ملخص كتاب قوة الآن - ايكهارت تول.

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

ملخص كتاب قوة الآن - ايكهارت تول.

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

ملخص كتاب قوة الآن - ايكهارت تول
الدليل إلى التنوير الروحي
دار علاء الدين للنشر دمشق
مدخل: (بقلم الملخص): هذا الكتاب عميق في طروحاته، مضطرب في عرضها، لا يمكن لمن لا دراية له بالفلسفة وعلم النفس متابعة قراءته وفهمه، لكن فيه خير كثير، وفوائد جمة، جعلتني استمر في تلخيصه، واتحفكم به، أو بها، والمؤلف يحاول أن يعرض تصوفه الروحاني، ويأخذ من كل الملل ما فيها من تصف، يصيب أحياناً ويخطئ أخرى، ولا حرج طالما القارئ مثقف، ومطلع على الأصول المعرفية للعلوم والمذاهب، فالصبر على القراءة، ومعرفة ما لدى الآخرين من علم ومعرفة وأفكار، يجعلنا نحلق في فضاء أرحب من المعرفة، خاصة حين نطابق بين ما لدى الآخرين، (الغربيين) وما في تراثنا من كنوز.
المقدمة
من الكآبة الشديدة والتفكير الانتحاري، إلى إدراك أن قطع الصلة بالله والملكوت الأعلى هي السبب في تعاستي.
الحقيقة التي تعيش معك: بكسر الموروث السلبي المتراكم، لتحظى بالريادة الروحانية، وهو أجوبة على أسئلة لم يلتفت إليها كثير من الناس، الغارقين في واقعهم، المتعايشين مع الزيف في داخلهم، حتى يتحرروا من زيفهم، بالوعي والوضوح والمعرفة الحقيقية، التي تحقق لي التنوير الروحي الحقيقي الجميل، الذي يتصل بجوهر الأديان أكثر مما يتصل بظواهرها التي طمستها العادة والإهمال والجهل والغموض.
الفصل الأول
أنت لست رأيك - العائق الأعظم للتنوير
ما هو التنوير؟ التنوير أن تدرك أنك تمتلك الذهب الخالص داخلك، مع انك تشعر وتظن أنك فقير، ولا تمتلك شيئاً منه، والوجود والسرمدية والروح والوعي هو التنوير الحقيقي في حياتنا، إذا كان الوجود هو الله فإن كلمة أنا وكلمة الله فقدت معناها باستعمالاتنا الخاطئة لها، لا تطابق بين الأفكار والعقل، فإن العقل قد يُستَعمل خطأ وقد يستعمل بشكل صحيح، هو أداة جليلة، إذا استخدم بإتقان، والحذر من أن يستخدمنا العقل لمسايرة الواقع المريض، وهنا علينا أن نتحرر من العقل في مثل هذه الحالات، أقصد العقل الروتيني، وهنا يتوجب علينا مراقبة العقل لتقودنا هذه المراقبة إلى الجمال والحب والإبداع والفرح والسكينة الروحية، التي توقظنا من ثباتنا.
حرر نفسك من عقلك: الذي يستدعي لك كل آلامك وتاريخ حياتك الماضي، وقد يصل بالبعض إلى حالة الجنون، لكن استدعاء ما يسعدك هو السبيل للتحرر من هذا العقل المثقل بالهموم، كن مع عقلك كشاهد وليس كمتلبث، لأنه يحتضن ضيفاً (فكرة جديدة) من خارجه، وهي هنا الوعي بالذات الحرة، التفكر بالتفكير.
التنوير: يعلو فوق التفكير: لأن محتويات عقولنا في كثير منها لا قيمة له عند معظم الناس، كثيراً ما يكون التفكير بالذات الزائفة، المتطابقة بلا وعي مع العقل (التقليدي) فالتفكير يعني السمو فوق التفكير، وهذا لا يعني إلغاء أو استبعاد العقل، بمقدار ما هو استخدامه كأداة جيدة بشكل جيد، للوصول إلى الأشياء والأفكار الجميلة عبر السكون الروحي، وهي لحظة اكتشاف العلماء نظرياتهم واكتشافاتهم، إنها معجزة الوعي والوجود، كيف لخلية بشرية بمقياس 1/1000 أنش من الحامض النووي تخزن ما يحويه 1000كتاب كل منها 600صفحة.
الإحساس: هو رد فعل الجسد لعقلك: أدرك بأحاسيسي أكثر من عقلي، ولهذا علي أن ألاحظهما منفردين كلٌ على حدة: العقل والإحساس، والحب والفرح والسكينة هي حالات عميقة للذات، والترابط الروحي معها، المتعة مسببها خارجي، والفرح مسببها توافق داخلي، الحب الحقيقي مناقض للمعاناة، ولو مررنا إليه عبرها، لأن تلبد السماء بالغيوم لا يعني اختفاء الشمس من الوجود.
الفصل الثاني
الوعي هو مخرج الألم
كثير من مخاوفنا وآلامنا من صنعنا، لأنه من اختلاق عقولنا المثقلة بالهموم والمشكلات، فإذا أوقفنا هذا العقل عن التدخل في شؤوننا نتحرر من كثير من هذه الآلام، التي هي مقاومة أولية، أو مستوى انفعالي، أو هروب من صنع واجب اللحظة ومعايشتها بإيجابية، التركيز على لحظتك يطوي عنك ماضيك والتفكير في مستقبلك، ويفتح لك بوابة السكون الروحي، اجعل اللحظة صديقك أو صديقتك الودودة، أما إذا صاحبت الألم فإنه سيستدعي كثير من الالام المشابهة، الجسدية والمعنوية، من الماضي البعيد والقريب، وسيدفن في استحضاره كل السعادات الكثيرة التي أنت تملكها الآن وفي الماضي، ليحولك إلى ضحية تامة للوعي المغيب، مع أنه مجرد شبح وهمي ليس إلا، والتحرر منه يدخل روحك إلى قوة اللحظة وأهميتها، كما قال القديس بولص: " كل شيء تعرضه في النور يتحول إلى نور". وحيث ما يكون الغضب يكون معه الألم، والمزاج المظلم، وسلبية التفكير، والحضور الواعي ينقلنا إلى قوة اللحظة، الحب والفرح والسكينة هي لحظات صمت العقل عن التفكير وصناعة المعارك واستحضار المشكلات.
أصل الخوف: هو الشعور بالخطر، مما يسبب القلق، والعصبية، والشد، والحصر النفسي، والشعور بالتعاسة، والرهاب، والتسلط فوق الآخرين، هو ضعف متخفي كقوة، ومن صور الألم الخفي هو بحث الذات عن الكمال، وبما أنه بعيد المنال في الأصل، فسنجد أن الشعور بالنقص يتجذر في عقولنا، وربما في أجسادنا، ويسبب لنا التعاسة، وحتى إنكارنا (لخلقتنا وأجسادنا) فنحاول العمل على تغييرهما بالعمليات الجراحية، أو المهن غير المتطابقة مع ذواتنا، إلى درجة أن نموت قبل أن نموت.
الفصل الثالث
تحرك بعمق في اللحظة، ولا تبحث عن ذاتك في العقل
إن المشكلات تُشغِلُ العقلَ فتجعله يتقمصها وتلغي دوره الريادي في التحرر من آثارها، للرقي بالذات التي لا تنتهي احتياجاتها، مما يؤثر على أحاسيسنا الذاتية، فنصبح عبيداً لمشكلاتنا، بدل أن نكون أحراراً تجاهها، فنتحرر من الألم والمعاناة المرتبطة بهذه المشكلات، المهم أن تكون حاضراً لئلا تقع في شراك عقلك المقيد بالواقع، وأن تستخدمه كأداة حرة حيادية عن هذا الواقع، لئلا يجرك إلى سجنك به.
إنه وهم الزمن: إن الإلزام بالحياة هو على الأغلب محصور عبر الذاكرة والحدس والتوقع، وهذا يجعلنا ننغمس بشكل لا إرادي مع الماضي والمستقبل، فالماضي يمنحك الهوية، والمستقبل يمنحك الإنجاز، وكلاهما وهم وسراب، مع أن الزمن شيء ثمين جداً، ونحن بحاجة إلى تعلم كيف نستخدمه ونستثمره بحكمة، والحقيقة أن اللحظة الحاضرة هي الزمن الحقيقي الذي يمكن الاستفادة منه، لأن استدعاء الماضي والمستقبل يفقدنا اللحظة الحاضرة، التي ننجز بها حياتنا الحية الحقيقية، وتساعدنا على تحقيق أهدافنا المستقبلية، واللحظة الحاضرة كالشمس المضيئة، بينما الماضي والمستقبل كالقمر الذي لا نور فيه، سوى انعكاس نور الشمس، الذي يشع في اللحظة الحاضرة، ويكسف ويخسف فيما سواها، يفيض وجودك الحقيقي باللحظة الحاضرة، شرط استبعاد هيمنة العقل المسيطر، لتكون الذات الواعية هي المسيطرة، وفي هذه اللحظة يقف الزمن عن الحركة، وإلا فهو ماضٍ أو مستقبل عدمي.
المفتاح إلى البعد الروحي: الحضور الواعي غالباً ما يتم باللحظات الخطرة (لثوانٍ) والمعابد الروحية تذكر مثل هذا كما في الإنجيل: " لا تفكر في الغد، لأنه يأخذ أفكاره من الأشياء ذاتها" ومثل قوله " لا أحد يضع يده على المحراث وينظر للخلف يكون مناسباً لدخول مملكة الله" ومن البوذية القول: " إذا لم يكن الآن فمتى؟" ومن الصوفية الإسلامية قول ابن الرومي: " الماضي والمستقبل يحجبان الله عن بصرنا، احرق كلاهما بالنار"، وديكهارت من القرن 13 جمعها بالقول: " الزمن يبعد النور أن يصل إلينا، ولا يوجد عائق عن الله أعظم من الزمن".
الدخول إلى الآن (قوة اللحظة الحاضرة): حين أركز بقوة الحضور في اللحظة الآنية أشاهد وأدرك ما لم أشاهده ولا أدركه في غيرها، وهذا ما عرفه كثير من الناس، لكن بشكل نادر، مثال ذلك، أن تمر من طريق بشكل متكرر وأنت تقصد من مرورك المرور، فلا ترى عيناك تفاصيل هذا الطريق وميزاته، بينما في حال الحضور الذاتي، وأنت تتحرر من خيال مخيلتك الروتينية لمقصد المرور للوصول إلى هدف ما، فإن جمال الورود الجانبية، وبهاء الشجرة التي تمر عليها ستكون واضحة، وكأنك تراها للمرة الأولى، وكم تكون دهشتك من نفسك، أنك لم ترى ذلك منها وأنت تمر لجانبها لمرات كثيرة جداً، وهذا ما يقصد به الحضور بقوة الحظة الحاضرة، لأنك تمر في السابق بقوة الماضي الذي رسمته عن الطريق فلا تشاهد هذه التفاصيل والإشراقات، تجاربنا غير كافية بحالتها الطبيعية لإدراك عمق الأشياء وجوهرها، إلا إذا نبعت من تركيز اللحظة الحاضرة، مع قوة الوعي بالذات، واستخدم عقلك كأداة وليس كشريك يسيطر على ممتلكاتك ومملكتك، راقب عقلك، وراقب مشاعرك، وشاهد مشكلاتك ببعد بؤري يفصلك عنها، بأن تستعمل عقلك، ولا تترك له المجال أن يستعملك، ويقودك من غير وعي منك.
دعنا نذهب إلى الزمن النفسي: الذي يتفوق على الزمن الجسدي والعقلي، لأنه يتخطى الحسابات والممكنات، ويمنحنا الحرية أو القيود، لأنه يرتبط بالماضي والمستقبل، لكنه يملك أن ينقلنا إلى تركيز اللحظة الحاضرة كذلك، لنرى فيه ومن خلاله ما لم نكن نراه من قبل، شرط أن يكون لدينا حضور واعي مختلف للذات، ويتحول الزمن النفسي بالإيديولوجيات إلى مرض عقلي، يبرر قتل آلاف وملايين الناس بسبب ذلك، (ما فعلته النازية والشيوعية والصليبية والصهيونية والصفوية) كثيرا ما يقيد الزمن العقل ذاته، والحضور هو المفتاح للحرية، ورفض اللحظة الحاضرة (الآن) يسبب تعاستنا، واستحضار المشكلات فيها دون أن نمتلك حلولاً لها يسبب تعاستنا كذلك، فرغ اللحظة من المشكلات واخلق فيها فضاءات لحياتك تسعد نفسك وتكن حراً، من خلال الحضور الصامت، ومراقبة الذات، وممارسة حيوية الحياة، وتجاوز الماضي والمستقبل، بقوة اللحظة الحاضرة، التي تكسر أنماط العقل التي هيمنت على حياة الإنسان مدى الدهر، وخلقت لنا معاناة لا توصف، وكلمة كارثة قليلة على هذه الحالة من اللاوعي أو الجنون، بينما يستطيع مقدار ضئيل من الطاقة والحيوية أن يحمل الوعي على الوثوب إلى الحضور والإنجاز والسعادة، وبهجة الوجود، وهذا ما يمنحنا الاطمئنان، بالتركيز على كيف؟ وليس على لماذا؟ ولا تهتم بالثمرة من عملك، فقط ركز على ما تفعله، وهو يأتي بها فيما بعد، دون أن يعتريك خوف أو اضطراب أو تردد، أو اعتماد على الآخرين ليمنحوك النجاح أو السعادة، وفي هذه الحالة أنت ناجح مهما كانت النتائج، لأنك حاضر في لحظة ناجحة.
الفصل الرابع
استراتيجية العقل لتجنب الآن
خسارة الآن: صميم الوهم
ص63 – الانسجام الفكري نتيجة الإيمان، وهذا يحققه معايشة اللحظة والتحرر من قيود الزمن، ولو للحظات كالبارقة التي تفتح لك نافذة نور على وعيك بنفسك الجوهرية وليس الشكلية، ومعظم الناس تتحرك بردود أفعال تجاه احتياجاتهم ورغباتهم، والبعض يهرب من قلقه تجاه افتقاره إليها إلى الكحول والمخدرات والجنس والطعام والتلفزيون والتسوق، لمواجهة قلقه هذا، وللتخلص منه يكون بالتوجه إلى حالة الطمأنينة والوعي الأعمق، الذي أفقدنا إياه الاختلال الوظيفي المتراكم من تلبسنا بمعطيات الحضارات واحتياجاتها المادية، التي تهدد حياتنا الطبيعية الفطرية، بل تهدد كل أشكال الحياة على الأرض.
إذابة اللاوعي الاعتيادي: بالتركيز على دواخلنا من العقل والروح، وتحييد الخارجي من الأشياء والأحداث، لأن الحالة الروحية مرتبطة بذواتنا وليس بممتلكاتنا، ولهذا يكون التحرر من التعاسة من الداخل، وليس بتغيير الظروف الخارجية، من خلال تحديد ما يسعدنا وهو امتلاك الوعي باللحظة الحاضرة، التي تجعلنا إيجابيين تجاه أحداث الحياة، وتجاه الآخرين كذلك، بينما مخادعة الذات بقبول الواقع والاستسلام له هو ما يشكل لنا التعاسة التي يفرزها هذا القَبُول وهذا الواقع وهذا الاستسلام.
أينما تكون كن هناك كلياً: بمعنى مواجهة الواقع بقرار تتخذه بعد التبصر، من خلال تحمل المسؤولية، وتحمل وقبول العواقب، لتبقى روحك الداخلية صافية وواضحة، ولا تدع الخوف يسيطر على حياتك وقرارك، ويمكن للاستسلام أن يمنحك السلام إذا كان فيه تجاوز للتعاسة والآلام التي لا تستحق المجازفة بسببها، لا تجعل الماضي يأسرك، وعش الحاضر من خلال عيش اللحظة.
الهدف الجوهري لرحلة حياتك: (نوعان )خارجي: وهو محطة الوصول لإتمام ما تخطوه بالخطوة الأولى إليه، وهو يبدأ من الآن إلى المستقبل الذي هو محطة الوصول، والثاني: داخلي: ما ستقوم به في المستقبل، أو ما ستحصل عليه فيه، وما تحققه له، وهو لا يتعلق بالهدف الأول بمقدار ما يتعلق بالكيف والكيفية التي تكيف بها ذاتك من الداخل معه، وهو قد يتحصل من غير المستقبل، لأن النفس حاضرة بقوة في الذات، وأغراضها وتكيفها هو الجوهري في الموضوع، ويتعلق بوعيك ونوعية ودرجة هذا الوعي وهو الأهم هنا في هذا الموضوع، وهي خطوة سرمدية لأنها متغيرة لتحقيق الأفضل والأجمل، والأكمل.
الهدف الخارجي: أي الوسائل: لا تشكل مع الهدف الداخلي سوى صورة أو دمية للمتعة والتحصيل، أما الهدف الداخلي: فهو رسالتك في الحياة وروحك التي ترغب في إدراكها بكمالها وجمالها، وإذا تحقق الأول وخسرت الثاني، فما فائدة أن تربح العالم، وتخسر روحك" والأول زائل مع كل العوالم الزائلة، والثاني باقٍ مع العوالم الروحية الباقية، واستحضار الماضي، يشبه السقوط في بئر، والعيش مع الحاضر يشبه الصعود إلى قمة جبل لترى منه العالم بوضوح.
الفصل الخامس
حالة الحضور: إنها ليست كما تعتقد
في حالة الحضور تنحي الماضي والمستقبل، لكنك به تملكه وتجعله خادماً لك في حضورك، لتكون الأقوى والأكثر وعياً، شرط الانتباه إلى شعلة مصباحك، أن لا تنطفئ حين حضور سيدك، (المسيح) أو ( ذاتك المتنورة) [ نحن نقول: سيدنا الله الواحد الأحد] م. ن - وهذا يشبه مراقبة وملاحظة مظاهر الطبيعة الخلاقة وجمالياتها غير الاعتيادية، التي لا نقدر على وصفها لقوة جمالها وعمق تمامها وكمالها، وهذا ما يلمح ويلتقط بعض الفنانين شذرات منه، عند صفاء أرواحهم واستبعاد هيمنة عقولهم (التقليدية).
إدراك الوعي الصافي: لا يحتاج الله للزمن وهو القائل: " أنا البداية، وأنا النهاية" و " أنا الحي الوحيد" والمخلوقات جميعاً لها وعي بوجودها الذي يشكل تركيبها وذراتها ووجودها، الشمس والأرض والنبات والحيوان والبشر..، الدلالة الكونية للأحداث والأشياء تقودنا إلى نهاية العالم، وهذا يدفعنا حال الحضور والوعي أن لا ننتهي معه، من خلال سرمديتنا الروحية، وهذا هدف رئيس ووحيد وأول وآخر للإنسان الواعي، وفي حال غيابه لا نستغرب الجنون الذي يحل بالإنسان، والدليل: (المخدرات – الكحول – القلق – الاكتئاب – الجرائم – الانتحار – القتل – الحروب....الخ) .
السيد المسيح: حقيقة حضورك الإلهي: تحول الناسوت إلى اللاهوت، هو حضورك السرمدي إذا أردت تبديل كلمة المسيح، بكلمة الحضور دون بعد زمني. (هنا يطرح أفكار هي محض شرك وكفر وضلال ليثبت نظريته) م. ن.
الجسد الداخلي: الذات هي نفسك الأعمق: التي تتجاوز جسدك المادي، إلى وجودك المعنوي الروحي.
انظر ما وراء الكلمات: لا أحبذ كلمة خطيئة، لأنها تقلل قبح الذنب، فالبشرية قتلت 100 مليون من البشر في
القرن العشرين وحده، فالخطيئة هنا ليست أقل من الجنون واللاوعي والانقياد إلى العقل الملوث، والوعي بالذات هو التخلص من هذا العبث، وإدراك الفارق بين شكل جسدك وحقيقته الجوهرية وطبيعته.
امتلك الجذور العميقة داخلك: وسامح ص 101- العقل منطقي لا يسامح غالباً، لكن حين تستخدمه كعبد فقط وليس شريك لك في الحياة، فإنك تستطيع المسامحة، وهنا يكون القلب قد استوعب كل المبررات والمكاسب الحسنى للمسامحة، إدراك الذات ومراقبة الإحساس والشعور، تؤخر شيخوخة البدن، عندما تراقب حضورك الجسدي الداخلي، فإن الشفاء النفسي سهل عليك، والشفاء من الأمراض كذلك يكون بالتصدي لأول علامات وأعراض المرض، لأن قوة الوعي الجسدي، يحصنك ويزيد في مناعتك منها، وخاصة إذا أجريت تنفساً عميقاً يصل أكسجينه إلى خلايا الدماغ وخلايا الجسد ككل، فيمنحك السكون الروحي المطلوب للاسترخاء والإصغاء والانتباه، خاصة إذا كنت تحادث شخصاً، وانت بحاجة إلى الإصغاء إليه.
الفصل السابع
مداخل في غير الظاهر
الاسترخاء مع الوعي للجسد الداخلي بما يربطه بالجسد الخارجي الذي تمارس عليه مراحل وأعمال الاسترخاء بالتدريج، هو الذي يشعرك بالسكينة، وتنظيف جسدك من التوتر الحاصل بسبب الشد والتحفز الدائم حين تواجه أحداث الحياة ومتطلباتها، دون أن تسمح لها بأن تتمركز في مساحة معينة من الظاهر أو الداخل من بدنك، حتى يتحرر كيانك من الماديات إلى عالم خاص غيرها، وهي عالم الروح والهيولى، والذات غير المرئية ولا المحسوسة، لكنها مدركة بالشعور العلوي الشفاف.
النوم من غير حلم: عندما يكون الوعي قوياً واضحاً حاضراً مركزاً، سترى الألوهية في كل المخلوقات، لكن العقل المستمر في تفكيره يبقيك سجيناً في عالم الشكل، عديم المحتوى، لأن الحقائق لا تدرك بقوة العقل، بل بقوة الوعي، وهذا يكون من خلال غير المنظور، وغير الحسي، لأنه في النهاية روحاني (لامادي) والحب النقي يوصلك إليه، والصمت يساعد على السكينة والطمأنينة، لأن النقاء من المعكرات والمذكِّرات هو الصمت، والفراغ لا يحوي احتكاكاً ولا أجراماً، ولا أصواتاً، بل هو النقاء السرمدي، وهنا الان يمكنك الوصول إلى معرفة الله تعالى.
الفصل الثامن: تنور العلاقات
ص 123- يظن معظم الناس أن الاشباع الجسدي والنفسي يجعلهم سعداء، وأحراراً وهذا كله مؤقت، لا يدوم لأنه غير مرتبط بالأنا الحقيقي الداخلي للذات الحاضرة الرسالية، التي تعرف الله خالقها مصدر السعادة الحقيقية السرمدية، المرتبطة بالخير المطلق لذاتك الكاملة الوجودية، غير المرتبطة بالماضي ولا بالمستقبل، ولا بالزمان ولا بالمكان، وهذا يشمل حتى الحاضر كوعاء زمني، شرط أن لا تشعر أنك تفتقد الله وإنما هو معك في أعماقك على الدوام، في حالة رضا عميقة، وأن وجودك له معنى غير محسوس، روحاني الطابع، يغلفه الحب الصافي النقي الكامل، أما الحب البشري والرومانسي والحميمي فهو غير حقيقي لأنه مجرد اقتناء والتصاق، لاكمال الناقص فينا، جسدياً ونفسياً، والإدمان على ارتباط بغير الكمال المطلق يعتريه آلام كثيرة ومتكررة في البداية والنهاية، ولا يزول إلا بالوعي بالذات المتحررة من الارتباطات المحسوسة، إلى ارتباط بالمعنى السامي السرمدي لوجودنا وهو العلاقة الصافية النقية مع أصل وجودنا السرمدي وهو الله تعالى، شرط أن لا نتلبس بالممكنات لأنها ذات اصل عدمي، بينما التلبس بالأصل الواجب الوجود فهو لا يعتريه العدم لأنه سرمدي، وأنا التحق به لأحقق هذا الخلاص السعيد الكامل، وهذا يحتاج منا التوقف عن محاكمة أنفسنا وعن محاكمة الآخرين، حتى يتحقق فينا القَبُول، لما نحن فيه عبر التجاوز والتغيير الذي يقفز بنا من الزمان والمكان والحدث خارجه، لنكون مع المطلق والصافي والأعلى الدائم فينا، وهو الحضور واللحظة المتحررة من ذلك وهي (الآن).
الرضوخ للعقل وأدواته هو رضوخ للمشكلات التي يستحضرها ويسجننا فيها، مع أن حالاته تلك هي فرص للخلاص إذا عرفنا كيف نتخلص ونتحرر منها، بتجاوز الآني فيها، والنظر إلى آلامها على أنها فرصة للمتعة والقوة التي نحصل عليها من خلال إحاطة الألم بحزام اللذة والمتعة المترفعة عن الآلام والمحزنات، شرط أن أكون متنوراً حاضراً في آن اللحظة الواعية والحضور السامي، أدخل واستحضر النور، بدلاً عن الدخول في الظلام واستحضار القاتم السلبي غير المنير، أو يكون تنويرك وهماً ذاتياً، فيلحقك الألم والإحباط، لكونك لم تكن متنوراً بالقدر الكافي المحقق للمعنى من وجودك في الحياة، لأن النور مؤلم جداً لمن يريد أن يبقى في الظلام.
لماذا النساء أقرب للتنوير
ص 137- المرأة أقرب للتنوير من الرجل، لكن السيطرة من طبيعة الذكور، فحوَّلوا هذا لصالح أن يكون لهم، عائق كمال الرجال العقل، وعائق كمال النساء الجسد، وتفوق النساء بالتنوير يظهر من خلال – [ إقبال النساء على الدخول في الإسلام أكثر من الرجال في أوروبا والغرب ] م. ن – لهذه الأسباب المذكورة، الرجل يعيقه عقله، والمرأة يعيقها جسدها، وكلاهما يشعر ويعي النقص فيه، ومحاولة التمام والكمال من نصيب الوعي بالذات واللحظة والآن، وقد يكون البؤس الشديد موقظاً قوياً للوعي بالذات والترفع عن الاحتياجات التي هي مصدر الآلام حال وجودها وحال فقدها، والمرح قد يصنع نفس النتيجة، إذا صار سبباً للسعادة، لأن السعادة الحقيقية لا علاقة لها بالمرح والمبهجات، لأن المبهج الحقيقي النقي هو معرفة الذات، والوعي بكمالاتها.
الفصل التاسع: ما وراء السعادة: السلام
ليس هناك شيء جيد وشيء سيء في حياتنا، لأن حياتنا هي الحياة، بغض النظر عن جودتها، أو سوئها، وهذا سر أهل الرضا من الكاملين المتنورين، وهم قلة في البشر، كما نسامح في علاقاتنا مع الناس، علينا أن نسامح في علاقاتنا مع الأشياء كذلك، وعندها نكون في حال التفوق والوعي المطلوب، وهذا ما نسميه السلام الداخلي أو الرضا في سائر الأحوال، دع الأشياء تمر عليك وعبرك، دون أي ردة فعل منك سوى الرضا والاستسلام، وهذا ما يعرفه العارفون المسلمون بقدر الله، فإنهم يرضون به، وليس يظهرون الرضا، لأنه قد يكون تمثيلاً ومخادعه.
طبيعة الشفقة: لا تنسينا المشترك بيننا والآخرين، وهو أن نكون جيفة بعد الموت، فهذا مشترك بيننا، لماذا؟ لأن جسدنا المادي هذه حقيقته، بين جميع الناس، ولهذا نقول لمن أراد التنور: " مت قبل أن تموت" لكن حقيقة أفكارنا وحضورنا السرمدي المقدس لا يموت، وإنما الذي مات هو الوهم والصور، وبقي الخالد وهو الحياة السرمدية وأرواحنا المتألقة.
نحو نظام مختلف للحقيقة: حقائق الحياة نسبية ومتناقضة، فالموت يقابله الحياة، والخوف يقابله الأمن، والحرب يقابلها السلام، والألم يقابلها اللذة، ودورات الحياة تشمل كل الأجرام والكائنات، نجاحنا يقابله الفشل، لكن كلاهما لا يعتبران أمراً جيداً أو سيئاً، لأن الجيد والسيء عند مقتنص اللحظة واحد لأنهما دورات حياة، لا تصل لأحداها إلا بالمرور بالأخرى، فالولادة ألم يعقبه نجاح الخلاص من الضيق والمحدودية والمحبوسية، إلى فضاء أوسع وأرحب، الزفاف السعيد وشهر العسل لن يدوم، وجمال النساء والممثلات لن يدوم كذلك، وقد لا يدوم غنى التاجر والغني فيخسر، لكن ذلك عند الحكيم الواعي مرحلة تمر، كما لم تكن من قبل، فالآتي يذهب، والذاهب قد يعود، المهم الأكبر الشعور بالسلام الداخلي السرمدي، والتنقل من جمال الجسد إلى جمال الروح، وهذا لمن أدركه وعرف الطريق إليه، قبول الحياة وأحوالها يوصلنا إلى السلام، إذا لم تكن سعيداً فكن في سلام.
استخدام السلبية والتخلي عنها: السلبية ملوِّث نفسي، ونتاج اعتمادية العقل وروتينيته، فالنبات لا يكتئب، ويتقبل الظروف، الحيوانات تعلمنا الكثير، وعلينا أن ننظر للسلبية كتغير يشير إلى حاجتنا إلى التغيير، 164- عبارة في الإنجيل تقول: " الأسد سوف يستلقي مع الحمل" مما يعني أن هناك نظام مختلف للحقائق التي نعلمها، ( أظن هناك أثر أو حديث نبوي يشبهه) لأننا في وجودنا الشكلي الصوري، نحن بين الفنائية والخلود، وبينهما يكون سلام الله أو نور العالم، والتغيير الحقيقي يحدث من الداخل، وكلمة المسيح: " أحب أعداءك" تعني لا أعداء لك، لا تهرول وراء النتائج، واكتفي بالهرولة نحو المقدمات السليمة لصنع السلام والفرح والسرور، لكن ركز على عمق وجودهما وليس على أدواتهما الزائلة سريعة الضمور والغياب.
الفصل العاشر: معنى الاستسلام
قبول الآن: والمطاوعة، ولا تعني المعنى السلبي منه، لأن الرضا يحدث سلاماً داخلياً يبعد شبح الألم والتذمر، وهذا هو المطلوب في اللحظة، - مثل القول: " قدر الله وما شاء فعل" ثم قم بالواجب الذي يطلبه الموقف دون تذمر، وكأنك في مهمة امتحانية، وهذا معنى ( ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ) محاكمة الحدث خسارة موقف، لأنه وقع وانتهى ولا مرد له، فتدرب على عدم محاكمة الأحداث، وقبولها المبدئي، ثم تغييرها بسلام ورضا، لأن الرفض هنا سيصلب كيانك كله جسداً وروحاً، فيزداد أثر الحدث، وربما تضخم، وهو ليس كذلك، لأن الأفلام الذهنية تقوم بعملها دون استشارتنا، إذا أسلمنا لها زمام العقل والخيال، بينما النور السرمدي إذا دخلنا في كنفه يعفينا من حضور أفلام وخيالات مزعجة، وعلينا ان لانخلط بين (لا أستطيع أن أنزعج بعد الآن) و ( إني لا اهتم بعد الآن) فهذا غير ذاك.
من الطاقة العقلية إلى الطاقة الروحية: الطاقة الروحية لا تلوِّث الأرض، ولا تؤذي البشر، ولا الشجر، والقديسين يعرفونها ويعيشونها، ويتحررون بها، رفضُ أن يستخدمنا أو يستغلنا الآخرون لا يعني الاستسلام السلبي، وإنما الاستسلام الإيجابي، واستخدام لا ، من غير ردة فعل، لا راقية بحب، خالية من الموقف المحسوب على اللاوعي، ولا ترضى بالتعاسة أن تدخل جسدك وعقلك، كن صادقاً من غير تحيز ولا ندية ولا هجوم ولا محاكمة لمواقف الآخرين، هذا هو الحضورالذي يمنحك السلام.
تحويل المعاناة إلى تنوير: المرض عارض، والمشكلة في طريقة استقباله والتعامل معه، لأن التنوير الحقيقي هو الذي يتحكم بآثاره فيحد آثاره وقد يرميها بالكلية، حين تترفع الذات عن الاستسلام له أو لها، كما كان الكيميائيون الأوائل يحاولون تغيير المعدن إلى ذهب، وهذا يجعلك تتحكم بالمرض، وكأنه وظيفة حيوية للارتقاء والابتلاء (النجاح في الكفاح)، وعندما تنزل الكارثة: قد يستسلم المجرمون اليائسون من إلغاء حكم الإعدام الذي ينتظرهم للتنفيذ، فينعموا بسلام خاص يخلصهم من معاناة ماضيهم، وانعتاقهم من مستقبلهم، وهذا يحدث مع من يصاب بكارثة كذلك، (ورد في القرآن عن إيمان من هاج عليه البحر) السعادة شيء ضحل أمام السلام الداخلي، فمن خسر سلام الخارج، عليه ان يربح سلام داخله، لأن الاختيار يمنحنا الوعي، قال المسيح: " سامحوهم لأنهم لا يعرفون ما يفعلون" وأعرف أني دخلت حالة الاستسلام عندما لا أجد لدي طرح أسئلة، فهذا معنى أنه ليس لدي ما أنتظره من الأجوبة، فأحلق في السلام.
بقلم: محمد نبيل كاظم: بتصرف.
انتهيت من تلخيصه: 17/8/2023م .


أضف رد جديد

العودة إلى ”كتب وكتَّاب“