مدارس دينية عصرية باكستانية

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

مدارس دينية عصرية باكستانية

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

أحد طلبة المدرسة يدرس على الحاسب الآلي
لغات وكمبيوتر وكريكيت.. بمدارس باكستان الدينية
كراتشي- طلاب منهمكون في تعلم اللغات الأجنبية والكمبيوتر والفلسفة بجانب الدروس الدينية الأساسية.. آخرون ينتظرون على أحر من الجمر مجيء وقت الفسحة ليلعبوا الكريكيت وكرة القدم والكرة الطائرة.
هذه مشاهد ستطالعها إذا قمت بزيارة لمدرسة جمعية بينوريا الإسلامية في مدينة كراتشي جنوب باكستان، فلم تعد المدارس الدينية مقتصرة على تعليم القرآن والحديث وأصول الفقه فقط، بل أدخلت إلى جانب ذلك العلوم الحديثة لتخريج طلاب قادرين على مواكبة متطلبات سوق العمل.
وفي حديثه لـ"إسلام أون لاين.نت" يوضح "مفتي محمد نعيم"، ناظر ومؤسس المدرسة، أسباب تبنيه هذه المناهج الحديثة قائلا: "نحن نعي تماما أن الوقت قد تغير.. فإذا استمررنا في تقديم العلوم الدينية التقليدية فقط فإن تلاميذنا لن يصبحوا ملائمين لأي مكان في المجتمع سوى المساجد والمدارس الدينية".
وتتسع المدرسة - التي تبلغ مساحتها 2.5 كم2 - لنحو 5 آلاف و500 طالب، وبخلاف الانطباع السائد عن المدارس الدينية التقليدية من اقتصار على الدروس الدينية وفقر في التجهيزات، تتميز مدرسة بينوريا بمناهج علمية ورياضية معاصرة، وأدوات تعليمية حديثة.
ومن بين الدارسين - الذين يأتي معظمهم من إقليم الجبهة الشمالية الغربية - توجد نحو 1500 طالبة بالمدرسة، خصصت لهن فصول خاصة معدة بجميع التجهيزات التي يحتجنها.
يوم متنوع
ويتميز اليوم الدراسي في بينوريا بالتنوع بين قضاء الفرائض الدينية والدراسة والترفيه، حيث يبدأ بصلاة الفجر، ثم الانتظام في الفصول الدراسية حتى موعد الإفطار في تمام الساعة التاسعة صباحا، يليه بعض الحصص الدراسية حتى يُرفَع آذان الظهر.
وعند الظهيرة يحصل الطلاب على ساعتين للصلاة وتناول الغداء، يعودون بعدهما إلى استكمال تحصيلهم الدراسي، كما خُصص وقت للترفيه بين صلاتي العصر والمغرب.
وتتنوع كذلك المواد التي يدرسها الطلاب على مدار اليوم الدراسي بين الجغرافيا والفلسفة والآداب والرياضيات، واللغات الإنجليزية والفارسية والأردية، فضلا عن المعامل المتطورة للحاسب الآلي.
ويقول نعيم: إن مدرسته التي أسسها عام 1978 "هي الأولى التي تدرج دروس الفلسفة والمنطق ضمن جدولها الدراسي لتعليم الطلاب الربط بين الدين وهذه العلوم".
ويضيف قائلا: "هناك سوء فهم فيما يتعلق بتعارض هذه المواد مع الدين، وهو أمر غير صحيح".
ولا يتلقى الطلاب دروسا علمية فقط، ففي فناء المدرسة المجهز يستطيعون ممارسة رياضة الكريكيت وكرة القدم والكرة الطائرة.
"بينوريا" تعتمد على ممتلكاتها
وتتبع مدرسة جمعية بينوريا مجموعة "وفاق المدارس" الباكستانية، وهى الأكبر ضمن خمس هيئات مدرسية في باكستان.
ويوضح "مفتي نعيم" أن الشهادات التي تمنحها (وفاق المدارس): "معترف بها من لجنة المنح الجامعية وكل مؤسسات التعليم العالي".
وتبلغ الميزانية السنوية لجمعية بينوريا حوالي 270 ألف دولار أمريكي، ويصر مؤسس المدرسة - مثل معظم المدارس الدينية بباكستان - على رفض أي نوع من أنواع المعونات، سواء من الحكومة أو من الخارج.
ويقول نعيم: "نحن لا نريد أن نبتدع تعليما شخصيا، لكننا أيضا لا نريد تدخلا من جانب الحكومات المحلية أو الأجنبية في شئون المدرسة".
ويستطرد معللا: "إذا قبلنا معوناتهم، فسيصبح من الواجب علينا الانصياع لمطالبهم مقابل ذلك".
ومع غياب الدعم الحكومي فإن المدارس الدينية في باكستان تعتمد بشكل أساسي على التبرعات الخيرية.
ويقول "مفتي نعيم": إن "المدرسة متحمسة لأن تصبح معتمدة على نفسها كليا في المستقبل"، مشيرا إلى اعتماد المدرسة في قدر كبير من نفقاتها على ممتلكاتها المتمثلة في عشرات المحال التجارية ومطعم كبير في مدينة كراتشي.
طلاب أوروبيون وأمريكيون
ولا تقتصر المدرسة في تقديم التعليم على الطلاب المحليين فقط، حيث يتعلم بها 600 طالب أجنبي من 27 دولة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وفرنسا، الأمر الذي قد يغير الانطباع الغربي السائد عن المدارس الدينية بأنها مصنع للتطرف والتشدد الديني.
ويذكر نعيم أن "الطلاب الأجانب - خاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا - انضموا للمدرسة بعد زيارتي لأمريكا منذ خمس سنوات، حيث أعرب العديد من الأمريكيين عن رغبتهم في إرسال أبنائهم للدراسة في باكستان، لكنهم لا يستطيعون فعل ذلك نظرا لأن المدارس الدينية التقليدية لا توفر بيئة تعليمية جيدة".
ويضيف: "وقتها فكرت في ضرورة إنشاء بيئة تعليمية مناسبة في مدرستي لجذب هؤلاء الطلاب الأجانب".
ولا تكلف المدرسة الطلاب المحليين أي مصروفات دراسية، بينما يدفع الأجانب قرابة الـ50 دولارا شهريا.
ويشير "مفتي نعيم" إلى أن المدرسة أنشأت قسما خاصا للطلاب الأجانب، حيث يقوم بالتدريس فيه أساتذة يتحدثون الإنجليزية بطلاقة.
ويقيم الطلاب الأجانب في سكن منفصل عن أقرانهم الباكستانيين، ومزود بأحدث الأجهزة، كما أن لهم قاعة طعام خاصة.
ويقر نعيم أن ذلك يعد نوعا من "التمييز" بين الطلاب الأجانب والباكستانيين، لكنه يبرر ذلك بقوله: "هؤلاء الطلاب جاءوا من مناخ مختلف، ولا يستطيعون التكيف مع المناخ المحلي".
ويبلغ عدد المدارس الدينية في باكستان 20 ألف مدرسة تقدم تعليما دينيا بلا مقابل مادي لأكثر من مليون ونصف المليون تلميذ، وهو ما يعادل 8% من الأطفال في سن المدرسة، وتنتشر هذه المدارس في المناطق المحرومة من الخدمات الحكومية.


أضف رد جديد

العودة إلى ”المدرسة والمدرسون“