زحف الإسلام في أمريكا الجنوبية

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

زحف الإسلام في أمريكا الجنوبية

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

فيما الحكومة تتوجه للانفتاح على العالم الإسلامي
دعوة للاستثمار الدعوي في البرازيل الشيخ خالد رزق تقي الدين*تعد البرازيلخامس أكبر دولة فى العالم من حيث المساحة( 8.5 مليون كيلو مترا مربعا )، ويبلغ عدد سكانها 200 مليون،وهي أكبر دول أمريكا الجنوبية من حيث عدد السكان والخامسة عالمياً،وتعتبرأكبر دولة كاثوليكية في العالم، ويوجد فيها تنوعا في الديانات والمذاهب بشكل كبير جدا . وتشهد خارطة الديانات في البرازيل تغيرا سريعا في السنوات الأخيرة، وهذا يعود لحرية الاعتقاد التي تمنحها الحكومة البرازيلية وتحرص عليها في كل مناسباتها وتعتبرها جزءا أصيلا من ثقافة الشعب البرازيلي، والمادة الخامسة من الدستور البرازيلي تعطي هذا الحق للمواطن نفتاح على العالم الإسلامي
ويستطيع المتابع لأوضاع الحكومة البرازيلية أن يلحظ أن لديها توجها للانفتاح على العالم الإسلامي يتمثل في عدة نقاط : •التضامن مع قضايا العالمين العربي والإسلامي. •العمل على إيجاد اتحاد بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية ، وتمثل ذلك في عقد مؤتمري البرازيل 2005 و الدوحة 2009 . •الانفتاح الاقتصادي الفعال على الحكومات العربية والإسلامية مما رفع حجم التبادل التجاري إلى 18 مليار دولار . •دعم القضية الفلسطينية، وذلك من خلال افتتاح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في برازيليا، وكذلك مكتب للحكومة البرازيلية في مدينة رام الله، وأخيرا الاعتراف بالدولة الفلسطينية . •دعم مشروع السلام في الشرق الأوسط والذي يتضمن ضرورة الحوار مع الأطراف المختلفة، بما فيها سوريا حزب الله وحماس.الأقلية المسلمة
وتعد البرازيل نموذجا حقيقيا للتعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الأديان المختلفة ، ويمكن رصد هذه الحقائق من أمرين هامين : الأمر الأول
التعامل الطيب للحكومة البرازيلية مع الأقلية المسلمة داخل البرازيل
حيث سنجد المعطيات التالية : •يكفل الدستور البرازيلي حرية ممارسة الشعائر الإسلامية، والدعوة إليها، ونشرها بكل الطرق السلمية، وتساعد الحكومة الفيدرالية، وحكومات الولايات وكذلك البلديات في فتح
الآفاق وإعطاء المساحات المناسبة لممارسة هذا الدور . •مساعدة المؤسسات الإسلامية التي تريد بناء مساجد أو مدارس أو مراكز ثقافية بمنحها أرضا مجانية لإقامة مشاريعها عليها، وتسهيل حصولها على التراخيص اللازمة، ومعافاتها أحيانا من الضرائب السنوية . •صدر قرار جمهوري باعتبار يوم 25 مارس من كل عام يوما لتكريم الجالية العربية . •صدر قرار من برلمان ولاية ” ساو باولو ” باعتبار يوم 12 مايو من كل عام يوما لتكريم الدين الإسلامي . •صدر قرار من برلمان ولاية ” ساو باولو ” باعتبار يوم 29 نوفمبر من كل عام يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه المغتصب . •صدر قرار من قبل السلطات الفيدرالية يقضي باستطاعة المرأة المسلمة البرازيلية أو المقيمة في البرازيل استخراج أوراقها الرسمية أوجواز سفرها بصورتها وهي ترتدي الحجاب، وفقا للدستور البرازيلي . الأمر الثاني يعود إلى طبيعة الشعب البرازيلي
وتربيته على حسن المعاملة وعدم التعصب، يقول فضيلة الشيخ محمد بن ناصر العبودي الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي وهو الذي زار البرازيل أكثر من مرة وألف عنها 12 كتابا تعد سلسلة مهمة في أدب الرحلات، " وحسن المعاملة أمر عرفناه من البرازيليين سواء في الطائرات أو خارجها، وهم في هذا الأمر ليسوا من المجاملين المنافقين الذين يجاملون الناس من أطراف ألسنتهم، أو من نواحي شفاههم، بل إنهم يفعلون ذلك بصدق وإخلاص، عرفنا ذلك منهم، وعرفه عنهم من عاشروهم من بني قومنا المقيمين بين أظهرهم " من كتاب على أرض القهوة البرازيلية للشيخ العبودي، ويضيف الشيخ محمد العبودي في كتاب آخر عن البرازيل " رأيت فيها شعبا ودودا واضح التفكير، حسن المعاملة، يشعر بالمساواة الإنسانية ويمقت التفرقة العنصرية بين السكان ".والكثير من الباحثين تعرضوا لهذا الأمر وبينوه ومن بين ذلك الدراسة التي قامت بها الأستاذة شيماء حطب حيث قالت حول إيجابيات العمل الدعوي في بلاد أمريكا اللاتينية " ماتتميز به شعوب أمريكا اللاتينية من التسامح والانفتاح على ثقافات الآخرين، وهذا لايوجد في بعض الدول التي تتميز بالعنصرية والكراهية ...... عدم وجود أي إرهاصات أو نعرات قديمة مع شعوب أمريكا اللاتينية بعكس الدول الأوروبية التي تنظر إلى المسلمين بعين وتنظر إلى الحروب الصليبية بعين أخرى ".هذه المعطيات الكثيرة وغيرها، رغبت العاملين في الساحة الدعوية داخل البرازيل لزيادة جهودهم الدعوية للتعريف بالإسلام، وابتكار الأساليب الجديدة التي تساعد على نشر الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة وسط المجتمع البرازيلي .مسلمو البرازيل
تقدر أعداد المسلمين بالبرازيل بحوالي مليون ونصف مسلم وهم من المنحدرين من أصول عربية، لبنان ثم فلسطسن فسوريا وبقية البلدان الإسلامية الأخرى،ويتمركزون في ولاية ساوباولو حيث يوجد فيها 70%من المسلمين، ثم ولاية بارانا ، ثم بقية الولايات ” ريو جراندي دوسول – باهيا – ريو دي جانيرو ”. أمامعتنقوا الإسلام من البرازيليين فهم عدد لابأس به ويقدر بـحوالي 5 آلاف مسلم، يزداد يوما بعد يوم، وهم منحدرون من أصول مختلفة إسبانية وإيطالية وألمانية وإفريقية . وهم من شرائح اجتماعية مختلفة فمنهم الأغنياء و متوسطي الدخل والفقراء، وبعضهم يحتل مناصب عالية كبعض القساوسة الذين أسلموا، ومدرسي الجامعات، والتجار ، ومنهم أصحاب الثقافة المحدودة . وتحظى مدينة ساو باولو بالعدد الأكبر من المسلمين الجدد 60%، تليها ولاية ريو جراندي دو سول 20% ثم ولاية بارانا 10%، ولايات الشمال 5%، 5% في أماكن متفرقة . ويتحرك المسلمون الجدد في الدعوة بشكل مرض على وجه العموم، وبعضهم نشط جدا دفعهم هذا النشاط للسفر إلى بعض الدول الإسلامية لدراسة العلوم الإسلامية، ولكنهم لم يستمروا في الدراسة لفترة طويلة لأسباب عديدة، منها صعوبة البيئة واختلافها، وصعوبة المناهج وطرق التدريس، وصرامة بعض الجامعات في التعامل مع الطلاب . ونظرا لسيطرة المنحدرين من أصول عربية على جميع المؤسسات الإسلامية تقريبا، فإن تأثير هؤلاء المسلمون الجدد يظل محدودا، ونأمل أن يكون لهم دورا مستقبليا مهما بإذن الله
وتشير كل الدلائل والإحصاءات المختلفة على ازدياد حالات اعتناق الإسلام ازديادا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، وخصوصا في محيط النساء البرازيليات، مما دفع المؤسسات الإسلامية للبحث عن طرق جديدة لاستيعاب وتأهيل المسلمين الجدد.الواقع الدعوي غير أن الواقع الدعوي يشير إلى أن هذه العملية ستستغرق الكثير من الوقت، حيث أن الإمكانات المتاحة لاتساعد بشكل فعال في استيعاب هذا الكم وهذه النوعية من المسلمين الجدد، فدولة البرازيل على اتساع رقعتها لايوجد فيها إلا 100 مسجد ومصلى، وحوالي 47 داعية، والقليل من الكتب المترجمة إلى اللغة البرتغالية، ناهيك عن قلة البرامج الفعالة والمدروسة التي تتلاءم مع الواقع الذي يعيشه المسلم البرازيلي بما لايتعارض مع الكتاب والسنة . ونحمد الله أن هناك بعض المؤسسات الدعوية التي تقوم بواجبها الدعوي، محاولة استيعاب هؤلاء البرازيليين الجدد، ولكن تظل هذه الجهود محدودة إذا ماقورنت بما يبذله أصحاب الديانات والمذاهب
الأخرى . لذلك كان واجبا على إخواننا في العالم الإسلامي وهم عمقنا الاستراتيجي، وبما يمليه عليهم واجب النصرة أن يبذلوا قصارى جهدهم لمساعدة إخوانهم في البرازيل . أولا للحفاظ على هويتنا من الذوبان واستيعاب المسلمين الجدد، وثانيا للتوجه لهذا الشعب البرازيلي الودود برسالة الإسلام إتماما لواجب البلاغ الذي أمر به كل مسلم . إن أرض البرازيل أرض خصبة للدعوة، وهي تحتاج أهل الهمة والبذل والعطاء، لكي يستثمروا فيها لخيري الدنيا والآخرة، عجيب أن تزيد الاستثمارات التجارية بين البلدان العربية والبرازيل ليصل حجمها إلى 18 مليار دولار سنويا، فأين أصحاب الاستثمارات الدعوية؟؟؟


أضف رد جديد

العودة إلى ”العالم الآخر“