مشكلة العزلة الاجتماعية
يعتبر الإنسان بطبعه مخلوقاً اجتماعياً يميل إلى العيش وسط جماعة معينة يشعر بينها بالأمن والاستقرار والطمأنينة، وتشبع حاجته إلى الانتماء وتبرز شخصيته من خلالها و تتشكل إلى حد كبير ويتشرب منها المعايير الاجتماعية والخلقية والاتجاهات النفسية المهمة، ويتعلق بأعضائها ويقيم معهم علاقات متبادلة، وحينما لا يستطيع أن يقيم هذا التعلق فإن علاقته بأعضاء الجماعة تتأثر سلباً فينسحب بعيداً عنهم ويعيش في وحدة وعزلة.
وقد اختلف الباحثون في تحديد مل مفهوم العزلة الاجتماعية، فهناك من يرى أن العزلة الاجتماعية هي مدى ما يشعر بها الفرد من وحدة وانعزال عن الآخرين وابتعاد عنهم وتجنب لهم، وانخفاض معدل تواصله معهم واضطراب علاقته بهم، وقلة عدد معارفه وعدم وجود أصدقاء حميمين له، ومن ثم ضعف شبكة العلاقات الاجتماعية التي ينتمي إليها.
وهناك من يرى أنها الانعزال عن الآخرين كالإقامة الجبرية في مكان ما بعيداً عن الآخرين، والانفصال عن الأسرة والأصدقاء والهجرة إلى بلد آخر والحياة فيه، والانزواء والانسحاب الاجتماعي وانخفاض شعبية الفرد بين الآخرين وضعف شبكة العلاقات الاجتماعية للفرد وعدم كفاءتها..
وتمثل العزلة الاجتماعية والوحدة خبرة ضاغطة ترتبط بعدم إشباع الحاجة إلى الارتباط الوثيق بالآخرين والافتقار إلى التكامل الاجتماعي والذي يكون استجابة للقصور والعجز في الاتصال بالآخرين وإقامة العلاقات معهم، حيث تتسم العلاقات الاجتماعية في ظل العزلة بالسطحية مع شعور باليأس والنبذ، ويحس الفرد الذي يشعر بالوحدة أو العزلة أنه بعيد عن الآخرين وأنهم لا يقبلون عليه ولا يشبعون له حاجاته الاجتماعية المختلفة، حيث يفشل في اجتذابهم نحوه بأي صورة كانت، نظراً لوجود ضعف في الاتصال بهم وقصور في العلاقات الاجتماعية التي يمكن أن يقيمها معهم.
وبحسب الدراسة فإن مدرسة التحليل النفسي ترى أن الشعور بالعزلة يمثل حالة من الكبت للخبرات المحبطة في اللاشعور التي اكتسبت خلال مرحلة الطفولة المبكرة على أثر الفشل في الحصول على الدفء والعلاقات الحميمة مع الآخرين وإحباط حاجته إلى الانتماء، وهو ما يؤدي إلى أن تتعمق في نفسه خبرة الوحدة النفسية والتي تعود إلى الظهور في مرحلتي المراهقة والرشد..
ويؤكد أصحاب النظريات النفسية والاجتماعية على اضطراب علاقات الفرد الاجتماعية منذ طفولته مع الآخرين، حيث شعور الفرد بالعزلة يرجع إلى إساءة الوالدين له في طفولته أو حرمانه من الحب والعطف والتشجيع مما يؤدي إلى شعوره بالنقص نظرا ًلافتقاره إلى عامل الشعور الاجتماعي السليم، كما أنه يعود إلى زيادة حرمان الفرد في طفولته من إشباع حاجته للحب والأمن والرعاية من الكبار مما يؤدي إلى اضطراب علاقاتها الشخصية المتبادلة، فالفرد حين يخفق في محاولاته للحصول على الدفء والعلاقات المشبعة مع الآخرين فإنه يعزل نفسه عنهم ويرفض أن يربط نفسه بهم ويتحرك بعيداً عنهم.
منقول/الأسرة السعيدة
مشكلة العزلة الاجتماعية
''
المشرف: محمد نبيل كاظم
قوانين المنتدى
''
''
-
- Site Admin
- مشاركات: 776
- اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm
الانتقال إلى
- بوابة المعارض
- حلول مشكلات أسرية
- بوابة الاستشارات
- ↲ الاستشارات المجانية
- البوابة الأولى
- ↲ القرآن والسنة
- ↲ الشريعة والفتاوى
- ↲ خاص بخطبة الجمعة
- ↲ السيرة والتراجم
- ↲ رجال ونساء أسلموا
- ↲ تائبـون وتائبـات
- ↲ الإسلام بعيون غربية
- ↲ تجديد الخطاب الإسلامي
- ↲ شمس العرب تسطع
- ↲ الإنسان والحياة
- ↲ مدينتي الجميلة
- البوابة الثانية
- ↲ خاص بالطلاب
- ↲ التربية والتعليم
- ↲ المدرسة والمدرسون
- ↲ الجامعات والنخبة
- ↲ العلم والعلماء
- ↲ الاختراعات والمخترعون
- ↲ كتب وكتَّاب
- ↲ الصحة النفسية
- ↲ الهدم والهدامون
- ↲ حرب على الإسلام
- ↲ الكمبيوتر والمعلوماتية
- البوابة الثالثة
- ↲ التنمية والتغيير
- ↲ الأسرة والزواج
- ↲ الإبداع والمبدعون
- ↲ الحوار والفكر التنويري
- ↲ الإدارة الناجحة
- ↲ بلادنا الغالية
- ↲ فلسطين المباركة
- ↲ اعرف عدوك
- ↲ السياحة والإجازة
- البوابة الرابعة
- ↲ خاص بالنساء
- ↲ الطفل الرضيع
- ↲ مشكلات الأبناء
- ↲ التغذية والصحة
- ↲ الرياضة والرياضيين
- ↲ الطبخ والمطبخ
- ↲ الجمال والزينة
- ↲ الاقتصاد المنزلي
- ↲ الإدارة المنزلية
- البوابة الخامسة
- ↲ العلوم والطب
- ↲ الطب البيطري
- ↲ الاقتصاد الجديد
- ↲ الأدب والشعر
- ↲ الظرف والفكاهة
- ↲ الرقائق والأدعية
- ↲ العالم الآخر
- ↲ اقتراحات المشاركين
- ↲ بيانات الإدارة