبه: ويلك ما هذا ؟! قال: كسوت القوم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس، قال: ويلك، انزع قبل أن تنتهي بهم إلى الرسول.ص، فنزع الحلل وردها إلى البزِّ، فأظهر الجيش شكواه لما صنع بهم عليٌّ، ذكره ابن هشام في السيرة (4/603).
3- كما وأن أصحاب عليٍّ(رضي الله عنهم جميعاً)،طلبوا منه أن يركبوا و يريحوا على إبل الصدقة، بحجة أن بإبلهم خللاً وضعفاً، فأبى عليهم ذلك وقال: (إنما لكم منها سهم كما للمسلمين)، فعندما ذهب إلى الحج سأل أصحابُه خليفَتَه ما كان عليٌ منعهم إياه، فوافقهم على ذلك، فلما جاء عليٌ عرف أن الإبل قد رُكِبَتْ، فذم خليفته ولامه، وعدَّ بعضُ أصحاب عليٍّ ذلك منه غلظة وتضييقاً، فشكاه أبو سعيد الخدريِّ إلى النبي.صلى الله عليه وسلـم، فوافق الرسول.صعلى هذا المسلك من علي، فندم أبو سعيد على شكواه، وقال: " والله لا أذكره بسوء أبداً سراً ولا علانية".
انظر: البيهقي في الدلائل (5/398-399) مطولاً، وأحمد في المسند (3/86) مختصراً) وأورد ابن كثير في البداية (5/120) رواية البيهقي وقال عنها: هذا إسناد جيد على شرط النسائي ولم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة.
4- لهذه الأسباب السابقة وجَدَ أصحابُ عليٍّ وجندَه في أنفسهم عليه، وبسبب هذه الأمور كثر القيل والقال في عليٍّ واشتهر الكلام فيه في الحجيج؛ وبالأخص بين أهل المدينة، ولم يُرِد الرسول-ص-أن يفعل شيئاً أثناء موسم الحج، لأن الحادثة رغم انتشارها بقيت محدودة في أهل المدينة، كما أنه لم يؤخرها حتى يصل المدينة حتى لا يُمكِّن المنافقين من استغلال مثل هذه الحادثة في مكائدهم، وبعد فراغه-ص-من الحج، وأثناء عودته إلى المدينة، قام في الناس عند غدير خم خطيباً، فبرَّأ ساحة عليٍّ ورفع من قدره و نبَّه على فضله و نوَّه بشأنه، ليزيل ما وقر في نفوس كثيرٍ من الناس عنه، فقال: « من كنت وليه فعليٌّ وليُّه، وفي رواية: « من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » انظر البداية والنهاية (5/104-105 )، المراد به ولاء الإسلام ومودته، وعلى المسلمين أن يوالي بعضهم بعضاً لا أن يعادي بعضهم بعضاً، و هو في معنى ما ثبت عن علي رضي الله عنه أنه قال: "وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ، أَنْ " لَا يُحِبَّنِي إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضَنِي إِلَّا مُنَافِق" .
5- استغل ابن سبأ اليهودي والشيعة من اتباعه لأمرٍ يدبروه بليل هذا الحديث، فأوَّلوه على أنه حجة ودليل على وصية النبي.ص.لعلي.بخلافته بعد موته، وهذا لا يصلح لهذا الاستنتاج بتاتاً لعدة أمور منها:
أولاً- لما مر من مناسبات الحديث.
ثانياً - أن معنى الولاية: المحبة والود والمناصرة ( وقواميس اللغة شاهدة على هذا المعنى) ولا يعدو معناها قول الله تعالى:(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ).ومعنى الخلافة والاستخلاف شيء آخرلا يدل عليه الحديث.
ثالثاً- لو أراد النبي.ص.الاستخلاف لذكره في خطبة حجة الوداع أمام جموع حجاج العرب والمسلمين قاطبة، وكان تعدادهم قريباً من مائة ألف صحابي، لأن هذا أمر يهم الجميع، ولم يذكره داخل المدينة ليسمع به من فاته الحج مع أخوانه لأهميته كذلك، وإنما كان حديث المودة في الطريق عند غدير خم لإصلاح ما كان بين علي رضي الله عنه وجنوده.
رابعاً- وكذا كان يمكنه أن يذكره بوضوح وكلمات جامعة، وهو الذي أوتي البلاغة وجوامع الكلم، ولذكره كثيراً وفي مناسبات متعددة، لا أن يقتصر على مرة واحدة بكلمة لا تدل على المراد وهو بمثل هذه الأهمية العظيمة، المكافئة للصلاة والزكاة إذا لم تفوقها في الأهمية، ويقولها في الصحراء ليس إلا؛ مع جمع غير غفير.
خامساً- ما كان بإمكان النبي.ص.أن ينفرد بجلال ومقام الإمامة دون تأييد من الله في كتابه العزيز، بشكل لا يتطرق إليه وهمٌ أو شك أو ريبة، وهذا أمر لم يدعيه عليٌّ ولا بني العباس ولا بني عبد المطلب - وإن كان البعض منهم تطلع إلى مثل هذا المقام والرئاسة قبيل وبعد وفاته.ص، لأنهم كانوا في مقامها في الجاهلية، وازدادوا شرفاً بابتعاث محمد.ص.من بنيهم - والله أبطل التفاخر بالآباء والأجداد ليجعل فخر الإنسان عمله وإيمانه وتقواه، وليس نسبه وقرابته ودمه.


أضف رد جديد

العودة إلى ”الحوار والفكر التنويري“