نظرية الخليفة الراشدي عثمان في الاستثمار

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

نظرية الخليفة الراشدي عثمان في الاستثمار

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

نظرية الخليفة الراشدي عثمان بن عفان في الاستثمار والتجارة.
كان الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه غنياً، وعندما سألوه عن سر غناه؟
أجاب: ” كنت أعالج – وأنمي - ولا أزدري ربحاً - ولا أشتري شيخاً - وأجعل الرأس رأسين”.
بحثوا في إجابة عثمان رضي الله عنه، وفسروها ليصلوا إلى خمسة قواعد للاستثمار، دعونا نبحر في معانيها ونستظل في ظلالها:
1- القاعدة العثمانية الأولى: كنت أعالج: تؤسس قاعدة الاستمرار بعد الفشل والعودة بعد الاخفاق، كثيرون يستثمرون فيخسرون ليعلنوا انسحابهم تحت شعار كفى الله المؤمنين شر القتال، والاستثمار قطعاً ليس نزهة في البر أو رحلة في البحر، لهذا فأكثر الناس تفشل في الاستثمار، سيدنا عثمان يعالج موقف الفشل مثلما يعالج المرض، عوراض الفشل أصعب على المرء من الفشل ذاته، يتصبر ويتحمل ويفكر حتى يكتب له الله الشفاء فيعاود الكرة من جديد، إذا لم تقبل هذه القاعدة العثمانية فضلاً اختصر وقتك ووقتنا واستثمر في أي شئ إلا الاستثمار.
2- القاعدة العثمانية الثانية: أنمي: تعني أنه كان يستهلك قليلاً من ربحه ويستثمر بقيته في استثمار جديد، هذه القاعدة يؤكد عليها الآن خبراء الاستثمار وكتب الثروة والمال لا تخلوا من الاشارة إليها، المستثمر وظيفته الاستثمار وليس الاستهلاك، وتركيبته الشخصية والذهنية تجعل سعادته في تنمية المال وتعاسته في إنفاقه، المال مغري ومنافذ تصريفه ليس لها حدود، وإذا لم يسيطر المستثمر على شهوة الاستهلاك خاصة بعد معاناة وحرمان فسيعود سريعاً إلى نقطة الصفر.
3- القاعدة العثمانية الثالثة: لا أزدري ربحاً: يعني لا يحتقر ربحاً ولا يستصغره، قاعدة تسيطر على شهوة الطمع، وتؤسس لنظرة بعيدة المدى في الاستثمار، وهي أيضاً قاعدة تجعل الاستثمار يتدفق كموج البحر، حتى ولو كانت الموجة ضعيفة وقليلة ستأتي بعدها موجة أكبر تحييها وتقويها، لذلك لم تركد بضاعة عثمان في الوقت الذي تركد فيه بضاعتنا في مخازنها كبراً وعناداً حتى البوار.
4- القاعدة العثمانية الرابعة: ولا أشتري شيخاً: الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه يعرف ما يحتاج السوق فلا يستثمر في بضاعة انتهى زمانها أو أوشك على الانتهاء، والشيخ هنا رمز للتقادم أو كبر السن، قاعدة تطبقها الشركات العالمية الآن فتنشغل ببضاعة الغد مثلما تنشغل ببضاعة اليوم وربما أكثر.
5- القاعدة العثمانية الخامسة: وأجعل الرأس رأسين: هي قاعدة إدارة المخاطر بامتياز، الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يفضل الاستثمار في سلعتين بثمن قليل لكل سلعة على أن يشتري سلعة واحدة بثمن كبير، أعتقد أن سر عثمان الاستثماري يكمن في عدم اندفاعه نحو الأرقام الكبيرة، ورباطة جأشه في مواجهة المهددات والمغريات على حد سواء، وأخيراً فكل القواعد العثمانية تستند على قاعدة كبيرة، هي أم القواعد، إنها البركة.
منقول من كلام الشيخ العلامة: محمد الحسن ولد الددو.


أضف رد جديد

العودة إلى ”الاقتصاد الجديد“