طالبة جامعية تنزل إلى القبر بحثاً عن عريس

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

طالبة جامعية تنزل إلى القبر بحثاً عن عريس

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

طالبة الجامعة الأمريكية تنزل إلى القبر بحثا عن عريس!مصر: "مثقفات" في حضرة عفركوش وسلطان الجن الأحمر ! غادة الترساوي تخرجت في الجامعة الأمريكية، وتعمل بإحدى الشركات الكبيرة.. جميلة جدا.. أناقتها تلفت الانتباه.. حديثها الذي لا يخلو من كلمات بالعربية ينم عن مستوى ثقافي رفيع.. لم تتزوج رغم أنها خطبت ثلاث مرات، وفي كل مرة يقوم العريس بفسخ الخطبة لأسباب تصفها بالتافهة.. لذا رأت والدتها ضرورة عرضها وبسرعة على دجال "محظوظ" قررت أن تنفق عليه بسخاء حتى يحل مشكلة ابنتها، ولم تعارضه أو حتى تناقشه عندما طلب من ليلى قضاء الساعات الأخيرة من الليل داخل قبر دفنت فيه عروس جديدة حتى تذهب عنها العُكسات وتنفك عقدتها..!.إلى هنا والقصة تبدو مألوفة إلى حد ما، فقلق الأم المعروف بشأن زواج بناتها، وثقافة وتفكير جيل سابق قد يكون مبررا لهذا التصرف غير المقبول، ولكن أن تقبل الابنة طلب الأم وتذعن لأوامر شاذة لدجال محترف فهو أمر يستحيل على العقل أن يقبله أو يجد له مبررا مهما كانت الظروف.. فعلى خلاف التوقعات امتثلت فتاة الجامعة الأمريكية لأوامر الدجال حتى لا يلحق العريس الأخير الذي تقدم لخطبتها منذ أيام بمن سبقوه.. استجمعت ليلى شجاعتها وأقنعت نفسها بأن مصباحها الصغير وبقاء والدتها أعلى القبر سيؤنس وحشتها، لكنها ومع أول خطوة لها داخله اصطدمت قدماها بشيء لم تواتها الجرأة إلى النظر إليه، لكنها استنتجته بالطبع، فانتابتها حالة من الفزع الشديد وأخذت تطلق صرخات هستيرية أجبرت أمها على إخراجها من هذا القبر المرعب، لتصاب بعدها بصدمة عصبية أبقتها تحت العلاج فترة طويلة.وخرجت الفتاة من هذه التجربة الأليمة، وقد أعلنت رفضها التام للارتباط، ليس فقط بالعريس الأخير ولكن للزواج بوجه عام.. والغريب أن الأم ما زالت على قناعة بأن عدم قضاء ابنتها الوقت الذي حدده الدجال لها في القبر هو السبب في عدم فك عقدتها وبقائها بلا زواج!.
لم تكن فتاة الجامعة الأمريكية الضحية الوحيدة من هذه الفئة التي سقطت في براثن الدجالين والمشعوذين، فبعد جولة لنا في أسواق الدجل المنتشرة بالقاهرة في مناطق شعبية كالسيدة زينب والشرابية ومصر القديمة، ومن السيارات الفارهة التي تصطف أمام هذه الأوكار يمكنك أن تلحظ بسهولة أن المثقفات وأصحاب المستويات الرفيعة باتوا ينافسون الفقراء والأميين في التردد على هؤلاء العرافين؛ ليثبتوا أن البسطاء والسذج لم يعودوا الطرف الوحيد في هذه اللعبة، وأن الخرافة عندما تعبث بالعقول فإن المتعلمين يأتون بسلوكيات ليست من المنطق في شيء، فيقعون فريسة سهلة لوحوش المال من المشعوذين ومتعاطي الأعمال السحرية تحت وهم قدرتهم على تحقيق المعجزات، ليكونوا سببا في زيادة مساحة الجهل، ويساهمون بلا وعي في الترويج له بدلا من الوقوف في الصفوف الأمامية لمحاربته!.
دجال تحت التمرينبدأت جولتنا بمنطقة أبو السعود التي تضم وحدها أكثر من مائة من محترفي أعمال الزار والشعوذة يمارسون جميع أنواع السحر والتنجيم، بداية من قراءة الكف والفنجان إلى الأحجبة وفتح المندل الذي يكشف لهم كل ما هو خفي كما يزعمون.
وهؤلاء يعملون بشكل علني لا مجال للسرية فيه.. بل الجديد أن معظمهم بات يورث المهنة لأبنائه الحاصلين على الشهادات الجامعية، فاستبدلوهم بمساعديهم في محاولة لتطوير المهنة لتتلاءم وجمهورها الجديد من المتعلمين وذوي الثقافات الرفيعة من ناحية، ولتدريبهم عليها حتى لا يرثها عنهم الغرباء ويفوزوا بما تدره من أموال طائلة تفوق عشرة مليارات في السنة الواحدة، كما أثبتت الدراسات، من ناحية ثانية.
في هذا الحي وضعنا أيدينا على الكثير من القصص المأساوية التي وجدناها تتكرر في أحياء أخرى.. والتي تصيبك بالغضب والرثاء معا، حين تجد العلم والخرافة والدين يجتمعون في عقلية واحدة!
المهندسة والأفاكعفاف.. مهندسة وزوجة لمدرس مساعد بإحدى كليات جامعة القاهرة، مر على زواجهما خمس سنوات لم يرزقا خلالها بأطفال، بعد جولات طويلة داخل عيادات الأطباء بلا فائدة قررا الاستعانة بواحد من مشاهير الدجالين، الذي أخبرهم الأقارب والمعارف بأنه أفلح في علاج حالات مشابهة!.
تقول عفاف: ذهبت إلى هذا الدجال بعد أن أقنعني زوجي بأنني لن أخسر شيئا بذهابي إليه، وهناك أصر الرجل على دخولي إليه بمفردي، وبعد أن استمع إلى شكواي فوجئت به يطالبني بالتجرد من ملابسي بالكامل.. فزعت.. ورفضت ذلك بإصرار، لكنه شرع يبث الطمأنينة في نفسي ويخبرني بأنه لن يراني بعينه البشرية لأنه ليس كغيره من البشر، وأنه كالطبيب وعلى المريض أن يذعن لأوامره.. اقتنعت بكلامه وكنت على وشك الاستجابة، لولا أن رأيت نظراته النهمة التي لا تخرج إلا من عين شيطانية، فسارعت هاربة من المكان كله قبل أن يقع المحظور، بعد أن تأكد لي أنني سأخسر نفسي وديني وزوجي على عتبة هذا الأفاك.
عفاريت الست"ناهد" مفتشة تموين.. تعرض منزلها للسرقة منذ شهور، وكانت مصوغاتها الذهبية أهم هذه المسروقات، توجه زوجها للإبلاغ عن الحادث، وتوجهت هي للست "المبروكة" أشهر دجالة بشبرا، لم يدلها عليها أحد فهي دجالة العائلة منذ سنين، وقامت المبروكة بفتح المندل الذي أخبرها أن السارقة زوجة شقيق الزوج.. "سلفتها يعني"، وكشف لها شياطينه عن صفاتها التي تنطبق على آلاف السيدات، ولكن لأن هذا الاختيار لاقى هوى في نفس ناهد للغيرة النسائية المعروفة، فقد خرجت من عندها لتحرر بلاغا رسميا ضد سلفتها بدلا من الإبلاغ عن الشيخة المزعومة, وشرعت تطالب الزوج برد مصوغاتها من عند أخيه وزوجته، ثار الزوج واتهمها بالجنون، وثارت هي واتهمته بالتدليس، فهددها بالطلاق، حتى اضطر أهل الثقة من المقربين للتدخل، وعندما سألوها في جلسة الصلح عن دليل اتهامها أجابت بلهجة قاطعة.. "عفاريت مبروكة"!.
الخلاف مستمرسناء.. مدرسة إعدادي.. تزوجت من ابن عمها بعد قصة حب استمرت سنوات، ولأنه لا يملك ثمن شقة فقد قررا أن تبدأ حياتهما في منزل أسرتها، ومع نهاية شهر العسل بدأت المشاكل.. لم يحتمل العريس تدخلات حماته في كل كبيرة وصغيرة تخصهما.. كثرت الشكوى ودب الشقاق بين الزوجين، ولم يشفع حب السنين في القضاء على الخلافات التي زادت بينهما وباتت تنذر بانفصال وشيك، فلم تمض السنة الأولى إلا وكان الطلاق قد وقع مرتين وتم الصلح، ولكن سناء باتت مهددة بالانفصال الذي لا تعقبه عودة.
ورغم أن المشكلة كانت واضحة، وحلها يفرض عليهما ضرورة الاستقلال في سكن خاص يضمن لهما الخصوصية، فإن تفكيرها هداها للجوء إلى أحد العرافين ليجد لها حلا يبقي على زواجهما ويقضي على الخلافات بينهما، واستمرت تتردد عليه شهورا طويلة بعد أن أقنعها بأن زوجها معمول له "عمل" بكراهيتها، وأنه يحاول استخراج هذا العمل من مكمنه، وبالطبع يستلزم هذا البحث مبالغ طائلة.
استجابت معلمة الأجيال وأخذت تدفع للدجال كل ما يطلبه حتى اضطرت لبيع شبكتها الذهبية.. ولم تفكر للحظة في أن هذه الأموال المهدرة كان من الممكن أن تساعد في الحصول على مسكن ولو بسيط تجد فيه سعادتها المفقودة.. ورغم أن الخلافات ما زالت في تصاعد مستمر فإنها لا تزال بانتظار الحل السحري من هذا الدجال.
قنديل أم هاشممن أغرب الحالات التي صادفناها.. أسرة صغيرة.. قابلناها عند "قنديل" دجال بحي السيدة زينب (التي يسميها المصريون أم هاشم)، الأب ملتح ويعمل مهندسا.. والأم منتقبة وحاصلة على مؤهل جامعي.. يتبادلان حمل طفلهما الصغير الذي بدا عليه المرض، ورغم التزامهما الديني الظاهر للعيان، وثقافتهما العلمية المفترضة، فإنهما حضرا من القليوبية خصيصا ليحظيا بمقابلة "مولانا" كما أسمياه، طامعين أن يتحقق شفاء طفلهما الصغير على يديه!.
ولأن الدخول إلى الشيخ لا يتم إلا بحجز مسبق، ولأنهما لم يكونا على علم بذلك، وحضرا من محافظتهما مباشرة، فقد منعهما المساعد من الدخول، ولم تشفع لديه توسلات الأب ودموع الأم التي انهمرت بلا انقطاع كي يسمح لهما بالمقابلة، ألحت جميع الحاضرات عليه ليدخلهما بعد أن أشفقن على الطفل الصغير، لكنه لم يوافق إلا بعد أن وضع الأب في يده ورقة بعشرة جنيهات.
انتظرنا حتى فرغت المقابلة التي لم تستغرق سوى دقائق.. خرجا بعدها وقد زاد عبوسهما.. سألتهما في عتاب عن لجوئهما لهذا القنديل المزعوم، فاعتراهما خجل شديد حاولت الأم مداراته بقولها: أليس السحر مذكورا في القرآن؟.. لكن الأب رمقها بنظرة غيظ مكتوم وانبرى قائلا: ابنك مريض وليس مسحورا، وأضاف: والله ما لجأت إليه إلا بعد أن ضاقت بي السبل، فابني مريض بمرض نادر أنفقت على علاجه الكثير دون فائدة، لذا حضرت إلى هذا الشيخ آملا أن أجد عنده العلاج، لكنه طلب مني مبلغا طائلا مقدم أتعاب فقط كي يبدأ الجلسات، بعدها يقرر التكلفة النهائية، والله أعلم ماذا سيفعل بابني خلال هذه الجلسات التي أصر على عدم حضورنا لها، وهذا ما زاد شكوكي، لذلك قررت أن أبيع كل ما أملك وأواصل علاجه عند الأطباء، والله وحده عنده الشفاء.
يأس وبطالة وفضائياتفي دراسة أثبتت أن المتعلمات جئن ضمن الفئات الأكثر ترددا على الدجالين والمشعوذين في مصر بنسبة وصلت إلى 55%، يرجع الدكتور محمد عبد العظيم، الباحث بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة، أسباب هذه الظاهرة المفزعة إلى زيادة مستوى الفقر وانتشار البطالة وتدني مستوى الخدمات الصحية؛ ما أدى إلى خلق حالة من الفراغ والإحباط واليأس جعلت الأفراد يتعلقون بأي وهم قد يخرجهم من هذه الحالة ويقدم لهم الحلول لمشاكلهم، حتى وإن تنافت هذه الحلول مع العقل والمنطق.
أما وسائل الإعلام، خاصة التليفزيون فيذكر الباحث أن لها تأثيرا ملموسا في زيادة حجم هذه الظاهرة بما تقدمه بعض الفضائيات من برامج تدعو إلى التشبث بالتفاؤل والتشاؤم، وتقيم وزنا للأحلام، ومن ثم الاتصال بالجن والشياطين، مما يضفي نوعا من المشروعية على هؤلاء الدجالين، ويدعم مصداقيتهم لدى الجمهور المتلقي فيتعلقون بأوهامهم ويدورون في فلكهم بقية عمرهم.
ويفسر د. عبد العظيم إقبال السيدات على أعمال الدجل إلى طبيعة شخصيتهن سريعة التأثر بالعادات والتقاليد والبيئة المحيطة، الأمر الذي أدى إلى شدة تعلق المرأة بالجنس الآخر الذي تنظر إليه على أنه المستقبل والملاذ، فنجدها تنفق عمرها في البحث عن عقاقير سحرية وأحجبة تضمن لها مستقبلها، سواء بالحصول على زوج أو للاحتفاظ به، أو للإنجاب منه.
ويقترح الباحث مجموعة من الحلول، أولها: الاهتمام بالعقلية العلمية في التعليم، وتنقية وسائل الإعلام من الخرافة، ووضع خطة إعلامية تستهدف تنمية الوعي لدى المرأة، وضرورة تكثيف جهود رجال الأمن في مطاردة الدجالين وكشف حقيقتهم أمام الجمهور.. بالإضافة إلى أهمية تطوير المناهج الدينية بالمدارس، وتنشيط دور الدعاة والوعاظ بالمساجد، وزيادة مساحة البرامج الدينية بوسائل الإعلام؛ حيث يرى أننا نحتاج إلى يقظة دينية هائلة كي لا نصبح ضحايا للدجل والخرافة في بلد الأزهر الشريف.
محررة في النطاق الاجتماعي بشبكة اسلام أون لاين.نت.


أضف رد جديد

العودة إلى ”العالم الآخر“