ليلة عربية في كندا

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

ليلة عربية في كندا

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

كندا: ليلة عربية.. لغير العربيات! أبرار حامد http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1257126543781&ssbinary=true ركن العربية الفصحى..لمن ترغب كتابة اسمها بالخط العربيعالقُُُ على لسان ذاكرتي عجب اعترى زميلات لنا آسيويات وقت ما تبادلت مع صديقة لي من ليبيا ترجمة بعض الكلمات في قاعة الدرس, بررن ذلك بكونهن قادمات من عدة دول متجاورة في آسيا وبالكاد يجدن لغة تجمعهن, بينما صديقتي سهير من إفريقيا وأنا من آسيا وقد لاحظن فهمنا بعضنا فدهشن لذلك, ما شرحناه لزميلاتنا عن وحدة تجمعنا في الدين واللغة وثقافة تكاد تكون واحدة في شتى نواحي الحياة.. عشناه ونعيشه واقعًا كل يوم في كندا.
قدمنا قرابة الأربعين عائلة -أو أزيد– من مختلف دول عربية وإسلامية, ضمنا السكن الجامعي فكان أجمل ما حظينا به كمغتربات هي روح الأخوة التي تجمعنا ولذة الانتماء للأصول الأولى: الدين ثم العربية, منا الطبيبات والمهندسات وطالبات الدراسات العليا وما دونها وربات البيوت.. لنا اجتماع متجدد في دروس الدين وحفظ القرآن وباقي علوم الحياة.. لنا احتفالات أسرية شهرية.. ولنا نزهات صيفية.. نقف مع من تلد منا.. ونودع المغادرة بروح صعبة.. الكل هنا ولله الفضل على آلائه يدٌ واحدة في السراء وفي الضراء
إن يـخـتلف نسبٌ يؤلـف بيننافـديـن أقــمـناه مـقـام الــوالــدأو يختلف ماء الوصال فماؤناعـذبٌ تحـدر مـن غـمـام واحد فكرة من أسابيع مضت, جاء اقتراح مميز من إحدى الأخوات حول تواصلنا كمسلمات محجبات سائرات هنا وهناك مع المجتمع الكبير المنوع حولنا, إذ للبعض منا علاقات بالكنديات وغير المسلمات لكن لم يحصل أي تمثيل جماعي كنساء مسلمات آتيات من الشرق. تناقشنا واتفقنا على إقامة ليلة عربية لغير العربيات, الهدف الرئيس منها هو الدعوة لديننا العظيم, وفرح نسعى لرؤيته على وجه الحبيب صلى الله عليه وسلم يوم نلقاه، ولما كانت طبائع الناس وخصوصا هنا تنفر من الدعوة الصريحة للأديان اتفقنا على إقامة أركان عدة بجانب ركن الدعوة الإسلامي. أيام وأسابيع انشغلنا فيها بالتحضير والإعداد لهذه الليلة, فتحنا باب التبرعات ونظمنا اجتماعات وتبادلنا المراسلات وطرحنا آراءً وتقاسمنا الأدوار وتعاهدنا أن نظهرها -أي ليلتنا العربية– بأبهى ما تكون. البداية كانت مع بطاقة الدعوة التي صممت بذوق رفيع وخطت فيها عبارات طلب الحضور بخط جميل وطبعت على ورق فاخر محلاة بصور مختلفة من المشرق العربي.أرسلنا هذه البطاقات لجاراتنا ومدرساتنا وصديقاتنا ومعلمات أطفالنا من أعراق مختلفة وأماكن شتى, في القاعة الكبرى المخصصة للاحتفالات بمركز الحي اجتمع عدد منا قبل الموعد الذي ضربناه لبدء الحفل، حاملات في أيدينا كل ما وجدناه في بيوتنا غرضًا يحمل الطابع العربي من مفارش وسجادات ولوحات وآيات قرآنية وزخارف إسلامية وعلب وأقمشة علقناها على النوافذ والجدران، وأقمنا في منتصف القاعة الجلسة العربية على الأرض أمامها دلة القهوة والشاي والجوانب من الجلسة مزركشة بالخيوط والملابس العربية. لبسنا كلنا الثياب والجلابيات العربية وتوزعنا على أركاننا متوليات مهامنا, في استقبال الضيفات وقفت اثنتان منا ترحبان بمن حضرت وتقدمان لها القهوة العربية مع بعض التمر مع توضيح موجز منهما عن ما ستراه هنا وهناك. أصالة ركن التصوير بالأزياء العربية..أكثر الأركان تفاعلا مع الزائرات أقيم بشكل مدرج ومزين ركن العطور العربية الذي حوى دهن العود والمسك والعنبر والسدر واللبان مع توضيح من الواقفات على الركن عن كيفية استخراجها واستعمالاتها, وقد أعددنا للضيفات هدية من خليط من العطور العربية صنعناه بأنفسنا, بجانب ركن العطور كان هناك ركن العملات العربية مع أسماء الدول, وقد كان هناك ركن للعربية الفصحى حيث أتحنا الفرصة لمن ترغب بكتابة اسمها بالخط العربي الجميل على ورق مقوى ملون محلى بزخرفة إسلامية على الجوانب وبجانب ذلك كان شرح مبسط عن الخط العربي الذي يكتب من اليمين إلى اليسار وشرح للحروف الهجائية العربية وترجمتها للإنجليزية... من شدتها هذه المعلومات أمددناها ببعض المنشورات باللغة الإنجليزية تتناول نشأة العربية وأنواع الخط العربي.عملنا عرضًا مميزًا بالصور والأهازيج الشعبية للحضارة في مختلف نواحي الحياة في بلادنا العربية كسوريا والسعودية ومصر والأردن والعراق وعمان مدعمًا بمختلف صور المدن والعواصم والمباني والمأكولات وأنماط الثياب والمجوهرات.. وقد جلست بعض الحاضرات أمام المسرح يستمتعن ويسألن عما أمامهن من صور مختلفة. والهدف الأول من ليلتنا كان في ركن الدعوة الإسلامي الذي ضم نسخًا مترجمة من القرآن وسيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وأسئلة شائعة لمن سأل عن الإسلام كل ذلك بمطويات ومنشورات ذات طباعة فاخرة وإخراج جميل, دُعمنا بمحتويات الركن من ِقبل اتحاد الطلبة المسلمين في الجامعة, ثم إن من أنواع الفنون التي حرصنا على إيجادها (الحنة), وقد استرعى انتباه الضيفات تلك النقوش الدقيقة للأوراق والورود المتداخلة المرسومة على أيديهن فضلا عن مهارة وحذق اليد الراسمة.حتى الجبن لم يخل من السوق!.. لذلك كان هناك ركن لبيع بعض المأكولات والحلويات العربية المغلفة والجاهزة.. أمدنا ببعض بضاعته صاحب البقالة العربية نبيل. أكثر الأركان تفاعلاً وحميمية كان ركن التصوير بالأزياء العربية على خلفية الجلسة الشعبية حولها ترامس القهوة والشاي.. كانت هناك خيارات عديدة لثياب وجلابيات خليجية وخمارات للحجاب وقد رأت معظم النساء أن تأخذ صورة لها بالزي العربي مكتملة بالحجاب على الرءوس..البعض منهن اصطحبت أطفالها الصغار فألبسنا الأولاد الثياب البيضاء الخليجية وعليها توابعها من الطواقي والعقال.. كان المنظر مضحكا لهن ولنا..وفي ثقافة تعبد المادة وتبحث عن مقابل لأي عطاء وإن كان تافها.. حاولنا إبراز سماحة الإسلام والكرم العربي بإعداد طاولة غنية بأطباق كبيرة من طعامنا العربي كالتبولة والحمص والكشري وفطائر الزعتر وورق العنب والكبة وغيرها، وقدمنا كذلك الحلويات الشرقية كالكنافة والبسبوسة وحلوى الحلقوم (الراحة) ولقمة القاضي والتمرية والبرازق وأمثال هذا.. مع بعض العصائر كقمر الدين والكركديه.. كل الأطباق التي أحضرناها كانت مزينة بأحلى ما تكون زينة الطعام، كذلك نثرنا بعض القناديل حول الأطباق, ثم إنا ارتأينا إمداد الطاولة بنفس الصنف على مراحل تحسبًا لزيادة العدد ونقص الكميات..صغيراتنا الحبيبات قمن بإعادة أنشودة العيد على رقصة كانت الأمهات قد ساعدتهن في التدرب عليها مسبقًا، وسبق ذلك كلمة موجزة عن المناسبات الإسلامية ورمضان والعيد. وللتيسير على الأمهات الضيفات أقمنا ركنًا للأطفال الصغار وأتحنا لهم الفرصة للتلوين والرسم وبعض النشاطات الأخرى.حنين أخواتنا الحبيبات المسافرات.. لم يحضرن بأجسادهن إلا أن أرواحهن كانت معنا وقد كان لهن دور فعال بتحضير مكتمل مسبق منهن لبعض الأركان. أزواجنا الأفاضل كان لهم دور طيب في الليلة العربية وإن لم يأتوا؛ فقد تكفلوا برعاية الأطفال وقت غيابنا وأمدونا ببعض العون في تركيب أجهزة العرض والميكروفونات.. إدارة النادي السعودي في مدينتنا أعطتنا بعض الديكورات البدوية التي تناثرت هنا وهناك وكانت مثار إعجاب الحاضرات وتأملهن.سادت القاعة روح إنسانية وجو ابتسامات مشع.. ونكات وضحكات وقصص وتعليقات.. وقد بدا واضحًا أن الستين أو السبعين ضيفة قد ابتهجن بجو الليلة العربية.. الكثيرات منهن عند مغادرتهن وقعن في سجل الزوار الذي أعددناه وقد كتب معظمهن أنها ليلة لن تنسى من ذاكرتهن.. بعضهن زدن عن هذا بالقول إن الليلة ساهمت في تغيير وتصحيح مفاهيم كثيرة لم يعلمن بها قبلاً.. أثر في البعض روح الأخوة والوحدة التي كانت على محيانا.. أثر فينا نحن دخول بعضهن متحفزات أو مندهشات وخروجهن سعيدات شاكرات..على الصعيد التربوي.. تأثرت صغيراتنا وبناتنا بأجواء الليلة.. استنشقن عبق الشرق وذقن حلاوة أن يكون للواحدة منهن هوية.. أبهجني أن ألمح كيسًا كبيرًا وضعته ابنتي ماريا قرب سريرها وضعت فيه ما جلبته من بيتي لليلة العربية لتريه في يومها التالي لصديقاتها ومدرستها.. ليلتنا العربية أضافت معاني حلوة جديدة لسلة ذكرياتنا في الغربة بعيدًا عن أوطاننا.. ذقنا معًا حلاوة الوحدة والإخاء ووحدة الانتماء وروح العمل الجماعي والسعي لتحقيق هدف مشترك، وروعة القيادة وحسن التنظيم والتعايش مع غيرنا والكرم.. الحقيقة..أننا بعد ليلتنا شعرنا بأننا نحب بعضنا أكثر!ومضة حلقة شموع الخير لها فضل علينا بعد فضل الله.. هذه وإن كانت حلقة دينية فهي تواصل اجتماعي عرفنا ببعضنا وعزز روح التواصل فيما بيننا فبوركت من فكرت لها وعملت أو حضرت أو تحدثت. كاتبة سعودية مقيمة بكندا
الآن يمكنك الانضمام إلى جروب مجلة "حواء وآدم" الإلكترونية على الفيس بوك، للتعرف على آخر الموضوعات الاجتماعية التي تهم الشباب وأفراد الأسرة


أضف رد جديد

العودة إلى ”العالم الآخر“