كيف تدرب طفلك على حب القراءة؟

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

كيف تدرب طفلك على حب القراءة؟

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

كيف تدرب طفلك على حب القراءة؟يقاس تقدم وتحضر الشعوب عبر العصور بمدى ارتباطهم بالثقافة، والكتاب هو حجر الأساس في إثراء المعارف وتنمية الحس. ونعلم أن من شب على شيء شاب عليه، فهل فكرنا في تدريب أطفالنا على عادة القراءة وحب الكتاب؟ وهل ندرك كيف يمكن للقراءة أن تغير في شخصيتهم وتنمي إحساسهم بالحياة وتغير حتى بقراراتهم؟!كيف نغرس في أطفالنا حب الكتاب؟إن الأطفال قبل أن يبلغوا سن السادسة بوقت طويل، يجب أن يكونوا قد اكتسبوا خبرات مُتنوّعة في علاقاتهم بالكُتب والمطبوعات المُختلفة، وذلك من خلال بيئتهم الأولى، وهي الأسرة.فالأطفال عندما يولدون في بيئة تـُـشجّع على القراءة، يجدون حولهم كثيرًا من الكُتب الخاصة بهم، والتي تقترب من الألعاب، ويجدون الوالدين والراشدين يقرءون، وينشئون في منزل به مكتبة لحفظ الكُتب، ويُشاهدون الكبار يُعاملون الكُتب بعناية واهتمام، مع تخصيص مكان يحفظ فيه الأطفال كُتبهم الخاصة بهم، في مثل هذه البيئة، تنمو قـُـدرة الأطفال على القراءة بنفس الطريقة التي تنمو بها قـُـدرتهم على الكلام.مثل هؤلاء الأطفال، عندما يذهبون إلى المدرسة، وتبدأ فترة تعلّمهم القراءة بالمعنى المدرسي، سيجدون لديهم قائمة كبيرة من الأفكار والمُدركات والاتجاهات النفسية التي كوّنوها نحو القراءة، فيقبلون في سعادة ورغبة على المُطالعة، كما يكونون قد اكتسبوا كثيرًا من الخبرات التي تـُـعينهم على فهم ما يقرءون.هناك دافعًا يدفع الأطفال إلى الاهتمام بالكُتب. ويبدأ هذا الدافع في مرحلة مُبكّرة، بعد اكتمال العام الأول من عُمر الطفل، ثم يستمر إلى أن يتعرّف الأطفال على معاني الرموز المكتوبة في سن السادسة. وعلينا أن نستثمر هذا الدافع بتقديم الكُتب المُناسبة لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل.فتنميـة عادة القراءة لابد أن تبدأ في البيت، مُنذ السنوات الأولى في حياة الطفل. ومن الوسائل الهامة التي تلجأ إليها الأسرة لتنمية علاقة أطفالها بالكُتب، هي أن تـُـنشئ لهم مكتبة خاصة، يحفظون فيها كُتبهم، فتـُـشجّع فيهم الفخر بامتلاك الكُتب، كما تعوّدهم كيف يُحافظون على الكتاب وكيف يُعاملونه باحترام. إن مكتبة الناشئ في البيت قد تكون صغيرة، وقد تكون عبارة عن رف واحد أو صندوق واحد، لكنها ملك له، تـُـساهم في تكوين كثير من اتجاهاته نحو الكتاب.وما الذي يمنع الأسرة المصرية والعربية من فعل ذلك؟لأن أكثر من نصف الآباء والأمهات يجهلون القراءة والكتابة أو لا يُجيدونها، والنصف الآخر مُعظمهم لم يتعوّدوا على القراءة ودائمًا نقول أن "فاقد الشيء لا يُعطيه"، فقبل وجود مكتبة في البيت لابد أ ن يكون هناك عادة القراءة عند البالغين في الأسرة، غير أن ثقافة القراءة غير مُنتشرة بين مُعظم - حتى من نـُـسميهم المُتعلّمين.ما أهم كتب الطفل التي يجب أن تتواجد بكل بيت؟لابد أن يكون هناك كُتب مُناسبة لأعمار أطفال الأسرة ولكن مع ذلك لابد من وجود ما نـُـسميه مجموعة المراجع الأساسية وهي دائرة المعارف والأطلس والقاموس والمُعجم، ولابد أن يشترك الكبار مع الصغار في الاستعانة بهذه المراجع في كل وقت، لكي يتعوّد الصغار اللجوء إليها كُـلّما حاولوا إلقاء سؤال. والآن توجد في المكتبة العربية دوائر معارف تـُـناسب مُختلف الأعمار، فهناك مثلاً : دائرة معارف العالم بين يديك التي تـُـناسب الأطفال في عُمر المرحلة الابتدائية، وهناك موسوعة الطبيعة المُيسرة الصادرة عن مكتبة لبنان وأبو الهول تـُـناسب المرحلة الإعدادية، وهناك المُعجم الوسيط الصادر عن مجمع اللغة العربية، وهناك قواميس مُتعدّدة تصلح لمُختلف أعمار الأطفال، والأطلس المدرسي الذي يجب أن تستعين به دائمًا مع الأطفال.ما الفرق بين الدول العربية والأوربية في كتب الطفل؟في مُعظم البيوت التي أدخلها في أمريكا أو أوربا لابد أن أجـد دولاب الكُتب أو رفوف الكُتب تحتل أبرز مكان من غـُـرفة المعيشة، فعادة لا توجد في مُعظم البيوت غرفة الصالون - التي نغلقها في بيوتنا العربية والمصرية ولا نستخدمها إلا عند استقبال الضيوف، وبدلاً منها توجد غـُـرفة بها مقاعد مُريحة ومكتبة وجهاز التليفزيون، وهذه الغـُـرفة هي المكان المُفضـّـل للقراءة أو الحوار بين أفراد الأسرة أو استقبال الزائرين، ومن النادر أن يخلوا بيت في أوربا أو أمريكا من مكتبة تضم الموضوعات التي يهتم بها كل فرد من أفراد الأسرة، مع مُلاحظة أن الأبناء يتعوّدون مُنذ الصغر أن يتردّدوا على مكتبة المدرسة أو مكتبة الحي للاستعانة بها في كتابة ما يُكلّفون به من موضوعات تتعلّق بمُختلف المواد الدراسية.ولكن البعض يرد تراجع القراءة لانتشار الإنترنت.. فما رأيك؟في العالم العربي لا يُمكن أن نتحدّث عن انتشار النت فى البيوت كمُنافس للمكتبة المنزلية، فعدد المُشتركين فى الإنترنت لا يزيد عن 10 % من السُكان. كما أن مُعظم المُشتركين في البلاد العربية لا يستخدمونه في الوصول إلى المعلومات، بل يستخدمونه في الدردشة أو الألعاب، وليس للوصول إلى المعلومات.ولكن المُلاحظ في أوربا وأمريكا أن المراجع الأساسية الورقية هي التي بدأت تتقلص في مواجهة دوائر المعارف والخرائط التي يُمكن مُشاهدتها على الشاشة، لأن المراجع الأساسية يتم تعديلها دوريًّا كما أن الوصول إلى المعلومات فيها أسهل من خلال شاشة الكمبيوتر، أما الكُتب الورقية فلم تتأثـّـر كثيرًا بمُنافسة النت، بل أن كثيرًا من دور النشر تـُـعطي تخفيضات على مبيعات الكُتب الورقية لمن يطلبها عن طريق الإنترنت ، وقد أدى هذا إلى زيادة مبيعات الكُتب الورقية، فالواقع أثبـت أنه لا توجـد مُنافسة بين الكتاب الورقي والإنترنت بل هناك تعاون مُشترك.هل هناك كتب تناسب الأطفال في مراحلهم الأولى؟في مرحلة ما قبل القراءة تقترب الكُتب من الألعاب، وتـُـساهم الحواس المُختلفة في التعرّف عليها، فهناك الكُتب المصنوعة من القماش أو الورق المقوى، حتى تـُـقاوم عبث الأطفال وطريقة تعاملهم العنيفة مع الأشياء. وهناك كُتب فيها أجزاء تتحرّك أو أجزاء تتجسّم إذا فتحت الصفحات، وكذلك ُكتب تصدر عن أغلفتها أصوات موسيقية إذا ضغطنا عليهامنقول/الأسرة السعيدة


أضف رد جديد

العودة إلى ”التربية والتعليم“