التعلم وحسن الاستماع والانصات.

المشرف: محمد نبيل كاظم

أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

التعلم وحسن الاستماع والانصات.

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

حسن الاستماعأبنائيالأعزاء: لتعلموا أن ذلك الكائن الناطق الإنسان، جعل الله له سمعين، مقابل لسان واحد، ليكون حاله كما قال أرسطو لثرثار: يا هذا! إن الله جعل لك أذنين ولساناً واحداً، لتسمع ضعف ما تتكلم، وآكد من ذلك تحديد أولويات المسؤولية في قوله تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً )حيث قدم الله تعالى السمع على البصر للأهمية والأولوية.وأجمعت بحوث العلوم النفسية والطبية، على أن خبرات الإنسان ومعارفه أغلبها سمعية، بل حددت نسبتها بأكثر من سبعين في المائة من الخبرات، والباقي لباقي الحواس الخمس.وبناء على ما تقدم، فإن الناس تتفاوت، في حسن توظيف واستثمار نعمة السمع، التي حبانا الله بها، والتي هي الأداة الأولى من أدوات العلم والمعرفة والثقافة.ولقد اشترط الرجل الصالح، المقيم في ملتقى البحرين، على تلميذه نبي الله موسى عليه السلام، أن يحسن النظر والاستماع أولاً، فلا يسأل عن شيء يفعله أستاذه حتى يحدث له من أمره ذكراً.وليس غريباً أن يكون للسمع مستويات عدة: فأولها السمع، وثانيها الاستماع، وثالثها حسن الاستماع، ورابعها ما رافقه تركيز وشدة ملاحظة،..إلى آخره، ولذا نجد من أبنائنا، من لا يجاوز المستوى الأول من السماع في صفه ومدرسته، حتى أنه لا يسمع سوى ضجيج مطرقة أذنه على طبلتها، وكأنه وأهل الصمم سواء.فإذا استمع ارتقى إلى المستوى الثاني من السماع، ففهم المقال، وعرف السؤال، فإذا أضاف إليه حسناً وإصغاء أو تركيزاً، يرتقى به إلى المستوى الثالث أو الرابع من السماع، فيحصل المقصود، ويُفهَم المطلوب.بعدها يستجيب لنداء:(اقرأ باسم ربك الذي خلق)وليست قراءة البصر، بأولى من قراءة السمع، التي تلتقط الفِكَر، وتكشفُ العِبَر، وتُسفِر عما في الكون من سنن وعلوم وخبَر، منها ما يتعلق بحاضرنا ومستقبلنا، ومنها ما كان قد مضى وعبَر.بقلم: أ. محمد نبيل كاظم


أضف رد جديد

العودة إلى ”خاص بالطلاب“