حل مشكلة زوجية: (3)

المشرف: محمد نبيل كاظم

أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

حل مشكلة زوجية: (3)

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

حلول مشكلة زوجية (3).........محمد نبيل كاظم: (520)
أولاً- النقاط الرئيسة:
1- عدم الاحترام وغياب التقدير.
2- يتدخل في كل صغيرة وكبيرة مما يتعلق بأمور الأولاد، طعامهم ونظافتهم وعلاج مرضهم.
3- التجريح والتوبيخ والاستهانة بالقدر والمهر والذات.
4- وقت عمله ورجوعه للبيت غير محدد ليلاً أو نهاراً، وكذا طعامه ونومه.
5- يحكي مشاكلنا للآخرين، ويستشير البسطاء من الناس والعلماء، في مصالح أسرتنا وأمورنا.
6- ينتقدني وأنا الأم أمام الأولاد، ويتلفظ أمامهم بما لا يليق.
7- لا يبادر في حل المشكلة الواقعة بيننا، حتى يصار إلى تصفية الجو ويأخذ حقه الشرعي.
ثانياً- عنوان وملخص المشكلة:
1- عدم احترام وتقدير متبادل.
2- الانفعال لأمور صغيرة، وتدخل فيما هو شأن ربة البيت.
3- عدم وضوح حقوق وواجبات كل من الطرفين.
4- جرأة كل طرف في انتقاد الطرف الآخر، وعدم التلطف معه.
ثالثاً- مدخل الإيجابيات في المشكلة:
1- الرغبة في صلاح الأمور بالتغيير.
2- تمسك الطرفين بالأسرة.
3- وجود جاذب قوي في الأسرة وهو الولدان.
4- استخدام كل طرف مرغبات معينة لإصلاح الحال من وجهة نظره، والصبر.
رابعاً- حلول ننصحك ونقترحها عليك:
الزوجة العزيزة: الوئام والوفاق، لا يعني سوى نجاح الإنسان في مبتغاه للسعادة والاستقرار النفسي، وهذا الأمر لا يتعلق بالحق والباطل، بمقدار ما يتعلق بما يمكن أن يسمى ثمن السعادة، حتى لو كان بخسارة مادية أو اعتبارية محمولة، فالبيت الذي لا ينتفع به ويرمم يؤول إلى التداعي والسقوط على أصحابه، ومن أجلك وأجل الأولاد وأجل شريك حياتك، تحت شعار المكسب للجميع أنصحك بما يلي:
1-مد جسور الاحترام والتقدير لزوجك، لكسب قلبه وتليينه، فالرجال يعشقن الاحترام والتقدير، وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، في قوله : "نساؤكم من أهل الجنة الودود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يده، ثم تقول: لا أذوق غمضا حتى ترضى" ، ولا يكفي الاحترام القلبي، فلا بد من إظهاره باللسان، لإشعار الزوج بذلك، وخاصة أمام أولادك، لأنهم يحسون بهذا ويسجلوه لمن يفعله من الوالدين، ويحملوه سعادة لحياتهم، وما تفعليه من ذلك سيرجع إليك حسب قانون الجذب والإرسال، وربع دقيقة استقبال عند مجيئه، وربع دقيقة وداع عند ذهابه لهما فعل السحر وبأقل وقت وأدنى مجهود.
2- لا بد من جلسة مصارحة هادئة في مكان ما، بعيداً عن الأولاد، يخطط لها لإبداء الملاحظات حول الصوت العالي للطرفين، ويهديء صوته لئلا يضيع التفاهم والتواصل مع الصراخ المماثل، ولئلا ينعكس ذلك على نفسية كل منكما، وكذلك نفسية الأطفال، وتعلم الهمس بينكما، وعلموه الأولاد، والاتفاق على تقاسم الأعمال بينكما بحيث لا يتدخل أحدكما في أعمال الآخر، لئلا يكون سبباً في الشحناء والتوترات.
3- التجريح يحصد الحسنات، كما تحصد النار الحطب، وكما نقف بين يدي الله بكل إجلال واحترام في الصلاة، ينبغي أن يقف كل منكما من شريك حياته كذلك بلسان نظيف واحترام وتبجيل، وأن يمدح الطرف الآخر مفتشاً عن الإيجابيات والحسنات التي فيه ليمدحه بها، ويتغاضى عن السلبيات والسيئات، لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر" وينطبق ذلك قياساً على الزوج.
وإن أخطأ أحدكما فلا يتحرج من الاعتذار، فإنه قوة شخصية وفضيلة، وحتى الأولاد نعلمهم الاعتذار دون إجبار، بل بكامل التلطف واللباقة والجد، لأنه يحسب في رصيد الحسنات والإيجابيات، ويعتبر كمطفأة الحريق الاحتياط في البيت، ومن أراد أن يعد عيوب الطرف الآخر، فعليه أن يعد عيوبه أولاً.
4-إذا أحببت زيادة العبارات الإيجابية، وتقليل الكلمات الجارحة، دون أن نجعل منها ساحات تراشق بالألفاظ النابية، وتعكير الأجواء وإفساد جو البيت والأولاد، فاجعلي صندوق محاسبة للجميع، بالتفاهم لكتابة العبارة بتاريخها ووضعها في الصندوق، والتشجيع على الأدب بين الجميع، واكتبي على نفسك الخطأ كذلك.
5- كثير من المهن أعمالها غير منتظمة، لكن يمكن بالتفاهم من أجل صحة الجميع وخاصة الأولاد، جعل يوم آخر الأسبوع ويوم وسطه منتظم لبرنامج عائلي، وباقي الأيام يراعى نوم الأطفال ومدارسهم، من خلال حوار هادئ وتفاهم.
6-بالود والتفاهم تجنبوا إذاعة أخباركم الآخرين شريطة أن تكون الأجواء فيها ود وتفاهم، أما في حال كثرة المشكلات، والتذمر الدائم والنقد والشكوى، فسيدفع هذا لتنفيس الهموم للآخرين لئلا ينفجر الإنسان بهمومه، ولهذا لا بد من أن يشكو كلٌ منكما للآخر، ويفصح عن مشاعره، شرط أن يكون الطرف الآخر آذاناً صاغية، وفي حال جيدة لسماع الآخر بتقدير واحترام.
7- أحد وسائل العلاج بالضد، وهي أن تمدحي الأب وتعلمي الأولاد أغنية خاصة به، يستقبلوه بها، وسترين كيف ستتبادلوا الاحترام باحترام، واشرحي للأولاد عمل الأب خارج المنزل وما يفعله ليجلب لهم الطعام والشراب والألعاب، كأنه درس لغة عربية، إن كنت تحبين أن يكون الأولاد متفوقين علمياً ونفسياً.
8-استعلمي قبل مجيئه بمهاتفة عن موعد رجوعه، لتتزيني لنفسك بأحسن حلة، وأطهر ماء، لقول أحد الصحابة لابنته:" اطيب الطيب الماء"، وكذا العطر والطعام الشهي، ومستلزمات حسن الاستقبال على الأقل كل أسبوع مرة سوبر( دولكس) ولا يخفى على اللبيبة مافي هذه الأمور من فوائد صحية وجسدية ونفسية واجتماعية، وانعكاسها على حسن تربية الأولاد كذلك.
9-أعظم خلق بين الزوجين وفي الأسرة التسامح والغض، وهو من علامات الذكاء العاطفي والوجداني، وله أكبر الأثر على ذكاء الإنسان العام، ويستحقه كل إنسان لذاته، لتطهير أعماقه وقلبه من الشحناء والبغضاء والحقد والكراهية، والهم والحزن، والشعور بالاضطهاد والظلم، المسببان لجميع الأمراض النفسية والعقد السلوكية، وتعليقه على استحقاق الآخرين، نوع من الغباء المعرفي، والتحجر العقلي والوجداني.
10- تفاهما معاً على التفريق بين حقوقكما تجاه بعضكما، حباً واحتراماً، وتواصلاً واستماعاً، وتقديراً وحسن اهتمام، وبين حقوق صلة كل منكما لأهله وعائلته، دون أن يكون ذلك سبباً للقطيعة والتخاصم بينكما أو بين الأقارب.
11- اهتمي بصحتك وأوليها الاهتمام والرعاية، بالرياضة والرجيم، فإن الوزن الزائد يسبب القلق والاكتئاب، والتصرف بنزق، وهذا بصراحة أحد أسباب قلقك، فعليك مواجهة الأمر بقليل أو كثير من الحزم، وقومي بأعمال داخل أو خارج المنزل في وقت مدرسة الأولاد حتى تشعري نفسك بالأهمية والتقدير.
12- تعرفي على اهتمامات زوجك ودونيها، واجعلي منها أهدافاً، وعرفيه باهتماماتك وأهدافك في الحياة، واختاري منها ميولاً ومواهباً لتنميتها، واجعلي من حياتك أجمل قصة سعادة، إذا توجهت بها إلى طاعة الله تعالى، المؤدية للجنة، وأكثري من الطاعات، وما تعس إنسان إلا بمعصية الله، ولم يخلق الله إنساناً إلا ليسعده، إلا من أبى، قالوا يا رسول الله ومن يأبى قال: " من أطاعني فقد نجا، ومن عصاني فقد أبى".
فوازني جميع جوانب حياتك المادية: من جسد، وجوارح، وطعام، وشراب، ونوم، ....الخ، ومعنوية: من روح، ولغة، وعبادات، وعلاقات، ومشاعر، وثقافة، وفكر، وزيارات.
كلمة أخيرة:
فكري بطريقة غير مألوفة، ومما يقال عنه: التفكير بطريقة خارج الصندوق، وتعلمي فن حل المشكلات، بعد إحسان قراءة المشكلة، وتعلم فن تحليلها إلى أجزاء صغيرة، ومعرفة العوامل المؤثرة، واختيار حلول متعددة، لكل عامل منها، وتقدير الذات واحترامها، قبل المقت بالنظر للظروف والآخرين.
في واقع كل منا، ليس هناك أحسن مما كان، لأن الله خلقنا في الدنيا للامتحان ولم يخلقنا لكامل النعيم في الدنيا، وإلا لكنا كالكافرين الذين لا يعرفون النعيم سوى في دنياهم، ولهم العذاب الكامل في أخراهم، نجانا الله مما أصابهم ومما ابتلاهم.
وأخيراً: الحكيمة الحليمة الفهيمة (أنتِ) تنفعه الموعظة الواحدة، وامرأة أخرى غيرك قد لا تنفعه الأسفار ولا القرآن ولا الإنجيل ولا التلمود، فاختاري لنفسك النافع المفيد، وفقك الله لما يحب وتحبين، فتسعدين وتُسعدين زوجك وأولادكِ.


أضف رد جديد

العودة إلى ”حلول مشكلات أسرية“