الدرس (4) في التنمية والتغيير

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

الدرس (4) في التنمية والتغيير

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

ما الذي تملكه من أهداف:1- هل تملك أهدافاً شخصية؟:
ما من إنسان إلا وله أهداف في الحياة، سواء كانت أهدافاً يومية أو أبعد منها، إلا أن التفاوت قائم بين ما يعتبر أهدافاً حقيقية أو لا قيمة لها، فمن الناس من يعيش ليأكل، تدفعه الحاجات الضرورية ليغدو ويروح في سبيلها، لاتتجاوز رغباته فيما يمكن اعتباره أهدافاً، يستحق الإنسان الحياة من أجلها، وقد أدرك هذا المعنى قديماً الحطيئة، حينما هجا الزبرقان بن بدر زمن عمر بن الخطاب  قائلاً:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
2- أحلام الطفل والمراهق:
يدرج الطفل الصغير قبل أن يقوى على المشي إلى مايحيط به من مكان، يكتشف ما فيه مـن
أشياء يتلمسها ويتحسسها، وربما رمى بها بعيداً بعد ذلك، ليرى إن كان بإمكانها أن تصل إلى المكان
كما يصل هو إليه، ليكتشف المسافات، وربما ظن الوالدين خطأً أن طفلهم يتصف بالأذى والعدوانية، مع أنه يدهش ويتعجب لانشطار الحاجة المكسورة إلى قطع متعددة، وربما التفت يميناً ويساراً إلى من يفسر له حقيقة هذا الأمر.
ولا نستغرب من المراهق إن كان له مواقف مشابهة، في تساؤله عن الحب والجنس والشباب والرجولة، وطموحاته المضطربة في تحقيق أحلامه الكثيرة غير الواضحة، في أن تكون قوته البدنية لا تقهر، وأن يمتلك وسيلة سريعة تجوب به أنحاء الزمان والمكان، وهذ ما يفسر توجه الشباب إلى الألعاب (الألكترونية)، والإقبال الشديد على (الإنترنت).
3-الأهداف الرتيبة تقتل المواهب:
لا نستغرب إذا وجدنا العدد الأكبر من الناس، تستغرق حياتهم أحلام المراهقة وطموحاتها، والغالب فيها الرغبة في النجاح المدرسي المؤدي إلى الوظيفة، لإقامة أسرة عن طريق الزواج، ومن ثم
الدوران في فلك رعاية الأبناء من خلال العمل والإنفاق، وتموت الأماني والأحلام المتعلقة بالمواهب والميول، التي برزت في فترة المراهقة والشباب، والتي لم تجد من يرعاها ويؤكد على أهميتها سواء من قبل المدرسة أو البيت، اللهم إلا من قبل قلة قليلة من الآباء والمربين والمرشدين الناصحين، وهؤلاء قلة نادرة في مجتمعاتنا، توجه بعضاً من الشباب لأن يؤخذ بأيديهم إلى التفوق والتميز الكبير، مع أن كثرة كثيرة من الناس تمتلك مواهب وميول عبقرية عظيمة، لو أحسن تنميتها ورعايتها لما دفنت في المشكلات اليومية، ولما سرقها لصوص الوقت والحياة الرتيبة.
4- أهداف عامة:
الزواج والوظيفة وامتلاك دار وسيارة، أهداف مشروعة ومستحسنة، إلا أن البقاء في إطار أهداف من هذا النوع يعتبر دوراناً في الأهداف الرتيبة، التي وصل إليها الآباء والأجداد حسب عصورهم وإمكانياتهم من قبل، فلا تعطي هذه الأهداف ميزة للأبناء في عصرنا الحاضر الذي تقدم في كل شيء، وربما أعطي الآباء السابقون، الميزة على الأبناء في التفوق في هذه الأمور، من خلال مراغمتهم الظروف الصعبة فيما مضى من الزمان والعصور.
يمتلك شباب اليوم من المقدرات، ما لا يمكن وصفه في حجمه وأبعاده، من إمكانيات لتنمية مواهبهم وميولهم وقدراتهم، إذا استطاعوا أن يحددوا أهدافهم بوضوح ويخططوا لها، لأن الطاقة الهائلة المتوفرة لدى أبنائنا اليوم، في الوقت والجهد والمال والإمكانات، تأخذ بأيديهم بعيداً في حال شرودهم عن أهداف فاعلة، وربما كانت الخلافات الزوجية التافهة في صغائر الأمور، والخروج إلى المقاهي والتجمعات الفارغة لتسجية الوقت واكتساب العادات الذميمة، من تدخين وسهر وضياع أوقات وإهمال الأبناء، وشراء أحدث هاتف نقال يتضمن أسلوب المعاكسات والرسائل، أو حاسوب حديث لعرض الأفلام والبرامج الجديدة في الألعاب، أحد أهم أسبابها غياب تحديد أهداف عليا للفرد والأسرة في مجتمعاتنا العربية الحديثة.

قطار النجاح
يمر في كل المحطات، إلا أنه لا يجبر أحداً على الركوب فيه.


أضف رد جديد

العودة إلى ”التنمية والتغيير“