الشيعة والشريعة

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

الشيعة والشريعة

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم
ترددت كثيراً في الرد والتعقيب على ما كتبه السيد فضل الله (زعيم شيعة لبنان المعتدل) وما صرح به في مقابلته تلك لمجلة الآداب البيروتية، ولولا نقل موقع الإسلام أون لاين المقالة، لما رددت عليها، ولكن الناس تقرأ ما في هذا الموقع على أن له مصداقية، وتعتقد ذلك في كتابه، لكني رأيت في مقالة هذا الرجل- الموصوف بالعلامة وهو كذلك عند متبعيه من طائفته - مغالطات كثيرة وكثيرة جداً ، وهو يحاول أن ينتقد عموم العلماء والناس الذين يصفهم في كثير من كلماته بأنهم لا يفهمون الإسلام، ولا النص الديني قرآناً وسنة، لاعتبارات التخلف الحضاري الذي تمر به الأمة الإسلامية وما يحملوا هذا النص من هذه الإيحاءات حسب تعبيره.
ولا شك أن بعضاً من انتقاداته صحيحة من وجهة نظر عامة، لكن أن يخلط الصواب بالغلط، والصحيح بالسقيم، فهذا ما لا ينبغي السكوت عليه تحت أي ظرف من الظروف، لأن طلب الحق مشروع، لكن تسويق الباطل مرفوض، وخاصة من عالم بإمكانه بيسر إذا صدقت نيته أن يتوصل إليه، لكن أن يغمض عينيه عنه، ويدفع قارئي كتاباته إليه فهذا مرفوض، ولهذا سوف أبين المغالطات في مقالته حسب ما يتيسر لي من وقت وجهد في الآتي:
1- إنكار السنة بطريقة ملتوية:
اعترف ابتداءً بأن القرآن والسنة مصدر التشريع في الفقه الإسلامي، لكنه نسف المصدر الثاني من الاعتبار من خلال التشكيك بثبوت نقلها، على طريقة – عدم اعتراف علماء الشيعة بسنة النبي r
لعدم تزكية نقلتها من الصحابة جميعاً، اكتفاءً بما يمكن أن ينقله صغيري رسول الله (حفيديه الحسن والحسين ووالدهم علي وأمهم فاطمة) وآلاف الصحابة ليسوا بثقات من وجهة نظرهم، وإلا فأي كتاب للسنة النبوية عن الصحابة كرواة لها يصدقوا به؟ ولهذا قال عبارته التي سأنقلها بالنص في التثبت من السنة.
وهذا نص كلامه:
.
من الذي يتثبت؟ وعمن يتثبت؟ إذا لم يأخذ بالتثبت الذي قام به جبال العلم وعمالقته في نقل السنة بأسانيدها الصحاح المعتبرة، مع التدقيق والتمحيص الذي عرفه أهل هذا الفن، على يد الإمام البخاري والإمام مسلم والنسائي والإمام أحمد ومالك بن أنس والترمذي وأبو داود وغيرهم كثير، وهو بالتأكيد يعرف الكثير من جهد هؤلاء، لكن يضرب صفحاً عنه ليلتفت إلى ما يقوله أهل طائفته من ترهات التشكيك في السنة على طريقة المستشرقين الغربيين وأهل الفرق كافة.
وهذا نص كلامه أيضاً:
{ لذلك لا بدّ من أن نؤصِّل (نوثّق) الحديثَ النبويّ من خلال السَّنَد، ومن خلال النصّ في معناه أيضًا (كيف تكلّم به النبيّ؟ وفي أيّ ظرف؟...). وبطبيعة الحال فإن الذهنيّةَ التي تؤصّل النصّ، عندما تكون محدودةً متخلّفة، فإنّها تَمْنحنا نصّاً متخلّفًا محدودًا لا علاقة له بالتأصيل الدينيّ الحقيقيّ.}
تعليقي على كلامه:القول بأن الوضاعين كثير غير صحيح وإلا فأين هؤلاء من المجاهدين والعلماء والقضاة العلماء الفقهاء الذين كانوا بالمرصاد لأمثال هؤلاء، ونصوص التاريخ حاكمت أمثالهم، وعلماء الحديث لم يأخذوا السنة من الوضاعين والكذابين ولا حتى من الذين يضعفوا عن حفظها وإنما عمن يتمتع بذاكرة قوية وصلاح تقي، [ وهذا يعرفه طلاب المدارس الإبتدائية: في تعريف الحديث النبوي الصحيح ( ما اتصل بنقل العدل الضابط من غير شذوذ ولا علة من أول السند إلى منتهاه) ولهذا كُتِب في علم الرجال والجرح والتعديل الشيء الكثير، ودُوِنت الأحاديث بأسانيد الرواة، ومتابعة هذا الأمر يعرفه ذو الاختصاص، ولم يشر السيد فضل الله إلى ما متع الله به هذه الأمة من حفظ دينها، قرآناً وسنة وفقهاً، بطرق علمية فاقت في دقتها الخيال، فالتفت السيد إلى زاوية ضيقة وضيقة جداً من أكاذيب الوضع في الأحاديث في أيام ترهل الدولة، ودخول ابن سبأ اليهودي على الأمة بفكرة الوصي لكل نبي، وإحداثه فتنة مقتل عثمان والتشيع لعلي ووضعه بعض الأحاديث التي أخذ بها جماعة الثائرين على عثمان من محدثي الفتنة، بعد ثلاث خلفاء راشدين للنبي صلى الله عليه وسلم فجعله قاعدة. .......... هذه واحدة.2- التملص من كليات القرآن بحجة الإيحاء:بعد أن شكك في السنة، أو لم يعتبر لها أثر واضح في تشكيل التشريع الإسلامي، التفت إلى النص القرآني ليضفي عليه سحابة من الضباب التخيلي بقصد أو بغير قصد، بحجة أن اللغة العربية حمالة أوجه، وللمفردات معاني متغيرة حسب الزمان والمكان، وربما الأشخاص، لأن لكل إنسان خلفية ثقافية مختلفة، كأنها تخوله أن يفهم القرآن على غير ما فهمه الصحابة والعلماء الأجلاء الذين عاشوا الإسلام بكامل مشاعرهم وعقولهم وجوارحهم.وهذا نص كلامه حرفياً:{ولذلك كنتُ أحاول دائمًا أن أدرسَ الدينَ على أساس ربط معنى الكلمة بالإيحاء: فعندما تنفتح على المعنى الذي تعطيه الكلمةُ لغويّاً، فإنّ عليكَ أن تدرس إيحاءاتِ الكلمة كي لا يكون القرآنُ مجرّدَ كتابٍ يتحدّث عن التاريخ ، بينما هو في الحقيقة كتابٌ يمتدّ إلى الحاضر،
نحن نقول إنّ أصحاب الفتاوى لم يَفهموا القرآنَ ولا السّنّةَ جيّدًا؛ ذلك لأنّ مجرّد اختلافي مع أحدٍ في الرأي المذهبيّ، أو في تفسير آيةٍ أو حديثٍ نبويّ، لا يجعلني كافرًا
فالقرآن نصّ إلهيّ ولكنّ تفسيرَه بشريّ، ما عدا تفسيرَ النبيّ له وتفسيرَ من يعتقد الناسُ العصمةَ فيهم }
تعليقي على كلامه:صحيح أنه يتحدث عن بعض من خرج بفتاوى غير مرضية، وعلماء السلطان، إلا أن تفسير القرآن الكريم له شروط علميه يعرفها أهل هذا الشأن، وليس مجرد الفهم بالإيحاء، وكأن الدين تنويم مغناطيسي يفهم عن طريق الإيحاء، وهو لم يذكر ما هي ضوابط هذا الإيحاء؟ وما هي نظرية الإيحاء في تفسير المفردات القرآنية حتى يتعرف عليها القارئ، مع العلم أن جميع الفرق والذين خرجوا على الإسلام من القاديانية والبهائية وغيرها كانت تفسر القرآن بالإيحاء، واستبطان النص فهم بشري قاصر محمل بالهوى والميل والفئوية، فما هو العاصم من الانحراف بالقرآن عن الهوى غير ضوابط لغة العرب ومقاصد التشريع وضوابط الفهم.وهذا نص كلامه حرفياً:{وربّما يَعتبر العلماءُ أنّ كثيرًا من الأحاديث والروايات "موضوعٌ" ولا يتناسب مع النصّ القرآنيّ بحسب ما يُفْهم منه، لأنّ كثيرين وضعوا الأحاديثَ التي تعكس تأييدَ التزاماتهم المذهبيّة المختلفة في هذا المجال. ولذلك نجد أنّ التفسير بالمأثور، وهو ما ألّفه بعضُ الشيعة وبعضُ السّنّة، يخضع للعديد من التساؤلات، ولعدم الثقة به، لأنّه لا يتناسب مع الجوّ القرآنيّ والفهم القرآنيّ.}تعليقي:كلمة ربما في كلامه ليست من سمت كلام العلماء، وكأن علماء الأمة جلسوا يضعوا الأحاديث كذباً ليطابق تفسيرهم للقرآن، وهذا ليس بكلام علمي، فإذا كان هذا الأمر في الطوائف التي مرقت من الإسلام، وحرفت فيه فإن الأمة الإسلامية خلفت من التراث وكتب التفسير ما يذهل عقول المفكرين المنصفين، وهو لم يشر إلى أي عالم من هذا النوع، ليكتفي بالثلث الفارغ من الكأس ليتحدث بروح تشكيكية، وكأن تصحيح الإسلام قادم على يد الخميني فقط، وهذا ما سيشير إليه في تتمة كلامه، فليحذر شباب الإسلام مثل هذا النوع من العلم المبتور الناقص الذي يهدم أكثر مما يعمر ويبني.3- التشكيك في الصحابة والسلف:لم يكتفي بتليين الانتماء إلى السنة والقرآن من خلال ما ذكرناه، بل عمد إلى إقصاء الإقتداء بالخلفاء الراشدين، والصحابة الكرام، والتابعين لهم بإحسان، من خلال ما تلون كثيراً في كيفية الاعتماد على النصوص التي نقلها سلف الأمة من الصحابة والتابعين، إلى التشكيك بعلماء الأمة، واعتبر الكثيرين من علماء الأمة بما فيهم من كان في عصر الخلفاء الراشدين، ليسوا ثقاة وهم عون للحاكم الظالم المستبد، وإن استخدم كلمة بعض إشارة إلى غيره من الذين يتهمون، لكنه لم يقف موقف الدفاع عن الدولة الإسلامية على الأقل في عصورها المشرقة، أيام الخلفاء الراشدين، وصلحاء حكام دولة الأمويين والعباسيين وحتى دولة العثمانيين، فشمل الكل على أنهم أنموذج الدولة المسلمة الفاسدة.وهذا نص كلامه حرفياً:
، يقولون إنه يجب إطاعةُ وليّ الأمر وإنْ كان فاسدًا أو قاتلاً ..........
ولذلك نقول إنّ بعض الذين يتحدّثون سلبًا، عن الدولة في الإسلام، ربّما نظروا إلى تاريخ الحكّام المسلمين الذين كانوا يعيثون في الأرض فسادًا ويحاولون أن يَحْكموا على الناس بالقوة؛ غير أنّ هؤلاء ليسوا مظهرَ الحكم الإسلاميّ }
تعليقي على كلامه:
صحيح أنه قد يقصد بعض الحكام المسلمين الفاسدين، ولكننا نعلم أن عموم الطائفة التي ينتمي إليها السيد فضل الله لا تزكي أحداً من الحكام الصالحين حتى لو كانوا راشدين. فلينوه إن كان لا يقصد أن يتحدث بعقله الباطن والظاهر بوضوح.
4-الدعاية للدولة الفاطمية والخمينية:
لم يكتفي العالم الجليل الذي كثيراً ما يلجأ إلى الثقافة والكلمة المزخرفة، يتلاعب بها، خاصة لمن ليس له دراية بتأثيرها ومداها وحدودها، فإنه يصرح بنقد شديد لاذع للأمة الإسلامية، (ويقصد بها السنة ) متمثلة بالدولة السعودية، والدعوة الإصلاحية الوهابية، ومن ثم رابطة العالم الإسلامي، واتحاد علماء المسلمين، (الذي أسسه الشيخ الجليل العلامة يوسف قرضاوي ) بأن فكرتهم قائمة على الوهابية، والتكفير، والتفسيق، وحتى لا يقال له: قف عندك إلى هنا وكفى، حشر كلمة الشيعة لديهم مثل ذلك، والدليل على أنه يدعو إلى حضارة الدولة الفاطمية، وإسلام الدولة الفاطمية، أنه انتقد كل هذه المؤسسات والدول الإسلامية، ليزكي فقط دولة الخميني الطائفية، والتي قال وزير خارجيتها علناً: لولا نحن إيران الدولة لما استطاعت أمريكا دخول العراق وأفغانستان والخليج......والبقية تأتي، والدليل على ولاء الرجل مايلي:وهذا نص كلامه حرفياً:{من الطبيعيّ أنّ هناك دولاً ترتكز في سلطتها على المؤسّسة الدينيّة المتعصّبة، التي تكفّر المسلمين من السنّة أو الشيعة لمجرّد وجود اختلافاتٍ في تفسير آية أو حديث، الأمرُ الذي أكسبها قوّةً في واقع البلدان التي تَحْكمها. ونَذْكر في هذا المجال الفكرةَ الوهّابيّة التي يعتمد عليها الحكمُ في ذلك البلد، وربما في بعض بلدان الخليج. بل سمعنا أخيرًا أنّ مسؤولاً في ذلك البلد طالب المسلمين الشيعة بأن يحترموا المذهبَ السّنّيّ السلفيّ، ومعناه الوهابيّ الذي تأخذ به أكثريّةُ الشعب السعوديّ.}
بينما ذكر الخميني بخير وفقه، ولم يذكر من علماء الإسلام قديماً أو حديثاً أنه على فقه ودراية، وأثنى على الدولة الخمينية التي تقاتل الناس على كلمة فارسي، حتى لو استبدلت بكلمة إسلامي لا ترضى بها، بالإضافة إلى ماتفعله بالمسلمين اليوم في كل مكان يتواجد أتباعها فيه من ذبح وتسلح وطائفية، مستغلة ضعف الأمة الإسلامية، لنصرة الدولة الفاطمية المقبلة، بدليل ما يلي:
{ ففي التجربة الإيرانيّة، بقطع النظر عمّن يوافقها أو يخالفها، دعا الإمامُ الخمينيّ، وهو رجلٌ فقيه، إلى الحكومة الإسلاميّة، لكنه أجرى استفتاءً شعبيّاً يسأل فيه الناسَ إنْ كانوا يريدون الإسلامَ أمْ لا يريدونه، وهل يريدون قانونًا إسلاميّاً أمْ لا؟ ثم أسّس مجلسَ الشورى، ومجلسَ الخبراء، ومجلسَ صيانة الدستور، وأكّد أنّ من حقّ الأمة ومجلس الخبراء أن يُسقطا الوليَّ الفقيه إذا فرضْنا أنه انحرف عن الخطّ. والوليّ الفقيه نفسُه يأتي بالانتخاب؛ فالوليّ الفقيه الموجود حاليّاً في إيران حصل على سبعة وستّين صوتًا من أصل ثمانين، الأمرُ الذي يعني أنْ لا فرضَ لديكتاتوريّةٍ أو وراثيّةٍ في هذا المجال.}تعليقي على كلامه:
الخميني إمام ورجل وفقيه، وتسبب بمقتل مليون إنسان فقط من الإيرانيين والعراقيين وهم ليسوا صهاينة ولا صليبيين، بمجرد أن استلم الحكم، ولم يقل أحد أنه سفاح، بينما مسؤولي السعودية والخليج وعلماء رابطة إتحاد علماء المسلمين مثيري العصبية.
كلامه بالنص والحرف:
{وقد نُقل عن بعض المسؤولين أننا لا نستطيع الاصطدامَ بعلماء الدين لأنّهم يمثّلون القوّة التي يرتكز عليها النظام. ومن الطبيعيّ أنّ ذلك أدّى إلى نشوء منظّمات كـ "رابطة العالم الإسلاميّ،" وبعض هيئات العلماء من أهل السنّة وربّما من الشيعة أيضًا، والتي أكّدت المفردات المثيرةَ للعصبيّة كـ "التكفيريين" في جانب، أو "التفسيقيين" في جانب آخر، أو الإساءة إلى مقدّسات هذا الفريق أو ذاك}
5-التشكيك في نجاح النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته:ويستخدم لهذا التشكيك كلمة (حاول) ومعلوم ضعف هذه الكلمة إذا أسندت إلى أمر، وكذلك في التشكيك في تحالف الأنصار مع المهاجرين وأخوتهم وإليك النص حرفياً:وفي القرآن: ﴿واذكروا نعمةَ الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّفَ بين قلوبِكُمْ فأصبحتم بنعمته إخوانًا﴾)؛ ثم حاول أن يَعْقد هذه المعاهدةَ بين المسلمين المقيمين في المدينة (الأنصار) والمسلمين المهاجرين، ثم بين المسلمين واليهود}
ولا يريد أن يسند المعروف إلى عمر بن الخطاب، أو أن يقول له (رضي الله عته) ، فيأتي بالرواية عنه بدون إسناد على غير عادة العلماء في ذلك، ثم يطلب منا أن نحسن الظن، أخشى أن نحسن الظن إلى أن يأتي ابن العلقمي فيسلم مع بغداد دمشق وبيروت وصنعاء وغيرها من عواصم الوهابية كما يصفون.هذا نص كلامه حرفياً:
{ ونجد امرأةً تقف أمام الخليفة، وتقول له أخطأتَ، فيتقبّل منها ذلك}
وأخيراً حسبنا الله ونعمل الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله، هدانا الله وهداه إلى الدين الحق وكلمة الصدق، والنية المخلصة، وليس ذلك على الله بعزيز.
وما كتبت ذلك إلا لئلا يلتبس الحق بالباطل في تلاطم أمواج الحقائق بالشبهات في هذا الزمن الذي قل فيه العلم، وكثر فيه التأويل والتحريف.


أضف رد جديد

العودة إلى ”تجديد الخطاب الإسلامي“