الإسلام والسعادة الحقيقية

المشرف: محمد نبيل كاظم

أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

الإسلام والسعادة الحقيقية

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

الإسلام والسعادة
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، صلوات الله وسلامه عليه، تسليماً كثيراً.
ورضي الله عن ساداتنا، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وبقية صحابته المبشرين بالجنة، وعن سائر الصحابة والتابعين، وتابعيهم وتابعي تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله -وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة - (أي في الدين)- بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أخوة الإيمان والإسلام: يا عباد الله، أليست السعادة في الإيمان؟ والإيمان هو السعادة؟
ألسنا نؤمن بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدنبياً ورسولاً؟ فنحن في هذا المسجد جميعاً، وسائر المساجد الأخرى سعداء. وينبغي أن نكون سعداء، ولا ندع للتعاسة سبيلاً أن تعكر علينا صفو سعادتنا.
فما هي السعادة؟ وكيف يمكننا تحقيقها في واقع حياتنا؟
السعادة هي: الشعور بالأمان والرضا والطمأنينة والمعافاة والفرح والسرور، قال رسول الله:«مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا»،
لكن هذا ليس هو السعادة، هذه الدنيا بحذافيرها، وماذا بعد؟!
أما كيف نحققها فلقد علمنا رسول الله، آلية ذلك في آية من كتاب الله، وحديث من جوامع كلم رسول الله.
عن علي.عن النَّبي.قال: «مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فسيصير إلى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، ومَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوةِ فسيصير إلى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوة، - قيل: أفَلا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ - فَقَالَ : " اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ " ، ثُمَّ قَرَأَ قوله تعالى:(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى).
: ضع نفسك حيث تشاء، واعمل ما يصيرك من أهل السعادة والهناء، فأنت وما تختار، لأن الحياة برمتها إنما هي خيارات، فمن أراد السعادة عليه أن يختار عمل أهل السعادة، وما هو إن لم يكن الأعمال الصالحة، وما أكثرها، وما أيسرها، وقد أقسم الله على نجاح صاحبها في قوله تعالى:(والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات..)
أولاً- تبدأ السعادة الأسرية: بحسن اختيار شريك العمر:
(فاظفر بذات الدين..تربت يداك)، ونعلم أبناءنا منذ نعومة أظفارهم: كيفية اختيار الصديق الصالح: الصدوق– الأمين – العفيف – الكريم – ونحاورهم على ذلك، ليكون مقدمة لحسن (اختيار الزوج) في مستقبل الأيام.
وحسن الاختيار هذا - للزواج -لا يعني أن الآخر سيء، لأن المسلمين متكافئين بالجملة، لكن زينب قد لا تناسب عمرو، وسعد قد لا يناسب سعيدة، لأن الله تعالى خلقنا بعقول وطباع وقدرات مختلفة، والمهم أن يقع اختيار أبنائنا على ما يناسبهم، فالشاب الذي يرغب أن يكون تاجراً لا تصلح له المبذرة المتباهية، والفتى الذي يرغب أن يكون عالماً لا ينبغي أن يختار من تكره الكتب والكتاب، وهكذا...الخ.
وأن تقوم الأسرة على المودة والمحبة والتقدير والاحترام:
قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(21))[سورة: الروم]
وهذا لا يعني طلب الكمال وإنما طلب الصلاح باعتدال..
قال رسول الله: «لَا يَفْرَكْ(لا يبغض)مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ»[ر: مسلم]
وحسن اختيار الوظيفة والمهنة والعمل: ولا نجبر أبناءنا على دراسة لا يحبونها، ولا على مهنة لا يعشقونها، ولا على اختصاص لا يسعدهم، وكلٌ ميسر لما خلق له، والأمور بخواتيمها، وحوارنا مع أبنائنا يبين لهم ما يحبون وما يميلون إليه من الأعمال الصالحة.
ثانياً- السعادة في العطاء والغاية والعمل، والشقاوة في البخل والجحود والكسل:
قال تعالى: ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ).
" العطاء ميسر: بالكلمة الطيبة، والخلق القويم، والنصيحة الخالصة، وإسداء المعروف، ومساندة الملهوف، وتعليم الجاهل، وإجابة السائل، والمعاملة الحسنة، ( الدين المعاملة)، وأيسرها التبسم والبشاشة، (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، « وكان رسول الله وجهه مثل فلقة القمر من بشاشته وتبسمه» فتح القلوب قبل الأمصار.
ولهذا قال رسول الله«..أَنْفِقْ يَا بِلَالُ، وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا».
وأيسر أنواع الإنفاق التي يستطيعها كل مسلم، هي إنفاق المشاعر، قصة د. عبد الرحمن السميط والخيار.
وإذا تجاوزنا ماديات الدنيا العاجلة قليلاً، إلى مدخرات الآخرة الأجلة، سنجد أعظم عطاء هو الرفقة في الجنة، ولهذا قال رسول اللهلعائشة: « إني يهون علي الموت أن أريتك زوجتي في الجنة»، ولهذا كان طلب الجنة والرفقة فيها من أعظم أبواب السعادة، ولهذا قال رسول اللهفي إحدى خطبه، « أيعجز أحدكم أن يكون مثل عجوز بني إسرائيل»؟!
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابيًا فأكرمه، فقال له: «ائتنا»، فأتاه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سل حاجتك". قال: ناقة نركبها، وأعنز يحلبها أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؟!» قالوا: يا رسول الله وما عجوز بني إسرائيل؟! قال: «إنَّ موسى عليه السلام لما سارَ ببني إسرائيل من مصر ضَلّوا الطريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم: إنَّ يوسفَ عليه السلام لمّا حضره الموتُ؛ أخذ علينا موثقًا من الله، أن لا نخرجَ من مصر حتّى ننقلَ عظامَه معنا» أي بدنه، « قال: فمن يعلمُ موضع قبره؟ قال: عجوز من بني إسرائيل، فبعث إليها، فقال: دلَّيني على قبر يوسفَ، قالت: حتى تعطيني حُكمي. قال: وما حكمكِ؟ قالت: أكونُ معك في الجنة، فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى اللهُ إليه أن أعطها حكمَها، فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقعِ ماء، فقالت: انضبوا هذا الماء، فأنضبوه، فقالت: احتفروا، فاحتفروا، فاستخرجوا عظامَ يوسف، فلما أقلّوه إلى الأرض فإذا الطريقُ مثل ضوء النهار»(السلسة الصحيحة للألباني وصحيح موارد الظمآن).
من طلب الجنة حاز كل شيء ومن خسرها خسر كل شيء، إلا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة.
ثالثاً- السعادة في العيون:
يمكننا أن نختصر أمر السعادة فنقول هي في نوعية العيون التي تملكها، فإن كانت عيون النحلة، فهي العيون التي تبحث عن الأزهارفتقع على الأغصان والشجر، فلا تكسر لها عوداً، ولا تسقط منها الثمر، وتخرج لنا بعدها الشهد والعسل، وما طاب من الغذاء والدواء والزهو والثمر.
قال تعالى:(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69))النحل.
هذه العيون الإيجابية في الإنسان الإيجابي المسلم المؤمن المتفائل، وكان رسول الله، متفائلاً ويحب الفأل الحسن، أما عيون الذبابة، فإنها تبحث عن الأذى والقذى، والعيوب والنواقص، ولهذا ضرب الله بها مثلاً في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73))الحج.
فالحكيم أباً أو أماً أو مربياً أو صديقاً أو قريباُ، هو من غض بصره عن عيوب أبنائه وأهله وعن صغائر الأمور، والتفت إلى المحاسن والعظائم فأثنى عليها وكافأ بها، وتغافل عن نواقص العباد ليشتغل بعيوب نفسه، ليتخلص منها، متوكلاً على الله الهادي الغفور الرحيم، ومن اشتغل بالخير وجد له أبواباً وسبلاً كثيرة، ومن فتش عن عيوب الخلق، فلن يجد متسعاً لغيرها، ويثقل كاهله بالقهر والسوداوية والتشاؤم، ومن اشتغل بالخير أثمرت جهوده جبالاً من الحسنات، وبحراً من الخيرات، ولهذا نجح رسول الله، في حب الناس له والتفافهم حول دعوته، ولهذا أثنى الله عليه بقوله:(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159))آل عمران.
رابعاً- قاعدة ذهبية في السعادة:
1-أن نقدر ما نملك: ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها). السمع والبصر، اليدين والرجلين، المال والبنون.
2-أن نستثمر فيما نملك: «لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فاستطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل».
3-أن لا نتطلع إلى ما لا نملك: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131)( أنظر إلى من هو تحتك في الماديات، وإلى من هو فوقك في الطاعات والمعنويات).
فالحسد والغيبة والنميمة والهم والحزن بسبب هذا البند الأخير من الدنيا، فاجتنبه تسلم.الخطبة الثانيةالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أيها الأخوة المصلون أخوة الإيمان والإسلام:
كل الذي ذكرناه في خطبتنا اليوم، من ورائه مقاصد شرعية سامية، منها: عدم اليأس من رحمة الله، والثقة بنصر الله، والثقة بقدرتكم على إسعاد أنفسكم وأهليكم، بنعم الله وما أكثرها، وبأخلاق النبي وما أوضحها، وسبيل السلف الصالح من صحابته وتابعيه وما أنورها، والأسرة المسلمة اللبنة الأولى في صلاح مجتمعاتنا.
اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا وأهلنا وزوجاتنا، واجعلهم ذخراً لدينهم وأهلهم ووطنهم، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وحببنا فيه، وأرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه وكرهنا فيه، اللهم احفظ أوطاننا ويسر أمورنا، واغفر زلاتنا، وارحمنا وارحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم احفظ بلدنا هذا وجميع بلاد المسلمين، وانصرنا على أعدائك أعداء الدين، فإنك القوي القادر على ذلك، إنك أنت الغفور البر الرحيم.
1-اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وشكر نعمتك، وحسن عبادتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة والنجاة من النار.
2-اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبيل نجاتنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا.
3- اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُومًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُومًا، وَلا تَدَعْ فِينَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُومًا.
4-اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي ثِمَارِنَا وَزُرُوعِنَا وكُلِّ أَرْزَاقِنَا يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
5- اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وأقم الصلاة (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)45/العنكبوت.

بقلم: محمد نبيل كاظم.


أضف رد جديد

العودة إلى ”خاص بخطبة الجمعة“