إسلام كارين لونينج نائب مفوض الأونروا

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

إسلام كارين لونينج نائب مفوض الأونروا

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

تعيش كارين لونينج أبو زيد نائب المفوض العام للأونروا اتساقًا مع نفسها؛ فهي درست ما تهتم به، وعملت ما تتقنه، وتزوجت مَن تحبه، وعاشت ما تريده، وهى في ذلك تتفق مع قول الشاعر الفلسطيني محمود درويش "ولدت كما تريد".
فقد درست الإسلام في كندا، وعملت مع اللاجئين في العالم، وتزوجت من عربي مسلم، وأعلنت إسلامها، وهي الآن تعمل على حماية اللاجئين الفلسطينيين من خلال عملها في الأونروا.
قصة نجاح:
في أشهر شوارع غزة وفي مقر هيئة الأمم المتحدة كان لقاؤنا معها، استقبلتنا بحفاوة مبشرة بدفء الحوار، وبلسان أعجمي رحبت بنا كارين أبو زيد –62 عاما- وكنا شغوفين بمعرفة الكثير عنها، فتركنا لها الحديث لتحكي لنا قصة نجاح قلما تتكرر.
تقول كارين: أنا حاصلة على بكالوريوس من جامعة ديبوو في إنديانا وإم. إيه. في الدراسات الإسلامية من جامعة مكجيل في كندا، بدأت مسيرتي العملية في مهنة التمريض، ولكني كنت مهتمة بما يدور في الشرق الأوسط، واقتنعت منذ البداية أنه لكي أتفهم الأوضاع هناك يجب أن أفهم الإسلام دينا وحضارة، من أجل ذلك بدأت دراستي في معهد الدراسات الإسلامية في مونتريال في كندا.
وبابتسامة رقيقة تتذكر كارين لحظات جميلة خاصة بلقائها وزوجها المسلم العربي السوداني؛ حيث درسا وتخرجا في الجامعة معًا، وعملا في جامعة مكروري في يوغندا؛ فكانت هي تقوم بتدريس وبتدريب العلوم السياسية، وزوجها يقوم بتدريس الدراسات الإسلامية، كما أنها تلقت هناك دروسا لتعلم اللغة العربية.
وفي هذه الأثناء تم استدعاء زوجها للعمل في جامعة جوبا في جنوب السودان في عام 1977، وما كان عليها إلا المغادرة مع رفيق دربها، والبدء في بناء مسيرة جديدة؛ حيث أنشآ معهدًا يهدف للتقارب بين الشمال والجنوب؛ فكان نصف أعضاء هيئة التدريس والطلبة من الشمال والنصف الآخر من الجنوب.
عالم اللاجئين : معايشة لقضية اللاجئين الفلسطينيين
وتتذكر كارين بدايات اهتماماتها بقضية اللاجئين؛ فتقول: في إحدى العطلات الصيفية فيالخرطوم كنت بحاجة إلى إرسال بعض الطلبة الآسيويين إلى الجامعات المصرية للدراسة، ومن هنا بدأت علاقتي واهتمامي بقضية اللاجئين بصورة عامة في العالم؛ ففي السنوات التي تلت ذلك عملت فيها مع المفوضية العليا للاجئين داخل السودان؛ لما للسودان من خصوصية مع مشاكل اللاجئين.
فنجد أن اللاجئين الأوغنديين متمركزون في الجنوب، والتشاديين موجودون في الغرب، والآسيويين والإرتريين مستوطنون في الشرق.
ومن السودان كانت بداية عملي مع مكتب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة التي امتدت إلى 19 عامًا، ومن السودان انتقلت إلى ناميبيا في عام 1989 للمساعدة في تنسيق عودة اللاجئين، وذلك في عهد التفرقة العنصرية، وبعد الحرب الأهلية الليبيرية التي اندلعت انتقلت إلى سيراليون لرئاسة مكتب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في فري تاون.
وفي نفس العام وفي عام 1989 تم إرسالي أيضا إلى نامبيا لإعادة توطين الناميبيين الذين أتوا من أماكن كثيرة من العالم، وخاصة من أنغولا والدول المجاورة، وتلا ذلك عملية إعادة اللاجئين لجنوب أفريقيا من كل أنحاء العالم، وكانت هذه أهم مهماتي الشاقة؛ لأننا كنا نتعامل مع أفراد يتم إعادتهم إلى وطنهم جنوب أفريقيا.
بعد ذلك انتقلت للعمل بجنيف من عام 1991 إلى 1993 بالمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، لكن سرعان ما تركت جنيف، وذهبت إلى سراييفو رئيسة للإرسالية هناك لمدة سنتين أثناء الحرب البوسنية وما أعقبها من جرائم كإزاحة 4 ملايين بوسني من أرضهم. وهناك شاركت في حماية آلاف آخرين من عمليات التطهير العرقي من خلال عملي في المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ومن المهمات الفريدة التي قمت بها رئاسة بعثة المفوضية العليا للاجئين في كوسوفو؛ حيث كانت مهمتنا تتركز في إعاشة 4 ملايين بوسني ليسوا فقط من اللاجئين ولكن من الذين تأثروا من الحروب، وهذه المهمة قامت الأمم المتحدة بتكليفنا بها رغم أنه يجب أن يقوم غيرنا بها مثل الصليب الأحمر.
وتضيف: كم كانت الحرب قاسية هناك، خاصة أنها كانت دائرة على 3 جهات: الصرب وكرواتيا والبوسنة، وتتمثل قسوتها في المحاولات المضنية لمنع عمليات التطهير العرقي في تلك المنطقة.
وتستطرد كارين: في أغسطس 2000 أصبحت أمينة عامة مساعدة للأمم المتحدة، وعينت في وظيفة المفوض العام النائب لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين من قاعدتها في غزة.. أخيرًا أصبحت قريبة جغرافيا من زوجي وابني الأكبر اللذين يعيشان في الخرطوم (تعلق كارين).
وتضيف: شجعتني عائلتي على القدوم إلى غزة، وكانوا سعداء بمجيئي إلى هنا، وكل ما يزعج زوجي هو أنه لا يستطيع أن يدخل إلى غزة، ولا يستطيع الحصول على تأشيرة دخول؛ لأنه سوداني الجنسية.
مما يؤصل بداخلي شعور الوحدة؛ فأنا أري زوجي في العام مرة واحدة؛ فهو يأتي إلى عمان، ونتقابل في الأردن كل عدة شهور، وما يهون عليّ الأمر هو تكاتفنا هنا في الأونروا؛ حيث نشكل عائلة واحدة في المنطقة، وهذا يساعد الإنسان على عدم الشعور بالوحدة، كما أن غزة تتميز بالدفء والكرم والمعاملة الطيبة؛ فكل الناس هم عائلتي، على عكس أماكن أخرى كثيرة حيث العلاقات الاجتماعية فاترة.
وعن رفيق الدرب تقول كارين: "ما أعجبني هو عقليته وانتماءاته السياسية في ذلك الوقت، وكان معروفًا بخفة دمه وبدعاباته المستمرة، وهو ما ورثه ولداي ياسر وهيثم اللذان يعيشان مع زوجي في السودان.
وزار كارين في غزة ابنها هيثم لمدة 3 أسابيع في غزة وهو طالب في الماجستير، ولخص هيثم لأمه ثلاثة أسابيع عاشها بين الفلسطينيين بقوله: "إنه لم يقابل أي شخص في غزة لم يقل كلاما مهما ومثيرا طوال تلك الأيام من وجوده في غزة". وأضاف أنه لا يمكنك أن تشعر بالملل في هذا المكان الذي تختلط فيه السياسة بعقول الناس، والإثارة مستمرة هي عنوان الحياة في هذا البلد.
وحول كيفية تحمل البعد عنهم تؤكد كارين أن هناك ادعاء خاطئا بأن المرأة الغربية لا تهتم بالعائلة والأولاد وهذا غير صحيح، لكن ذلك يعتمد على الخلفية والبيئة التي أتت منها، وعلى مستوى تعليمها، وهو متواجد في كل المجتمعات وليس الغربية فقط. وتضيف أن هناك اختلافات تتعلق بطبيعة المعتقد للإنسان؛ فالإسلام واليهودية مثلا يعتبران الحياة اليومية جزءا من عقيدة الإنسان وتصرفاته، وهذا غير موجود بالنسبة للمسيحية.
القضية الفلسطينية :
وعن فلسطين في حياة كارين تقول: "كنت سعيدة جدا بمجيئي إلى غزة، الناس هنا كرماء جدًّا، والعمل هنا في غزة مختلف تمامًا، نحن نركز على مشكلة واحدة وهي اللاجئون الفلسطينيون وليس كالمفوضية العليا لكل اللاجئين في العالم، عملي يتركز منذ جئت إلى غزة على الكثير من القضايا الداخلية مثل المالية والشؤون الإدارية وبرامج الطوارئ التي أضافتها الأونروا".
ومن المعروف أن السبب الرئيسي في مجيء كارين إلى غزة هو خبرتها الواسعة في مجالات عودة اللاجئين وإعادة توطينهم، وهذه المجالات التي عملت فيها في المفوضية العليا منذ إقامتها، ولكن مع بداية الانتفاضة عادت مرة أخرى لعملها السابق وهو التعامل مع قضايا اللاجئين والمشاكل ونقاط التفتيش ومحاولة إطعام وتوفير الغذاء لملايين اللاجئين الفلسطينيين.
وعن بداية الاهتمام بالقضية الفلسطينية، تقول: إنني أهتم بالقضية الفلسطينية منذ بداية دراستي عن الشرق الأوسط في بداية حياتي العملية، وكنت أدرس العلوم الأفريقية في البداية، ثم تحولت دراساتي في الشرق الأوسط بسبب أحد أساتذتي في تلك الفترة، وبمرور الوقت زاد اهتمامي بالقضية حيث كنت أدفع دولارين شهريا لمنظمات تهتم في الشأن الفلسطيني في مونتريال بكندا، وكنت أدرس العلوم السياسية في جامعة جوبا، ثم في عملي في الأمم المتحدة فإنني عدت إلى قلب الحدث المثير.
وتضيف: أحببت فلسطين والفلسطينيين رجالا ونساء؛ وهو ما دفعني وزوجي إلى تسمية ابننا الأكبر ياسر تيمننا بالرئيس ياسر عرفات، كما أحترم الكثير من الفلسطينيين، منهم حنان العشراوي التي أرى فيها نموذجا قويا للمرأة الفلسطينية المناضلة، كذلك كان المناضل الأفريقي مانديلا من هؤلاء الذي حفروا ذكرى جميلة في ذاكرتي، كذلك يحتل جمال عبد الناصر الكثير من اهتماماتي، وكان له محطات ووقفات مهمة في حياتي.
طفل الحجارة:
وعن مستقبل الأطفال الفلسطينيين في ظل الأوضاع الحالية علقت كارين، وعلامات الحزن ترتسم على وجهها: "إن مستقبل هؤلاء الأطفال مخيف جدا؛ فهم يعانون أكثر من طاقاتهم وقدرتهم على التحمل، إننا نرى ذلك في المدارس من خلال العنف الذي يمارَس مع الطلاب في المدارس".
وتشير إلى أن الأطفال لا ينسون ما يشاهدونه من عنف يومي في حياتهم، وهذا يؤثر بصورة سلبية وخطيرة في مستقبلهم، الشيء الأخير هو الإذلال اليومي الذي يتعرض له آباؤهم أثناء ذهابهم إلى العمل على نقاط التفتيش والحواجز، وهذا كله يشاهدونه ويبقى عالقا في أذهانهم، وهذا العنف النفسي قد يكون أخطر من العنف الجسدي.
تهديدات صهيونية:
وتعليقًا على الاعتداءات المستمرة التي يتعرض لها المتطوعون والمراسلون الصحفيون ودعاة السلام الأجانب من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، تقول كارين: كنت أقضي عملي أثناء حدوث القصف في بيت الدرج، وفي أكثر من مرة تعرضت شبابيك الشقة للتكسير بسبب القصف الإسرائيلي، وقد استبدلت الشبابيك 5 مرات، ولكن لا يمكن مقارنة معاناتنا بمعاناة اللاجئين في رفح مثلا أو في الشمال الآن حيث يواجهون كل ليلة هذه المشاكل، وحياتهم تزداد صعوبة، ولقد كنا بصفتنا موظفين دوليين نبلغ الإسرائيليين عن أماكن تواجدنا في فنادق خاصة، ولم نتعرض إلى قصف مباشر في تلك الأماكن.
أما عن تعرضها لضغط سياسي من قبل إسرائيل، فقالت: "هناك مشاكل يتعرض لها الجميع، وهم الآن يتعرضون للأجانب العاملين الدوليين الذين لهم أسماء عربية مثلي".
وتصف كارين فهم الإدارة الأمريكية الحالية للقضية الفلسطينية بأنه فهم محدود، وهم بالتأكيد لا يستوعبون الأبعاد الكاملة للمشكلة، وإذا كانوا يعتقدون أن الاستيطان والاحتلال واللاجئين هي قضايا هامشية فهم مخطئون. وتضيف: أقول للأمريكان: تعالوا معي للمشاهدة بأعينكم وليس بأعين غيركم.


أضف رد جديد

العودة إلى ”رجال ونساء أسلموا“