رسالة إلى والداي الحبيبين.

[محمد نبيل كاظم]

إلى والدايلو خيرت أن تخط بقلمك رسالة، فإلى من توجه أولى رسائلك؟
أظن أنك ستوجه أولى رسائلك إلى والديك الكريمين، فهلا أحسنت الكتابة إليهما؟ وأحسنت الرفد والإحسان والبر بهما؟ فإذا كان كذلك، فأمسك بقلمك لتعبر عن مشاعرك الصادقة تجاههما، فإلى هناك.
والداي العزيزين حفظكما الله تعالى ورعاكما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
تحية إليكما من ولدكما البار، أمر الله بها وبمستحقاتها، حيث يقول الله تعالى: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً ...) صدق الله العظيم.
فلقد وصى الله بكما، أعظم وصية إحسان وبر، فجعل طاعتكما بعد طاعته وعبادته، وهذا رسولنا الكريم  يسأله أحد أصحابه عن أحق الناس بحسن صحابته فيقول: " أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك." أكرم بها من وصية، هي عنوان البر والتقوى، والصلاح ورد الجميل.
والداي العزيزين: أعاهد الله أن أحسن طاعتكما، وأقوم بحسن صحبتكما، قولاً جميلاً، وصبراً حسناً، أرفدكما بكل ما أملك من قوة ومشاعر حب وتحنان، وأصلكما في يسري وعسري، أتلطف بكما، وأرعى مصالحكما، وأحنو عليكما، وأدعو لكما، وأكرم أصدقاءكما، وأسعى لكسب رضاكما، فأنتما سبيلي إلى جنة الله ورضوانه، اللهم بارك لي فيهما، واغفر لي بسببهما، وأنلني الجنة برضاهما، كما ربياني صغيراً.
والداي العزيزين: لا يمنعكما الحياء من أن تأخذوا مما أملك ما شئتم، وأن تصلوا بطعامي من أحببتم، وأن تخبروني بما يعكر صفوكم، أو توجهوني إلى ما يسركم من نصح وإرشاد، فأنتم خاصتي في الحياة، وذخري يوم الميعاد، سهرتم الليالي على صحتي، وأشغلتكما مصالحي وأموري، فلا أقل من أن أرد لكما الجميل وهو قليل، وأجر البر بكما من الله جزيل.
والداي العزيزين: حيث توجهت ظهر لي فضلكما، وانتشر أمامي عطر ذكركما، لكما الشكر بعد حمد الله، ربيتماني على الإسلام، وهديتماني إلى الإيمان، وأخذتما بيدي إلى أحسن الأخلاق، حتى غدوت يشار إلي بالبنان، ما أحسن تربية فلان بن فلان، أكرر لكما الاعتراف بجميل الثناء، وعظيم الدعاء، وخالص الرجاء، اللهم أدخلهما الجنة، وارضى عنهما، ورضني بفضلهما، اللهم آمين اللهم آميــن.
ولدك البار المخلص