2020عام اكتئاب المرأة

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

2020عام اكتئاب المرأة

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

د. أحمد عكاشة: 2020 عام اكتئاب المرأة شريف عبد المنعم http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1260682658082&ssbinary=true د. أحمدعكاشةتمر الأسرة العربية بالعديد من الأزمات والكروب الاجتماعية والاقتصادية، الأمر الذي يجعل أفرادها عرضة للإصابة بالأمراض النفسية التي زادت نسبتها في الآونة الأخيرة بصورة مقلقة، وخاصة بين النساء، والحل الصحيح للقضاء على هذه الأمراض ليس في الأدوية التي يركز عليها الطب حاليا، وإنما في الحب والحنان وخصوصية المشاعر التي تمثل جذور سعادتنا وتعاستنا.
هذا ما أكده الطبيب النفسي العالمي الدكتور أحمد عكاشة أول رئيس مسلم وعربي للجمعية العالمية للطب النفسي، والتي تضم في عضويتها 180 ألف طبيب ينتمون إلى 135 جمعية تعبر عن 115 دولة حول العالم. في هذا الحوار يتحدث الدكتور عكاشة مع "إسلام أون لاين.نت" حول الأمراض النفسية الشائعة التي يعاني منها أفراد الأسرة العربية وسبل الوقاية منها وكيفية الوصول للسعادة التي يبحث عنها الجميع. * مع زيادة ضغوط ومشاكل الحياة ارتفعت نسبة الأمراض النفسية لدى المرأة والرجل، فأيهما أكثر تعرضا لتلك الأمراض؟ المرأة هي الأكثر تعرضا للاضطرابات والأمراض النفسية من الرجل، وذلك بسبب التغيرات - الهرمونية الكثيرة التي تحدث لها أثناء الحمل والرضاعة والولادة والدورة الشهرية، وكذلك فإن نسبة إصابة المرأة بأمراض النسيان وآلزهايمر والقلق النفسي تعادل ضعف ما هو موجود عند الرجل تقريبا، وفي سنة 2020م من المتوقع أن يكون مرض الاكتئاب هو أكثر الأمراض التي تصيب المرأة، أما أمراض القلب فستكون هي الأكثر انتشارا بين الرجال.
مفرحات النفوس * وما هي الأسباب وراء توقعاتك بأن الاكتئاب سيكون أكثر الأمراض التي تصيب المرأة خلال السنوات القادمة؟ - مما لا شك فيه أن الأحوال المجتمعية السائدة حاليا، وهي في تفاقم مستمر، كالبطالة والإحباط والفقر والتلوث الجوي والازدحام والكروب الأسرية وعدم التوازن بين القدرات والتطلعات والأزمات الاجتماعية أو الاقتصادية أو العاطفية، قد تفجر الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرض، وهذا النوع يسمى "الاكتئاب الأحادي" أو "قطب اكتئاب"، وهو يوجد لدى المرأة أكثر من الرجل بشكل عام. وعلى العكس، فهناك ما يسمى بالاكتئاب الابتهاجي أو ثنائي القطب، ويتميز فيه المريض بالبهجة الشديدة وزيادة النشاط وعدم الحاجة للنوم والإفراط في الكلام أو الطعام أو الجنس أو العصبية الشديدة أو الكرم الزائد، وينتشر هذا المرض بين الرجال والنساء بصفة عامة. والاكتئاب هو مرض في المخ ومن أكثر الأمراض الطبية ألما، بدرجة جعلت نسبة 15% من المصابين به يقدمون على الانتحار، ولا يوجد ذلك الأمر في الأمراض الخطيرة الأخرى كالسرطانات وأمراض القلب وغيرها، وحينما تصاب المرأة بالاكتئاب تفقد البهجة في الحياة، بالرغم من أن سبل العيش الكريم قد تكون ميسرة لها، كما تفقد أيضا القدرة على النوم والطعام وتهمل في نفسها، وتتوقف عن القيام بالأعمال المنزلية وتبتعد عن أصدقائها ولا تنظر للحياة إلا من خلال منظار أسود.
* وكيف يمكن التغلب على الأسباب المؤدية للاكتئاب؟ - يركز الطب حاليا على العلاج بالأدوية، بينما الحقيقة أن الحب والحنان وخصوصية المشاعر هي التي تمثل جذور سعادتنا وتعاستنا، فالمساندة الاجتماعية والتواصل مع الآخرين لهما تأثير قوي على البقاء في الحياة. وقد ثبت من خلال تصوير المخ أن الكروب والاكتئاب والعزلة تسبب ضمورا في خلاياه الخاصة بالمزاج والتعليم والذاكرة والتكيف مع الحياة، وتأكد أن العلاج بمفرحات النفوس يوقف الضمور، ويساعد على تكوين خلايا واتصالات عصبية جديدة. * بخلاف الاكتئاب ما هي الأمراض النفسية الأكثر انتشارا في الوقت الحالي في المجتمعات العربية على وجه الخصوص؟ - اضطرابات القلق النفسي بأنواعه المختلفة هي أكثر الأمراض النفسية شيوعا في الوقت الحالي، وتبلغ نسبتها حوالي 10% في المجتمعات العربية، ويشمل ذلك القلق النفسي العام الذي يشبه الأمراض الجسدية، فهناك قلق الجهاز الهضمي الذي يأتي في صورة انتفاخ وصعوبة هضم وحموضة ومغص وإسهال أو إمساك وتقلبات معوية، وهناك قلق العضلات الذي تصحبه آلام شديدة بمناطق الظهر أو الجانب أو المفاصل ويكون مصحوبا بصداع الرأس.. وكذلك قلق الجهاز التناسلي أو البولي، والذي يعاني فيه المريض من الاحتباس في مجرى البول أو سرعة القذف أو عدم الانتصاب. يوجد أيضا قلق الجهاز القلبي الدوري، ويكون مصحوبا بتسارع في ضربات القلب، وألم في الناحية اليسرى من الصدر، وارتفاع في ضغط الدم، وإحساس بالاقتراب من نهاية الحياة، وهناك اضطراب الهلع، وهي نوبات الخوف الشديدة من الموت، وتصاحبها صعوبة التنفس والإحساس بالاختناق، وتنميل في الأطراف، وزيادة في ضربات القلب. كذلك يوجد ما يعرف بالرهاب أو الخوف المرضي (الفوبيا)، والتي قد تكون من الأماكن المرتفعة أو من الطائرات أو الحشرات، وأحيانا الخوف من ممارسة الجنس أو من الاختلاط الاجتماعي.
أحياء لم يعيشوا * مع انتشار الأمراض النفسية بصورة مفزعة هل هناك أسلوب معيشة صحي يكفل عدم الإصابة بالمرض النفسي؟ - هناك مصطلح يسمى "جودة الحياة"، فطول الحياة بدون جودتها معنى أجوف، ومعنى جودة الحياة أن تجد جودة لحياتك الجسدية والنفسية والاجتماعية والصحية، وهذا هو تعريف الصحة العالمية، وأن تستطيع تذوق المعاني الجميلة في هذه الدنيا، وللأسف هناك الكثيرون الذين يعيشون ويموتون دون أن يشعروا بمعنى جودة الحياة، فهناك على سبيل المثال مقبرة في إحدى المدن الإيطالية لا يكتب عليها تاريخ الوفاة والميلاد، وإنما يكتبون عليها المدة التي عاشها المتوفى في حب، فيكتب عاش فلان شهرين أو ثلاثة شهور أو أربع سنوات، وحينما تم إجراء دراسة عن هذه المقبرة وجد أن 40% ممن دفنوا داخلها لم يعيشوا أبدا لأنهم لم يعيشوا الحب. وأثبتت الأبحاث والدراسات أن وجود الحب والعاطفة والمساندة الاجتماعية تساعد جميعها على تكوين الخلايا العصبية وزيادة الاتصال بينها، في حين أن الانعزال والوحدة يسببان ضمورا في المخ، كما ثبت أيضا أن الوحدة والحرمان تسبب سلوك التحطيم الذاتي غير المباشر. * هل معنى ذلك أن الحب والعاطفة كفيلان بالقضاء على الاكتئاب وغيره من الأمراض النفسية؟ - الإنسان غير القادر على الحب هو إنسان يفقد جزءا كبيرا من حياته وإنسانيته، وتتحول حياته إلى ما يشبه الحيوانية، فالحب هو الذي يلون الحياة، والإنسان الذي تحول الظروف بينه وبين الحب هو إنسان لا يتذوق طعم الحياة، يحيا ولكنه لا يعيش. ولا شك أن حنينا إلى الماضي أو ما نسميه "الزمن الجميل" سببه أن الحب والمشاعر الجميلة والرقي الأخلاقي كانا يملآن حياتنا، أما الآن فالإنسان يشعر بالفراغ العاطفي والروحي، والأفلام معظمها ضرب وقتل وصراعات دموية، لذلك التف كل العالم حول فيلم "قصة حب" وبكى على هذه القصة الرومانسية الجميلة.
روشتة السعادة * من خلال تجربتك الطويلة في مجال الطب النفسي هل توجد روشتة للسعادة؟ - يقول المولى عز وجل في القرآن الكريم "ولقد خلقنا الإنسان في كبد"، أي في تعب ومشقة، وهذا معناه أن الراحة التي يسعى إليها الإنسان لن تحدث إلا في العالم الآخر بعد الموت، ولكن الذي يمكننا أن نبحث عنه هو "رضا النفس" الذي يحقق قدرا من السعادة يكفي الإنسان في هذه الحياة الدنيا، وهنا نقول إنه كلما كان هناك أقارب وأصدقاء وجيران بينهم مودة ورحمة وتضحية كان الإنسان في حالة رضاء وسعادة. وقد كشفت دراسة دولية -عن مقدار تحقق الرضا عند الإنسان- أن رضا النفس موجود في البلدان الإفريقية الفقيرة بنفس الدرجة الموجودة في الدول الإسكندينافية والأمريكية، وهذا يعني أن السعادة ليست كلها في رأس المال المادي، وإنما في رأس المال الاجتماعي أيضا.
* وهل بوسع التكاتف الاجتماعي أن يهزم الضغوط والأزمات النفسية؟ - لقد وجد أن سبب رضا النفس في البلدان الفقيرة هو ذلك التكاتف الأسري والنسيج الاجتماعي المترابط الذي يعيشه المواطن مع الأشخاص المحيطين به، وذلك مقارنة بالارتياح المادي الذي يُشعر الإنسان بالرضا في الدول الغنية، وعلى هذا كان مقدار السعادة الذي يعشيه المواطن في الدول الفقيرة والدول الغنية واحدا، فالذي يعوض الثراء المادي هو النسيج الاجتماعي المتماسك الذي قد يمثل الوقاية الوحيدة من الاكتئاب وغيره من الأمراض النفسية. وقد كشفت الدراسات أن الشخص الذي يجلس في نسيج اجتماعي به ثراء تزيد خلاياه العصبية الموصلة إلى المخ مما يشعر الشخص بالثراء في داخل نفسه، بعكس إذا ما كان الإنسان يعيش في عزلة أو نسيج اجتماعي سيئ، فهنا يحدث ضمور في خلايا المخ، مما يؤدي إلى شعور الشخص بمزيد من الانطوائية.


أضف رد جديد

العودة إلى ”خاص بالنساء“