صفحة 1 من 1

تحذير من القنبلة الجنسية

مرسل: الاثنين أغسطس 31, 2009 2:15 am
بواسطة محمد نبيل كاظم
د. محمد عوضي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأكرمين
عنوان اللقاء اليوم هو القنبلة الجنسية لا الذرية ولا النووية ولا النيتروجينية ولا ما لا نعرفه إنما هي القنبلة الجنسية.
وهذا العنوان سنأتي إلى...... من أين أخذناه ولماذا طرحناه.
من المعروف أن الإنسان كائن مركب من جسد وروح ونفس وعواطف وأفكار.
وهذا الجسد المركب له حاجات عضوية ونفسية ومعرفية.
فمن الحاجات العضوية الضرورية عند الإنسان هي حاجة إشباع الغريزة، ولقد خلقنا الله هكذا لكي يستمر النسل ويستمر الجنس الإنساني في البقاء ليؤدي مهمته التي أرادها الله تعالى منه في تحقيق العبودية لله تعالى في هذه الأرض.
لكن عندما ينحرف الإنسان عن الخط والمنهج المرسوم له من السماء ويعول على اجتهاداته ويكفر بخالقه فإنه سيعاقب دنيويا قبل العقاب الأخروي لأن الفطرة ستقتص منه ولأن مخالفة الفطرة والاصطدام مع الطبيعة التي خلقها الله تعالى تأتي بثمراتها العفنة في الدنيا قبل الآخرة.
والآخرة عقوبة لكن تتجرع الإنسانية كأس المرارة والمرض والتشرد والتشتت وسقوط الإنسان في هذا الوحل الذي لا نسمع عنه ونقرؤه كل يوم عن القنبلة الجنسية.
والجنس اليوم لم يعد فقط قضية سلوك فردي حر كما تشيع الديموقراطيات والليبراليات المنطلقة من الفكر العلماني العام .....لا.. لقد وصلنا إلى تطبيع مرحلة الجنس الشاذ، وعن طريق ماذا..؟
عن طريق مؤتمرات عالمية عنوانها العلاقة بين الجنسين وحرية الجيل الشاب.
لقد ذوبوا المفاهيم لأن الطب يقول كلاما والتربية تقول كلاما والمؤتمرات المدعومة سياسيا والتي تسير في خط الفكري المعولم تقول كلاما آخر.
لكن ما هي النتيجة...؟
النتيجة ما ترونه من قنبلة جنسية تنفجر كل يوم في الأجيال وفي الصحة وفي العلاقات الاجتماعية حتى في العلاقات السياسية.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن:
لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا
ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم
ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا
ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا منء غيرهم فأخذوا بعض مافي أيديهم
وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم.
فظهور الفاحشة حتى يعلنوا بها أي أصبحت ثقافة فحش عامة ومباهاة فما هي النتيجة.؟ إلا أصابتهم من الأوجاع والأمراض والخبائث التي تصبح سلوكا عاما كما في النص إلا فشى فيهم الطاعون والأوجاع.
لاحظ التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا مثل الإيدز لم يكن في أسلافهم الذين مضوا والسيلان لم يكن في أسلافهم الذين مضوا والهربز ما كانت في أسلافهم الذين مضوا.
لم تكن وإنما بدأت في بدايات القرن الماضي واستمرت وبعضها كانت قبل القرن الماضي لكنها اكتشفت في القرن الماضي لأنه خافت الفطرة وطرق الحق ومن أجل إعطاء الشهوات إسرافا يصطدم مع الطبيعة الإنسانية ومهمتها ويتجاوز حتى الإسراف الجنسي الحيواني، لأن لجنس الحيواني له مواسم أما الإنسان فهو الوحيد الذي لا يشبع وهو الوحيد الذي يأخذ مزيدا من حاجته ثم لا يكتفي إلى أن يصل إلى قمة الشذوذ.
ثم يؤصل لهذا الشذوذ فكريا فيقع في قمة الجاهلية العلمانية الكاملة ويتحول الإنسان إلى مادة، لقد نزعت الخصوصية ونزعت الإنسانية ونزعت الأسرار والقيم من هذا الإنسان.
ومصيبتنا ليست في هذا التنظير وإنما مصيبتنا في أولادنا المساكين وفي الشباب ودعوني أروي لكم قصة قصة.
ظهر اليوم كنت أتناقش مع الدكتور محمد الثويني الاستشاري التربوي عن هذا الموضوع فقال آخر الحوادث جاءني شاب وجلس عندي يبكي مثل الطفل ومن شدة صياحه وبكائه يعض على الفوطة حتى لا يخرج صوته فقال لي أرجوك اضربني يا أستاذ أنا مجرم فقلت له مالك يا بني.....؟
فقال لقد زنيت وبدأت أمراض الزنا تظهر علي، مظاهر مرض الإيدز وهي مرة واحدة وغلطة واحدة وهذه هي النتائج فماذا أصنع وما هو الحل..؟
فقال له كيف وقعت وأنت إنسان لا أتوقع منك الوقوع في هذا الشيء فقال من الأصحاب والسيئة.
فقلت ماذا صنعوا....؟ فقال تركوني نائما في غرفة جلوسنا مع بعض وأدخلوا علي فتاة فاجرة مصابة بهذا المرض وكنت في لحظة ضعف ووقعت عليها وأصبت بالمرض، والآن يخضع للفحص أهو مصاب أم غير مصاب لكن هنالك علامات مثل البثور والظواهر برزت عليه.
لقد ندم وهو يقول مرة واحدة وأنا أقول له لا تقل مرة واحدة ولا سهرة واحدة لأن الحرام لا يرحم وغلطة واحدة قد تحملك التاريخ كله لهذا أرجو من الشباب أن يتنبهوا لهذا لمأزق ولمن يسيرون معهم ويصحبونهم.
إن أكثر ما يدمر الشباب وسائل كثيرة لكن الصحبة السيئة الجريئة التي لا قيَما ولا دينا ولا عائلة ولا نتيجة حتى صحية استهتار بكل شيء.
وهذه قصة أخرى عن ثلاثة من الشباب يرويها لنا أحدهم وأحد هذا الشباب يلح عليه لكي يسافر معهم ويقول له سافر معنا لكي نستأنس، فاستشار الوالد فقالت له الوالدة لا تسافر فنحن لا نعرف أصدقاءك، فألح الشاب فقالت الوالدة اسمع يا ولدي عاهدني وضع يدك بيدي فإنني سأسمح لك وأدعو لك لكن عاهدني أن لا ترتكب الحرام ولا تدخل أماكن الحرام فيها خمر ومومسات، وقد قال لي بعض الشباب إن الشباب يذهبون إلى البلد الفلاني لا يخرجون من الفندق لماذا.؟ لأنه مليء بالفجور والملاهي والخمر والزنا.
ذهبوا ودخلوا الديسكو ورقصوا وهو ما زال إلى هذه اللحظة متماسكا يتذكر العهد حتى جاءت مسألة الزنا وهي الكبيرة فتذكر أمه والمصيبة أن الإنسان يتطبع بالمعايشة وبالفترة الطويلة يصبح الإنسان مثل أصحابه بل أسوأ منهم أيضا.
لهذا قال عليه الصلاة والسلام المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
فعندما أحضروا فتيات مومسات ذهب كل في خلوته وغرفته وهو أثنا الخلوة تذكر عهد أمه فأراد أن يتخلص من هذه الساقطة فقال لها بعد أن ذهب أصحابه اسمعي لقد مضى علي ثلاثة أشهر وأنا أحمل فيروس الإيدز فضحكت الفاجرة وقالت فقط ثلاثة أشهر لقد مضى علي ثلاثة سنوات وأنا أحمل الإيدز فارتبك الشاب وطردها من غرفته، فقالت له حتى صويحباتي مصابات بالإيدز، فرجع الشاب نادما وقص علينا القصة.
هذا مشهد يبين لك سهولة الرذيلة وسقوط الإنسان فيه.
وهناك مشهد آخر حدث قبل رمضان العام الماضي بشهرين كنت في لبنان وزرت المخيمات الفلسطينية ورأيت المآسي التي لا تنتهي وعرفت خيبة الأنظمة العربية وقصورهم فلا تلوموا النظام الدولي لكن لوموا أنفسكم.
جاءني هاتف من الكويت يقول فيها المتصل يا أخ محمد هناك قصة ويريد صاحبها رؤيتك، فالتقيت معه وقص علي قصته وهي:
ذهب الرجل بابنته الصغيرة إلى قسم التحاليل يريد أن يجري لها بعض التحاليل وبعد أن خرج تحليل الدم اتصلوا بالأبوين وطلبوا منهم الحضور عاجلا، والبنت رضيعة وصغيرة فذهبا إلى المستشفى وجلس معهم الدكتور في جلسة مغلقة ليصارح الأم والأب، وقال لهم يا جماعة إن التقرير يقول إن البنت مصابة بفيروس الإيدز ولا بد من إحالتكم إلى مستشفى الأمراض السارية للفحص فانهارت الأم وانفجر الأب أنه مارس الخطيئة مرة واحدة في بلد ووقع مع أصحابه في الخطيئة.
وبعد التحليل تبين أن الأب مصاب والأم حاملة للفيروس، وهذا يعني أن المصاب بالفيروس بدأ الفيروس يعمل بتحطيم المناعة.
أما الحامل للفيروس كآلاف الناس تجده صاحيا لأن الفيروس لم يتحرك بعد ولم يظهر على صاحبه آثار المرض من التقيحات والسيلان ونحوها.
فأراد هذا الرجل أن يسمح له بالتكلم عبر الشاشة لكي يخاطب الشباب ويقول لهم انتبهوا يا شباب ويا بنات فالحرام لا يدوم وإذا دام جاءت نتيجته عاجلا أم آجلا والنتيجة مدمرة لهذا قال أريد من محمد العوضي أن يأخذ لي لقطة وقبل أن نذهب إليه أدخل إلى العناية المركزة، ونصيحة هذا على الشاشة أفضل من نصيحة أكبر داعية ومربي وطبيب لأنه واقع حي فما استطعنا. وانكبّ الرجل على سجادته يدعو الله منذ أن علم ويقرأ القرآن ويصلي ودموعه لا تفارق وجنتيه كما قال بعض الصالحين:
معصية أورثت ذلا وانكسارا وتوبة خير من طاعة فيها غرور وإعجاب.
وقبل رمضان الفائت بأسبوعين جاءني الخبر بأن الرجل قد توفي ودفن ، والبنت والأم يعالجان من هذا لمرض الكبير.
جورج بالوشي ألف كتابا بعنوان الثورة الجنسية وقال ضمن هذا الكتاب: إن المخاوف الإنسانية بدأت تهدأ من خطر القنابل الذرية ولكن جاءت مخاوف جديدة ألا وهي من خطر القنابل الجنسية فإننا نشهد في كل مرحلة زمنية معاصرة انفجارا جنسيا هنا وهناك ينعكس في انفجارات اجتماعية واقتصادية وإنسانية واسعة في كل مكان.......... وصدق.
ثم قال إن الخطر ينعكس على الشباب أكثر، وهذا الذي قاله جورج بالوشي في كتابه الثورة الجنسية هو الذي يذكرني بهذا الكتاب الذي أعجبني فيه عنوان ألا وهو ومن الجنس ما قتل وعنوانه الأصلي نساء في قصور الحكام.
هذا الكتاب يأتي بقصص واقعية ووثائق لكن لا نستطيع أن نذكر أسماء الرؤساء والزعماء الين سطرهم الكتاب.
لكن لماذا أقول هذا الكلام لأن الجنس لا يعرف مستوى ثقافي معين من غنى وفقر أو عبقري وبليد لأنها دفعة غريزية لا يتحكم بها الإنسان بقوة إرادة وقيم ومفاهيم صحيحة، لهذا ينحرف ويقع منه ما يقع.
وقبل سنة أو سنتين اتصل بنا برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمعالجة ومكافحة قضية الإيدز وأرسل لنا هذا الخطاب وهو إلى القيادات الدينية في العالم إلى المؤتمر الذي انعقد في القاهرة بتاريخ 13ديسمبر2004 ومؤتمر دمشق في 1 يوليو 2004، يقولون فيه تعالوا يا من تنطلقون من منطلقات دينية يا مشايخ ويا قسس ويا رهبان أعطونا رأيكم وأسعفونا دينيا حتى يعلم الناس حرمة هذا الموضوع وخطره وأملوا اليائس وافتحوا المجال للقانط.......!
الآن تريدون الدين بعد أن فتحتم المجال عولميا واقتصاديا ويأتي أصحاب المال بكل القيم وتكون العبودية للدينار والدرهم والتسويق ثم تبين لكم أن الإنسانية تمشي خطأ والعلمانية تسير خطأ لأنها تطلق المجال للشهوة وللخطأ ثم تأتي لا لكي تعالج الأسباب لكن تريد أن تعالج النتائج.
من هنا أعلن برنامج الأمم المتحدة في التقرير الصادر عنه العام الماضي بأنهم فشلوا في حاصرة رغم الميزانيات الضخمة وقالوا في التقرير: شهد عام 2005 أكثر من أربعة مليون إصابة جديدة ووفاة أكثر من مليونين شخص وتجاوز عدد المصابين بالإيدز ثمان وثلاثين مليون.
وهذه الإحصائيات المعلومة فما بالكم بالمجهولة وهو كثير ثم أعلن أن الشباب والأطفال هم أكثر المصابين بالإيدز.
وقال الدكتور بيترا وهو رئيس في منظمة الأمم المتحدة المعنية بالإيدز بأننا فشلنا في هذا الشيء سواء في آسيا أو أوروبا وقد انتشر الموضوع انتشارا خطيرا ويتكلم بعد ذلك عن الوقاية لكن أية وقاية أمام الرأسمالية المكتسحة.
وأذكر قصة واقعية لكي أعرف مدى المأساة التي لا بد للقانون والتربية والإعلام والمنظومة العامة من تحرك، لقد نشرت جريدة الرأي العام سلسلة أخبار تتعلق بالشخصية التي رمزوا لها بالشخصية( ك) مواطنة عليها أحكام في السجن وسجنت من قبل منفصلة ومطلوبة لكثير من القضايا وممنوعة من السفر.
وهناك سمسارة يسمونها السمسارة العورة عوراء وهذه السمسارة العوراء وكلمة سمسارة تلطيف للعبارة لأن عملها يبدأ بحرف القاف.
فهذه السمسارة تعمل على حساب العرض والأخلاق من أجل المال، وفي آخر خبر نشر بعد أن تأكدوا منه أنها خضعت للفحوصات في المستشفى وتبين أنها مصابة بالإيدز ونقلت الإيدز لعشرات الشخصيات بعد أن ألقي عليها القبض وعرفوا الشخصيات من خلال هاتفها النقال وعدد الشخصيات قارب مائة شخصية.
وعندما جاؤوا بالشخصيات إلى المخفر وكان الأمر مكتوما عليه لعدم الفضيحة بدؤوا يبكون في التحقيق لأنهم كانوا لا يعلمون أنه لديها ملف سابق في الأمراض السارية ومع ذلك نشرت المرض لمواطنين ومقيمين.
والذي نقل لها الإيدز حلاق من جنسية عربية، والفساد والشذوذ والانحطاط لا علاقة له بجنسية وقومية وهذا الحلاق نقل المرض أيضا لخمس وثلاثين امرأة
وهكذا بدأ التحقيق والكشف عن الأزواج والزوجات
انظروا أيها الشباب والفتيات الحرام حرام وكما يقول مصطفى صادق الرافعي: انحطت الإنسانية بعد أن كانت تحتكم إلى الحرام والحلال بدأت تحتكم إلى قانوني وغير قانوني ثم نزلت أكثر عندما بدأت تحتكم إلى ممكن أو غير ممكن.
لقد نسي الحرام ونسي حتى القانون بدأت قضية الفرصة السانحة وهذا ما يسمونه الجنس العابر الذي لا يرتبط بأية قيمة ولا أخلاق.
والإنسانية تنحط ولا ينقذها إلا الدين والقيم ولا ينقذها إلا الالتجاء إلى الله تعالى لضبط الإرادة بمفاهيم متكاملة ثم يا شباب....... البيئة لها علاقتها الأصيلة بهذا الموضوع.
وأختم كلامي بما بدأت به الحلقة وهو قول الرسول عليه الصلاة والسلام: يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط إلا ظهر فيهم الطاعون والأمراض التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا.
إذا أردنا إنقاذ أنفسنا فلنلتزم بقيمنا ونرجع إلى ربنا ولنعرف الحرام ونبتعد عنه ولنعرف أولاد الحرام ونبتعد عنهم وفي نفس الوقت لا بد أن نحصن أنفسنا بتربية النفس بالإيمان والابتعاد عن أية بؤرة سواء كانت شاشة إنترنت أو أفلام ساقطة أو مكان تسافر إليه أو حتى الأصحاب السيئين الذين يشجعون على هذا الأمر.
ابتعد عنها وأغلق الباب واستغل هذه الأجواء الإيمانية في العودة إلى الحق سبحانه وتعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول/ قناة اقرأ