هل يجوز للزوج تفتيش هاتف شريكه

[محمد نبيل كاظم]

هل يجوز أن يطلع الزوج( ذكراً أو أنثى) على أسرار الزوج الآخر ؟قال تعالى:
( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا..)
المسألة لا تتوقف على هاتف محمول أو ثابت، كما لا تتوقف على
دفاتر وسجلات ومذكرات شخصية، كما لا تتوقف على الجيوب والخزائن!
بل تتعدى إلى التسمع للأحاديث الخاصة وكلام الزوج مع الآخرين
من وراء الأبواب، وغيرها وغيرها،
ومن يصنع ذلك لن يتوقف على الزوج بل سيتعدى إلى أهله وموظفيه
ليست المسألة سلوك عفوي مرة أو مرتين، بل أخلاق وقيم ومفاهيم
إذا وجدت المبرر غير الشرعي ستتحول إلى عادات وسلوكيات تكون
سبباً في تدمير الحياة الزوجية والأسرية والاجتماعية. وتنتقل للأبناء والبنات
لأنها ستكون تحت سمعهم وبصرهم،
قد تقول المرأة - خاصة أو الرجل - كيف أحمي بيتي من المفاجآت؟
الجواب: ادخلوا البيوت من أبوابها، على منهج القرآن الكريم وسيرة نبيه
العطرة صلى الله عليه وسلم.
ومفهوم العورة في الإسلام:
كل ما أخفيته وكرهت أن يطلع عليه الناس ومن ذلك حديثك الخاص
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إنك إن اتبعت عورات الناس
أفسدتهم أو كدت تفسدهم" رواه البيهقي 8/333- وأبو داود 2/570
وعد بعض الفقهاء أن من يستمع إلى حديث القوم وهم له كارهون
من التجسس الحرام/روح المعاني 26/158.
واستثنى العلماء حال غلبة الظن على وقوع محظور لا يمكن تداركه
كمواعدة مؤكدة على فاحشة تضر بصاحب العلاقة ضررا بالغاً
فيكون الأمر لسد ودرء المفسدة المؤكدة لا على الظن بغير دليل
يقول عباس العقاد: (لا يؤمن التقاطع بين الأصدقاء إذا جرت العلاقة
بينهم على التجسس والخدعة ولا رعاية للمودة ما لم تكن رعاية للحرمات
ومنها الأسرار")
والأزواج أولى من الأصدقاء بهذه الأمور لأن الصديق يمكن الاستغناء عنه واحد بآخر
لكن الأزواج فلا.
ويقول الصنعاني: (ولا يجوز له استخبار صغار أهل الدار عما يقوله الأهل
والجيران من كلام ، وما يعملون من أعمال)
ومن ناحية العلاقات الزوجية ينبغي بناءها على الثقة والاحترام
والتزام الآداب الذوقية العالية المتوافقة مع الأحكام الشرعية تماماً
ولا يمكن خرمها إلا في حال الريبة الشديدة المبنية على قرائن ودلائل قوية لحمايتها.
والموضوع أخلاقي سلوكي بامتياز