افتراق الناس بعد بعثة النبي والنجاة

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

افتراق الناس بعد بعثة النبي والنجاة

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

افتراق الناس بعد بعثة النبي والنجاة
قد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. وفي بعض الروايات: هي الجماعة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.

أولاً- افترقت اليهود إلى هذا العدد وانتهى أمر افتراقها ببعثة عيسى عليه السلام، وافترقت النصارى إلى هذا العدد وانتهى أمر افتراقها ببعثة النبي صلى الله عليه وسلـم.
ثانياً- وافتراق هذه الأمة كما قال النبي ص، هي أمة الدعوة، وليس أمة الإجابة بدليل، قوله ص: " هذه الأمة " ولم يقل سيفترق المسلمون، على غرار ما قال قبلاً بافتراق اليهود والنصارى، وإنما قال هذه الأمة، ولو كان المقصود المسلمون لذكر اسمهم، أو قال: أمتي، وهو لم يقل هذا ولا ذاك، وذكر في حديث آخر قوله ص: " لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة يهودي أو نصراني ولم يؤمن بي إلا دخل النار، فيكون السياق، واللفظ، أنه من ولد بعد بعثته، ومن كان أثناءها، من اليهود والنصارى والمشركين، وجميع الأمم، هؤلاء سينقسمون إلى أكثر من انقسام اليهود والنصارى في زمن اليهودية والنصرانية، والناجي هم المسلمون فقط، لذا قال حينما سئل من هم؟: من كان على ما أنا عليه واصحابي من التوحيد والإسلام، ولهذا جميع الفرق الإسلامية المشتركة بالتوحيد والإيمان بأصول الدين وأركانه فهي ناجية، والاختلاف في الفروع وفيما عدا كليات الأصول، لا يخرج من الملة، وإنما يبقي أصحابها ضمن الفرقة الناجية.
ولهذا ذكر بعض أهل العلم أن المراد بالأمة فيه أمة الدعوة، لا أمة الإجابة، يعني أن الأمة التي دعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان بالله والإقرار بوحدانيته هي المفترقة إلى تلك الفرق، وأن أمة الإجابة هي الفرقة الناجية، يريد بها من آمن بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم

وقد استحسن الصنعاني هذا التفسير، لكن الحديث نص على أن الأمة ستفترق، وهذا يعني أنه حديث عن المستقبل، وهذا يتلاءم مع كون المراد أمة الدعوة، لأن اليهود والنصارى هم من أمة الدعوة بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلـم، فلم يبق إلا أن المقصود بالنجاة أمة الإجابة فقط وهم جميع من ينطبق عليه وصف الإسلام، ومن يخرج عن هذا الوصف من المسلمين أو غيرهم في زمن البعثة الخاتمة، سوف يكون خروجه مشكلاً لفرقة من الفرق.
ولكي نحدد مواقع المختلفين في كل زمان، لا بد من وضع ضابط نستطيع به أن نعرف هذه الفرق من غيرها، إذ ليس كل اختلاف بين المسلمين يُدخلهم في هذه الفرق، كما هو الحال في هذه الأيام، إذا حصل اختلاف بين المسلمين في وسائل الدعوة إلى الله، وطريقة تحصيل العلم الشرعي وفقه الواقع، فكل هذا ليس مما نحن بصدده من تعيين الفرق المذكورة في الحديث، وقد ذكر المباركفوري في شرحه على سنن الترمذي ضابط الداخلين في هذه الفرق، والخارجين منها، فقال: (قال العلقمي: قال: شيخنا: ألف الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي، في شرح هذا الحديث كتاباً قال فيه: قد علم أصحاب المقالات أنه صلى الله عليه وسلم لم يُرد بالفرق المذمومة المختلفين في فروع الفقه، من أبواب الحلال والحرام، وإنما قصد بالذم من خالف أهل الحق في أصول التوحيد، وفي تقدير الخير والشر، وفي شروط النبوة والرسالة، وفي موالاة الصحابة، وما جرى مجرى هذه الأبواب، لأن المختلفين فيها قد كفر بعضهم بعضاً، بخلاف النوع الأول، فإنهم اختلفوا فيه من غير تكفير ولا تقسيم للمخالف فيه، فيرجع تأويل الحديث في افتراق الأمة إلى هذا النوع من الخلاف. انظر تحفة الأحوذي والله أعلم.

فكلمة الأمة في الحديث: ستفترق أمتي... تعني أمة التبليغ لا أمة الاستجابة، وأمة التبليغ كل الناس الذين يملؤون رحب الأرض بعد بعثة رسول الله، ومن المعلوم أنهم ينتمون إلى مذاهب وأديان شتى، والإسلام واحد منها، وعلى هذا فالمسلمون على اختلاف فرقهم ومذاهبهم هم الفرقة الواحدة الناجية؟ بارك الله فيكم.
وذكر بعض أهل العلم أن المراد بالأمة فيه أمة الدعوة لا أمة الإجابة يعني أن الأمة التي دعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان بالله والإقرار بوحدانيته هي المفترقة إلى تلك الفرق، وأن أمة الإجابة هي الفرقة الناجية يريد بها من آمن بما جاء به النبي صلى الله عليه وس
لـم.


أضف رد جديد

العودة إلى ”القرآن والسنة“