الخطابة" للشيخ محمد أبو زهرة

المشرف: محمد نبيل كاظم

أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

الخطابة" للشيخ محمد أبو زهرة

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص كتاب "الخطابة" للشيخ محمد أبو زهرة
تعريف الخطابة: " مجموعة قواعد تعرف الدارس (الخطيب) طرق التأثير بالكلام وحسن الإقناع ".علم الخطابة: أول من كتب فيه "أرسطو" لكنه لم يفرده عن المنطق، لأنه اعتبره جزءً منه، ولأن له علاقة بعلم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم المنطق.
تاريخها: أول من كتب فيها اليونان والسوفسطائيون، ثم أرسطو، ثم الرومان، ثم ارتقت في صدر الإسلام، عهد العصر الأموي والعباسي، كما في (البيان والتبيين) للجاحظ، و(العقد الفريد) لابن عبد ربه، وأكثر من اهتم بقواعدها المعتزلة، وفي العصر الحديث كتب فيها (لويس شيخو).أقيستها: 1- يقينية، 2- ظنية، 3- وتخيلية، الأولى: لأهل الفكر والعقل والحقائق العارية، والثانية: لمن يقدس من عرفوا بالحكمة، والثالثة: لمن يثيره الشعر والخيال والشعور.
موضوعاتها: كل المسائل العامة والخاصة، التي تهم الجماهير.فائدتها: التأثير على المخاطب بما يناسبه، قال ابن سينا: " الإنسان يعيش بالتشارك، وهو محوج إلى التحاور، وهما محوجان إلى أحكام صادقة، وهذه محوجة إلى أن تكون مقررة في النفوس، فالخطابة هي المعنية بذلك لحمل الجمهور على الحق.
طرق تحصيلها:1- فطرة مواتية، وسليقة ملائمة: يخلو بالخطيب عن العيوب الكلامية.
2- دراسة أصول الخطابة: والمران على تطبيقها.3- قراءة كلام البلغاء: وأسرار البلاغة.
4- الاطلاع على العلوم التي تتصل بالجماعات: الشريعة – الاقتصاد – الاجتماع – علم النفس.5- الثروة الكثيرة من الألفاظ والأساليب: والعبارات والأقوال.
6- ضبط النفس واحتمال المكاره: وقد قيل: " لقد شيبني ارتقاء المنابر".7- الارتياض والممارسة: الدائمة والتمرن عليها قبل إلقائها.
أصولها: أولاً- جمع عناصر الخطبة الرئيسة.ثانياً- ترتيب العناصر الرئيسة بالتسلسل.
ثالثاً- التعبير عن هذه العناصر بالجمل والقصص والأمثلة والشرح.قال ابن المعتز والشيباني: " البلاغة بثلاثة أمور: الغوص في أعماق الفكر للجمع بين ما غاب وما حضر، ثم احكام سياق المعاني والأدلة، وحسن تنضيدها، ثم التعبير عنها بألفاظ رشيقة، وقال بعض الحكماء: العلوم الأدبية مطالعها من ثلاثة أوجه: قلب مفكِّر – وبيان مصوِّر- ولسان معبِّر.
الأصل الأول: الإيجاد والاختراعوهو إعمال الفكر لاستنباط الوسائل المؤثرة في السامع وهي تشمل:
1- الأدلة قطعية موجبة لليقين، أو ظنية بمهارة الخطيب توحي باليقين، أو بالحجج والبراهين والتخيل.2- الآداب الخطابية: ترك المشكوك فيه، وحذف بعض المقدمات غير الجوهرية.
3- تحديد المواضيع وهي: ذاتية – وعرضية.أولاً- الموضوعات: أ) المواضيع الذاتية:
1- التعريف: مثال (وصف المتقين) والتعريف بهم، (لعلي بن أبي طالب): " المتقون هم أهل الفضائل، منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع، يغضون أبصارهم عما حرم الله عليهم، ويوقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم، نزلت أنفسهم منهم في البلاء؛ كالتي نزلت في الرخاء، ولولا الأجل الذي كتب عليهم؛ لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين؛ شوقاً إلى الثواب، وخوفاً من العقاب".2- التجزئة: بتتبع جزئيات الأمر بالحكم عليها، مثال: قول قطري بن الفجاءة، في وصف الدنيا:
" كم واثق بها قد أفجعته، وذي طمأنينة إليها قد صرعته، وذي نخوة قد ردته ذليلاً، وكم من ذي تاج قد كبَتْهُ لليدين والفم، سلطانها دول، وغيثها رنق، وعذبها أجاج، وحلوها صبر، وغذاؤها سمام، وأسبابها رمام.." ومثال قول " جامع المحاربي للحجاج:" أما إنهم لو أحبوك لأطاعوك، على أنهم ما شنئوك لنسبك، ولا لبلدك، ولا لذات نفسك، فدع ما يبعدهم عنك، إلى ما يقربهم منك، والتمس العافية ممن دونك تعطها ممن فوقك، وليكن إيقاعك بعد وعيدك، بعد وعدك".
3- التعميم ثم التخصيص، 4- العلة والمعلول، 5- المقابلة، 6- التشابه وضرب الأمثال،ب) المواضيع العرضية: 1- الدين: لأن له سلطاناً على النفوس، 2- العادات: لأنها محكمة، وهي طبيعة ثانية، 3- تتبع آثار السلف: ما لم يعرفوا بباطل، 4- أقوال الأئمة: ومن اشتهر بالحكمة، 5- الشهادات والمواثيق، 6- القوانين وثوابت الأحكام والقيم.
ثانياً- الآداب الخطابية: أ) فيما يتعلق بالخطيب: 1- سداد الرأي: ويشترط له صفاء الذهن وصحو العاطفة، 2- صدق اللهجة: من غير إسراف، في الوعد أو الوعيد، لأنه مظنة الكذب، ومن غير فحش قول ولا مهجور الكلام، 3- التودد من السامعين: بمدحهم، 4- وأن يخاطب الناس على قدر عقولهم، وأسنانهم (أعمارهم)، وأحوالهم، وبالأسلوب المناسب لهم.ب) صفات الخطيب: 1- قوة الملاحظة في نظره إلى السامعين، 2- حضور البديهة، 3- طلاقة اللسان، 4- رباطة الجأش، 5- القدرة على مراعاة مقتضى الحال: (في إدراك ما تقتضيه الجماعة من إثارة – أو تهدئة – أو نصح: ترهيباً أو ترغيباً).
ج) صفات ثانوية في الخطيب: 1- قوة العاطفة، 2- النفوذ وقوة الشخصية، 3- أن يكون ثقة وواثق، 4- التجمل في الشارة والملابس، 5- سعة الاطلاع.ثالثاً- العيوب البيانية في الخطيب: 1- عدم وضوح المراد من الخطبة، وغموض مناسبة الحال. 2- عيوب في النطق: كالفأفأة- والتأتأة- والحبسة- والتمتمة- (في بعض الحروف)، 3- العيوب الصوتية: الصراخ من غير داعٍ، أو خفض الصوت حتى يكاد لا يفهم، ولا يسمع.
إثارة الأهواء والميول مقدمة: الإقناع الخطابي يقوم على المثيرات العاطفية أكثر من استخدام الدلائل المنطقية، وذلك باستدراج لبق للمستمعين، وكلمات ساحرة تأسرهم، وصوت عذب يستهويهم، قال أحد خبراء الخطابة والبلاغة: إن الخطيب إذا خاطب العاطفة، أرضى 80% من المستمعين، وقال جوستاف لوبون في كتابه روح الاجتماع: " خطباء الجماعات يخاطبون شعورها قبل عقلها " مع ملاحظة مقتضى الحال لذلك.
قواعد إثارة الأهواء والميول:1-الاعتقاد بصحة ما يدعو إليه: من غير برود ولا خداع.
2- المشاركة الوجدانية: يجعله ينقاد لروح الجماهير، ليقودها بعد ذلك.3-النفوذ وقوة الشخصية: منها ما هو طبيعة وهبة من الله، ومنها كسبي بالتحلي والتخلق.
4- الترهيب والترغيب: (اللذة والألم): بإثارة مخاوف السامعين، وبيان لذات الاستجابة وفوائدها.يقول علي (رضي الله عنه): " إن للقلوب شهوات، وإقبالاً وإدباراً، فأتوها من قبل شهواتها وإقبالها، فإن القلب إذا كره عمي" وقال اسبينوزا: " نرى الأشياء مليحة برغبتنا، لا ببصيرتنا". ومن ثم اللذات، واللذائذ، والآلام، والرغبات، والآمال، والمثل العليا.5-بواعث الانتباه: الجِدَّة، والغرابة، والتغيير: من الاستفهام، إلى التقرير، إلى الطلب، وهكذا، والتكرار، والتأكيد.قواعد ثانوية في الإثارة والإقناع: 1- البغض والمحبة، 2- الرغبة أو النفور، 3- الفائدة أو الضرر، 4- الفرح والحزن، الأمل واليأس، 5- الغضب والخوف، 6- الرحمة أو الانتقام.الأصل الثاني: التنسيق في الخطبةأولاً-المقدمة: حسن الافتتاح – أو بيان مقاصد ومحاور الخطبة – أو تقسيم الخطابة، بشرط أن تكون قصيرة، جديدة، موافقة للموضوع.ثانياً- الإثبات: بنوعية: أ) التبيان: بشرح الأدلة، وإثارة العواطف، وطرق الاستدلال، (مع وضوح الأدلة وقوتها، بما يلائم الخطبة والموضوع، ويتفق مع الغرض منها)، وذلك باستخدام الأقيسة والأساليب فيه متنوعة منها: 1- الاستدراج: قال تعالى: ( وقال رجل مؤمن.....وإن يكن كاذباً فعليه كذبه، وإن يكن صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم) 2- القصص أكثر تأثيراً، 3- الأقيسة الضمنية، ذات الحدين، وضرب الأمثلة، مثال: قال تعالى: ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا..)ب) التفنيد: (وهو إبطال ما يدعيه الخصم والأعداء)، وهي إما قبل أن يلقيها الخصم، وإما بعد أن يلقيها الخصم ويعرضها، وإبطالها بغرض الوصول ونصرة الحق، لا الغلب والسبق، فيكون بحسن أدب ولياقة واحترام.ثالثاً-الخاتمة: لها الأثر الباقي لتأخرها، ويحسن أن تكون: 1- موجزة للخطبة ومرماها، 2- مثيرة للعاطفة وبحسبها.الأصل الثالث: التعبير وأدواتهوالتعبير وسط بين اللفظ والمعنى، وأثره منهما معاً، يقول غوستاف لوبون: " إن لبعض الألفاظ والجمل سلطان وتأثير وهيبة، بل البعض يعتقد أن فيها قوة روحانية، وصوراً لا كيف لها، تثير في النفس أماني وأحلام" ويقول ابن الأثير: " إن من يساوي بين الألفاظ في معنى، كمن يساوي بين الشوهاء القبيحة، والرومية المليحة، وكمن يساوي بين النغمة اللذيذة، وصوت الحمار".كل ذلك بشرط أن لا يكون متكلفاً، وقد ذمه الله تعالى في قوله: ( قل ما أسألكم عليه من أجر، وما أنا من المتكلفين).1-الأسلوب الكتابي: البعض يرى أن الأسلوب الخطابي والكتابي متساويين والبعض يرى أنهما ليس كذلك، للفرق بين من يسمع ومن يرى، وخاصة أن الخطابة إذا فقدت التأثير الوجداني فقدت أكبر خصائصها، والفرق بينهما فرق بين الإيجاز والإطناب.
2-الإنشاء الخطابي:أ) الألفاظ: المؤثرة هي الفصيحة البليغة، في مكانها من النظم (التراكيب) ويحسن لها أن تكون سهلة مأنوسة واضحة – لا مبتذلة عامية – وأن تكون مثيرة للخيال تهز النفس، ملائمة للموضوع، غير مقحمة ولا أبلاها الاستعمال، الجذل في موضعه، والرقيق في مناسبته، ويقول الشيخ المؤلف: " لذا ترى ألفاظ أبي تمام؛ كأنها رجال قد ركبوا خيولهم، أو استلوا سلاحهم، وتأهبوا للطراد، وترى ألفاظ البحتري كأنها نساء حسان قد تحلين بأصناف الحلي...".ب) الأسلوب: 1- التصرف في فنون القول بالتنويع، من تقرير إلى تعجب، إلى تهكم، 2- التآلف والتأليف بين الكلمات والنغمات، 3- تنوع الأسلوب بتنوع المقامات وأحوال السامعين، 4- سجع قليل من غير تكلف، موافقاً للمعنى، وإلا كان كغمد من ذهب على نصل من خشب، (وهو حلية إذا زادت عن ذلك قبحت)ج) المقاطع: تجعل المعنى واضحاً، والرفيق مؤثراً، إذا كانت متناسبة متناغمة.الأداء والتطبيق1-التهيئة: بالتحضير واختيار الألفاظ، لئلا يتعثر، أو يُنتَقَد، أو يؤاخذ.
2-طرق التحضير: بدراسة الموضوع وترتيبه في الذهن، أو يكتب عناصره على الورق، أو يقوله مع نفسه، أو يكتبها وينقعها ثم يلقيها، أو يقرأها منة القرطاس.3-الارتجال: بالمران وبسن الشباب وبسماع المرتجلين وتقليدهم، وغشي الجماعات والمحاضرات، والتقدم بالكلام فيهم، ومراقبة نفسه، والتخلص من عيوب نفسه، وله ثلاثة عناصر رئيسة:
أ‌)النطق: وعناصر جودته أربعة: تجويد مخارج الحروف، ومجانبة اللحن الإعرابي، وتصوير النطق للمعاني في الجزالة (والإلقاء المعبر)، والتمهل في الإلقاء، وعدم التسرع، حتى يفهم المعنى المراد.ب‌)الصوت: رويداً رويداً، ثم يرتفع، وحسب الحال، والمقال والمكان، مع التنوع المناسب للمعاني، فلهجة الأمر غير لهجة الدعاء، والرجاء.
ت‌)لغة الجسد: الإشارات والحركات والوقفة المناسبة للمعنى، على أن لا تكون كثيرة، أو متكررة، ويكون مشرفاً على المستمعين، مستقيم الظهر، هادئاً.أنواع الخطابة: بين الوعظية، والاجتماعية، والتربوية، والسياسية، والعلمية، والتحذيرية، والتشجيعية، والانتخابية، والمؤتمرية.


أضف رد جديد

العودة إلى ”خاص بخطبة الجمعة“