الذكاء العاطفي يقود إلى الصحة النفسية

المشرف: محمد نبيل كاظم

أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

الذكاء العاطفي يقود إلى الصحة النفسية

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

خلاصة كتاب "الذكاء العاطفي" د. ياسر العيتي
تقديم بقلم: جودت سعيد: كما ظهرت آيات الله في كشف سنن الكون والاختراعات المادية، آن الأوان لاكتشاف سنن الله في النفس البشرية، والقدرة على تغييرها نحو الصلاح والأمن والإيمان، وبعض الشعوب غير الإسلامية توصلت إلى الحكم ونقل السلطة دون إراقة الدماء، بينما نحن لا نزال نعتبر الغلبة وسفك الدم لاستقرار الحكم، هو السنة المتبعة المتوارثة، مع أنها تخالف صريح القرآن ومنهجه. جودت سعيد
مقدمة: ولد واكتشف مصطلح الذكاء العاطفي في أمريكا مؤخراً، نتيجة أبحاث ودراسات تتعلق بنجاح الإنسان وسعادته في حياته، مع أن عقيدتنا الإسلامية والقرآن ينمي هذا الجانب في الإنسان من خلال قيمه وتعاليمه، منذ 15 قرناً.
الفصل الأول: ما هو الذكاء العاطفي؟
ومن الأبحاث التي قامت بها مئات المؤسسات الأمريكية على عشرات ألوف الأشخاص، تبين لها أن نجاح الإنسان وسعادته يتوقفان على مهارات لا علاقة لها بشهاداته وتحصيله العلمي.
تعريف الذكاء العاطفي: " هو قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه ومع الآخرين" أو " قدرة الإنسان على التعامل مع عواطفه، بحيث يحقق أكبر قدر ممكن من السعادة لنفسه ولمن حوله"، وهذا يتبع نمط التفكير الذي نحسنه، ونمط المشاعر التي نحملها في صدورنا، فالمتفائل غير المتشائم، فالأول أقرب إلى السعادة، والثاني هو في زاوية القلق والتوتر والعطالة.
الشعور الإيجابي يولد تفكير إيجابي، وكذلك الحلم وقبول الآخرين المختلفين، مما يجعله في حالة شعورية مقبولة وحسنة، ويمكن زيادتها بالمعرفة والمران والتدريب، وذلك لأن الصفات النفسية يمكن اكتسابها بالعلم والتدريب والتغيير، عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلـم، قال: " إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم" رواه الطبراني،.
الفصل الثاني: هل الحدس أذكى من العقل؟
الحدس هو الشعور السريع الذي نشعر به تجاه شخص أو حدث، في ظرف ما لارتباطه برابط معين مع مخزونات اللوزة الأمجدالا، التي تخزن المشاعر فيها، وتستحضرها عند وجود رابط ما من روابطها السابقة، وهذا يتم بأجزاء من الثانية، أسرع من التفكير التقليدي، قراراتنا تتخذ من قبل العقل والتفكير المنطقي، لكن للحدس دور في كثير من احتمالات التساوي بين السلب والإيجاب، فيكون العقل الباطن، وذاكرة الأمجدالا هي الفاعل المرجح لاتخاذ القرار، ويكون حدس كل شخص تبع لمهنته وخبراته.
متى يخيب الحدس؟
1- حين نركز على المظاهر الخارجية، التي قد لا تكون دلالتها حقيقية.
2- وحين نتسرع دون إحسان قراءة مشاعرنا الحقيقية، أو الاعتماد عليها دون برهنة أو دليل.
3- الانخداع بعلامة مميزة لها تأثير على قلوبنا ومشاعرنا.
وحديث: " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة" رواه الترمذي، وحديث: " اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله" رواه الترمذي.
- العقل الباطن ودوره في حياتنا: لوزة الأمجدالا لها دور العقل الباطن الذي يخزن المشاعر المرتبطة بالأحداث، فيستجيب الجسد لمؤشراتها بأقل من الثانية، مثال: نظر رجل في عيون امرأة خائفة على شاطيء البحر فقفز إليه لينقذ طفلاً من الغرق، كأنه قرأ الحدث من عيونها دون أدنى كلام أو استفسار، حتى أنه هو لا يدري كيف تم الأمر بسرعة البرق، ومواقفنا كثيراً ما تحدد دوافعها معلوماتنا ونظرتنا إلى الحياة والأحداث، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلـم: " لا يقولن أحدكم خبثت نفسي، ولكن ليقل لقست نفسي". رواه البخاري.
وتربيتنا لأولادنا ينبغي أن تمر على ميزان حساس من التفسير والتعليل، فلا نصفهم بالسوء والخطيئة، وإنما نصف الفعل الذي ارتكبوه به، لأن وصفهم يقنعهم بأن شخصياتهم هي هكذا، فيرسخ الخطأ في سلوكهم، ولن تكون هذه تربية سليمة، وهذا ينطبق على المجتمع الذي يوصف بهذه الطريقة، فيؤدي إلى هبوط مستوى الوعي لديه، ولهذا حذرنا رسول الله بقوله: " إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم" رواه مسلم.
الفصل الثالث: كيف تكون سيد نفسك؟
بالتدريب على قوة التحكم بالسلوك والذات، كما في تجربة تخيير أطفال بعمر الرابعة بأن لا يأخذوا قطعة حلوى أمامهم فوراً، لمدة عشر دقائق، ويأخذوها مضاعفة (قطعتين) بعد المدة المذكورة، فمن صبر، كوفئ، وأصبح بعد العشرين إنساناً ناجحاً، ومن استعجل التهامها، كان إنساناً عادياً، (أجريت هذه التجربة على أطفال في أوروبا ) وهذا يبرهن على أثر قوة التحكم، وصناعة الفوز والنجاح.
فالعاطفة الذكية تستدعي معرفتنا بمشاعرنا وكيفية توظيفها في نجاحنا وسعادتنا، وقراءتها بشكل سليم، وهي أنواع، ووظائف، وتؤثر في قراراتنا وسلوكنا، تحدث الطمأنينة، أو القلق، الشجاعة أو الخوف، وتجاهلها يحدث الارتباك، أو التهور، وحسن التعامل مع العواطف هو النجاة للإنسان العاقل المتزن، لا نستطيع إنكار عواطفنا السلبية والإيجابية، ولكن يمكننا أن نحسن إدارتها بنجاح من خلال التفكير المتوازن، وضبط النفس والسلوك.
العواطف السلبية: الرفض- الإحباط- التشاؤم- الخوف- التوتر- الملل- الاكتئاب- الوحدة- التجاهل- سوء الفهم.
العواطف الإيجابية: القبول- التشجيع- التفاؤل- الأمان، الاسترخاء- الاندفاع- الإنصاف- الفخر- التواصل- التفهم.
كيف نتحكم في مشاعرنا؟ التحكم بطريقة التفكير، يؤثر على نوع المشاعر المرتبطة به، والعكس، فإن نوع المشاعر التي نستسلم لها، تؤثر على نوع التفكير الذي نفكر به، ثم ينعكس هذا وذاك على السلوك المؤدي إليه، ولهذا فإن طريقة مواجهتنا لمشكلات الحياة، هي التي تحدد نوع التفكير والمشاعر والسلوك الذي نقوم به، وهذا ما يشكل الفوارق بين الناس في طريقة مواجهة العقبات التي تواجههم، ولهذا ارتقى المسلمون الأوائل إلى درجة من الطمأنينة، تختلف عن غيرهم، كما رباهم القرآن بقول الله: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، هو مولانا، وعلى الله فليتوكل المؤمنون) 51/التوبة، ومثله حديث: " يا غلام: إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك..." ر. الترمذي، فالمسلم لا يتذمر لأنه ما بين الصبر والشكر في حياته، وهذا ما يرفع من مستوى ذكاء المسلم، بضبط عواطفه، حتى عندما يُظلم، أو يمتحن، فالملل لا يقضي عليه سوى العمل والنشاط، ولهذا كانت صلواتنا اليومية، لإبقائنا على جاهزية للإنجاز، ومواجهة متطلبات حياتنا بنشاط، ولهذا قال النبي لبلال: " أرحنا بها يا بلال"، لئلا يسيطر علينا التعب والتشاؤم.
طريق سيادة النفس ليس معبداً: خاصة إذا أراد أن يغير عادة سلبية بأخرى إيجابية: 1- لكل شيء ثمنه، والتغيير الكبير، يحتاج إلى جهد نفسي كبير يقابله، ومن يريد التغيير مجاناً، يحالفه الفشل. 2- بداية التغيير مؤلمة، لكنها تخف بالصبر والإصرار، وتتحول إلى لذة الشعور بالفوز والنجاح. 3- الانتكاس والتراجع ليس فشلاً، وإنما محاولة تحتاج تغيير بتكرارها، والأمل بالفوز أخيراً، والانضمام إلى مجموعات الدعم، ( أصدقاء: المدخنين- المدمنين- المسرفين) وطلب العون من الله بالدعاء، من أقوى الأسلحة.
المشاعر أولاً- تعودنا التساؤل عن آرائنا، ولا نسأل عن شعورنا تجاه كثير من قضايانا، مع أن للمشاعر أولوية في سعادتنا ونجاحاتنا، لأنه ما من شعور إلا ويتضمن معلومة ما، أو قيمة ما، ومشاعر الإنسان تشكل هويته الحقيقية.
الفصل الرابع: حالة الانسياب:
عندما يصبح الصعب سهلاً:أعظم متعة حين تكون مندمجاً بعمل في حالة سرور، والنفس في حالة استرخاء وتحفز، والدماغ يكون في أوج فاعليته وعطائه، والإبداع في هذه الحالة يكون متهيئاً، وشروط الدخول في هذه الحالة: 1- حب العمل الذي تمارسه، 2- النظر إلى العمل ومشاكله على أنه تحدي وليس تهديد، 3- التركيز يدفع الإنسان إلى حسن الاستجابة والفهم، 4- أن يكون العمل محفزاً لا سهلاً ولا مستحيلاً، 5- الخشوع في الصلاة يوصلنا إلى حالة الطمأنينة والإنسياب.
الإبداع والمرونة: متلازمان، لأن التشدد والصرامة ترهق صاحب العمل، وتحرمه التجديد والتأقلم.
الفصل الخامس: التعاطف أساس النجاح في العلاقات الاجتماعية
الذكي عاطفياً من يحسن التعاطف مع الآخرين ويتفهمهم، ويقدر مشاعرهم من خلال:
1- إدراك مشاعر الآخرين، 2- تقهم مشاعر الآخرين، دون الحكم عليها، 3- التعاطف مع مشاعر الآخرين.
الإفصاح عن المشاعر يريح صاحبه: لأنه يحدد للآخرين الطريقة التي يتعاطفون فيها معه، ويساعدهم على معرفة المزعجات بالنسبة له، فيجتنبون تعريضه لها، كما أن التعاطف يتم من خلال طريقة التعامل مع الآخرين، وليس من خلال تصنيف انتماءاتهم، وهذا يحتاج حسن قراءة مشاعر الآخرين، وحسن قراءة المشاعر الذاتية كذلك، والنظرة النمطية للناس، تعيق التعاطف، وتؤدي لسوء الفهم، مع الإسلام علمنا أن نتعاطف حتى مع أعدائنا، لأن مهمتنا في الحياة هداية أنفسنا، وهداية الناس، تجربة عمل عمال سود في جو عنصري، انخفض انتاجهم، وحين وضعوا في جو غير عنصري، زاد انتاجهم بشكل ملحوظ، والقيادة ولو كانت حازمة إذا كانت متعاطفة تكون ناجحة، وبهذا وصف رسول الله في القرآن: (فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)159/آل عمران، والإنسان لا يعطي أفضل ما عنده إلا حين يشعر بإنسانيته وكرامته واحترام مشاعره، كما أن الذي يتلقى تعاطف عاطفي من ذويه والآخرين فإن مقاومته للأمراض تكون أعلى من غيره.
الفصل السادس: الذكاء العاطفي وعمل الفريق
من أهم أسباب تفوق المجتمعات المتقدمة قدرة أفرادها على العمل ضمن فريق، والمثل الياباني يقول: " ما من واحد يفوق ذكاؤه ذكاء المجموعة"، وتبين بدراسة أن نجاح الفريق في مهامه يعتمد على تفوقهم ذكائهم العاطفي، وليس على ذكائهم العقلي، وأحيانا يكون ارتفاع مستوى الذكاء العقلي، مع الفقر في الذكاء العاطفي، سبباً في الفشل، لأنه يؤدي إلى عدم الانسجام بسبب الاختلافات بينهم، بينما ارتفاع مستوى الذكاء العاطفي يمنح الأفراد قدرة على استيعاب الآخرين بالتنازلات لصالح المجموعة، فيتم النجاح بيسر وسهولة.
الشروط المطلوبة للذكاء العاطفي لتحقيق الفاعلية:
1- القدرة على تقبل الرأي الآخر:
2- القدرة على الاعتراف بالخطأ وتغيير الرأي: وصولاً للصواب:
3- القدرة على الهدوء عند الاختلاف: وضبط الانفعالات: وقصة الساموراي مع استاذه حين سأله عن الجنة والنار، فقال له استاذه أنت تافه لا تناقش، فغضب واستل سيفه فقال له" هذه هي النار" فهدأ وارجع سيفه فقال له: " وهذه الجنة"،
4- القدرة على الخلاف البناء: بتناول الأفكار لا الأشخاص، والرغبة في الحقيقة وليس الانتصار، الاهتمام بمشاعر الآخرين.
والطريقة السليمة بالنقد تكون = بالتوجه لنقد الفعل وليس الشخص – ثم التعبير عن الشعور تجاه الفعل – ثم اقتراح الحل الأمثل المطلوب.
والعجز عن إدارة الخلاف البناء، يدفع أفراد المجتمع إلى التكتم على آرائهم، ثم إلى النفاق الاجتماعي، ثم إلى اللامبالاة تجاه المصالح الوطنية والحقائق الإنسانية، وينتشر النفاق الهدام للمجتمع، بينما الصراحة البناءة تخدم تحقيق الرقي الاجتماعي والأهداف الوطنية، والحقائق.
الفصل السابع: الذكاء العاطفي في إدارة الوقت
التحكم بالنفس يؤدي إلى التحكم بالوقت، لأن التنظيم يمنح الإنسان وقتاً كافياً لإنجاز المهام المطلوبة، ووقتاً إضافياً للراحة والاسترخاء، عادة تنظيم الوقت يحتاج إلى جهد الالتزام والإصرار والمبادرة، ونتائج ذلك مزيداً من الإنجازات، ومزيداً من الاستراحات.
مبادئ عامة في تنظيم الوقت:
1- أن يكون لك مخطط لأعمالك اليومية.
2- أن يكون البرنامج اليومي على قدر طاقتك وقدراتك، من غير ازدحام وتأجيل.
3- أن يكون البرنامج اليومي مرناً بحيث يقبل المفاجآت والمتغيرات.
4- أن تكون الأمور المهمة والملحة لها الأولوية، وغير الملحة بالدرجة الثانية.
5- مراعاة التوازن عند تنظيم الوقت، بين متطلبات الروح والجسد والعقل، والعمل والبيت والأسرة.
إدارة الوقت والنوم:
أمر ضروري جداً، لأهمية البكور والعمل الصباحي، والحديث النبوي: " بين مسؤولية الإنسان عن عمره، وجسده، وماله، وعلمه".
الخلاصة
ليست المعلومة وحدها كافية للاستفادة منها إذا لم يرافقها تطبيق ومحاولة وتنفيذ، فمن قرأ كتاباً عن السباحة وتسلق الجبال، لا يعني أنه أصبح قادراً على ذلك، دون أن يرفق ذلك بالتطبيق والتنفيذ، والإنسان الذكي:
1- يعرف نفسه جيداً، ويحدد نقاط قوته وضعفه.
2- يتحمل مسؤولية نفسه، في علاقته بذاته والآخرين، وينمي ذلك بالمعرفة والتطبيق.
3- يتحلى بصفة التعاطف، ومراعاة حاجاته الجوهرية ومشاعر الآخرين.
4- وهو إنسان متفائل، مبادر، نشيط.
5- يعشق لعبة التغيير، ويبحث عن الحق والصواب، والأفضل.
6- هو إنسان متسامح، يراعي الآخرين، ويشفق على المختلفين والمقصرين.
الخاتمة
أول هزائم الأمة بدأت يوم أحد، فعقب القرآن عليها قائلاً: ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها، قلتم أنى هذا، قل هو من عند أنفسكم، إن الله على كل شيء قدير) 165/آل عمران، وتبدأ الهزيمة انحرافاً وميلاً في المفاهيم والمشاعر والسلوك، ثم تظهر آثارها في كل جوانب الحياة، والعكس يحدث في استقامة المفاهيم والمشاعر والسلوك، فنصبح خير أمة أخرجت للناس، من يكره الظلم والاستبداد عليه أن يكرهه على نفسه، ولا يمارسه على أسرته، وأصدقائه، قدم الصليبيون والتتار إلى بلادنا بعد أن ضعف حالنا في كل جوانب القوة والاستقامة، وخرجوا مطرودين مخذولين، عندما تحسن حالنا بتربية علماء أفذاذ أنتجوا: نور الدين زنكي، وصلاح الدين الأيوبي، وقطز، والظاهر بيبرس، وأرطغرل، وعثمان، ومحمد الفاتح، وبربروسا، وأمثالهم، بجهود جبارة استغرقت عشرات السنين من التربية والإخلاص، إن مشكلتنا اليوم فكرية تربوية، إذا اتضحت المفاهيم، واستنارت الأفكار، وصفت المشاعر، سيكون التغيير الإيجابي المؤدي إلى انتصارات جديدة، لقوله تعالى: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) 11/الرعد.


أضف رد جديد

العودة إلى ”الصحة النفسية“