متصيدو الزلات وناكروا الحسنات

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

متصيدو الزلات وناكروا الحسنات

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم
متصيدو الزلات وناكروا الحسنات
قال تعالى: ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين، ما لكم كيف تحكمون) ﱠالقلم: ٣٥ - 36 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلـم: إن الله تعالى قال: " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، ..." رواه ابن ماجه والترمذي والنسائي، وهو صحيح، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
هذه الآية العظيمة من كتاب الله، تقرع أسماع كثير من الذين حولوا أنفسهم إلى أبواق لخدمة أعداء الإسلام - من النصارى واليهود والمجوس والهندوس والصليبيين والصهاينة والعلمانيين العرب – بالنيابة عن هؤلاء، باسم الدين، وباسم السلفية، والسلفية الحقيقية منهم براء، بمحاربتهم لعلماء ودعاة الإسلام، هؤلاء العلماء الذين آلوا على أنفسهم أن لا يهدأ لهم بال حتى ينشروا دين الله ورسالة الإسلام العظيمة، ويشهد لهم بذلك إسلامهم الذي ذكره الله في الآية، (أفنجعل المسلمين كالمجرمين) ويأتي ذكر الله هنا لأوليائه بلفظ الإسلام، وتزكيته لهم بهذه الصفة، حتى يُخْرِس المتنطعين، الذين يحاربون أولياءه بتصيد أخطائهم وزلاتهم، التي قد لا يسلم منها أحد، خاصة من يُكثِر من العمل والاجتهاد، وكأن الله يقول لهؤلاء الذي ضلوا طريق الدعوة، وحرَّفوا بوصلة عقولهم ومشاعرهم، فهي لا تتجه إلا إلى علماء الإسلام الكبار، سباً وشتماً ورمياً بكل قالة سوء، ليس وراءها سوى الهوى والتعصب الأعمى، وربما أن بعضهم مأجور برواتب من أجل محاربة هؤلاء العلماء، لأنهم يجهرون بالحق، ويدعون إلى الوسطية، ويفضحون الظلمة والمستبدين، وهؤلاء العلماء قضوا سنوات عمرهم في الذب عن دين الله والإسلام الحنيف، ويشهد لهم بذلك جهادهم وآلاف مؤلفة ممن اهتدوا وتتلمذوا على أيديهم، وغدوا دعاة للإسلام في كل بلدان العالم، ويشهد لهم مؤلفاتهم وهي بالعشرات، وعشرات العشرات، تزيد على المائة لدى بعضهم، دعوة إلى الله بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة، على ضوء كتاب الله والسنة المطهرة، يرد الله على هؤلاء الحاقدين الحاسدين المأجورين، بشهادة منه سبحانه وتعالى" (أفنجعل المسلمين كالمجرمين)؟ كأن الله يقول لهؤلاء الموتورين المأجورين، أليس من تنتقدوهم وتسفهوا إخلاصهم، مصلين، أليسوا ممن يأمروا بالصلاة والزكاة، ويلتزموا بهما، أليسوا من الصائمين والآمرين بالصيام؟ أليسوا ممن حرصوا على أداء فريضة الحج بأقرب فرصة أتيحت لهم، أليسوا يشهدون الشهادتين، أليست هذه أركان الإسلام الخمس وهم ملتزمون بها، ويشهد لهم بها القاصي والداني؟ فماذا تريدون ممن أشهد له بالإسلام، ويشهد له الناس والآلاف بإسلامهم وإخلاصهم وجهادهم وتقواهم، وهم لا يخافون في الله لومة لائم، وهم من حزب الله بهذه الأوصاف، وأنتم يا دعاة صيد الزلات، تقفون لهم بالمرصاد، لتصيد خطأ هنا وخطأ هناك، وكأنكم الملائكة التي لا خطأ لديها، متناسين أن حربكم لهؤلاء هو حرب للإسلام نفسه، وفتنة لآلاف من تلاميذ هؤلاء العلماء، لا لشيء سوى أنهم من مدرسة غير مدرستكم الدينية، القائمة على التكفير والشتائم والسباب والتشدد، دون مراعاة تبين أو تحقق أو تأكد، وأنتم وأمثالكم ومشايخ سلاطينكم لا تتفوهون بكلمة تجاه ظالم أو مستبد، أو منحرف، أو صليبي أو متصهين، يمد كلتا يديه إلى أعداء الإسلام في الشرق والغرب، ويفرِّط في مقدرات المسلمين والأوطان الإسلامية؛ بصورة جزية أو إتاوة لمن يحارب الإسلام والمسلمين بكافة الوسائل الناعمة والخشنة، وأنتم صامتون صمت إبليس، عن أبنائه وأعوانه، ولا هم لكم سوى الدعاة البررة، الذين يحملون هم الإسلام بأركانه، وليس بتصوراتكم المبتورة عن التوحيد ثم التوحيد، ثم التوحيد، والله تعالى يرد عليكم بالوصف البليغ الوسطي، وهو الإسلام كل الإسلام، ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين، مالكم كيف تحكمون)؟ ما هو ميزانكم الابتر؟ ما هو مقياسكم المخادع؟ بدعوى التوحيد تهدمون أحكام الإسلام الواضحة، تدَّعون التشديد، ليس مع الظلمة، فهم معفيون من تشددكم، إنما تشددكم على العلماء والدعاة والمخلصين فقط.
أما سمعتم بقول المصطفى صلى الله عليه وسلـم، عن ابن عمر عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا بلغ الماء قلتين لم ينجسه شيء. أخرجه ابن ماجه بهذا اللفظ، ورواه الترمذي والنسائي وهو صحيح.
ألا تفهمون أن زلة أو زلتين أو ثلاث من مجاهد وعالم عامل مخلص، لا تؤثر في جبال حسناته الكثيرة، حتى أن زلة صحابي رضي الله عنهم، غفرها رسول الله لأنه تأولها بسؤال صاحبها واعتذاره، فأراد عمر أن يضرب عنقه، فقال عليه السلام: ( إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)، هذا وحديث القلتين، ألا يجعل لكم منارة من النور النبوي تستضيئون بها، لئلا ترموا أهل الإسلام بكل نقيصة، من قاموس شتائمكم التي لا يقبلها شرع ولا عقل ولا إنسانية، لو جلستم مع انفسكم جلسة محاسبة ذاتية، لملأتم القلتين بسيئاتكم، التي يأباها الإسلام وأخلاق الإسلام، وأنتم ديدنكم محاربة دعاة الإسلام، ولو انشغلتم بعيوب أنفسكم وطريقتكم العوجاء والعرجاء، لوجدتم أنفسكم كمن يملأ قربة بالماء وهي مشروخة ولا وكاء لها، هداكم الله إلى الحق، وأصلح سرائركم قبل ظواهركم، وجعلكم الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.


أضف رد جديد

العودة إلى ”الهدم والهدامون“