الشريعة بين القديم والجديد

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

الشريعة بين القديم والجديد

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

الشريعة وتطور المسلمين:
وبالنسبة لحديثنا عن العلماء والفقهاء،حديث الفقه والشريعة ذو شجون، وكلكم يعلم أن تأسيس جامعاتنا قام على أساس استبعاد كليات الشريعة من الدراسات الأكاديمية، وسبقها كليات القانون، في بلادنا العربية، وكان ترتيب الإنتساب إلى كليات الشريعة مبني على أساس الذي لا يقبل في الفروع الأخرى يُقبل إنتسابه إليها، وكذلك الجو العام للتخلف في الأمة في عصورها الأخيرة، جعل الدراسة الشرعية، مبني على أساس المتون القديمة، وندرة الإجتهاد في علماء العصر.
ومع ذلك تعلمون كياسة وشجاعة علماء الأزهر وغيرهم في عالمنا العربي، الذين تصدوا للاستعمار وحاربوه من زواياهم الفقهية وكتاتيبهم، كأمثال عمر المختار والمهدي في السودان والأمير عبد القادر الجزائري، وابن باديس وعز الدين القسام الشامي في فلسطين وغيرهم كثر، إلا أن العصور الأخيرة شهدت حرباً على الحرية والشجاعة، فنحي أمثال هؤلاء، فظهر علماء السلطان من ناحية، والثقافة العامة في بلادنا لا تختلف كثيراً في الفهم والسلوك عن فهم هؤلاء الفقهاء ( محدودي الثقافة) ، والمدارس الشرعية تداعت عليها أيدي المتدخلين والمتطفلين، لضمان ولائهم ( الذي يعرفه الجميع) فتلقف طلاب الشريعة فقهاء من هذا الوسط، فلم يخرجوهم إلى التنوير الذي تقتضيه عظمة إسلامنا وحضارتنا.
أخوتي في المنتدى، نحن بحاجة ماسة إلى فقه الأولويات، وفقه الواقع، وفقه العصر، وقد وجدت في كتب الأقدمين، سبق لعصورهم عجيب بليغ، بينما نجد في كتب العصور المتأخرة جمود واختزال غريب،
ومع تخصصي الشرعي من جامعة دمشق، وقد سبقته بدراسة دار المعلمين في حلب، واتبعتهما بدراسة الفلسفة، والماجستير والبرمجة اللغوية العصبية (nlb) وإطلاعي على بعض الكتب المترجمة في البرمجة، كان يمر بين يدي بعض كتب لفقهاء في القرن الرابع الهجري، مثل: كتاب تهذيب الأخلاق لابن مسكويه ت/421هـ فأجد ملخص كتاب أنتوني روبنز (الأمريكي) أيقظ قواك الخفية 500صفحة في أربع أسطر محكمة من أول كتاب ابن مسكويه، وكتاب " الأمد الأقصى" للفقيه الأصولي، الدبوسي، في الفترة نفسها، وفي كتب فقهاء القرن الثالث الهجري أفكار ومباديْ تنقل عن أرسطو وسقراط- دون أدنى حرج، مع التذييل بعبارة المعلم الحكيم، مما يدل على الانفتاح الحضاري- الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها - وغير ذلك كثير.
وبالنسبة لبعض الإفتاءات المختلفة-إذا لم تكن عن جهل وقصور في الاجتهاد، فلا يعتبر الأمر عيباً لتعدد الاجتهادات، بل يعتبر مفخرة،وإليكم الحادثة التالية:
في أحد مؤتمرات الإعجاز العلمي في القرآن، حدث حوارات ومناقشات متضادة بين العلماء، فشعر مدير الجلسات " عبد المجيد الزنداي " بالحرج من الاعتراضات بين العلماء والمتحاورين، أمام ضيوف وعلماء أجانب، فأراد أن يعتذر عن ذلك، فتكلم أحد هؤلاء الأجانب وقال: لم الاعتذار؟ إن ما حدث من كثرة الاعتراضات يعتبر مفخرة لكم على حرية التعبير، وحرية التفكير الديني، الذي نحن محرومون منه في الغرب، لأن مذاهبنا الدينية لا تقبل الاعتراض، وهي مقولبة بصيغ ثابتة، لا تصدر عن حرية تفكير، ولا عن حرية تعبير".
ولذلك ليس العتب على فقهائنا وحدهم، وهذا دوركم ياشباب ويا صبايا، حتى لو كان بعضكم متزوجاً -أباً أو أماً - لأن مقولة اليونسكو شباب على طول.
أعطني حرية وكرامة وأمناً وصدقاً وأماناً وخذ إبداعاً وتطوراً وتطويراً، وانفتاحاً لا على ثقافة الكراهية والعنف، والعصبية والقهر- بل على ثقافة الحب والاحترام والبذل والتضحية وصناعة الوطن الحر الأبي.
فالمشوار طويل، وطريق 1000ميل يبدأ بخطوة، وأخيراً أعجبت بمدى ثقافتكم وحرصكم ولطفكم، وكنت متردداً في المشاركة لأن الموضوع دسم وواسع وكبير ويحتاج إلى دراسة وبحث واستحضار الأدلة، إلا أن حماسي رغبني وشجعني أن أثني عليكم عن طريق مشاركتي المتواضعة على عجالة من أمري،ودمتم.
بقلم: محمد نبيل كاظم.


أضف رد جديد

العودة إلى ”الشريعة والفتاوى“