حواء وآدم في أمريكا

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

حواء وآدم في أمريكا

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

حواء وآدم في أمريكا محسن الصياد
يتميز المجتمع الأمريكي بنهمه الشديد للأرقام ممثلة في إحصاءات ودراسات بل واستطلاعات للرأي تشمل كافة نواحي الحياة، وتمتد هذه الأرقام إلى تفاصيل قد يراها غير الأمريكي ضئيلة القيمة لكنها تمثل أهمية لدى المواطن الأمريكي. ولعل هذه الدراسات والأبحاث الرقمية هي ما تفتقده مجتمعات العالم الثالث رغم ما تمثله من أهمية في بناء السياسات والمناهج.
وكانت وكالة رويتر قد نشرت العديد من الدراسات والأبحاث واستطلاعات الرأي من المجتمع الأمريكي، كلها تضع الرجل والمرأة في كفتي الميزان من عدة أوجه:
الإدمان
بداية، وجد الباحثون في جامعة "ويك فورست" بنورث كارولينا أن الوضع الاجتماعي له صلة وثيقة بإدمان المخدرات، سواء عند الرجل أو المرأة، وإن كان تأثيره أكثر على الرجل. وانشغل الباحثون كثيرا بمعرفة أسباب اتجاه كل من الرجل والمرأة للإدمان، وأكدت الدراسة أن تدني الوضع الاجتماعي يدفع بالرجل إلى الإدمان، أما المرأة فيلزمها مؤثرات أخرى مثل الاكتئاب والمشاكل العائلية وأحيانا العاطفية.
العصبية والعنف
وأشارت الدراسة التي أجريت على 1700 أسرة إلى أن الأزواج والزوجات غالبا ما يكون لهم معدل ضغط دم متقارب أو متشابه خلال حياتهم الزوجية، ولكن الدراسة لم توضح ما إذا كان ذلك نتيجة لأن الأشخاص العصبيين يميلون إلى الزواج من زوجات عصبيات مثلهم، وكذلك بالنسبة للأشخاص الهادئين أو نتيجة لتأثير كل منهم في الآخر. وتشير نفس الدراسة إلى أن الأب العصبي يكون أكثر عنفا مع الأبناء عن الأم العصبية.
وكان تقرير لسلطات الصحة الاتحادية في واشنطن قد أشار إلى أن مليون طفل أمريكي يتعرضون سنويا لسوء المعاملة والاضطهاد بالضرب والتعذيب، وأن عدد الوفيات لهذا السبب يتراوح بين 2000، 5000 حالة وفاة سنويا، وتبين أن بعض الآباء أحرقوا أصابع أطفالهم بالنار لتخويفهم من اللعب بالكبريت! وكان دفاع الأب أن والديه سبق لهما أن فعلا ذلك له عندما كان طفلا!
القاتل الأول!
في حين ذكرت جمعية القلب الأمريكية في تقريرها السنوي أن أمراض القلب ما زالت القاتل الأول في الولايات المتحدة، رغم أن ثلثي الوفيات الناتجة عنها يمكن تفاديها لو حرص الناس على أنظمة غذائية أفضل ومارسوا المزيد من التمارين الرياضية. ويذكر التقرير أن حواء الأمريكية أكثر حرصا من آدم الأمريكي على تناول الحد الأدنى من الفواكه والخضراوات وبزيادة قدرها 30% عن الرجال الملتزمين بهذا النظام الغذائي.
والطريف أن المرأة الأمريكية تحرص على ذلك بحثا عن الجمال والنضارة في المقام الأول، ثم تأتي الصحة، وذلك حسب استطلاع للرأي تم إجراؤه بواسطة جامعة شيكاغو شمل نحو 2000 سيدة، وفي الاستطلاع أكد 80% من السيدات أن جمالها يقف عائقا أمام نجاحها في الحياة العملية، حيث يعرضها لمتاعب عديدة!
ولكن، لمن تتجمل المرأة الأمريكية؟! تجيب نتائج الاستطلاع أن 62% من النساء الأمريكيات يتجملن لإرضاء أنفسهن، و24.6% يتجملن لكل الناس، و9.7% فقط يتجملن لأزواجهن، في حين أن 3.7% لا يجدن سببا محددا لذلك.
أزواج وزوجات.. وكدمات!
من ناحية أخرى جاء في تقرير من المستشفى العام في ماساشوستس أن دراسة أُجريت على 1360 سيدة أكدت أن ضرب النساء هو أكثر الأسباب شيوعا للجروح التي تصاب بها النساء، وأنها تفوق كل ما يلحق النساء من أذى نتيجة حوادث السيارات والسرقة والاغتصاب مجتمعة! فقد تبين أن 17% من النساء اللاتي دخلن غرف الإسعاف هن ضحايا ضرب الزوج أو الخاطب! و83% منهن دخلن المستشفى مرة على الأقل من قبل للعلاج من جروح وكدمات نتيجة ضرب الزوج أو الخاطب.
وتقول الدراسة: إن نوعية الإصابات تبدأ من كدمات سوداء حول العينين وكسور في العظام وجروح وحروق بدرجات مختلفة، وتنتهي إلى الطعن بالسكاكين وطلقات نارية لا تخطئ الهدف غالبا، هذا بخلاف الضرب بالكراسي والآلات الحديدية المتنوعة.
مواصفات من أجل السعادة
وإذا كانت هذه ملامح من الحياة الزوجية على الطريقة الأمريكية، فهل هم سعداء في حياتهم الزوجية؟ وعلى أي أساس يلتقي الرجل والمرأة على طريق الحياة الأسرية؟
نجد الإجابة في استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا عن أهم الصفات التي يحب الشاب الأمريكي توافرها في زوجة المستقبل، وقد أجمع الشباب الأمريكي على ضرورة توافر 18 صفة في الزوجة المنشودة ، تبدأ بالكفاءة في إدارة المنزل وتقدير الزوج والتمتع بالشاعرية، وجاء شرط الدخل المادي الكبير للزوجة تحت رقم 16 بين الصفات المطلوبة.
وفي جانب آخر من الاستطلاع شمل المتزوجين تبين أن الأمريكيين المتزوجين رجال سعداء، وإذا كانت لديهم فرصة للاختيار مرة أخرى لاختار 77.1% منهم نفس الزوجة، وتزيد هذه النسبة لدى المتزوجين لثاني أو ثالث مرة إلى 81.5%. وقد تنوعت أسباب هذا الوفاء الأمريكي، فأحيانا يرجع السبب إلى:
1- حب حقيقي، حيث قال البعض (إنها أكثر الناس تفهما).
2- الاستسلام للروتين فكان الرد (ولم لا؟).
3- نتيجة لنظرة واقعية حيث قيل (بدونها لا أستطيع أن أدبر أموري).
4- نزعة نفعية أحيانا حيث أجاب البعض (من سيرعى شئون المنزل وينظف ملابسي!).
ويؤكد الاستطلاع أن إرضاء الرجال أيسر من إرضاء النساء اللاتي تموج نفوسهن بالرومانسية، حيث أظهر الاستطلاع أن 50% فقط من الزوجات سيخترن نفس الزوج!
وبحثا عن الفروق المالية بين الزوج وزوجته أوضح الاستطلاع الذي شمل أكثر من خمسة آلاف حالة زواج، أن 20% من الزوجات العاملات يحصلن على دخل يزيد على دخل أزواجهن. وتبين أن فرص الزوجة للكسب أكثر من زوجها تزيد كثيرا في فئة العمر بين 25 و34 سنة، ولم يذكر أكثر من 4% من أزواج هؤلاء أن ذلك يسبب لهم أي ضيق ولا يضعف من صورته الشخصية أمام زوجته أو حتى الأبناء -عكس ما نجده في المجتمعات العربية عموما- بل يرى 40% من هؤلاء الأزواج أن الزوجة لم تكن لتحقق العائد المادي الكبير إذا لم تتمتع بمساندته. في حين تؤكد 58% من النساء الموظفات اللاتي شملهن الاستطلاع أنهن سيعملن حتى ولو كن قادرات ماديا.
ويعتقد 59% من نساء الاستطلاع أنهن أمهات وربات للبيوت ممتازات، في حين لا يتفق معهم في هذا الرأي سوى 44% من الرجال! ورغم ذلك أجمع أكثر من 90% من الرجال على ضرورة استمرار الزوجة في العمل!
الأسرة الأمريكية.. في عيون عربية
وإذا كانت هذه هي آراء الأمريكيين في حياتهم، فكيف هي في عيون غير الأمريكيين، يقول الأستاذ ماهر أحمد -مدير بشركة تأمين ومقيم في واشنطن منذ عشرين عاما-: "الشخصية الأمريكية عموما لا يشغلها سوى متع الحياة، ويأتي في مقدمتها المال والجنس ولا يختلف في ذلك الرجل عن المرأة".
ويضيف: "تتميز الأسرة الأمريكية بالصرامة مع الأبناء -وفق معتقداتهم بالطبع- عكس التدليل المتبع في الأسرة العربية، ففي الأسرة الأمريكية كل فرد له دور يؤديه وبتكليف وليس تطوعا ويتساوى في ذلك الطفل مع الزوج والطفلة والأم، فإذا كان للمنزل حديقة كان على الطفل من سن 7 سنوات تهذيب الحشائش والطفلة تتولى ري النباتات".
وعن أوجه إنفاق دخل الزوج أو الزوجة يقول: "تسير التزامات الأسرة الأمريكية كلها بنظام الأقساط، فتجد الزوج يلتزم بقسط المسكن والسيارة والتليفون وأقساط التأمين المختلفة، بينما تتولى الزوجة تدبير احتياجات الأسرة الأسبوعية من الطعام وأقساط الملابس، حيث يمكنك شراء ملابس الموسم وتدفع بأقساط شهرية، وهكذا تسير ميزانية الأسرة في روتين ثابت".
وتقاطعه (سلوى) -زوجته-: "إيقاع الحياة السريعة وكثرة الالتزامات لا يترك الفرصة للاستمتاع بما هو متاح في الحياة الأمريكية، خاصة أنك مهما طالت إقامتك في أمريكا فأنت لست أمريكيا، فقد تعودنا في بلادنا العربية على الجلسة الأسرية والحكايات والسهر في أمسيات عائلية، وهو ما نحرم منه هنا في أمريكا".
وتقول "عزة" -والدها صاحب شركة سياحة مصرية-: "أعمل بائعة في محل بيع أحذية مدة 4 ساعات فقط يوميا وهذا العمل يكفي فقط أجر السكن تقريبا، وأترك الباقي على زوجي، فأنا لا أستطيع العمل أكثر من ذلك لانشغالي بابني وابنتي!".
وتضيف "عزة": "بعد إقامتي 17 سنة في أمريكا أرى أن نموذج الأسرة الأمريكية نموذج ناجح جدا باستثناء النواحي التربوية التي تربينا عليها في مصر وفي بلادنا الشرقية عموما، فلو أخذوا منا الترابط الأسري وقيمنا التربوية، وأخذنا منهم الجدية في الحياة، لأصبحت حياتنا وحياتهم أكثر جمالا".


أضف رد جديد

العودة إلى ”الإدارة المنزلية“