العلواني: التفاسير الموروثة حاجز لتدبر القرآن

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

العلواني: التفاسير الموروثة حاجز لتدبر القرآن

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

العلواني: التفاسير الموروثة حاجز لتدبر القرآن بدلاوي لخلافة/ 01-03-2010أكد الدكتور طه جابر العلواني، الرئيس السابق للمعهد العالمي للفكر الإسلامي وعضو المجامع الفقهية، أن المسلمين اليوم ليسوا شهودا على الناس، وذلك بسبب تخلفهم وجهلهم بمقاصد القرآن، التي حررت المسلمين في عهد الصحابة رضوان الله عليهم.وقال العلواني، خلال مشاركته في برنامج "الشريعة والحياة" الأحد 28 فبراير 2010 حول "مقاصد القرآن الكريم"، إن التفاسير الموروثة تشكل حاجزا لتدبر القرآن وتزكية النفس والسلوك بآياته، داعيا إلى إحياء جديد لعلوم الدين لتدبر آيات القرآن واستجلاب التزكية المؤدية للعمران.
وأوضح أن مقاصد القرآن الكريم ثلاثة – خلاف ما يرى البعض من كونهم 6 أو 7 أو 8 - وهي: التوحيد والتزكية والعمران، مؤكدا أن العقائد كلما كانت أقل وأدق يكون تمسك الناس بها أشد.
فالتوحيد: هو حق الله على خلقه، حيث قرر القرآن أساسيات العقيدة والإيمان بالله تعالى، وقد أثبتها القرآن بدليل العناية والخلق والإبداع، معرجا على أصول الإيمان الخمسة بدون تفريع وهي: الإيمان بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر.
أما مقصد التزكية: فهو نظرة التكريم التي تحدث بها القرآن عن الإنسان بجعله حرا مستخلفا في الكون ليحقق غاية الله في الخلق، مستدلا بدعوة موسى عليه السلام، التي جاءت لتحرير بني إسرائيل من استعباد فرعون.
وقال العلواني "إن قمة العبادة أن يكون الإنسان حرا كريما وعبدا لله وحده، فالعبادة الحقيقة تجعل الإنسان عبدا لله وحده وتصونه أن يكون عبدا لحاكم أو رئيس أو لشعب"،ا
وتابع: اللعبادة حررت وجدان الصحابة وعقولهم وجعلت ربعي بن عامر يقف أمام قيصر الروم معتزا بدينه، بخلاف واقع المسلمين اليوم، الذي انصرف إلى الفقه الشكلي والجزئي دون الغوص في المعاني والحقائق.
وأكد أن غياب التزكية كان وراء الانتكاسة التي عرفها التقدم التقني المعاصر بحلول الأزمة المالية العالمية، والتي أكدت أن الغرب يعرف ظاهرا من الحياة الدنيا، مشيرا إلى أن الغربيين لديهم استعداد للتعلم والاستفادة من الإسلام، لكننا نحن الذين "أصبحنا عبئا على الإسلام بجهلنا وتخلفنا، بدلا من أن نكون شهداء على الناس وشركاء في إنقاذ العالم من أزماته".
القول الثقيل
وشدد العلواني على ضرورة حمل القرآن كما حمله الصحابة وأهل بيت رسول الله باعتباره كتابا كونيا موجها للناس في كل زمان ومكان، وليس بقلوب مهزوزة ومفرغة، فالمسلمون اليوم-بحسبه- في ذيل قائمة الأمم وليسوا شهودا على الناس، والأمم الأخرى هي الشاهدة على المسلمين، بل هي من تعلمهم دينهم وتنصحهم بتجنب قراءة آيات وأحاديث من دينهم !!
وللخروج من هذا الحال، يرى العلواني ضرورة إعادة بناء العقل المسلم، والفرد المسلم، والأسرة المسلمة، والأمة المسلمة بتوصيل "القول الثقيل" للعالم.
وتابع: الحاجة الآن ماسة إلى مراجعة علوم الدين وإحيائها - كما فعل حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي - وربطها بعلوم التربية والاجتماع لتكون وسيلة تزكية وليست أشكالا وقضايا جامدة لا روح فيها.
وفي ما يتعلق بالمقصد القرآني الثالث، وهو العمران، قال العلواني "إن العمران لا يكون إلا بأناس أحرار، فعمارة الأرض وتحقيق الخطط التنموية ومحاربة الفقر والأمية مرتبط بالتزكية، فالفاسد والمرتشي لن يحقق عمرانا أو حياة كريمة للناس".
وظيفة القرآن
وأشار العلواني إلى أن القرآن المجيد - بوصفه كتابا كونيا يحمل خطابا عالميا للبشرية كلها، أراده الله تعالى خاتما لكتبه وأنزله على خاتم رسله، وضمنه كل ما جاء في صحف إبراهيم والزبور والتوراة والإنجيل - له وظائف أساسية – أي القرآن الكريم - وهي إعانة الإنسان على:
·تحقيق العهد الإلهي "واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم، قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين"
·أداء مهمة الاستخلاف "إني جاعل في الأرض خليفة"
·أداء الأمانة والنجاح في اختبار الابتلاء والعودة إلى الجنة التي أخرج الشيطان أبويه منها
·التغلب على الشيطان
ونبه العلواني إلى أسماء وصفات القرآن الكريم كما جاءت في الكتاب نفسه مشيرا إلى دلالاتها التي تحيل إلى معاني الهدى والنور والشفاء والبصائر والرحمة وتشريع الخير في الدنيا والآخرة .
وأضاف أن القرآن المجيد ليس كتابا زمنيا أو تاريخانيا مقيدا بفترة معينة بل هو كتاب كل زمان وكل مكان وكل إنسان، وهو المحجة البيضاء، التي لا يزيغ عنها إلا هالك.
وشدد العلواني على ضرورة تحصيل 3 قراءات في الحياة لتحقيق العبودية الخالصة لله تعالى، وهي:
- قراءة القرآن العظيم عن طريق التدبر
- قراءة البشر، الذي هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لتزكية النفس والسلوك.
- قراءة الكون ليكون هاديا لنا لبناء العمران.
وقال إن منهج الرسول الكريم عليه السلام يفسر القرآن عمليا، إذ كان خلقه القرآن، مضيفا أن النبي كان يشرح 10 آيات للصحابة للوصول إلى التلقي والاتباع، فكانوا يتعلمون العلم والعمل، النظرية والتطبيق، مما جعل القرآن قائدا للإنسان في شؤونه وشجونه، والحاكم على كل تصرفاته ونظمه وقيم حياته.
ويستدرك العلواني: لكننا لم نتبع منهج رسول الله، بل اتبعنا منهج من قبلنا فجعلنا القرآن للتبرك من غير تدبر، وصدق على حالنا ما وصف به القرآن من قبلنا بأنهم "كمثل الحمار يحمل أسفارا"
وفي رده على دعوة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، قال العلواني إ"ن المطلوب أن يكون القرآن الكريم هو المصدق والمهيمن، وليس إسقاط حقائق العصر عليه" .


أضف رد جديد

العودة إلى ”القرآن والسنة“