مستشرقة دنمركية متعصبة

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

مستشرقة دنمركية متعصبة

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

الاستشراق الغربي.. قراءة في متون متعصبة
"لا إكراه في الدين".. بعيون باتريشيا كرون أمل خيري/ 20-12-2009
باتريشيا كرون
يتصاعد الجدل الغربي ما بين آونة وأخرى حول مفهوم الحرية الدينية في الإسلام ما بين مؤيد لوجود هذه الحرية مستدلا بقوله تعالى "لا إكراه في الدين"، وما بين منكر لهذه الحرية معتقد أن الإسلام انتشر بالضغط والإكراه، وأن هذه الآية لم تشهد تطبيقا فعليا في حياة المسلمين.

وإلى الفريق الثاني تنتمي باتريشيا كرون المستشرقة الدنماركية؛ حيث أكدت في مقالها على موقع أوبن ديموكراسي أن الإسلام لا يعرف مبدأ الحرية الدينية في الحقيقة، على الرغم من أن آية "لا إكراه في الدين" توحي للسامع أن هناك حرية مطلقة للفرد في اختيار دينه بلا ضغط أو إكراه، لكن الأمر لم يتعد كونه نصا ورد في القرآن الكريم لم يشهد ممارسة فعلية على أرض الواقع.

وترى باتريشيا أن إطلاق الحرية الدينية لابد أن يقترن بنظام سياسي علماني؛ حيث يكون لكل فرد الحق في اختيار دينه وحرية ممارسة شعائره؛ وهذا لن يتم إلا في ظل فضاء علماني يفصل بين الدين والدولة؛ ليشعر الناس بمساحة عامة مشتركة لا تفرق بينهم حسب معتقداتهم، أما في ظل نظام سياسي ديني أو مجتمع قائم على أساس الدين، فلا يمكن الحديث عن حرية دينية حقيقية، كما هو الحال في النظام السياسي الإسلامي الذي يستمد قوامه من الدين.

بين النسخ والخصوصية
إذا سلمنا بصحة ما ذهبت إليه باتريشيا فستظل أمامنا معضلة تفسير الآية، كيف يؤكد القرآن أنه لا إكراه في الدين مع استحالة ذلك في الواقع؟ ولحل هذه المعضلة استعانت باتريشيا بأقوال المفسرين الذين اختلفوا في تفسير الآية على ستة أقوال أو ستة احتمالات.

الأول: أن الآية نسخت بآية السيف، وأنها حين نزلت في مكة لم يكن للإسلام سلطة ولا قوة تحميه والمسلمون مستضعفون فكان من الطبيعي أن يخبر الله تعالى نبيه أنه لا يستطيع أن يدخل المشركين في الإسلام بالإكراه، ولكن مع الهجرة للمدينة تغير الوضع؛ حيث أقيمت الدولة وشرع الجهاد ضد المشركين، وبدأت سلسلة الحروب بين المسلمين ومشركي مكة، وكان ذلك إيذانا بإلغاء مبدأ الحرية الدينية.

باختصار ترى باتريشيا أن الاحتمال الأول هو أن عهد الحرية الدينية قد ولى إلى غير رجعة مع قيام الدولة الإسلامية، وأن مبدأ لا إكراه في الدين ارتبط تاريخيا بفترة الضعف الأولى.

الثاني: يعبر عن خصوصية معينة مرتبطة بالعهد المدني تتمثل في أن بعض الأنصار كان لهم أبناء على غير ملة الإسلام، فلما حاولوا إكراههم على دخول الإسلام نزلت هذه الآية؛ لتمنعهم من ذلك، وبذلك فإن الآية لم يتم نسخها، ولكنها خاصة بحالة معينة دون غيرها.

الثالث: يربط بين الآية والذميين ووضعهم في الدولة الإسلامية؛ حيث يفترض هذا التفسير أن هذه الآية نزلت في حق أهل الذمة من الكتابيين الذي يدفعون الجزية، فلا يجبرون على ترك دينهم إذا التزموا بدفع الجزية، وبذلك فإن هذه الآية بمثابة إعلان للحرية الدينية للذميين فقط لا للبشرية كلها على وجه العموم.

الرابع: ومن أقوال المعتزلة استقت باتريشيا هذا الاحتمال الذي يقوم على أن الآية ليست إلزامية على المسلمين، بل جاءت بأسلوب وصفي لفعل الله؛ أي إن الآية لم تحظر على المسلمين استخدام القوة أو الإكراه في فرض الدين على الناس، بل تصف حقيقة واقعة، وهي أن الله تعالى لا يكره أحدا على اتباع دين ما، بل كل يختار دينه بإرادته الحرة.

الخامس: وهنا يبرز السؤال: كيف يكون للبشر الحق في إكراه غيرهم في الوقت الذي ينفي الله تعالى عن نفسه إكراه الناس؟ ويجيب المعتزلة بالاحتمال الخامس وهو أنه لا يمكن بالفعل إجبار أحد على الاعتقاد القلبي لا من الله ولا من البشر، فقد يتحول الشخص قسريا للدين، ولكن هذا الدين لن يتعد الممارسات الظاهرية، أما الاقتناع الداخلي فلا يملكه أحد فالآية إذن تقرر واقعا إنسانيا.

الاحتمال الأخير الذي تطرحه باتريشيا أن الآية جاءت بصيغة الإلزام، ولكنها ليست إلزام المسلمين بعدم إكراه غيرهم على اعتناق الإسلام، بل تؤكد على عدم شرعية تحول المسلم عن دينه أو إجبار المسلم على ترك دينه وتضيف باتريشيا أن هذا التفسير ظهر في القرن العاشر الميلادي أيضا لكنه كان أقل شيوعا من التفسيرات الخمس الأولى.

الحداثة والإسلام
بعد أن أصبحت أوروبا هي القوة المهيمنة في العالم، وبات الأوروبيون ينظرون للإسلام على أنه دين رجعي انتشر بالقوة، ويفتقر للتسامح، ويؤيد العنف، فكيف يتعامل المسلمون مع هذه الاتهامات؟
ترى باتريشيا أن الوضع لا يقتصر على قيام المسلمين بدحض هذه الاتهامات، بل يتعلق أيضا بادعاء أن النظم الدينية أصبحت بالية لا تساير الحداثة، فالحداثة تعني فصل الدين عن المسائل الاجتماعية والسياسية، وبالتالي يتم تبني أيديولوجيات علمانية مثل القومية أو الشيوعية.. مع إبقاء الدين جانبا لا يتعدى الفضاء الخاص بين الإنسان وربه، وهذا جوهر الحداثة الغربية، وهو ما أدى إلى التسامح الديني، وهذا كله يعني أن تفسير آية "لا إكراه في الدين" لم يعد قاصرا على التفسيرات الستة السابقة، بل يمكن اعتبارها بمثابة إعلان عالمي للحرية الدينية، والتي من شأنها أن تفند الاتهامات الغربية، بل تؤسس نظرية إسلامية في الفصل بين الدين والقضايا السياسية في الإسلام.

لكن باتريشيا تشترط لذلك أن يحدث تغير في المجتمع الإسلامي نفسه؛ فالقضية لم تعد مسألة إكراه المسيحي أو اليهودي على اعتناق الإسلام، بل في مسألة العلمنة التامة للمجتمع، بحيث يمكن للمسلم أن يتعايش مع المعتقدات الأخرى، وأن يندمج في المجتمعات الغربية، بعبارة أخرى أن يصبح الدين وصفا إضافيا للفرد تماما مثل جنسيته بدلا من أن يكون جزءا منه.

ومن هنا فإن ارتداد المرء عن دينه ينبغي احترامه فيمكن للمصري مثلا أن يكون ملحدا أو بوذيا أو هندوسيا في الوقت الذي يعتبر فيه مواطنا مصريا كاملا، وترى باتريشيا أن هذا التغيير الجذري لو تم فسيفوق كل توقعات الحداثيين.

زيف الحرية الدينية
وتعرب باتريشيا عن أسفها لمحاصرة الإسلاميين لهؤلاء الحداثيين، فالإسلاميون على اختلاف درجات تشددهم لديهم قناعة بزيف العلمانية ويريدون أن يتأسس المجتمع على الإسلام سواء في الفضاء السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي وللمسلم الحرية الدينية ليس فقط في الشأن الخاص بل في الفضاء العام أيضا، وهذا ما نلمحه في كتابات كثير من الإسلاميين مثل سيد قطب وغيره.
والسؤال المطروح الآن: كيف يمكن للمسيحيين واليهود والبوذيين والملحدين أن يكونوا مواطنين كاملي الحقوق والأهلية في ظل الدولة الإسلامية؟ وهل سيأخذون حكم الذميين؟

وتجيب باتريشيا بأن الإسلام يقصر مفهوم أهل الذمة على اليهود والنصارى، أما الملحدون فلا حرية لهم؛ لأنهم وثنيون، والإسلام لا يعترف بأي دين سوى الديانات السماوية؛ وبالتالي فإن الإسلاميين لا يؤمنون حقا بالحرية الدينية إلا لأنفسهم؛ لأنهم يعتقدون أن الدين ينبغي أن يشكل أساسا للنظام الاجتماعي والسياسي، ويظل مفهوم الحرية الدينية شعارا أجوف يرفعونه على الدوام، حتى أن بعض الشيعة يرون أنه لا إكراه في الدين، باستثناء إعادة الناس لدين الفطرة أي الإسلام، وهذا لا يعد من قبيل الإكراه.
تخلص باتريشيا من مقالها إلى أن ما أثير من ضجة حول خطاب بنديكيت بابا الفاتيكان في عام 2006 لا مبرر له من قبل الإسلاميين، وأن العلماء المسلمين الثمانية والثلاثين الذين قاموا بالرد عليه وخطئوه هم من قاموا بتشويه التاريخ؛ لأن هذه التفسيرات لمسألة الإكراه في الدين جاءت في كتابات علماء المسلمين منذ قرون عديدة؛ لأن ما ذكره البابا يقوم على التفسير الأول الذي يرى أن الحرية الدينية كانت مرتبطة بفترة ضعف المسلمين في مكة، وأن الآية نسخت فيما بعد، وهذا التفسير نجده في كثير من كتب المفسرين الأوائل ومن بينهم الطبري، وبالتالي فإن الإسلام لا يوجد بينه وبين العلم الحديث تصادم، وإنما الوضع مختلف بالنسبة للتاريخ؛ لأن نصوص القرآن لا يمكن فصلها عن واقع وتاريخ المسلمين.

باتريشيا كرون
تعد باتريشيا كرون مستشرقة دنماركية متعصبة متخصصة، وهي كاتبة ومؤرخة للتاريخ الإسلامي المبكر، ولدت عام 1945، وأكملت دراستها الجامعية بلندن، وحصلت على الدكتوراه من معهد الدراسات الشرقية والإفريقية عام 1974، عملت كباحثة مشاركة بمعهد واربورغ بلندن ومحاضرة في التاريخ الإسلامي وزميلة كلية يسوع بجامعة أكسفورد، وتقلدت عدة مناصب بجامعة كمبريدج منذ عام 1990 حتى تم تعيينها عام 1994 أستاذة للتاريخ الإسلامي بمعهد الدراسات المتقدمة بجامعة برينستون، ومنذ عام 2002 انضمت لهيئة تحرير مجلة التطور الاجتماعي والتاريخ.
ومن أبرز مؤلفاتها كتاب "الهاجريون" الذي اشتركت في تأليفه مع مايكل كوك، وقد حاولت فيه إعادة كتابة التاريخ الإسلامي بالاعتماد على مصادر غير إسلامية لتخلص إلى أن المهاجرين ينتسبون للسيدة هاجر لا إلى الهجرة للمدينة المنورة، واعترف الكاتبان أن هذا الكتاب لن يقبله مسلم، وبأنه حديث ملحد لملحد.
وكتبت أيضا كتاب "التجارة المكية وظهور الإسلام"، و"العبيد فوق الخيول.. تطور نظام الحكم الإسلامي"، و"حكم الله.. الحكومة والإسلام"، و"الفكر السياسي الإسلامي في العصور الوسطى"، ومن أشهر مقالاتها "ماذا نعرف حقا عن محمد؟"، "الجهاد.. النظرية والتاريخ" وهي معروفة بتعصبها ضد الإسلام.



أضف رد جديد

العودة إلى ”اعرف عدوك“