طبيبة بريطانية بدرجة مناضلة فلسطينية

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

طبيبة بريطانية بدرجة مناضلة فلسطينية

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

سونيا.. طبيبة بريطانية بدرجة مناضلة فلسطينية إيمان عبد المنعم
رفح (مصر) - وقفت أمام بوابة معبر رفح الحدودية بين مصر وقطاع غزة تصرخ باللغة الإنجليزية في وجه الجنود المصريين "Gaza children killed
" –أطفال غزة يقتلون - مترجية ليسمحوا لها بالعبور لمساعدة أطفال القطاع القابع تحت عدوان إسرائيلي متواصل منذ 18 يوما، مسفرا عن ارتقاء 930 شهيدا و4280 جريحا حتى اليوم 13-1-2009.
وبعد 4 أيام من المحاولات الفاشلة لدخول القطاع قررت الطبيبة البريطانية "سونيا روبنز" التوجه لقبرص للحاق بقارب الكرامة الذي انطلق أمس الإثنين من ميناء لارناكا باتجاه قطاع غزة المحاصر منذ نحو عامين.
وقبل مغادرتها بوابة المعبر قالت في حوار خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" وهي في حالة غضب شديد: "أطفال غزة تقطعهم الصواريخ الأمريكية الصنع وعلينا المسارعة لإنقاذهم".
غضب أستاذة جراحات التجميل البريطانية ظهر جليا خلال عشرات الاتصالات التي أجرتها بمسئولين مصريين وبسفارة بلادها في القاهرة، محاولة إيجاد طريقة لدخول القطاع دون جدوى.
وراحت د. سونيا تتجول عند بوابة صلاح الدين من الجهة المصرية، والتي تبعد نحو 5 كيلومترات عن معبر رفح محاولة تهدئة غضبها، وخلال تلك المسافة أخذت تستعيد ذكرياتها مع قطاع غزة الذي وصلته للمرة الأولى عام 2000 ضمن وفد طبي أوروبي قائلة: "لم أكن أتخيل هذا الحجم من المعاناة التي لم تنجح وسائل الإعلام في نقل 10% منها، خاصة معاناة الأطفال التي عايشتها ولمستها عن قرب خلال الانتفاضة الثانية".
واندلعت الانتفاضة الثانية في 28 سبتمبر عام 2000 وسميت بـ"انتفاضة الأقصى" احتجاجا على اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية حينها "إريل شارون" للمسجد الأقصى المبارك برفقة 3 آلاف من جنود الاحتلال.
في مواجهة الألم
الألم الذي رأته ينشب أظفاره في أطفال غزة دفعها للبقاء لمقاومته بكل أسلحتها الطبية، فراحت على مدار ثماني سنوات تجري جراحات التجميل لضحايا قذائف الاحتلال الإسرائيلي التي مزقت أطرافهم وشوهت أجسادهم، ولم تعد د. سونيا تزور بريطانيا بلدها الأصلي سوى شهر في العام وتحرص على إمضائه في الدفاع عن القضية الفلسطينية بين البريطانيين.
وبعد قيامها بالعشرات من عمليات التجميل دون مقابل مادي في مستشفى الشفاء بقطاع غزة والتي يمنعها الاحتلال الإسرائيلي من البقاء فيها أكثر من 40 يوما كل ستة أشهر أصبحت د. سونيا من أشهر الطبيبات في المستشفى الرئيسي بغزة.
ولم تخضع د. سونيا التي اتخذت من الطب سلاحا للمقاومة لقيود الاحتلال ووسعت من ساحة نضالها، فأخذت توجه الدعوات لزملائها في بريطانيا للمساهمة في علاج أطفال القطاع عقب الانسحاب الأحادي الجانب للقوات الإسرائيلية من غزة في 2005، لكن دعواتها لم تلق الصدى الذي تأمله.
"ارتدوا سترة الشهادة"
مع استمرار الحصار الذي فرضه الاحتلال على قطاع غزة منذ نحو عامين وما أسفر عنه من تدهور الأوضاع بشكل كبير، لم تجد د. سونيا أمامها إلا مضاعفة جهودها لمعالجة الأطفال الذين باتوا يعانون من أمراض مضاعفة جراء الحصار مثل الأنيميا والسرطان، فضلا عن تزايد نسبة الأطفال "المبتسرين" نتيجة نقص الغذاء لدى الأمهات.
وكان في مقدمة تلك الجهود دعوتها لتأسيس مؤسسة "العدالة من أجل غزة"، والتي قالت عنها: "مشهد الأطفال داخل الحضانات وهم يحاربون الموت كما يحارب المقاومون المحتل دفعني مجددا للتفكير في وسائل أكثر لإنقاذهم".
ولاقت دعوة د. سونيا هذه المرة استجابة كبيرة في أوروبا، حيث تحمس لها خليل النيس عضو الحزب الوطني الأسكتلندي وعدد من النشطاء الذين حاولوا قبل أربعة أشهر إدخال شاحنة معونات لغزة عبر معبر رفح.
سفن كسر الحصار
إصرار د. سونيا على مساعدة الشعب الفلسطيني وبصفة خاصة أهالي غزة، كانت الشرارة الأولى لمبادرة سفن كسر الحصار التي قادها نشطاء أوروبيون، ومن فوق واحدة من أوليات السفن التي توجهت لقطاع غزة في 22 أغسطس 2008 وقفت د. سونيا مرتدية سترة النجاة خشية قيام إسرائيل بضرب القارب، وقالت لزملائها من النشطاء الأجانب "ارتدوا سترة الشهادة".
وكانت سفينتا "الحرية" و"غزة الحرة" التي سيرتهما الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة، ومركز العودة الفلسطيني، وحركة غزة حرة، وصلتا إلى شواطئ غزة في 22 أغسطس الماضي، وعلى متنهما متضامنون أجانب ومعونات طبية وغذائية، كخطوة لكسر الحصار غير الشرعي على القطاع.
وبمجرد وصول القارب إلى القطاع تركت د. سونيا رفقاءها للتوجه مباشرة لمستشفى الشفاء للاطمئنان على حالة المرضى ووضع المستشفيات واحتياجاتها لترسلها سريعا للراغبين بالمساهمة من أصدقائها في أوروبا.
وبعد ثلاثة أيام قضتها في غزة أجرت خلالها العديد من الجراحات، تقف الطبيبة البريطانية الأصل الفلسطينية الهوى على رصيف ميناء غزة مودعة أهالي القطاع بالقول "تركنا قلوبنا في غزة.. وسنعود إليها".
وعندما فشلت سونيا في العودة إلى غزة مرة أخرى خلال رحلة قارب "الكرامة" التي منعته القوات الإسرائيلية في 29 ديسمبر الماضي من الوصول للقطاع، جاءت لمدينة رفح المصرية حاملة تصريح ممارسة مهنة الطب، وجواز سفرها بجانب "البلطو" الأبيض، لكن ذلك لم يشفع لها ويمكنها من الدخول.
واختتمت د. سونيا حديثها وهي تغادر معبر رفح إلى ميناء لاروكا القبرصي قائلة: "لن أصمت على قتل تلك البراءة التي عشقتها فأتت بي إلى هنا


أضف رد جديد

العودة إلى ”فلسطين المباركة“