تعدد الزوجات حل أم مشكلة؟

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

تعدد الزوجات حل أم مشكلة؟

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

الزواج المتعدد: الظروف المتفاوتة بين الناس، واختلاف أنماطهم وقدراتهم على حسن الاختيار مـن أول مـرة،
وتنوع الأسباب المؤدية إلى اتخاذ القرار الناجح أو الفاشل في قضية الزواج، وما يعترض الحياة من أقدار مغيَّبة، هي التي تلجئ الناس إلى زواج آخر، مع بقاء الزوجة الأولى في عصمة الرجل مروءة، أو تحملاً للمسؤولية، أو لأنه لا ذنب لها في هذه الأقدار، وبالتالي يكون التعدد في هذه الحالة علاجاً لمشكلة، قبل أن يكون هو سبباً لها، ولذا وجد التعدد في سائر الشرائع والملل، وعرف عند سائر الشعوب والأقوام.

وكما يقدر الدواء بمقدار الداء، فكذا تقدر الحاجة إلى التعدد بمقدار استعصاء المشكلة، أو حاجة الزوج الحقيقية إليه، كي لا ينقلب التعدد من نعمة إلى نقمة، ومن حل لمشكلة إلى مشكلة جديدة، والتعدد واقع بين بعض الناس لا محالة، وأي تضييق على التعدد في التشريع أو الأعراف، سيفتح الباب له في غيابه، وهذا ما يوقع الناس في الحرام والظلم والضلال، فمن الخير أن تكون حلول مشاكل الزواج على ضوء التشريع، في رعاية المجتمع، من أن تكون بدونه وفي غيابه.

وينبغي ألا يتسرع الإنسان في زواجه الأول، بناءًا على مقولة أن في التعـدد عـلاج، فكثير من المتسرعين في زواجهم الفاشل الأول، لا يجدون بغيتهم في الزواج الثاني والثالث والرابع، لأن عورات الإنسان في هذه الحالة تنكشف جملة وتفصيلاً، مما يجعل النساء المكتملات في نفرة عنه، وبالطبع لا يعمم في مثل هذه المسائل شيء، لأن النجاح حليف من يسعى إليه ويدفع تكاليفه.

وكلما ارتقت أخلاق الناس ووعيهم وثقافتهم الزوجية، كلمـا تحسنت قـراراتهم في حسـن الاختيار، وأصبح قرار الزواج قرار مصير وسعادة، وكلما انعكست هذه الأمور كلما انعكست نتائجها، إلى فوضى أسرية، وتفكك اجتماعي، وانحراف الأبناء، وفقدان للسعادة والاستقرار.
ومع أن التعدد شرع حلاً لمشكلات اجتماعية إنسانية، إلا أن بعض الناس يجعل منه مشكلة بحد ذاته، فيصبح كالقائل داوني بالتي هي الداء،
ومن هؤلاء من وصفه الشاعر الدمشقي عبد الله العلمي بقوله:
تزوجت اثنتين لفرط جهلي ............. وقد حاز البلى زوج اثنتين
فقلت أعيش بينهما خروفـاً ........... أنعم بـين أكـرم نعجتين
فجاء الأمر عكس الحال دوماً ......... عذابـاً دائمـاً ببليـتيـن
رضا هذه يحرك سخط هذي ........... فما أخلو من إحدى السخطتين.

يقول الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله في كتابه "هكذا علمتني الحياة":
أقوى الناس على تحمل المتاعب من يتزوج اثنتين، وأسرع الناس إلى الهلاك من يتزوج ثلاثاً، وأقرب إلى الجنون من يتزوج أربعاً، وليس في إباحة الله لنا ما أباح ما يحملنا على التعرض للمتاعب من غير ضرورة ملجئة.

منقول من كتابي" كيف تخطط مشروع زواج ناجح" طبع دار السلام/ القاهرة.

التعدد شرعه الله تعالى حلاً لمشكلات وليس عبثاً وسفهاً،

التعدد موجود في كافة أنحاء الأرض، ولدى كل الشعوب، بالحق أو بالباطل،
واختار الإسلام التعدد بالحق، ضمن قيود وشروط لحفظ حق المرأة والرجل وأسرتيهما والأبناء والمجتمع، من خلال عقد قانوني مشروع، صفته مدنية قبل أن تكون شرعية، منعاً لمظالم التعدد الأخرى العبثية الخالية من الضوابط والقيم.
وفوائد التعدد كثيرة منها:
1- حفظ حق الزوجة الأولى بعيداً عن الطلاق، وهذا ما يصنعه أخواننا النصارى حين يتملصون من الزواج الأول بالحيل المعروفة لديهم، أو بدخولهم الإسلام.
2- تحقيق رغبة الزوج بالإنجاب، إذا كانت الأولى عاقر، وإذا قيل ما حق الأولى في حال الزوج هو العقيم؟ نقول لها حق طلب الطلاق لتتزوج رجلاً آخر منجب.
3- رعاية الزوجة المريضة بدلاً من طلاقها، وتكون الثانية أختاً لها في رعايتها، وهذا حدث في كثير من البيوت الكريمة.
4- علاج للرجل من الشذوذ الجنسي( البعض منهم)، في حال تعوده على العادة السرية، لأن الأثنتين يقللان من انفراده بنفسه، وكفايته عن طريق الاثنتين. وهذا ينطبق على المرأة الثانية( البعض منهن) في حمايتها من ذلك حال العنوسة، والاحتياج الفطري الغريزي إلى زوج، مع كثرة التعنس.
5- حل لزيادة عدد النساء عن عدد الرجال بالشكل الطبيعي، وازدياد هذا العدد بعد الحروب، وهذا ما اقترحه اتحاد طلاب أوروبا بعد الحب العالمية، حين أصبح عدد النساء في أحيائها بالعشرات مقابل الرجل الواحد أو الاثنين( ارجعوا إلى مقررات اتحاد طلاب أوروبا ومؤتمراتها عقيب الحرب العالمية الثانية).
6- حل لمشكلة الخلافات الأسرية الحادة بين الزوجين حال اختلاف الطباع الكلي، والإصرار على عدم التغيير من قبل أحد الطرفين أو كلاهما، تخفيفاً للتوتر المفسد لتربية الأبناء، وقد تزداد المشكلات أو يطلب أحد الطرفين الطلاق، المهم أن يدرس الأمر كأحد الحلول( لبعض الحالات).
7- ويكون ذلك حلاً لتقليل العهر والخيانات الزوجية والفساد الأخلاقي لحماية البيوت والشرف والقيم.
8- ويكون التعدد حلاً لبعض حالات الفشل والخطأ في حسن الاختيار، فتكون الثانية معينة للأولى ومدربة ومكملة، وإذا قيل عن مشكلة المرأة مع الرجل غير المناسب؟ يكون لها الحق الطبيعي في الخلع، وهو حاصل إصلاً إذا طلبته المرأة وأصرت عليه، فيتساوى الطرفان والشريكان في تعديل أوضاعهم على ضوء الشريعة والقانون لا في الخفاء المخل بالشرف وحقوق العوائل والأبناء.
9- التعدد حل مناسب في أحوال خاصة تتعلق بالأرامل، ( المتوفى عنهن أزواجهن)
وبهن رمق أو حاجة للأنس، وهذا ما صنعه بطل الأبطال ( رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد وفاة خديجة) فكن زوجاته كلهن كبيرات أرامل ومطلقات غير عائشة) ويصنع ذلك بين الأقارب والعشيرة.
10- التعدد له فوائد سياسية وفكرية ودعوية للم شمل أعراق إسلامية بالمصاهرة في بعض المناطق( لو أخذ السودانيون هذا الحل على مستوى زعماء بعض قبائلهم في الجنوب ودارفور، بين العرب منهم والزنوج، والأفارقة لما حدث ما حدث من تحارب) وهذا الكلام صرح به بعض زعماء وعقلاء القبائل المتحاربة في تلك المناطق.

وهناك أسباب وفوائد أخرى للتعدد لا مجال لذكرها واستيعابها في هذه النبذة والعجالة، تحتاج إلى دراسات واحصاءات.


أضف رد جديد

العودة إلى ”الأسرة والزواج“