زهرات في الإسلام فواحة

[محمد نبيل كاظم]

بسم الله الرحمن الرحيم
زهرات في الإسلام فواحة1-حصلت الطالبة السورية "هاجر أحمد القطيفان" على المرتبة الأولى في الثانوية العامة القسم العلمي على مستوى جميع طلاب الإمارات، لدورة عام 2016م بمعدل درجات 99,9%، على رغم ما كانت تكابده من رعاية والديها المريضين، فأمها كانت مريضة بالسرطان، ووالدها الذي أصيب بأربع جلطات، ويعاني منذ سنتين، إضافة إلى مرض شقيقيها بالقولون، وشقيقتها الصغيرة بالكلى، وكانت تبذل مجهوداً كبيراً في رعاية الجميع، والتعرف على الأدوية النافعة لهما أكثر من غيرها من الأدوية الكيماوية، من خلال استكشاف تركيباتها عن طريق الأنترنت، يضاف إلى ذلك رعايتها لإخوتها وتمكنت من الحصول على درجة معدل استثنائي صاحبته معاملة استثنائية، وظروف استثنائية، وصعوبات استثنائية، إلا أن روح الإصرار والمحبة لأسرتها، وإيمانها بالله تعالى الرحمن الرحيم، هذا الإيمان الذي لا تحده حدود، ولا تقف في إثرائه قيود أو عقبات، ولم يكن يخطر في بالها أن تحصل على هذه المرتبة، وإنما كانت تتمنى النجاح، وإحدى درجات العشرة الأوائل، لكن الله تعالى برحمته الواسعة، وتقوى والديها وأدعيتهم صباح مساء لها بالتوفيق، آتت أكلها عاجلاً، فتحقق لها أكثر مما أرادته وتمنت، وجاءتها البشرى مفاجأة بصوت أمير حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد فبارك لهاجر تفوقها، وأبلغها بأنها الأولى على جميع طلاب الإمارات، متمنيًا لها مزيدًا من التقدم والنجاح على درب التحصيل العلمي وصولًا إلى الشهادة العليا التي تؤهلها لخوض معترك الحياة العملية.
2- وجاءتها البشرى الثانية بأن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي قد وجه بقبول الطالبة السورية بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات لما علم برغبتها في هذا الاختصاص، لمساعدة والديها على العلاج والشفاء، وذلك بشكل استثنائي تقديرا لتفوقها واجتهادها، وجدير بالذكر أن القبول بكلية الطب والعلوم الصحية - جامعة الإمارات - يقتصر على الطلبة المواطنين فقط، ويذكر أن هاجر تمرّ بظروف عائلية صعبة، انتصرت عليها بإحرازها المركز الأول على مستوى الدولة، وقالت الطالبة هاجر أحمد ابنة محافظة درعا السورية: أرغب بدراسة الطب بجامعة الإمارات، لأكون قريبة من أمي وأبي وأخوتي المرضى، وهذا دفعني إلى الاجتهاد لإدخال السعادة عليهم، والحصول على منحة دراسية لتخفيف الحمل عن والدي، مشيرة إلى أنها تلقت رسالة من مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور علي النعيمي، يبشرها فيها بأنها سيتم قبولها في جامعة الإمارات كلية الطب، وهي تقوم برعاية أشقائها الستة وكلهم أصغر منها، وقالت أنا: ممتنَّةٌ لربّـي على هذه النعمة، وجاءَ الفوزُ بهذه الجائزة مفاجِئًا وغيرَ متوقّـعًا، ولا أستطيع التعبير عن حقيقةَ شعوري في تلك اللحظة، التي بشرت بها بالنجاح والتفوق، ولكِـنِّي أدرك أنَّها أدخلت الفرحة على نفسي وعائلتي وكانت سببًا للبسمة، في أجواء المرض والحزن الدائم بسببه، فكانت بمثابَـةِ رسالةٍ أن أتحلَّـى بالمزيد من الصبر، وأكّدت (هاجر) أن «مدرستها وفرت لها دعماً أكاديمياً إضافياً ومجانياً لتواصل تفوقها"، ومن جانبها، قالت والدة (هاجر) "منى عبدالرزاق": إن «ابنتها هي السند الأول للعائلة، وهي التي ترعى أشقاءها الستة منذ أكثر من عامين، مشيرة إلى أنها ووالدها مريضان ولا نستطيع القيام بأي مجهود، وأن ابنتها كانت تعود من المدرسة لتقوم بكل واجبات البيت، ثم تبدأ في استذكار دروسها، وبعدها تبدأ مساعدة أشقائها في إتمام واجباتهم المدرسية، لافتة إلى أن «(هاجر) كانت تستيقظ فجراً لتصلي، ثم تبدأ تجهيز أشقائها للذهاب إلى مدارسهم، فحمداً لله على منه وكرمه.

3- وجاءت البشرى الثالثة من الشيخة فاطمة بنت مبارك، والدة حاكم الإمارات، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة، بالتكفل بعلاج والدي هاجر في مستشفيات الإمارات، فكان ذلك تمام الفرحة لهذه الطالبة المثالية الملتزمة، وهذا تأكيد من الله سبحانه، أنه لا يضيع أجر العاملين، إذا جدوا واجتهدوا وأخلصوا لله في عملهم، فلا نامت أعين الكسالى المتقاعسين والمقصرين، وهنيئاً لبناتنا، بنات الحجاب والصلاة والرزانة والإخلاص والإيمان.