استغباء الناس وصناعة الغباء

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

استغباء الناس وصناعة الغباء

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

بسم الله الرحمن الرحيماستغباء الناس وصناعة الغباء
قناة تلفزيون سوريا الثورة، جمعت عدداً من الأطفال، تحت سن التكليف الشرعي والقانوني، وبعض المراهقين والمراهقات، وأم لطفلة محجبة، وأجرت حوارات ديمقراطية، ليس على حقوق الطفل والإنسان، ولا على كرامته المهدورة في القهر والاستبداد، والتهجير والقتل والإجرام، بل على حقوق البنات الصغيرات أن لا يجبرن على الحجاب الإسلامي، ومن هن الصغيرات في عرف المحاور المناور؟ هن من بلغت التاسعة، أو العاشرة، وربما الثانية عشرة، أو بلغت أكثر من ذلك، وفي هذا الحوار المغرِض، التركيز على استشارة الصغيرات في عدم إجبارهن على الحجاب، وما رأيهن فيه إذا لم يكن هناك إكراه أو إجبار، وسؤال خبيرة تربوية سافرة، (عبر السكايب )، والإيحاء بأن هذا الإجبار والإكراه سببه تدريس مادة التربية الدينية (الإسلامية)، ويستشير الصغار والكبار باقتراح تدريس مادة الأخلاق بدل التربية الدينية، لئلا يقع هذا الإكراه، وهذا كله تمهيد للديمقراطية المزعومة، القائمة على حرية حرب الدين، وليس حرب الاستبداد، ومن قال أن الدين يعلم بالإكراه؟ ألم يسمعوا قوله تعالى: (لا إكراه في الدين)، لكن المغالطات واستغباء الناس، لتمرير أهوائهم والمطلوب منهم من قبل الأسياد العالميين: ( من الغرب والشرق) استكمالاً للحرب العسكرية على الشعب السوري، بإجراء حرب فكرية، غزو فكري من خلال أبنائه، ممن هم مستعدين لبيع أنفسهم للشيطان، في تسويق رغبات وأحلام الليبرالية العالمية، في تفكيك منطقتنا وتدميرها أرضاً وناساً وفكراً واقتصاداً وأخلاقاً؛ بحجة الرقي الحضاري في الحوار.
ولو أردنا أن نفند آراء هؤلاء نقول: هل تعويد الطفل أن يلبس ثيابه الداخلية وما يستر سوءته، إكراه؟ لماذا لا يرون الإكراه إلا في لبس الحجاب؟ مع أن مفهوم الحجاب أعم وأشمل وأبلغ وأوسع من مجرد غطاء الرأس لدى المرأة والفتاة! وكما للأب أي أب في العالم – بغض النظر عن ديانته وفكره – له الحق أن يعلم ويدرب أولاده وصغاره على لبس ما يستر عورته وسوءته وأسفله، حماية من المخاطر المادية والمعنوية، وكذلك لبس ما يستر أعلاه للطفلة والطفل حسب الجنس، للحماية من المخاطر المادية والمعنوية، وفي الحجاب رمزية كبيرة وشعار عظيم تُشْعِر بالقيمة المعنوية غير الجسدية للفتاة، لأن التفكير البشري قائم على هذه الثنائية في نظر كل من الجنسين إلى الآخر، وهذا - الحجاب- موجود في الإنجيل، كما هو موجود في القرآن، وهذا الأمر غير قابل للنقاش بهذه الصيغة المخادعة، لأن كلام الله ليس للنقاش، وزعمهم بتدريس الأخلاق، سبقهم إليه الغرب، فماذا نتج عن ذلك؟ والأخلاق بدون دين نسبية مصلحية، ومختلفة بين الأفراد والأمم، وجربها الغرب فماذا حصد منها سوى مزيد من الانحلال والضياع والتيه، وليس هناك قاعدة لقيم أخلاقية دون أسس دينية، لأنها ترتبط بأمر الله خالق ومكون الإنسان ومرشده وهاديه، عن طريق أنبيائه ورسله وكتبه، ولهذا فكرة تعليم مادة الأخلاق دون دين، فكرة هروبيه وماكرة لتحطيم الأخلاق نفسها؛ التي لا يغرسها سوى الدين، ولهذا نعتبر هذه الحلقة حلقة مكر وخداع وتضليل، وحرب ناعمة علنية ليس لقيم اليهود، ولا لقيم النصارى، ولا للقيم البيزنطية، ولا للقيم الفارسية، فقط حرب على القيم الإسلامية.
في المحاورة، لم يستحضروا خبير تربوي، ولا فقيه شرعي، ولا داعية إسلامي، ولا طبيب نفسي، إنما جمعوا على هواهم صغار ومراهقين، وعرضوا مقابلات مع عوام غير مثقفين من الشارع، لا يدركوا أبعاد أسئلتهم الملغومة الماكرة، وهكذا يمكن لوسائل الإعلام المضللة أن تصنع الغباء وتسوق له، لحرب الإسلام، والإسلام فقط، ألا يعلم مقدم البرنامج، أن في المدارس الابتدائية في الغرب يكتبوا أرقام شرطة النجدة على جدار المدرسة، ويعلموا الأطفال أن يتصلوا بها إذا اعتدى عليهم أحد من ذويهم المحارم، أباً أو جداً، أو أخاً أو خالاً أو قريباً، ليصار إلى نجدتهم، لكثرة هذه الحوادث بشكل كبير ومخيف، والسبب في ذلك حذف مادة التربية الدينية من مدارسهم، حتى صار اليوم ينادى كبار مفكريهم وعقلائهم إلى إعادة التربية الدينية إلى مدارسهم وجامعاتهم، حتى قال المفكر الأمريكي التربوي الكبير " ابراهام ماسلو" أحس بأني حين أرسل بناتي إلى الجامعة، أني أرسلها إلى دار دعارة، وهو نفسه في إحدى المؤتمرات مع آخرين طالبوا التعليم الأمريكي، أن يعيد النظر في التربية الدينية الضرورية لهذا التعليم، ويكفي أن نعلم أن فكرة وجود مجتمع من غير دين لم تعد قائمة بعد سقوط الشيوعية في الاتحاد السوفييتي، وعادت كنائسها ومساجدها للعمل من جديد، فقط في بلادنا يريدون تجريب المجرب، ومن يفعل ذلك ويحلم به، فعقله مخرب،الحجاب رمزٌ وشعار، والغالبية العظمى من الناس لها رموز وشعارات لمن دقق في لباسهم وسلوكهم، ابتداءً من الراهبة إلى مضيفة الطيران إلى عاملة الكاشير، إلى إلى....وعليه، فليس الحجاب مجرد خرقة! - ولو كان كذلك فهذه الخرقة حمت الملايين من المسلمات من الأفعال التي يعقبها الندم والاثم – وإنما هو شعار التحاق المرأة المعززة المكرمة في ميزان شرع الله بأزواج وبنات النبي والأنبياء جميعاً، والشريفات والطاهرات في كل عصر ونساء المؤمنين، قال تعالى: ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) الأحزاب/59، للتعريف بها كامرأة مقدسة لا تقبل التفكير بها بغرض غريزي دوني، كما هو عادة أغلب الناس الذين لا يحكمهم شرع ولا تضبطهم قداسة، أليست الراهبات محجبات ومريم أم عيسى عليهما السلام؟
بالإضافة إلى تميز المرأة المسلمة بشعارها هذا، هوية إلهية دعوية تكليفية، يقول المسلم ليبولد فايس (كان يهودياً فأسلم): " عظيم الفخر أن تحتفظ المسلمة بهذا الفارق بينها وبين التائهين في الوصول إلى طريق الله والخلود والحق" وهو الجهاد السلمي المطلوب من المرأة المسلمة، ولا يُظن أن الرجل المسلم ليس له حجاب، فله حجاب من لباس شرعي محتشم، يعكس قيم ومبادئ الإسلام وشعاراته، وسلوكه اليومي الملتزم.
والحجاب وتوابعه في النهاية هو اللباس الكشفي لطالبي الإقامة الدائمة في جنة النعيم والخلد الأبدي، جعلها الله دار إقامتكم والسلام.ولا أقول إلا هدى الله القناة والمشرفين عليها إلى الحق والصواب والإيمان.


أضف رد جديد

العودة إلى ”الهدم والهدامون“