هدم الإسلام من داخله

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 790
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

هدم الإسلام من داخله

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

هدم الإسلام من داخله
قال تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيه،ِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)) سورة التوبة.

من ظن أن الغرب الصليبي ألقى سلاحه الاستعماري العدائي للإسلام وأهله؛ بعد هزائمهم النكراء في حروبهم الصليبية في فلسطين وبلاد الشام والبلقان، وانتصار صلاح الدين الأيوبي عليهم في حطين وما بعدها، وانتصارات المماليك والظاهر بيبرس عليهم في فلسطين وما حولها من بلاد الشام، والمغاربة في الأندلس، والأتراك في الأناضول، فهو واهم كل الوهم، لأن الغرب أصبح لديه قناعة تامة أن العالم الإسلامي لا يمكن احتلاله عسكرياً بشكل مباشر دون خسائر فادحة في الأرواح والأموال، فلجأوا إلى أسلوب جديد وهو حرب الإسلام من داخله.
عمد الاستعمار الإنجليزي إلى الأخذ بمقترحات المستشرقين الهدامة، وتطبيقها على الإسلام كدين يمكن تفكيكه بالخداع والمنافقين والوصوليين وأصحاب العقول المضطربة، بسبب عقد الكبر والتكبر في نفوس أصحابها، مع طموحاتهم للشهرة الفارغة، فأسسوا طوائف في الدين شتى، منها من ينكر ختم النبوة، وينسبها إلى متنبئ جديد يورثها لورثته، كالقاديانية والبهائية والبابية وغيرها، تنشر أفكارها بين الجهلة والفقراء المحرومين من المسلمين في عهد التخلف والتقهقر الحضاري لأمة المليار، مستخدمين الجهل والإغراءات المالية والدنيوية.
ومنها إنشاء فرقة تكفيرية تكفر جميع المسلمين بحجة جهلهم بالتوحيد الصحيح، لوجود أضرحة أولياء في قراهم ومدنهم، وانتسابهم للتصوف، ووجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده الشريف، الذي ينبغي نبشه وإخراجه منه حسب زعمهم الفج الموتور، واعتبروا تقدير واحترام المسلمين لبعض رموز السلف وآثارهم شرك وضلال، فلجأوا إلى الفكرة الإنجليزية البروتستانتية، للمصلح الديني النصراني "مارتن لوثر" وهي الرجوع إلى الإنجيل وتفسيره دون الحاجة إلى البابا وعلمائه الكاثوليك، فأحدثوا نظرية في الإسلام شبيهة وهي: " العودة إلى الكتاب والسنة" شعار إسلامي حق يراد به باطل، لإنشاء فقه (لا مذهبي) دون الالتزام بعلم الأئمة الأربعة الكبار، الذين منهجوا الفقه وأخذوه ديناً عن سلف الأمة؛ الصحابة والتابعين الأوائل، بتقوى من الله وخشية، وطهارة نفس من أغراض الدنيا والدنايا، من أول يوم لتفقههم، إلى آخر يوم فارقوا فيه الحياة ما بدلوا ولا غيروا، واجتنبوا جميعاً أبواب السلاطين حفظاً لدينهم، وتنزهاً عن الشبهات، وقصصهم في ذلك معروفة مشهورة.
لكن النابتة التكفيرية جعلوا فقه المتأخرين كابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب وعلماء نجد، هو المرجع الرئيس لأحكام الشريعة والفقه دون سواهم، وطعنوا في فهم وفقه كبار علماء الإسلام الأئمة الأربعة وغيرهم من السلف والخلف، دون أن يكون أحدهم مؤهلاً لرتبة الاجتهاد والفتوى على مستوى الأمة، التي رضيت وتمسكت بتراث علمائها العظيم، تدقيقاً وتحقيقاً ونقداً علمياً وإضافات وشروحات بمئات المجلدات، وآلاف العلماء، قديماً وحديثاً، وهكذا العلم المنهجي يزداد وينمو في كل علوم الدنيا وعلوم الدين، عدا ما رآه جماعة القفز على أصول الاجتهاد وأدواته، بحجة العودة إلى الكتاب والسنة، لإبطال الفقه وأصوله ومناهجه المعتبرة، لإحداث فوضى فكرية غير خلاقة في تراث الأمة الإسلامية العظيم، يضللوا بها الناس ويبدعوهم.
ولو أنهم سلكوا مناهج السلف في هذه العلوم الشرعية، وأضافوا لها ما يستحق الإضافة لما لامهم أحد، على معارك وهمية شغلوا بها الأمة تحت شعار "البدعة ضلالة" شعار حق أريد به الباطل في تكفير أهل الملة وتبديعهم، وإشغالهم عن مقاومة الاستبداد والظلم والاستعمار، للنهوض بالأمة وتوحيد كلمتها، وكذلك حرضوا الناس على الخروج على الخلافة التركية، بتحريض من الإنجليز والغرب واليهود لتحقيق مآربهم في تفكيك دولة الإسلام العظمى الأخيرة، بدعاوى ثورات قومية لإحياء جاهلية الانتماء القبلي والشعوبي بعيداً عن العقيدة والإسلام.
ووظف الغرب كذلك عدداً من العلمانيين ويسر لهم منابر وقنوات، يفسروا القرآن والإسلام على مقاس أهوائهم وإلحادهم، ينكرون منه ما لا يروق لهم، ويحرفون ما يرغبون في تحريفه، مستغلين استبعاد الشريعة من المناهج الدراسية والتعليم، ليشككوا شباب الإسلام بدينهم ويسلخوا منهم صفاء انتمائهم إليه، وثقتهم بأرباب علومه وعلمائه، وأتحفوا الأمة بحمل سيوف نقدهم لعلماء الفقه لدى الأئمة الأربعة، وعلماء الحديث كالبخاري ومسلم وأبو هريرة، لزعزعة ثقة الأمة بتراثها ودينها وعلوم شريعتها، ومصادر اجتهاد علمائها، وهم يحسبون زوراً أنهم يحسنون صنعاً، وكثير منهم يدركون أنهم بأفعالهم هذه الشنيعة يهدمون الإسلام ويخدموا أعداءه، ويؤخروا نهضته المرتقبة، اللهم هل بلغت، اللهم احشرني على منهج السلف الحقيقي في القرون الثلاث الأولى وتلاميذهم المخلصين اللهم فاشهد.  


أضف رد جديد

العودة إلى ”حرب على الإسلام“